جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-22@08:17:35 GMT

"تباشير ظفار".. ما بين الضوء والرمز

تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT

'تباشير ظفار'.. ما بين الضوء والرمز

 

وداد الإسطنبولي

لكل مكان لغته الخاصة، وأحيانًا تكفي لمحة من مشهد عابر لتوقظ فينا أسئلة، أو تفتح أبواب التأمل في ما خفي من رموز ودلالات. وبينما كنت أتأمل برج النهضة في ظفار وهو يتلألأ بأضواء الليزر، قادتني كلمة واحدة إلى رحلة في أعماق التراث والمعنى.

تزيّن برج النهضة بمحافظة ظفار بإنارة الليزر الملوّنة، تمتد على جسده الرفيع، بنقش كتب عليه: "ظفار أرض التباشير".

خطرت في بالي كلمة "تباشير"، التي توحي بالبشارة وطلائع السرور، فقلت في نفسي: خيرٌ قادم. فهذا البرج لا يتزيّن إلا لمُناسبات حافلة.

قطع حبل أفكاري صوت أحد الأبناء وهو يلفظ الكلمة خطأ؛ إذ قلب حرف التاء طاءً، أو لعل عينيه تزغللتا من ضوء الإنارة. ابتسمت وقلت له: ربما كلمتك صحيحة، لكنها تشير إلى المادة الكلسية التي يُصنع منها الطبشور. أما في هذا السياق، يا بنيّ، فالمعنى أعمق بكثير.

هنا، "البُشريات" تحمل رمزية أخرى. بحثت في الإنترنت عن "تباشير ظفار"، فظهرت لي صور قديمة لبنايات على أسطحها نقوش بارزة، بعضها بشكل وجوه محفورة كأسد أو حصان، وبعضها يبرز كأنها مُقدمة سفينة. علمت حينها أن هذه الصناعة فن معماري تقليدي، وزخرفة تراثية تعكس بيئة وثقافة المنطقة.

لم تكن مجرد زينة على البيوت؛ بل كانت تؤدي وظيفة قديمة؛ إذ كان أهل المنطقة يضعون عليها البخور وروائح اللبان، تبشيرًا بعودة أهل السفن، سواء في رحلة تجارة أو صيد أو طلب علم. فعندما يفوح عبق الروائح، يستدل به النَّاس على عودة الغائبين.

ومن وظائفها أيضًا التزيين، توضع في أركان البيوت، أو في المنتصف إذا كان المنزل قصرًا.

يعتريني سؤال: كيف كان لأهل ذلك الزمان فكر واسع، وقدرة على خلق رموز ودلالات تبقى أثرًا خالدًا، شاهدة لجيل بعد جيل؟

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حملة لتقليم الأشجار البرية بمحافظة ظفار

نظمت المديرية العامة للبيئة بمحافظة ظفار حملة لتقليم الأشجار البرية، بالتعاون مع مبادرة "وعي" وبمشاركة خبراء من المجتمع المحلي، وذلك خلال الفترة من 19 إلى 29 مايو الجاري، وتأتي هذه الحملة ضمن الجهود السنوية لهيئة البيئة للحفاظ على الأشجار البرية في جبال محافظة ظفار.

وتهدف الحملة إلى تقليم 3000 شجرة برية في ولايات مرباط، وطاقة، وصلالة، ورخيوت، وضلكوت، حيث تُعد هذه العملية ضرورية للحفاظ على صحة الأشجار وضمان نموها بشكل أفضل في ظل الظروف البيئية المحيطة.

وتأتي أهمية تقليم الأشجار رغم أن معظم الأشجار تحتاج إلى الحد الأدنى من الصيانة، إلا أن التقليم المنتظم يحقق فوائد عديدة، منها تحسين الشكل الجمالي للأشجار وتخفيف الحمل عليها، مما يساعدها على التكيف مع الظروف المناخية، كما يعمل على تجديد الأغصان والأوراق، وإطالة عمر الأشجار، والتخلص من الأغصان اليابسة التي قد تكون مأوى للحشرات الضارة.

كما تحمل الحملة فوائد إضافية لتقليم الأشجار، منها تحسين الصحة العامة للأشجار، ويساعد التقليم على إزالة الأغصان الميتة أو المتضررة، مما يمنع انتقال العدوى إلى بقية الشجرة، ويعزز وصول الهواء وأشعة الشمس إلى جميع أجزاء الشجرة، وهو أمر حيوي لعملية التمثيل الضوئي.

مقالات مشابهة

  • حساب "الحصن" للادخار من بنك ظفار يوفر تجربة مصرفية مميزة
  • مؤسسات الأسرى تحذر الاحتلال من محاولة تصفية رموز الحركة الفلسطينية وقادتها
  • أساليب” إسرائيلية” وحشية لتصفية رموز الحركة الأسيرة في سجونها
  • المستشار الثقافي الايراني عزى بسميرة عاصي: رمز من رموز نشر الكتاب
  • مؤسسات الأسرى: الاحتلال يحاول تصفية مجموعة من رموز الحركة الأسيرة وقادتها
  • دينا الشيخ: أضئْ شمعةً في الغيابِ البعيدِ وعلِّمْ طقوسَ البكاءِ السكوتْ وكنْ للسماءِ سماءً وجسرًا وللراحلينَ كدفءِ البيوتْ
  • آبل ما زالت تجني المليارات من فكرة قديمة.. لكن الشقوق بدأت بالظهور
  • بنك ظفار يستعرض الإنجازات في "تقرير الاستدامة" للعام الماضي
  • الاحتفاء بإرث سيد حجاب الأدبي ضمن برنامج رموز القرية بالدقهلية
  • حملة لتقليم الأشجار البرية بمحافظة ظفار