الملتقى الفقهي للجامع الأزهر يناقش حقوق الطفل الشرعية
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
عقد اليوم الاثنين بالجامع الأزهر اللقاء الأسبوعي لـ"ملتقى الفقه"، تحت عنوان "حقوق الطفل في الفقه الإسلامي"، بحضور نخبة من علماء الأزهر وخبراء الفقه الإسلامي، وذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وتوجيهات من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف.
. افتتاح مركز تعليم اللغة الإنجليزية بفرع جامعة الأزهر بأسيوط
وأدار الحوار الدكتور هاني عودة عواد، مدير عام الجامع الأزهر، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن "بناء المستقبل يبدأ بتربية الأطفال، الذين هم رجال الغد"، مشيرا إلى أن الإسلام أولى عناية فائقة بحقوق الطفل، بدءًا من الهدي النبوي في التعامل معهم، ومرورًا بتربيتهم على القيم والأخلاق، وصولًا إلى إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن ذواتهم، داعيا إلى ضرورة "تأصيل هذه الحقوق شرعيًّا، وتذكير الآباء والأمهات والمجتمع بمسؤولياتهم المشتركة في توفير حياة كريمة للأطفال، وتعزيز مناعتهم الفكرية والنفسية عبر التنشئة السليمة".
من جانبه، سلط الدكتور محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، الضوء على الأرقام المُقلقة التي تُظهر حجم التحدي، حيث أوضح أن "العالم الإسلامي يضم نحو 500 مليون طفل، يمثلون 34% من سكانه، بينما يُشكل الأطفال العرب 186 مليونًا، والمصريون منهم 40 مليونًا"، محذرا من إهمال حقوق هذه الفئة العمرية التي تُعد "عماد المستقبل".
كما استعرض الدكتور الصاوي، التحول الجذري الذي أحدثه الإسلام في نظرة المجتمع للطفل، قائلًا: "قبل الإسلام، كان الطفل يُعامل كملكية للأب، بل وصل الأمر إلى وأد البنات خوفًا من الفقر، لكن الإسلام كفل له حقوقًا ملزمة دينيًّا وأخلاقيًّا وقضائيًّا".
بدوره، ناقش د. علي مهدي، أستاذ الفقه المساعد وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، الجانب التربوي، مشيرًا إلى أن "الخوف على الأبناء من الفقر كان دافعًا في الجاهلية لارتكاب جرائم كوأد الأطفال، لكن القرآن حسم الأمر بقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ}"، مؤكدا أن "تقوى الله هي الضمانة الحقيقية لمستقبل الأبناء"، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ}.
وفي ختام الملتقى، استعرض د. هاني عودة حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية، موضحًا أنها تشمل مراحل متعددة تبدأ "قبل الولادة، عبر اختيار الزوجة الصالحة، والالتزام بالتعاليم الدينية، وحق الجنين في النفقة والرعاية الصحية"، وتستمر بعد الولادة بـ"حق الرضاعة، والتسمية الحسنة، والمساواة بين الإخوة، والتعليم، والحياة الكريمة".
يُذكر أن الملتقى الفقهي يُعد أحد المبادرات العلمية التي يُشرف عليها الأزهر لنشر الوعي بالتشريعات الإسلامية المعاصرة، في إطار رسالته العالمية لتعزيز القيم الإنسانية، وسعيه لتقديم رؤى معاصرة تتماشى مع احتياجات المجتمع وتحدياته، مما يساهم في تعزيز الوعي العام حول القضايا المتعلقة بالموضوعات المعاصرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر حقوق الطفل الفقه الإسلامي علماء الأزهر ملتقى الفقه حقوق الطفل حقوق ا
إقرأ أيضاً:
حكم اصطحاب الأطفال إلى المسجد لصلاة الجمعة.. الأزهر يجيب
حكم اصطحاب الأطفال غير البالغين إلى المسجد لصلاة الجمعة؟ سؤال أجاب عنه مركز الأزهر العامي للفتوى الإلكترونية.
حكم اصطحاب الأطفال إلى المسجد لصلاة الجمعة
وقال مركز الأزهر، إن اصطحاب الأطفال غير البالغين إلى المسجد لصلاة الجمعة بغرض تعويدهم على أداء الصلاة أمر مستحب.
وأشار في منشور له على فيس بوك، الى أنه يتأكَّد استحباب ذلك إذا كانوا مُميِّزين؛ لتنشئتهم على حُبِّ المسجد وشهود صلاة الجماعة؛ مع الحرص على تعليمهم آداب المسجد برفق ورحمة، من احترامه والحرص على نظافته وعدم إزعاج المُصلِّين.
واستشهد بما روي عن سيدنا رسول الله أنَّه كان يحمل أحفاده وهو يؤُم المُصلِّين في المسجد.
فجاء عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَؤُمُّ النَّاسَ وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ، وَهِيَ ابْنَةُ زَيْنَبَ بِنْتُ النَّبِيِّ عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ السُّجُودِ أَعَادَهَا». [متفق عليه].
كما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ مَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: «كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ».[أخرجه النسائي].