«عمرو الليثي»: نؤْمِنُ بِأَنَّ بِنَاءَ مُسْتَقْبَلِ آمِنٍ وَمُزْدَهِرٍ لا يَتَحَقَّقُ إِلَّا حِينَ يُصْبِحُ التَّسَامُحُ قِيمَةً راسِخَةً
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
قال رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي عمرو الليثي إِنَّنا نُؤْمِنُ بِأَنَّ بِنَاءَ مُسْتَقْبَلِ آمِنٍ وَمُزْدَهِرٍ لِشُعُوبِنا لا يَتَحَقَّقُ إِلَّا حِينَ يُصْبِحُ التَّسَامُحُ قِيمَةً راسِخَةً في ضمير الأفرادِ وَالْمُجْتَمَعاتِ، وَحِينَ يَتَحَوَّلُ التَّعَايُسُ السَّلْمِيُّ مِنْ شِعارٍ إلى مُمارَسَةٍ يَوْمِيَّةٍ تُعَبِّرُ عَنْ احْتِرَامٍ وَقَبول للآخر.
جاء ذلك في كلمة للدكتور عمرو الليثي ألقاها اليوم الخميس فِي المُلْتَقَى الإعلامي الأوَّلِ، الَّذي تنظمه جامعة الدول العربية، ممثلة في قطاع الإعلام والاتصال، بالتعاون مع اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، تحت عنوان: “دور الإعلام في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي”، بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين، الإعلاميين والخبراء الأكاديميين.
وأشار الدكتور الليثي إلى أَنَّ هَذا المُلْتَقَى هُوَ باكُورَةُ التَّعاوُنِ بَيْنَ اتّحادِ إِذاعاتٍ وَتِلْفِزيوناتِ دُوَلِ مُنَظَمَةِ التَّعاون الإسلامي وقطاع الإعلام والاتصال بجَامِعَةِ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ استنادًا إلى اتفاقِيَّةِ التَّعاوُنِ الَّتي وَقَعْناها مُؤَخَّرًا، كَبادِرَة عملية تكاملية لتعزيز الشراكات بين الهيئاتِ الدُّوَلِيَّةِ المُتَخَصِّصَةِ فِي خِدْمَةِ قَضايا السَّلْمِ الاجْتِمَاعِي وَالتَّفَاهُمِ الْمُشْتَرَكِ.
وأوضح أن فاعِلِيَّةِ اتحادِ "أوسبو" تأتي من كونه يَضُمُّ هَيْئَاتِ الْبَرِّ الْإِعْلَامِي لِدُوَلِ مُنَظَّمَةِ التَّعاوُنِ الإسلامي، وَبَيْنَها العديد مِنَ الدُّوَلِ الأَعْضاء في جَامِعَةِ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ، مما يجعله منصة قَوِيَّةٍ لِلتَّعاوُنِ الإعلامي التكاملي العابر للحدودِ، نَاشِرًا ثَقَافَةَ السَّلَامِ وَالتَّسَامُحِ عَلَى نِطاقٍ واسع.
وأضاف الليثي أنَّ عَالَمَنَا اليَوْمَ يَموجُ بِمَظَاهِرِ الْعُنْفِ وَعَدَمٍ تَقَبُّل الآخَرِ، لافتا إلى أنه عند اتَّسِاعُ الْفَجَواتُ بَيْنَ الشُّعُوبِ وَالثَّقَافَاتِ، وَتعالى الأصوات التي تُغَذِّي الكَراهِيَّةَ وَالانْقِسَامَ، تَتَعاظَمُ مَسْئُوليتنا جميعًا، وخاصة الإعلام، لإعادَةِ صِيَاغَةِ الْخِطَابِ الْعامِ بِمَا يُعَزِّزُ قِيمَ الحوار، وَيَكْسِرُ الصُّوَرَ النَّمَطِيَّةَ، وَيَزْرَعُ بُدُورَ الاحْتِرَامِ الْمُتَبادَلِ.
وأكد على أنَّ الاتحاداتِ الدُّوَلِيَّةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ كِيَانَاتٍ تَنْظِيمِيَّةٍ، بَلْ هِيَ أَدَواتٌ فَعَالَةٌ لِلتَّأثير الإيجابي والتغيير الحقيقي.. موضحا أنه مِنْ خِلالِ التَّنْسِيقِ الْبَيْنِي وَتَبادُلِ الْخِبْراتِ، تَمْلِكُ هَذِهِ الاتحاداتُ الْقُدْرَةَ عَلَى كَسْرِ الْحَوَاجِزِ وَإِحْدَاثِ فَارِقٍ ملموس فِي الْمُجْتَمَعاتِ، مُمَثَلَةً صَوْتًا جَمَاعِيًّا أقوى مِنْ تَغْرِيدٍ مُنْفَرِدٍ، مُطالَبَا إياها في الوقت الحالي أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مضى بِأَنْ تَلْعَبَ دَوْرًا رِيادِيًا في التأثير بتشكيل خطاب إعلامي مُتَسَامِح وَمُتَقَبَل يَقُومُ عَلى قِيَمِ الْعَدَالَةِ وَالْكَرَامَةِ الإِنْسانِيَّةِ.
كما أكد الدكتور عمرو الليثي أن بِنَاءَ مُجْتَمَعاتٍ مُتَماسِكَةٍ يَتَطَلَّبُ اسْتِثْمَارًا حَقِيقِيًّا في التَّرْبِيَةِ الإِعْلَامِيَّةِ وَالتَّثْقِيفِيَّةِ وَتَطوير مُبادراتٍ شُجَاعَةٍ وَمُبْتَكِرَةٍ مِنْها إِنْتاجُ مُحْتَوَى إِعْلَامِي مُشْتَرَكَ بِلُغَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ يُعَبِّرُ عَنْ ثَقافَةِ السَّلام، إطلاق برامج تدريبيَّةٍ تَفاعُلِيَّةٍ تَسْتَهْدِفُ الشَّبَابَ وَصُنَاعَ الْمُحْتَوَى، وَكَذَلِكَ إِقَامَةُ مَنَصَاتٍ حِوارِيَّةٍ مُسْتَدامَةٍ تَجْمَعُ بَيْنَ مُخْتَلِفِ فِئَاتِ الْمُجْتَمَعِ لِتَعْزِيزِ قِيمِ التَّسامُحِ عَلى أَرْضِ الواقع.. .معربا عن أمله في إِطْلَاقِ حَمَلَاتٍ إِعْلَامِيَّةٍ مُوَحَدَةٍ تَمْتَدُّ عَبْرَ القاراتِ، لِتَرْسيخ قيم التَّفاهُم وَالتَّعايُشِ السَّلْمِي فِي مُوَاجَهَةِ كُلِّ أَشْكَالِ التَّطَرُّفِ.
ويهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تضطلع به وسائل الإعلام في تعزيز مبادئ التعايش، وترسيخ قيم الاحترام والانفتاح، بما ينسجم مع القيم الإنسانية والإسلامية، ويواكب المبادرات الدولية الرامية إلى ترسيخ ثقافة السلام ومواجهة خطاب الكراهية.
وتتضمن الجلسة الرئيسية مداخلات لعدد من الشخصيات البارزة في المشهد الإعلامي والأكاديمي، من بينهم: الوزير عصام الأمير، الأستاذ سمير عمر، الدكتور طارق سعده، الوزير أسامة الشيخ، الدكتور سامي الشريف، الدكتور حسين أمين، المهندس حسام صالح، الدكتور ابراهيم ابو ذكري، الدكتور عصام فرج، الدكتور جمال الشاعر، والدكتورة هويدا مصطفى، إلى جانب نخبة من السادة الإعلاميين منهم محمد علي خير، خيري رمضان، طارق علام، أسامة راضي، أيمن عبد المجيد، أحمد محمد سليمان.
كما يشارك في الملتقى الدكتور توفيق أكليمندوس، والدكتورة رشا علام، الدكتورة حنان يوسف، عماد الدين حسين، والدكتور عادل صالح.. وذلك في إطار نقاش موسع حول السبل الكفيلة بتعزيز دور الإعلام في نشر ثقافة التسامح ومواجهة التحديات المعاصرة.
يُذكر أن هذا الملتقى يأتي في سياق حرص اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي و جامعة الدول العربية على تفعيل الشراكة الإعلامية، ودعم الجهود المشتركة لتعزيز قيم السلم المجتمعي على المستويين الإقليمي والدولي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التعاون الإسلامي عمرو الليثي إذاعات وتليفزيونات رئيس اتحاد عمرو اللیثی ن الإسلامی إ ع ل ام ی
إقرأ أيضاً:
بعد تعيينه رئيسًا للمركز القومي للسينما.. من هو الدكتور أحمد صالح؟
أصدر الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة، قرارًا بتعيين الدكتور أحمد صالح رئيسًا للمركز القومي للسينما، في خطوة تُعد بمثابة تجديد الثقة في الكفاءات الوطنية القادرة على النهوض بالثقافة البصرية، وتعزيز مكانة السينما المصرية محليًا ودوليًا.
في أول تصريح له عقب توليه المنصب، أعرب الدكتور أحمد صالح عن بالغ شكره وتقديره لوزير الثقافة على هذه الثقة الغالية، مؤكدًا أنه يعتبر المنصب تكليفًا قبل أن يكون تشريفًا، وعهدًا بالعمل المخلص من أجل أن تظل السينما المصرية منارة للوعي والإبداع في ضمير الأمة، وركيزة من ركائز قوى مصر الناعمة.
رؤية طموحة لتجديد الخطاب السينمائيوأكد صالح أن رؤيته للمركز تنطلق من قناعة راسخة بأن السينما ليست مجرد فن ترفيهي، بل هي مرآة للأمة، وسفيرتها إلى العالم.
وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة جديدة تُعيد الاعتبار للسينما المصرية، بوصفها ضرورة وجودية، وجسرًا بين الأجيال، وأداة لصياغة الوعي الجمعي.
الحفاظ على الإرث السينمائي واجب وطنيوقال إن المركز القومي للسينما سيعمل على تحفيز الإنتاج والتجريب، واستدعاء الذاكرة السينمائية الوطنية إلى قلب الحراك الثقافي المتجدد، إيمانًا بأن الحفاظ على الإرث السينمائي وتطويره واجب وطني وثقافي لا يقبل التأجيل.
انفتاح على الشباب وتطوير للبنية التحتيةوأضاف أن أولويات عمله تشمل:
الانفتاح على الطاقات الشابة من مخرجين وكُتّاب وفنيين.تطوير البنية التحتية للإنتاج والتوثيق السينمائي.تعزيز الشراكات المحلية والدولية مع مؤسسات وهيئات معنية بالسينما.الحفاظ على هوية مصر البصرية ورمزيتها الثقافية في الأعمال الفنية.حوار بنّاء يُعيد جسور الثقةوجه رئيس المجلس القومي للسينما دعوة مفتوحة لجميع العاملين بالحقل السينمائي من “مخرجين، وكتّاب، ونقّاد، ومنتجين، وطلبة، ومؤسسات” للمشاركة في حوار بنّاء يُعيد جسور الثقة ويستعيد روح المبادرة.
تكريم الماضي وبناء المستقبلأكد الدكتور أحمد صالح أن الوفاء لهذا الإرث العريق يقتضي الاعتراف بفضل من حملوا منارة المركز عبر السنين، سواءً من كتبوا مشهدًا، أو أضاءوا بكادر سينمائي زاوية من زوايا الوجدان المصري، أو آمنوا بدور الفن السابع في بناء الإنسان والمجتمع.
سيرة ذاتية ثرية في المجال السينمائييحمل الدكتور أحمد صالح سيرة أكاديمية ومهنية حافلة في المجال السينمائي، فهو:
خريج قسم الإنتاج بالمعهد العالي للسينما عام 2003 بتقدير "جيد جدًا مع مرتبة الشرف".حصل على دبلومة فنون السينما عام 2008، ثم درجة الماجستير عام 2012 بتقدير "امتياز"، والدكتوراه عام 2020 بتقدير "مرتبة الشرف الأولى".عمل عضوًا بهيئة التدريس بالمعهد العالي للسينما منذ عام 2006.شارك في إنتاج عدد كبير من الأفلام الروائية والوثائقية، إلى جانب العمل في المسلسلات الدرامية، والبرامج التليفزيونية، وإدارة الإنتاج في القنوات الفضائية.