اتحاد الصحفيين البريطاني يدين استهداف إسرائيل صحفيي الجزيرة بغزة
تاريخ النشر: 11th, August 2025 GMT
أكد الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا شيمس دولي أن الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين في قطاع غزة يمثل حربا حقيقية على الحقيقة.
وأضاف دولي خلال مداخلة للجزيرة أن هذا الاستهداف المنهجي يهدف إلى منع العالم من رؤية ما يحدث يوميا من مجازر في القطاع المحاصر وقطع الطريق أمام وصول الحقيقة إلى الرأي العام العالمي.
وفي هذا السياق، يأتي منع وسائل الإعلام الدولية من الدخول إلى غزة جزءا من إستراتيجية إسرائيلية شاملة للقضاء على التغطية الإعلامية.
وأوضح أن الاتحاد -الذي يطالب منذ وقت طويل بضرورة السماح لوسائل الإعلام الدولية بالوصول إلى القطاع لتوثيق الأحداث- يرى في هذا المنع محاولة ممنهجة لإخفاء الحقائق.
وكشف دولي أن انتقاد الاتحاد الدولي للصحفيين الحكومة الإسرائيلية بسبب أعمالها وإجراءاتها ضد الصحفيين ليس جديدا، بل يعود إلى فترة طويلة سبقت هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال التي تشكل خرقا واضحا لميثاق حقوق الإنسان، لأن الصحفيين مدنيون في الحرب ومن حقهم التمتع بالحماية الكاملة وفقا للقوانين الدولية، كما أشار المسؤول البريطاني.
ويسلط الاستهداف المستمر الضوء على ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف هذه الانتهاكات.
وفي الوقت نفسه، يؤكد دولي أن الإدانات الدولية وحدها غير كافية على الإطلاق لوقف هذه الجرائم، موضحا أن الاتحاد الدولي للصحفيين كمنظمة مهنية لا يملك القوة اللازمة لمواجهة هذا الاستهداف.
التحرك الدولي
ومن هنا تبرز الحاجة الماسة لتحرك الدول الأعضاء في الأمم المتحدة القادرة على التأثير على القرارات الإسرائيلية، كما يمثل إجراء تحقيق دولي في الحرب على الصحافة والصحفيين مطلبا عاجلا لا يحتمل التأجيل.
وهذه القضية تستدعي أيضا نقاشات جدية مع الحكومة الإسرائيلية لوضع شروط واضحة تضمن السماح لوسائل الإعلام الدولية بالعمل دون عوائق أو تهديدات.
إعلانويضع دولي قضية الإفلات من العقاب في سياق أوسع، مؤكدا أنها تمثل قلقا عالميا وليس مجرد مشكلة محلية.
وأشار إلى أن العديد من الأنظمة في العالم نجحت تاريخيا في استهداف الصحفيين دون عقاب، لكن التطور الحالي في غزة يمثل صرخة للعالم للتحرك بشكل جدي وفعال.
وفي هذا الإطار، تتحمل الدول الأكثر نفوذا على إسرائيل -خاصة الولايات المتحدة– مسؤولية خاصة في وقف هذه الانتهاكات.
لكن دولي يلفت إلى تعقيد إضافي يتمثل في أن إدارة دونالد ترامب أظهرت عدائية تجاه وسائل الإعلام والصحفيين، مما يعقّد الجهود الرامية إلى حماية الصحافة في المنطقة ويجعل التحدي أكثر صعوبة.
وفي اليوم الـ675 من حرب الإبادة على غزة استشهد مراسلا قناة الجزيرة في مدينة غزة أنس الشريف ومحمد قريقع والمصوران مساء أمس الأحد بقصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين في محيط مستشفى الشفاء بالمدينة شمالي القطاع.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي -في بيان- باستهداف الصحفي أنس الشريف في قطاع غزة.
وقال مراسل الجزيرة هاني الشاعر إن القصف أسفر أيضا عن استشهاد المصوريْن إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، في حين أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد الصحفي محمد الخالدي والمصور مؤمن عليوة في الغارة نفسها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الإعلام الحكومي: المنخفض كشّف عمق الكارثة الإنسانية بغزة وخسائره قُدرت بـ4 ملايين $
غزة - صفا أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن المنخفض الجوي القطبي "بيرون" الذي ضرب قطاع غزة خلال الأيام الماضية، شكّل كارثة إنسانية مُركّبة فاقمت من معاناة المدنيين. وقال مدير المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة خلال مؤتمر صحفي بغزة، يوم السبت، إن الخسائر المباشرة الأولية بسبب المنخفض قُدرت بنحو 4 ملايين دولار. وأشار إلى ارتقاء 11 شهيدًا انتشلت جثامينهم طواقم الدفاع المدني، وجاري البحث عن أحد المفقودين، نتيجة انهيار عدة بنايات قصفها الاحتلال سابقًا وتأثّرت بالمنخفض الجوي وظروف المناخ. ولفت إلى انهيار 13 منزلًا وانجراف وغرق أكثر من 27 ألف خيمة بسبب المنخفض الجوي، ضمن مشهد أشد اتساعًا طال فعليًا ما يزيد عن 53,000 خيمة بين تضرر كلي وجزئي. وذكر أن أكثر من ربع مليون نازح، من أصل نحو مليون ونصف المليون نازح يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية. وأضاف أن هذه الوقائع تؤكد مجددًا صحة التحذيرات السابقة التي أطلقناها مرات عديدة، وتكشف عن هشاشة بيئة النزوح التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي بالقوة والقصف، ومنع معالجتها عبر إغلاق المعابر وعرقلة إدخال مواد الإيواء. وبين أن المنخفض تسبّب في انجراف مئات الشوارع الترابية والطرق المؤقتة داخل محافظات قطاع غزة، وتعطّل حركة النقل والمواصلات وصعوبة وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني. وأشار إلى تضرر شبكات صرف صحي بدائية أُنشئت اضطراريًا وغرق مداخل مدارس ومراكز تعليمية تُستخدم كمراكز إيواء، وتلف معدات خدمية مساندة داخل هذه المراكز. وأفاد بتعطل خطوط نقل المياه المؤقتة، واختلاط المياه النظيفة بمياه الأمطار والطين، وانهيار حفر امتصاص مؤقتة في عشرات التجمعات المركزية المكتظة بالنازحين، وارتفاع مخاطر التلوث وانتشار الأمراض. وأوضح أن المنخفض أدى إلى تلف مواد غذائية مخزنة لدى آلاف العائلات الفلسطينية، وتضرر مساعدات غذائية تم توزيعها حديثًا في مناطق غمرتها المياه، وفقدان مخزون طوارئ لدى بعض مراكز الإيواء. وتابع أنه تم غرق مساحات زراعية منخفضة، وتضرر أراضي زراعية ومزروعات موسمية، وتلف عشرات الدفيئات الزراعية البدائية التي تعتاش منها آلاف العائلات النازحة، وخسارة مصدر دخل لمئات العائلات في ظل انعدام البدائل. ولفت إلى تضرر عشرات النقاط الطبية المتنقلة في مراكز النزوح والإيواء، وفقدان أدوية، مستلزمات طبية، ومستلزمات إسعاف أولي، وصعوبة وصول الطواقم الطبية للمناطق المتضررة. وأردف أنه تم تلف بطاريات ووسائل إنارة بديلة، وانجراف وتعطل ألواح شمسية صغيرة في مراكز النزوح ولدى عائلات نازحة. وقال إن تفاقم هذه الخسائر لا يمكن فصله عن سياسات الاحتلال غير الإنسانية، التي تمنع إدخال 300,000 خيمة وبيت متنقل وكرفان، وتعيق إنشاء ملاجئ آمنة، وتغلق المعابر أمام مواد الإغاثة والطوارئ. واعتبر أن ذلك يُشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويعرّض المدنيين، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن، لمخاطر جسيمة يمكن تفاديها. وحمل المكتب الإعلامي الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الواقع الإنساني بالغ القسوة الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني، ولا سيّما أكثر من مليون ونصف المليون نازح يقيمون في مراكز الإيواء ومناطق النزوح القسري، بعد أن تعرّضت منازلهم للتدمير الكامل أو الجزئي من قبل الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة. وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها، والمنظمات الدولية والإنسانية، والوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار، والدول الصديقة والجهات المانحة بالتحرك الجاد والفوري والعاجل للضغط على الاحتلال لفتح المعابر دون قيد أو شرط، وإدخال مواد الإيواء والخيام والبيوت المتنقلة والكرفانات ومستلزمات الطوارئ. ودعا إلى توفير حماية إنسانية حقيقية لمئات آلاف النازحين، ومنع تكرار مشاهد الغرق والانهيار مع أي منخفضات قادمة وحذر من أن الواقع في قطاع غزة كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ويتوجب على الجميع الوقوف أمام مسؤولياته قبل فوات الأوان.