طلبت وزارة الخارجية السودانية في بيان، الجمعة، الولايات المتحدة بالعدول عن تصريحات قال فيها السفير الأميركي في الخرطوم جون غودفري إن "طرفي الحرب الحالية في الخرطوم لا يصلحان لحكم البلاد".

وأشار غودفري في تصريحات، الخميس، إلى فشل جهود بلاده والمجتمع الدولي في استعادة مسار التحول المدني في السودان بسبب الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل بين الجيش الذي يقوده عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الذي كان يشغل منصب نائب رئيس المجلس.

وطالب غودفري الطرفين بإنهاء الحرب التي قال إنها "دمرت البلاد"؛ مؤكدا أن "المستقبل الذي يريده الشعب السوداني لا يمكن أن يتحقق إلا عندما يتم استعادة الأمن للمدنيين".

ووصف بيان الخارجية السودانية تصريح غودفري بـ "غير اللائق" واعتبرته "خروجا على الأعراف الدبلوماسية وقواعد التعامل بين الدول والاحترام المتبادل لسيادة كل منها الآخر".

وأشار البيان إلى أن تصريح السفير الأميركي "تجاهل حقيقة أن القوات المسلحة تدافع عن البلاد".

وجاءت تصريحات غودفري، الذي تولى في السابق مسؤولية ملف الإرهاب في الخارجية الأميركية، بمناسبة مرور عام على تسلم منصبه كأول سفير لبلاده لدى السودان بعد 23 عاما من خفض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.

وتزامن تسلم غودفري لمهمته مع تعقيدات كبيرة شهدتها الأوضاع السياسية في السودان في أعقاب الانقلاب الذي نفذه البرهان في 25 أكتوبر 2021 والذي أنهى الفترة الانتقالية التي دخل فيها السودانيون في أعقاب الاطاحة بنظام عمر البشير في أبريل 2019.

ومنذ تسلمه منصبه كسفير للسودان انخرط غودفري في جهود مكثفة مع ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي من أجل استعادة المسار المدني من خلال دعم الاتفاق الإطاري الذي تم التوقيع عليه في الخامس من ديسمبر 2022 بين الأطراف المدنية والعسكرية والذي كان يفترض أن يؤدي إلى نقل السلطة للمدنيين لكن الحرب التي اندلعت منتصف أبريل أطاحت بالاتفاق.

وفي أعقاب الحرب انخرطت الولايات المتحدة أيضا مع المملكة العربية السعودية وأطراف عربية ودولية أخرى في عملية وساطة هدفت إلى إيقاف الحرب من خلال منبر "جدة" الذي توصل عدة مرات إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لكن دون جدوى.

ويتزايد القلق في الأوساط الدولية من التداعيات الخطيرة للحرب الحالية المستمرة منذ نحو 130 يوما، خصوصا في ظل اتساع نطاقها إلى مناطق أخرى في البلاد وسقوط أكثر من 4500 قتيل من المدنيين والدمار الكبير الذي ألحقته بالبنية التحتية والمنشآت والمؤسسات المدنية والعسكرية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المجتمع الدولي الدعم السريع غودفري الخارجية الأميركية الاتفاق الإطاري جدة السودان البرهان الدعم السريع قوات الدعم السريع الجيش والدعم السريع المجتمع الدولي الدعم السريع غودفري الخارجية الأميركية الاتفاق الإطاري جدة الملف السوداني

إقرأ أيضاً:

الى متى يعاني اهل بلادنا من الحرب والكوليرا والمجاعة؟

الكوليرا تحصد الارواح في قلب العاصمة، والمجاعة تتمدد بعد فشل المواسم الزراعية وتدمير محطات الكهرباء، لا رعاية صحية لا دواء ولا ماء نظيف. والذين لجأوا لدول الجوار بحثا عن الأمان طاردتهم الرسوم الباهظة وانقطاع الموارد القليلة وصعوبة إجراءات الإقامة. رائحة الموت تغطي سماء الوطن كله ينعدم الأمان وسط انتهاكات بحق المدنيين من كل أطراف الحرب، وتنعدم ابسط الخدمات حتى في المناطق البعيدة. اسلاك توصيل الكهرباء نهبها لصوص النحاس واكملت مُسيّرات الدعم السريع المأساة بتدمير المحولات ومستودعات البترول.
حرب دمرت الأخضر واليابس، كم من الأرواح كان يمكن انقاذها لو جنحت الأطراف المتحاربة الى السلم منذ اتفاق جدة الأول؟ أو أرسل الجيش وفده الى مفاوضات جنيف؟ كم من مشاريع البنية التحتية كان يمكن انقاذها؟ محطات الكهرباء ومستودعات البترول وغيرها؟ والتي سيصبح إعادة انشائها بعد توقف الحرب عبئا على شعب فقد كل شيء.
حزب يصر على استمرار الحرب، يصر على العودة الى السلطة فوق أشلاء وطن، حزب خرجت الملايين ضده في ثورة شهد لها العالم، ثورة بدأت ترفع أنقاض أكثر من ثلاثة عقود وتداوي جروحا جسيمة خلّفها النظام الكيزاني في جسد هذا الوطن. لكن النظام الذي بقي بعد الثورة في كل مؤسسات الدولة وتواطأت معه اللجنة الأمنية التي خلفت المخلوع، لم يسعده ان تبدأ الروح تدب في جسد بلادنا، فسعى بكل قوته لعرقلة التحول الديمقراطي وحين فشل انقلاب فض الاعتصام وفشل الانقلاب الثاني، دفع البلاد الى محرقة الحرب.
حرب لم تدمر فقط الأرواح والممتلكات، لكنها تشعل الفتن بين أبناء الوطن وتمهد لتقسيمه وفق اهواء التنظيم الكيزاني الذي فصل الجنوب ويسعى لفصل أجزاء أخرى.
ماذا استفادت بلادنا من فصل الجنوب؟ انفصل جزء عزيز من بلادنا، لقد حرصت الحكومات الوطنية منذ الاستقلال على عدم التفريط في وحدة هذه البلاد، رغم ان تلك الحكومات لم تكن لها خطط استراتيجية تضمن تنفيذ ذلك المطلب، فلم تستطع إيجاد حل نهائي لمشكلة الجنوب، لكن يُحمد لتلك الأنظمة انها كانت تحرص على ابقاء الجنوب ضمن الوطن الواحد، حتى ان بعض تلك الحكومات كانت تقوم بتسليم الحكم للعسكر حين تستنفذ كل محاولات إيجاد حل وحتى لا تتحمل المسئولية التاريخية لتفاقم تلك المشكلة.
نظام الإنقاذ الكيزاني كان النظام الوحيد الذي سعى علنا لفصل الجنوب، خسرنا الجنوب الذي ربطتنا بأهله أواصر الدم والمصير المشترك. لم يكن حل المشكلة مستحيلا قبل انقلاب الإنقاذ الذي جاء لقطع الطريق على مبادرة الميرغني قرنق التي كانت تمثل آخر فرصة لإبقاء هذه البلاد موحدة. عمليا كان الانفصال خسارة للجنوب وللشمال. الشمال بثرواته وأراضيه الزراعية الواسعة والجنوب بثرواته المعدنية والغابية، ببتروله الذي أدى استثماره لتلك الفترة المحدودة قبل الانفصال الى انتعاش اقتصاد البلاد رغم الفساد الذي ابتلع معظم عائدات البترول. فلولا الفساد الانقاذي لكان عائد استثمار البترول لو أُحسن استغلاله في التنمية المتوازنة، كافيا لإنهاض هذه البلاد ولمنع وقوع الانفصال او الحروب.
يريد نفس النظام الان تكرار نفس الخطأ. بين سكان هذه البلاد شمالا وجنوبا شرقا وغربا تمتد أواصر الدم والعلائق الأسرية القوية. ستجد اللغة النوبية تتحدث بها بعض المجموعات السكانية في اقصى غرب وجنوب بلادنا. ستجد ضمن نسيج الشمال مواطنين اصولهم من الغرب، كما ان تجار الشمال الذين انتشروا في كل أقاليم السودان اندمجوا في المجتمعات المحلية وتصاهروا معها وعاشوا لعشرات السنين في وئام وسط أهلهم في كل بقاع السودان. الإنقاذ سعت ومنذ ميلادها المشئوم لبث عوامل الفرقة والفتن بين أبناء هذه البلاد، كان النظام الكيزاني يخشى دائما من وحدة رؤى أبناء هذه البلاد، لذلك سعى لتدمير الكيانات الاهلية والحزبية وحتى منظمات المجتمع المدني، وسعى لترسيخ القبلية بدلا من استخدام الوعي لمحاربتها لصالح الانتماء للوطن الواحد. حتى الولايات تم تقسيمها على أساس القبيلة، وأصبح كتابة اسم القبيلة واجبا في كل استمارات المعاملات الرسمية، في ردة لم يشهد لها العالم كله مثيلا. ظلت الإنقاذ تبحر عكس كل التيارات حتى اوصلتنا الى جحيم الحرب الحالية.
تحادثت قبل فترة مع جار عاد الى الولاية الشمالية بسبب الحرب وكان يعمل في تجارة المعدات الزراعية. قال لي مندهشا: سمعنا ان البعض ينادون بفصل دارفور! لو حدث ذلك لن نجد عملا، فكل اعمالنا مع دارفور! مجرد رجل بسيط لكنه يعي مصالحه ولا يجد في اهل دارفور سوى امتداد طبيعي لأهله في كل ارجاء السودان، مستثمر آخر بدأ مشروعا لعصر الزيوت في الشمال بعد الحرب ثم توقف حين قامت قوات الدعم السريع بوقف تصدير المحاصيل الزراعية، وحين سألته الا توجد مصادر أخرى للفول السوداني؟ أوضح لي: ان الفول المنتج في دارفور بجودته العالية هو الوحيد الذي يصلح لإنتاج الزيت، رغم ذلك تتصاعد دعوات التنظيم الذي فصل الجنوب وأشعل الحرب، تتصاعد دعواتهم القديمة المتجددة لفصل أجزاء أخرى من بلادنا حتى يضمن استدامة حكمه لأقاليم الشمال كما يتوهم. لقد سعت ثورة ديسمبر لمواجهة تلك الأوهام (يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور) فأشعلوا الحرب لتدمير ثورتنا بقيمها العظيمة.
بلاد واسعة وبها خيرات ومصادر كثيرة، وسكانها تربطهم اواصر الدم والرغبة في العيش المشترك، لكن الحكومات هي التي تثير المشاكل والفرقة بينهم. قبل الإنقاذ كانت الحكومات المحلية والإدارات الاهلية تسعى لحل المشاكل التي تنشأ بين الرعاة والمزارعين، وتدفع التعويضات والديات في حال حدوث صدامات. بدلا من ذلك وزّعت الإنقاذ البنادق وزرعت الفتن بين كل المكونات، لتجني بلادنا ثمرات زرعهم حروبا ومصائب.
لا بد من جلوس أطراف الحرب للتفاوض على وقفها وتسليم إدارة هذه البلاد لأهلها. لابد من حل جميع المليشيات لصالح جيش وطني تنحصر مهمته في حماية هذه البلاد. بعد محاسبة كل من ارتكب جرائم او انتهاكات خلال هذه الحرب وفي فترة الحكم الانقاذي التي قادت جرائمها وممارساتها للوضع الحالي.
#لا_للحرب



أحمد الملك


ortoot@gmail.com

 

مقالات مشابهة

  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟
  • أكثر من 170 وفاة خلال أسبوع جراء تفشي الكوليرا في السودان  
  • الإعيسر: أمريكا سارعت باتهام السودان في الوقت الذي تم فيه ضبط أسلحة أمريكية بيد المليشيا المتمردة
  • تدابير حماية الدفاع الوطني
  • الى متى يعاني اهل بلادنا من الحرب والكوليرا والمجاعة؟
  • وزير خارجية إسبانيا ينتقد ازدواجية مواقف بعض الدول الأوروبية تجاه غزة وأوكرانيا
  • وزيرا خارجية الأردن وقبرص الرومية يبحثان جهود وقف الحرب بغزة
  • وزير خارجية إسبانيا: يجب أن تُرفع الأصوات وتُتخذ التدابير لوقف الحرب على غزة
  • سوال : هل نظام الجباية الذي اسسه المستعمر صالح ليكون نظاما للتنمية الوطنية ؟!
  • وهم اسمه السودان !