أين يقف ليو الرابع عشر من سياسات ترامب؟
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
قبل انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية، لم يتردد الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست في توجيه انتقادات صريحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس، معبّرًا في أكثر من مناسبة عن رفضه للسياسات التي رأى أنها تتعارض مع القيم المسيحية. فما هي أبرز مواقفه المعارضة؟ اعلان
إنها المرة الأولى في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية التي يتولى فيها أمريكي السدة البابوية، وهو حدث رحّب به البيت الأبيض واعتبره ترامب "شرفًا عظيمًا"، غير أن التصريحات المرحبة لا تلغي المواقف السابقة للبابا الجديد، والتي اتّسمت بانتقاد واضح لنهج ترامب.
قبل تعيينه، وجّه البابا ليو الرابع عشر انتقادات واضحة لسياسات ترامب، لا سيما في ملفات الهجرة والعدالة الاجتماعية.
ففي شباط/ فبراير، أعاد نشر مقال بعنوان: "جي دي فانس مخطئ: لا يطلب منا يسوع أن نرتب حبنا للآخرين"، في نقد ضمني للخطاب السياسي القائم على التمييز بين فئات المجتمع.
وفي نيسان/ أبريل، أعاد نشر منشور يُعلّق على لقاء بين ترامب ورئيس السلفادور نجيب بوكيلي بشأن ترحيل أفراد عصابات إلى سجون متهمة بانتهاك حقوق الإنسان، جاء فيها: "ألا ترى المعاناة؟ ألا تحسّ بوخز الضمير؟".
ورغم أن الحساب الذي صدرت عنه هذه الانتقادات لم يُنسبْ بشكل رسمي إلى البابا الجديد، فإن تلك المنشورات قد أثارت استياءً بين أوساط الجمهوريين المتشددين، الذين سارعوا إلى انتقاد اختياره بابا للفاتيكان.
وهذه الخلفية توحي بأن العلاقة بين الجانبين قد تتسم بالتوتر، خاصة إذا سار ليو الرابع عشر على نهج سلفه البابا فرنسيس، الذي وصف في وقت سابق سياسات ترامب في ملف الهجرة بأنها "عار".
ومن اللافت أيضًا، أن البابا الجديد ينحدر من مدينة شيكاغو، مسقط رأس الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الخصم السياسي اللدود لترامب.
تقاطعات محدودة واختلافات عميقةمع ذلك، لا تعني انتقادات البابا الجديد غياب أي تقاطعات محتملة مع الإدارة الجمهورية، فثمة نقاط التقاء واضحة، أبرزها الموقف المشترك من الإجهاض، حيث يعبّر كل من ترامب، فانس، وليو الرابع عشر عن رفضهم له.
غير أن هذا التوافق لا يمتد إلى مجمل القضايا، إذ يبرز التباين الحاد في قضايا مثل التغير المناخي والعنصرية. فقد سبق للبابا الجديد أن دعا أتباعه إلى التوقيع على عريضة كاثوليكية بشأن حماية البيئة، مؤكدًا ضرورة التصدي لأزمة المناخ، في موقف يناقض توجهات ترامب الذي انسحب من اتفاق باريس للمناخ.
Relatedفي فيديو لم ينشر سابقا... البابا فرنسيس للشباب "تعلموا الإصغاء"في أول خطاب له.. البابا الجديد ليو الرابع عشر يدعو لبناء الجسور والوحدة بين الشعوبليو الرابع عشر.. من هو البابا الجديد؟أما في ملف العدالة العرقية، فقد أبدى بريفوست، خلال احتجاجات عام 2020 عقب مقتل جورج فلويد، موقفًا صريحًا ضد العنصرية، داعيًا الكنيسة إلى تبني خطاب واضح لتحقيق العدالة الاجتماعية. اذ كتب حينها في منشور بتاريخ 30 أيار/ مايو: "يجب أن يكون لقادة الكنيسة دور أوضح في رفض العنصرية والمطالبة بالعدالة".
وفي المقابل، ألغت إدارة ترامب سياسات التنوع والمساواة داخل المؤسسات الفيدرالية، ما اعتُبر تراجعًا عن جهود مكافحة التمييز.
في المحصلة، لا تبدو العلاقة بين البابا ليو الرابع عشر وترامب محكومة بالانسجام، فهل سيواصل الحبر الأعظم الجديد التعبير عن رؤيته النقدية بوضوح، أم ستملي عليه مقتضيات منصبه البابوي نهجًا أكثر تحفظًا تجاه الإدارة الأمريكية؟
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب الفاتيكان إسرائيل أزمة المهاجرين أوروبا دونالد ترامب الفاتيكان إسرائيل أزمة المهاجرين أوروبا الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب سياسة البابا فرنسيس الفاتيكان دونالد ترامب الفاتيكان إسرائيل أزمة المهاجرين أوروبا قطاع غزة سياسة الهجرة معاداة السامية ألمانيا باكستان حروب البابا لیو الرابع عشر البابا الجدید
إقرأ أيضاً:
زعماء العالم يهنئون بابا الفاتيكان الجديد
هنأ عدد من زعماء العالم الكاردينال الأميركي روبرت بريفوست، بعد انتخابه بابا جديدا للكنيسة الكاثوليكية، ليصبح بذلك أول أميركي يتولى هذا المنصب في تاريخ الفاتيكان.
وهنأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، البابا ليو الرابع عشر قائلا: "تهانينا للكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست الذي تم تعيينه للتو بابا. إنه لشرف عظيم أن ندرك أنه أول بابا أميركي. يا له من شعور بالحماس، ويا له من فخر كبير لبلدنا. أتطلع إلى لقاء البابا ليو الرابع عشر، فسيكون ذلك لحظة ذات مغزى كبير!".
من جانبه، كتب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على حسابه في موقع "إكس": "أهنئ قداسة البابا ليو الرابع عشر بانتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية وأتمنى لقداسته التوفيق في مهامه ومسؤولياته المقبلة من أجل تعزيز قيم التعايش والحوار بين أصحاب مختلف الأديان والمعتقدات لما فيه الخير والسلام والازدهار للبشرية جمعاء".
من جانبه، هنأ المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، البابا ليو الرابع عشر معتبرا أنه يمنح "أملا لملايين المؤمنين".
بدوره، عبر رئيس الوزراء الاسباني، بيدرو سانشيز، عن أمله في أن يعزز البابا الجديد "الدفاع عن حقوق الانسان".
وفي وقت سابق من الخميس، تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين في الفاتيكان، في إشارة إلى أن الكرادلة المجتمعين في مجمع انتخابي قد انتخبوا بابا جديدا لقيادة الكنيسة الكاثوليكية.
وبالتزامن مع ذلك، قرعت أجراس كاتدرائية القديس بطرس احتفالا بانتخاب البابا جديد.