تفاقمت أزمة الوقود في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في اليمن، لتضيف عبئًا جديدًا على كاهل المواطنين، حيث تعد واحدة من أسوأ الأزمات الخدمية والاقتصادية في البلاد.

 

تعيش العاصمة صنعاء ومدن أخرى تحت وطأة أزمة وقود خانقة، حيث أفادت تقارير بانتشار طوابير طويلة أمام محطات البنزين، بالتزامن مع بروز سوق سوداء تبيع الوقود بأسعار مضاعفة.

اليمن بين المطرقة الإقليمية والسندان الدولي.. سياسي يمني لـ "الفجر": الضربات الأخيرة: تأديب لا تمهيد لحرب تساؤلات مشروعة.. العقيد وضاح الدبيش يوضح لـ "الفجر"..هل كان الحوثي يجهل تبعات استهداف السفن الأمريكية؟ التأثيرات الميدانية: شوارع فارغة ومواصلات راكدة

 

أدى تفاقم الأزمة إلى تراجع كبير في حركة النقل داخل صنعاء، حيث أكد التقارير أن الأزمة شلّت حركة سيارات الأجرة والدراجات النارية التي يعتمد عليها آلاف المواطنين لكسب لقمة العيش.

وبحسب التقارير فإن العديد من الشوارع باتت شبه خالية من المركبات، في مشهد يعكس الركود الاقتصادي الحاد وتدهور الخدمات الأساسية.

اتفاق مؤقت بين واشنطن والحوثيين... ولكن الأزمة مستمرة

 

في تطور سياسي لافت، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي، عن اتفاق مع الحوثيين لوقف الهجمات المتبادلة في البحر الأحمر، يشمل التوقف عن استهداف السفن مقابل وقف الغارات الجوية الأمريكية.

 

لكن جماعة الحوثي أوضحت أن الاتفاق لا يشمل الصراع مع إسرائيل، مؤكدة استمرار عملياتها الداعمة لغزة، مما يعني أن أي استهداف جديد للموانئ اليمنية قد يُعيد الأزمة إلى الواجهة من جديد، وربما بوتيرة أشد.

 

أزمة بلا أفق... والحل رهن بتطورات الصراع الإقليمي

 

يذكر إنه حتى الآن، لا يلوح في الأفق أي حل دائم لأزمة الوقود في مناطق الحوثيين، إذ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتطورات الصراع الإقليمي، والاتفاقات الهشة بين أطراف النزاع، ويخشى المواطنون من أن عودة الغارات أو استمرار الحصار على موانئ اليمن سيجعل من هذه الأزمة طويلة الأمد، مع آثار كارثية على الوضع الإنساني المتدهور أصلًا.

ويبقى السؤال: هل تنجح الجهود الدولية في وقف التصعيد وفتح الموانئ أمام المساعدات والوقود، أم أن اليمن على موعد مع موجة جديدة من الأزمات؟.

صنعاء تحت القصف.. 286 غارة أمريكية تستهدف معسكرات الحوثي خلال 50 يومًا ضربة استراتيجية موجعة لـ "ميليشيات الحوثي".. وسياسيون لـ "الفجر": الحل السلمي غير مجدٍ مع عصابة إجرامية

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الازمة اليمنية اليمن الشحات غريب أزمة اليمن أزمة اليمن الإنسانية

إقرأ أيضاً:

وفاة الفنان علي عنبة تُعيد التذكير بإرهاب الحوثي ضد الفن

أعادت حادثة الوفاة المفاجئة للفنان الشعبي علي عنبة في العاصمة المصرية القاهرة، التذكير بسياسة التضييق التي مارستها ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق المجال الفني خلال السنوات الماضية.

وتوفي الفنان الشعبي علي عنبة، فجر السبت، في القاهرة جراء نوبة سكر حادة أصابته، بعد أقل من شهر على استقراره في مصر، إثر قراره الرحيل من صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.

وكان الفنان عنبة قد ظهر في مقطع فيديو العام الماضي، كشف فيه لأول مرة عن معاناته مع القضاء في صنعاء لأكثر من خمس سنوات للفصل في قضية "درج" أقامها أمام منزله.

وأشار إلى أنه ظل لمدة خمس سنوات يتردد على المحاكم في صنعاء، قائلاً: "وأنا لا أعلم أشارع من؟"، حسب قوله، دون أن يتم الفصل في القضية، في إشارة إلى تعرضه للابتزاز بشكوى كيدية.

وعبّر الفنان علي عنبة، بشكل ساخر، عن سخطه من معاناته وهو يشير إلى ملف يحمله بيده، قائلاً إنه لم يعد يحمل العود أو قصائد الأغاني، بل يحمل أوراق الشكاوى والمحاكم.

وختم الفنان عنبة حينها مقطع الفيديو بصوت غاضب، مؤكداً أنه بات يفكر في بيع منزله ومغادرة البلاد للبحث عن عيشٍ في مكان آخر، بسبب عدم إنصاف القضاء في صنعاء.

هذه المغادرة أقدم عليها الفنان الراحل مؤخراً، بحسب ما كشفه مقربون منه، بعد قيام ميليشيا الحوثي بإصدار قرار يمنع استمرار حفلات الأعراس في مناطق سيطرتها بعد الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، ضمن مساعيها للتضييق على أي مظاهر ترتبط بالفن والثقافة.

وأوضح المقربون أن هذا القرار شكّل ضربة قاصمة للفنان الراحل على عكس باقي الفنانين، إذ إن عنبة معروف بفنه الشعبي وطابعه الخاص الذي يرتبط غالباً بالحفلات الليلية، وهو ما أدى إلى توقف نشاطه تماماً.

وأضافوا أن ذلك دفعه إلى اتخاذ قرار نهائي بمغادرة اليمن مع عائلته نحو مصر ليستقر فيها، أملاً في استئناف نشاطه من هناك، قبل أن يُصدم محبوه ومتابعوه بخبر وفاته المفاجئة فجر السبت.

اللافت في هذا السياق، أن وفاة الفنان عنبة جاءت بعد يوم واحد من مقاطع مصوّرة لعدد من الممثلين المقيمين في مناطق سيطرة الميليشيا، وبعضهم من الموالين لها، يشكون فيها من أوضاع معيشية صعبة لهم ولأسرهم.

وشكا هؤلاء الممثلون في المقاطع المصوّرة التي نشروها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، من تخلي سلطة الميليشيا عن دعمهم مالياً رغم مواقفهم الداعمة لها ضد السلطة الشرعية.

إلا أن شكوى هؤلاء الممثلين تضمنت إدانة غير مباشرة لسياسة الميليشيا، بالتأكيد أن سوء أوضاعهم يعود بالدرجة الأولى إلى غياب النشاط الفني في مناطق سيطرتها، على عكس الوضع في المناطق المحررة.

حيث تمنع الميليشيا الحوثية منذ سنوات أي إنتاج درامي خاص في مناطق سيطرتها، وتحصر النشاط الفني بما يتلاءم مع مشروعها وفكرها، ويمكن توظيفه ضد خصومها، ضمن سياستها العدائية التي تمارسها منذ انقلابها ضد الفن والثقافة في اليمن.

مقالات مشابهة

  • هكذا تشكّلت في اليمن ثقافة الانتصار
  • أزمة أدوية في أوروبا.. وغضب بسبب غياب الحلول
  • من ذرائع حرب غزة إلى إشعال الصراع الداخلي.. الحوثي في مهمة إشعال الحروب
  • ‏لماذا يخرج اليمن من الصراع أقوى؟؟
  • سقوط ورقة التوت الغزاوية: الحوثي يبحث عن صراع جديد لـ تأميم غضب الرواتب والمجاعة
  • النيابة العامة تأمر بحبس مسؤولين على ذمة التحقيق في مخالفات تتعلق بتوريد الوقود
  • تصاعد الاحتجاجات في قابس التونسية وسط تفاقم أزمة بيئية خانقة
  • أغلبها بمناطق الحوثيين.. تسجيل أكثر من 13 ألف حالة انتحار في اليمن خلال سنوات الحرب
  • وفاة الفنان علي عنبة تُعيد التذكير بإرهاب الحوثي ضد الفن
  • كيف تخلَّى الساسة والمسافرون عن السفر الجوي الأقل إطلاقًا للكربون؟