حرب الحوثي بالوكالة.. مكاسب للجماعة على حساب مقدرات الشعب
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
سجلت مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية في ظرف أيام خسائر اقتصادية فادحة في البنية التحتية للبلاد بعد تعرضها لغارات إسرائيلية ردا على اعتداءات حوثية تحت غطاء إسناد غزة.
وكانت الجماعة الحوثية أطلقت صاروخاً، الاحد الماضي، استهدف، محيط مطار بن غوريون الاسرائيلي، وتسبب انفجاره في حفرة ضخمة قرب المطار وإصابات طفيفة، بعد فشلت الدفاعات في اعتراضه، مع إعلان شركات الطيران الدولية تعليق رحلاتها مؤقتاً.
الحفرة التي خلفها الصاروخ، دفع بالميليشيات الحوثية إلى الاعلان عن فرض حظر جوي شامل على إسرائيل، منتشين بما حققه الصاروخ من اختراق لدفاعات المطار الإسرائيلي المعروف بتحصيناته الدفاعية .
غير أن النشوة الحوثية لم تدم طويلا بعد غارات عنيفة شنتها مقاتلات إسرائيلية بعد ٢٤ ساعة من الهجوم الحوثي استهدف ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة ومصنع باجل للاسمنت أسفرت عن تدميرهما واخراجهما عن الخدمة.
ولم تتوقف إسرائيل عند هذا الحد بل شنت عصر الثلاثاء غارات مماثلة دمرت مطار صنعاء الدولي ومصنع اسمنت عمران وثلاث محطات كهرباء تحويلية وتوليدية.
اتفاق ينقذ الحوثي :
على وقع الغارات الإسرائيلية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تلقيه رسائل من قيادات حوثية تفيد باستسلامهم والتزامهم بوقف استهداف السفن التجارية في المياه الدولية مقابل وقف الغارات الامريكية على مواقعهم.
لاحقا أعلنت الخارجية العمانية عن رعايتها اتفاق بين الحوثي والولايات المتحدة لخفض التصعيد، يتم بموجبه إيقاف الغارات الأمريكية مقابل وقف الهجمات الحوثية البحرية.
واعتبرت القيادات الحوثية على راسها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، هذا الاتفاق بمثابة انتصار على الرغم من مخالفته لتوجهاتهم التي تعتبر حلفاء إسرائيل أعداء لها، بل أن زعيم الجماعة برر استهدافهم للقطع الحربية الأمريكية بأن الأخيرة هي من بدأت الهجوم على مواقعهم وجعلوا أنفسهم أهداف لصواريخهم ومسيراتهم.
وربما تكون سعادة الحوثيين بهذا الاتفاق كونه انقذهم من هجمات دمرت معظم مقدراتهم العسكرية واستهدفت العشرات من قيادات الصف الثاني والثالث وكانت في طريقها لضرب قيادات الصف الاول.
واستغلت ميليشيا الحوثي هذا الإتفاق للترويج لإنتصارها المزعوم على الولايات المتحدة الأمريكية وقدرتها على التصدي لحاملتي طائرات أرسلتهما إلى المنطقة لمواجهة الحوثي، حد زعم الأخير .
بكاء رسمي على الاطلال :
في مقابل السعادة الحوثية بالاتفاق مع واشنطن، كانت السلطات الرسمية الموالية للجماعة تبكي الخسائر التي منيت بها البلاد جراء الغارات خاصة الإسرائيلية.
واعترفت السلطات الحوثية أن الغارات أخرجت مصنعي إسمنت باجل وعمران عن الجاهزية وأضر بالآلاف من العمال والأسر التي كانت تعتمد على المصنعين كمصدر دخل، وأفقد آلاف المستفيدين من الخدمات الاجتماعية والطبية التي يقدمها المصنعان للمجتمعات المحلية المجاورة والمحيطة بهما.
وفي حين قدر اقتصاديون حجم الخسائر جراء الغارات الإسرائيلية باكثر من مليار ريال، قال المدير العام لمطار صنعاء الدولي المعين من الحوثيين، خالد الشايف، إن الخسائر الأولية الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على المطار تُقدّر بنحو 500 مليون دولار، مشيراً إلى شركة الخطوط الجوية اليمنية خسرت ثلاث طائرات في الهجوم.
وتكشف أحداث الأسبوع الماضي حجم الخسائر التي يمكن أن يتكبدها اليمن على طريق رسم الإنتصارات الزائفة لجماعة ولائها الأول والأخير لعقيدتها المستمدة من أجندة خارجية معادية للمنطقة والإقليم وتخدم طائفة متطرفة تزعم بإن الحكم حق إلاهي لهم دون غيرهم من البشر .
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية
كشفت مليشيا الحوثي عن تفاصيل ما تعرضت له من ضربات عسكرية ن قبل الولايات المتحدة. حيث أوضحت انها شنت عليهم 1712 غارة جوية وبحرية على اليمن، منذ بدء ما وصفتها بـ”العدوان الأمريكي” في منتصف مارس الماضي.
وأفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن واشنطن حشدت حاملتي الطائرات “ترومان” و”فيسنون” لأول مرة في المنطقة، واستخدمت طائرات شبح من طراز “B2”، إلى جانب قاذفات استراتيجية “B52”.
وأشارت المليشيا إلى أنها نفذت أكثر من 131 عملية عسكرية، استخدمت خلالها 253 صاروخًا باليستيًا ومجنّحًا وفرط صوتي، إلى جانب طائرات مسيرة، في إطار ما وصفته بـ”عمليات الإسناد لغزة والتصدي للعدوان الأمريكي”.
وأضافت أن الدفاعات الجوية التابعة لها أسقطت 8 طائرات من طراز “MQ-9” وطائرة استطلاع من نوع “F360”، وتمكنت من اعتراض طائرات شبح ومقاتلات “F-18”، ما أجبرها ـ بحسب الجماعة ـ على الانسحاب من الأجواء اليمنية.
كما تحدثت عن تنفيذ 24 عملية استهداف ضد حاملة الطائرات “ترومان”، ما دفعها إلى التراجع نحو أقصى شمال البحر الأحمر، وإسنادها بحاملة الطائرات “فيسنون”.
ورأت الجماعة أن “ترومان باتت رمزًا لفشل العمليات الأمريكية في البحر الأحمر”، رغم ما وصفته بـ”التكتم الشديد” على حجم الخسائر.
ولفتت إلى إسقاط طائرتين من نوع “F-18” خلال أسبوع واحد.
ورغم الدعم الأمريكي لإسرائيل، بحسب البيان، قالت جماعة الحوثي إنها نفذت عمليات نوعية استهدفت مواقع داخل إسرائيل، من بينها مطار بن غوريون وقاعدة نيفاتيم الجوية، في سياق دعمها للمقاومة الفلسطينية في غزة.
وأكدت أن هذه العمليات أدت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة، بوساطة عُمانية، يقضي بوقف الهجمات الحوثية على السفن الأمريكية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مقابل وقف واشنطن عملياتها العسكرية في اليمن.
وكانت سلطنة عُمان قد أعلنت، مساء الثلاثاء، نجاح وساطة قادتها بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي، توصلت إلى اتفاق هدنة متبادل بين الطرفين.
وفي المقابل، شددت جماعة الحوثي على أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل، مؤكدة استمرار هجماتها ضدها “حتى وقف الإبادة بحق المدنيين في غزة