توتر متصاعد بين الهند وباكستان رغم اتفاق وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
تبادلت الهند وباكستان، اليوم الأحد، الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أمس السبت بوساطة أمريكية، بعد أيام من التصعيد العسكري المتبادل الذي أسفر عن مقتل 60 مدنيًا على الأقل في منطقة كشمير المتنازع عليها بين الجانبين.
وأكد سكرتير وزارة الخارجية الهندية، فيكرام ميسري، في مؤتمر صحفي، أن "هناك انتهاكات متكررة لوقف إطلاق النار خلال الساعات الأخيرة"، مشيرًا إلى أن "القوات المسلحة الهندية ردت بالشكل المناسب على هذه الانتهاكات".
وطالب ميسري الجانب الباكستاني باتخاذ ما وصفه بـ "الإجراءات المناسبة" للتعامل مع الوضع بجدية، وتفادي المزيد من التصعيد.
باكستان تنفي الاتهامات وتؤكد التزامها بالاتفاقفي المقابل، شددت وزارة الخارجية الباكستانية على التزامها الكامل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة في بيان أن "القوات الباكستانية تتعامل مع الوضع بمسؤولية وضبط للنفس".
واتهم البيان الجانب الهندي بارتكاب خروقات متكررة للاتفاق، داعيًا إلى معالجة تلك الانتهاكات عبر "القنوات الدبلوماسية المناسبة" مع التأكيد على أهمية التزام القوات على الأرض بضبط النفس.
تبادل إطلاق النار في كشمير رغم الهدنةورغم الإعلان الرسمي عن الاتفاق، أفاد مراسلون من وكالة الصحافة الفرنسية بسماع دوي انفجارات قوية في مدينة سريناغار، كبرى مدن كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، وأشاروا إلى تدخل أنظمة الدفاع الجوي، في مؤشر واضح على تواصل الاشتباكات.
وفي الجانب الباكستاني من كشمير، تحدث مسؤولون محليون للوكالة ذاتها عن "تبادل متقطع لإطلاق النار" بين القوات الهندية والباكستانية في ثلاث نقاط على طول خط المراقبة، ما يعكس هشاشة الهدنة المعلنة.
اتفاق الهدنة بوساطة أمريكية وسط مخاوف دوليةوكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أعلن، في منشور على منصته "تروث سوشيال"، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين نيودلهي وإسلام آباد جاء بعد "ليلة طويلة من المحادثات بوساطة أمريكية".
وأضاف ترامب: "يسعدني أن أعلن أن الهند وباكستان اتفقتا على وقف إطلاق نار شامل وفوري"، مشيدًا بـ "المنطق السليم والذكاء العظيم" الذي تحلى به الطرفان، حسب تعبيره.
وأكد وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، عبر منصة "إكس"، أن الاتفاق تم التوصل إليه بين الطرفين دون شروط مسبقة، وأنه يشمل "وقفًا فوريًا لإطلاق النار".
بدورها، أكدت مصادر حكومية هندية أن الاتفاق تم بعد مفاوضات مباشرة بين الجانبين، دون مناقشة أي بنود إضافية خارج وقف إطلاق النار، في حين اعتبر وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن الاتفاق جاء نتيجة "مفاوضات مكثفة" شارك فيها إلى جانبه نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، مع قادة البلدين.
ترحيب دولي واسع بالتهدئةلاقى الاتفاق ترحيبًا دوليًا واسعًا، حيث وصفته بريطانيا بأنه "خطوة إيجابية ومرحب بها"، فيما اعتبرته فرنسا "اختيارًا مسؤولًا"، وأشادت ألمانيا به بوصفه "خطوة أولى مهمة نحو التهدئة".
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن أمله في أن يؤدي الاتفاق إلى "سلام دائم ومستقر" بين البلدين النوويين، في حين دعت إيران إلى "ضبط النفس والحوار"، مؤكدة دعمها لأي جهود تفضي إلى الاستقرار الإقليمي.
أما الصين، التي تتقاسم حدودًا مع الهند وباكستان، فقد أعربت عن "قلقها الشديد" إزاء التصعيد الأخير، وأكدت استعدادها للعب دور "بنّاء" في دعم جهود السلام بالمنطقة.
خلفيات التصعيد: هجوم دموي في كشميرويعود التصعيد الأخير إلى يوم 22 أبريل الماضي، عندما شهد الشطر الهندي من كشمير هجومًا مسلحًا استهدف موقعًا سياحيًا وأدى إلى مقتل 26 شخصًا، وهو ما اعتبرته نيودلهي "هجومًا إرهابيًا" ونسبته إلى جماعة "لشكر طيبة" التي تتخذ من باكستان مقرًا لها وتُصنف كمنظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة.
في المقابل، نفت الحكومة الباكستانية علاقتها بالهجوم، ودعت إلى "تحقيق دولي شفاف"، محذرة من استغلال الحادثة لتأجيج التوترات السياسية والعسكرية بين البلدين.
أعنف مواجهة منذ عقودوبدأت الهند يوم الأربعاء الماضي سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت عدة مدن باكستانية، قالت إنها "معاقل لجماعات إرهابية"، ما دفع الجيش الباكستاني إلى الرد بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة على قواعد عسكرية هندية، منها ثلاث قواعد جوية، إحداها قريبة من العاصمة إسلام آباد.
وشكل هذا التصعيد أسوأ مواجهة عسكرية بين البلدين منذ عقود، وأثار مخاوف من انزلاق النزاع إلى حرب شاملة بين الجارتين المسلحتين نوويًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهند باكستان كشمير وقف اطلاق النار دونالد ترامب النزاع الهندي الباكستاني إطلاق نار الجيش الهندي الجيش الباكستاني اتفاق وقف إطلاق النار الهند وباکستان
إقرأ أيضاً:
العالم يتفاعل مع وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال.. هدنة هشة أم بداية انفراجة؟
أثار إعلان وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، موجة واسعة من ردود الفعل الدولية والعربية، تراوحت بين الترحيب والدعوة لتثبيت التهدئة، والتحذير من هشاشتها في ظل تصاعد التوترات في المنطقة.
وجاء الاتفاق الذي تم الإعلان عنه فجأة بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة، نتيجة وساطات إقليمية ودولية مكثفة، على رأسها قطر وتركيا والولايات المتحدة، وأسفر عن إنهاء متبادل للعمليات الهجومية المباشرة بين الطرفين، بما في ذلك الغارات الجوية والهجمات الصاروخية.
الأمم المتحدة ترحب وتدعو للالتزام
رحب أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالاتفاق، واصفًا إياه بـ"الخطوة المهمة على طريق خفض التصعيد"، داعيًا في بيان رسمي إلى التزام الطرفين ببنود الاتفاق، وتوفير الحماية للمدنيين في كافة مناطق النزاع، خصوصًا في غزة ولبنان.
الولايات المتحدة: تهدئة مشروطة بالحذر
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق بأنه "خطوة ضرورية لاحتواء التوتر في الشرق الأوسط"، لكنه شدد في بيان للبيت الأبيض على أن "واشنطن ستراقب مدى التزام الطرفين، خصوصًا الاحتلال الإسرائيلي، بوقف الاستفزازات"، مؤكدًا أن "الضغط الدبلوماسي الأمريكي كان حاسمًا في الوصول إلى هذه النتيجة".
وبعد انتهاك الاتفاق قال ترامب إنه ليس راض كون إسرائيل وإيران انتهكتا وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن قدرات إيران النووية "انتهت" وأنها لن تتمكن من إعادة بناء برنامجها مجددًا.
ودعا ترامب إسرائيل إلى عدم قصف إيران قائلًا: "لا تسقطوا تلك القنابل، إذا فعلتم ذلك، فسيكون ذلك انتهاكًا خطيرًا، أعيدوا طياريكم إلى ديارهم الآن".
الاتحاد الأوروبي: بداية لحل سياسي أوسع
من جهته، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن الهدنة تشكل فرصة لإعادة إطلاق الجهود الدبلوماسية المتوقفة، وقالت مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل إن "وقف النار يجب أن يتبعه حوار مباشر بين طهران وتل أبيب، تحت مظلة إقليمية ودولية"، مؤكدة أن بروكسل مستعدة لدعم أي مسار تفاوضي يفضي إلى استقرار دائم.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلق بالغ إزاء تنامي تصعيد النزاع في الشرق الأوسط. وقال إنه أدان مرارا أي تصعيد عسكري في هذا النزاع، بما في ذلك هجوم #إيران اليوم الاثنين على أراضي #قطر.
وجدد عوته لجميع الأطراف بوقف القتال.https://t.co/UF7P6I7K4N — أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) June 23, 2025
روسيا: دعم مشروط وتحذير من الخروقات
وعبر الكرملين عن "دعمه الكامل" للاتفاق، لكنه حذر من "إمكانية انهيار التفاهمات إذا لم يتم تفعيل آليات مراقبة مستقلة"، بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية.
أكدت موسكو التي تربطها علاقات مع طهران وإسرائيل على حد سواء، أنها عرضت لعب دور الوسيط في أي مفاوضات مستقبلية.
تركيا: الهدنة لا تكفي دون محاسبة إسرائيل
واعتبرت الخارجية التركية الاتفاق "نتيجة طبيعية لصمود محور المقاومة"، لكنها شددت على أن "وقف إطلاق النار يجب ألا يكون غطاءً لجرائم الاحتلال في غزة"، داعية إلى تحقيق دولي فوري في الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين.
قطر: الوساطة نجحت... والجهود مستمرة
وأعلنت قطر رسميًا أنها لعبت دورا محوريا في الوساطة التي قادت إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وأكدت في بيان رسمي أنها "مستمرة في جهودها الدبلوماسية لتثبيت التهدئة وضمان إدخال المساعدات إلى غزة"، مشيدة بالتنسيق مع واشنطن وأنقرة في الوصول إلى هذه المرحلة.
مصر والسعودية: منع التصعيد أولوية
رحبت القاهرة والرياض باتفاق الهدنة، واعتبرته "خطوة ضرورية لتفادي انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة"، وأكد بيان مشترك للبلدين دعمهما لأي مسار يضمن استقرار الأوضاع ووقف الانتهاكات، مع التركيز على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة كشرط لاستدامة التهدئة.