ما لم يوثقه الفيلم.. مخرج المستوطنون يكشف ما وراء الكاميرا
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
أكد الصحافي البريطاني لويس ثيروكس، مخرج الفيلم الوثائقي "المستوطنون" الذي أثار جدلاً واسعاً بعد عرضه على شبكة "بي بي سي"، أن التفاعل الكبير مع الفيلم يعكس صدمة جمهور لم يكن على اطلاع حقيقي بما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أن "الواقع على الأرض يفوق ما أمكن توثيقه بكثير".
وفي مقال نشرته صحيفة "الغارديان"، أشار ثيروكس إلى أن معظم التعليقات التي وردته بعد عرض الفيلم عبّرت عن صدمة المتابعين من المشاهد التي وثقها، قائلاً: "لو كان ما عرضناه في الفيلم صادماً، فهذا يعني أنك لم تكن تولي اهتماماً حقيقياً لما يحدث".
وأكد ثيروكس أنه لم يتوقع هذا الحجم من الاهتمام، قائلاً: "لم أكن أظن أن فيلماً عن واقع الضفة الغربية – هذه القضية المزمنة – قد يحقق هذا الانتشار. فوجئت بكم الرسائل، والتغريدات، وردود الأفعال التي تواصلت لعدة أيام. معظمها عبّر عن امتنان لعرض الحقيقة، ولكنها أيضاً كشفت جهلاً واسعاً بما يحدث هناك".
وأضاف المخرج البريطاني: "الفيلم لم يكن سوى رحلة قصيرة في منطقة تخضع لاحتلال عسكري خانق. تجولنا شمالاً وجنوباً، تنقلنا بين المستوطنات والبلدات الفلسطينية، وقابلنا شخصيات منخرطة بعمق في مشروع استيطاني لا يخفي نزعته الإقصائية".
View this post on Instagram A post shared by Translating Palestine فلسطين (@translating_falasteen)
ونوّه ثيروكس إلى أن المقابلة التي أجراها مع المستوطِنة دانييلا ويس كانت من أبرز لحظات الفيلم. وقال: "كانت جالسة وسط خرائط وصور، تتحدث عن إسرائيل الكبرى كأنها أمر واقع، وتشير إلى أن على الفلسطينيين مغادرة أراضيهم والبحث عن أوطان بديلة. لم تعبأ حين قلت لها إن القانون الدولي يعتبر ذلك جريمة حرب. بل ضحكت، وهزّت كتفيها بلا مبالاة".
وأوضح المخرج أن تلك اللحظة أثارت لديه انفعالات غير معتادة، وقال: "عندما وصفت آراءها بأنها تعكس اضطرابات شخصية، كان ذلك نتيجة طبيعية لموقفها الواضح بعدم الاكتراث لأي شعب سوى شعبها. ربما بدوت أكثر حزماً في هذه اللحظة مقارنة بأعمالي السابقة، لكن قسوة الواقع فرضت ذلك".
وأشار ثيروكس إلى أن بعض النقاد اتهموا الفيلم بأنه ركز على "حفنة من المتطرفين"، متجاهلاً ما وصفوه بـ"الطبيعة المتنوعة" للمجتمع الإسرائيلي. وردّ على ذلك بالقول: "لو كانت تلك الشخصيات تمثل الهامش فقط، فلماذا تجد نفسها في صلب صنع القرار؟ شخصيات مثل دانييلا ويس تجد الدعم والحماية من قبل الجيش، ويتبنى مسؤولون حكوميون رؤاها صراحة".
وتابع: "في بريطانيا، تعتبر الشخصيات المتطرفة كـتومي روبنسون خارج الساحة السياسية. أما في إسرائيل، فلدينا مسؤولون حكوميون يجلسون فعلياً على طاولة القرار ويديرون ملفات الأمن والمالية، وهم من صلب هذا التيار".
وأكد ثيروكس أن أحد المشاهد التي تركت أثراً عميقاً فيه تمثلت في متابعة الناشط الفلسطيني عيسى عمرو، الذي ظهر في الفيلم وهو يسير وسط "المنطقة العقيمة" في الخليل، الخاضعة لسيطرة المستوطنين والجيش الإسرائيلي. وقال: "بعد أيام من بث الفيلم، تلقينا خبراً أن عيسى تعرّض لهجوم من قبل مستوطنين وجنود داخل منزله. بدا الأمر انتقاماً مباشراً، وهذا منح الفيلم بُعداً مؤلماً وغير متوقع".
وعن الأثر الأوسع للفيلم، أضاف ثيروكس: "ما أردنا أن نقوله هو أن هذه ليست مجرد قصة محلية. إن صعود تيارات قومية متطرفة، معادية للمساواة والديمقراطية، أصبح ظاهرة عالمية. وما يحدث في الضفة الغربية يعكس اتجاهاً يلقى إعجاب قادة يمينيين حول العالم، من بينهم دونالد ترامب الذي استضاف مؤخراً أحد قادة المستوطنين في منتجعه بفلوريدا".
وختم ثيروكس بالقول: "أنا فخور بما قدمناه، لكنني أعلم أننا لم نتمكن من نقل كل شيء. هناك فظائع تحدث لا يمكن للكاميرا أن تلتقطها، ومعاناة لا توصف. وما يُعرض على الشاشة ليس سوى جزء صغير من واقع أكبر وأكثر قسوة".
ورصد الفيلم تصاعد أعمال العنف والتضييق على الفلسطينيين، تزامناً مع تزويد الحكومة الإسرائيلية للمستوطنين بأسلحة هجومية.
وأثار الفيلم تفاعلاً مكثفاً في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثير من المتابعين عن صدمتهم من الحقائق المعروضة، فيما رأى البعض أن الفيلم أعاد تسليط الضوء على وقائع معروفة لكنها غائبة عن الاهتمام الإعلامي.
ووصف الصحافي البريطاني بيتر أوبورن الفيلم بأنه لم يكشف جديداً بقدر ما كشف عن تقاعس الإعلام عن نقل الواقع، بينما رأى آخرون أن "المستوطنين المتطرفين" في الفيلم لا يمثلون المجتمع الإسرائيلي ككل، وهو ما رفضه ثيروكس مشيراً إلى أن قادة مثل إيتامار بن غفير – أحد المستوطنين – يشغلون مناصب عليا في الحكومة الإسرائيلية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بي بي سي الضفة الاحتلال الاستيطان الضفة بي بي سي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
دعوات لخطوات رسمية وشعبية للتصدي لاعتداءات المستوطنين بنابلس
نابلس - صفا تتواصل الدعوات في الضفة الغربية المحتلة، لتشكيل لجان شعبية للحماية والحراسة في القرى والبلدات الفلسطينية، في ظل تصاعد هجمات المستوطنين المدعومين من قوات الاحتلال. وحذر رئيس مجلس قروي بيت دجن نصر أبو جيش، من مخاطر الهجمة الاستيطانية الأخيرة بحق بلدته ومناطق عديدة بمحافظة نابلس. ودعا إلى خطوات رسمية وشعبية وفصائلية لصد تلك الممارسات، ومساندة الأهالي في المناطق المستهدفة من الاستيطان. وأوضح أن ما يجري حاليًا من قضم الأراضي ونشر البؤر الاستيطانية الرعوية الم حقيقي وهجمة مسعورة تتطلب توظيف كل الطاقات والجهود لمواجهتها، وعدم الاكتفاء بالمتفرج والخوف. وقال إن نار الاستيطان ستطال الجميع، ولن يكف الاحتلال بمناطق (ج وب)، بل سيصل كل فرد ومنطقة فلسطينية بالضفة، خاصة بعد قرار بسط السيطرة على مناطق واسعة من الضفة خاصة بالريف. وشدد على أن ذلك يشكل خطورة كبيرة، محذرًا من تبعات ذلك على مستقبل الوجود الفلسطيني، في ظل العمل المنظم للمستوطنين، وغياب أي مساندة حكومية. ونوه أبو جيش إلى خطورة البؤر الاستيطانية في بلدته بيت دجن حيث ابلعت البؤرة الاستيطانية الشرقية ما يقارب من 20-25 ألف دونم من أراضي البلدة، والبؤرة في الجهة الغربية لا تبعد سوى 80 مترًا من خزان المياه المزود للبلدة وبيت فوريك ومنازل الأهالي. وكان مركز معلومات فلسطين "معطى" رصد 6351 انتهاكًا ارتكبه جيش الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية والقدس، خلال يونيو/ حزيران الماضي.