الدولار يستعيد بريقه مؤقتا.. هل يستمر في التألق؟
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
شهد الدولار الأمريكي بداية أسبوع قوية أمام عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري، مدفوعًا بعودة نسبية للثقة في الأسواق
إلا أن هذا الارتفاع يثير تساؤلات حقيقية حول ما إذا كان يمثل بداية موجة صعود مستدامة، أم أنه مجرد ارتداد مؤقت وسط ضبابية اقتصادية وجيوسياسية مستمرة.
لماذا يرتفع الدولار الآن؟ يرتبط ارتفاع الدولار الأخير بعدة عوامل متزامنة، أبرزها:
عقب محادثات جرت مطلع الأسبوع في جنيف، أعلن مسؤولون أمريكيون عن اتفاق مبدئي مع الصين يهدف إلى خفض العجز التجاري الأمريكي. هذا الإعلان أرسل إشارة فورية إلى الأسواق بأن شبح التصعيد التجاري بدأ يتراجع، ما خفف من الضغوط على الأصول الأمريكية.
وصرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون جرير أمس الأحد بعد محادثات في جنيف بأنه جرى التوصل إلى اتفاق مع الصين لخفض العجز التجاري الأمريكي. ومن المتوقع صدور بيان مشترك اليوم الإثنين.
تحسن المزاج الجيوسياسي: وعلى الصعيد الجيوسياسي، أعلنت الهند وباكستان مطلع الأسبوع وقفا لإطلاق النار بعد أربعة أيام من المواجهات بين القوتين النوويتين. كما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه مستعد للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تركيا يوم الخميس لإجراء محادثات مباشرة ستكون الأولى منذ الأشهر الأولى للعملية العسكرية الروسية لإي أوكراني الذي بدأ عام 2022، كل ذلك ساهم في تراجع الطلب على الأصول الآمنة، ما جعل الدولار يبدو أكثر جاذبية، لا سيما أمام الين والفرنك.
الدولار يرتفع وسط تفاؤل إزاء محادثات التجارة الصينية الأمريكية الرهان على قوة الاقتصاد الأمريكي: تنتظر الأسواق هذا الأسبوع بيانات مهمة من الولايات المتحدة، في مقدمتها مؤشر أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة. التفاؤل المسبق بنتائج إيجابية لهذه المؤشرات يدعم موقف الدولار، إذ قد تدفع بيانات قوية مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الإبقاء على موقفه المتشدد تجاه أسعار الفائدة، ما يعزز جاذبية العملة الأمريكية.
هل يستمر الدولار في الصعود؟ رغم المؤشرات الإيجابية، هناك عدة عوامل تجعل استمرار صعود الدولار غير مضمون:
الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية: لا تزال الأسواق متأثرة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم شاملة في أبريل/نيسان، والذي أدى إلى تراجع الدولار بنسبة 3.6% منذ ذلك الحين. هذه الآثار لم تختف بعد، وقد تعاود الظهور في حال عودة التوترات.
الحذر من المبالغة في التفاؤل: كما أشار مايكل مكارثي، الرئيس التنفيذي لمنصة "مومو أستراليا"، فإن الأسواق ربما تتسرع في تفسير انفراج محدود بأنه تحول استراتيجي دائم. عودة التداول إلى أنماطه الطبيعية مرهونة بالحصول على "وضوح حقيقي" بشأن مستقبل التجارة العالمية.
الدولار يرتفع وسط تفاؤل إزاء محادثات التجارة الصينية الأمريكية تنافسية العملات الأخرى: اليورو والجنيه الاسترليني تراجعا اليوم الإثنين، لكن أي تحسن في البيانات الأوروبية أو انفراج في السياسة النقدية البريطانية قد يعيد التوازن سريعًا أمام الدولار.
وصعد الدولار اليوم بنسبة 0.4% أمام الين إلى 145.93 ين، كما زاد 0.5% أمام الفرنك السويسري إلى 0.8337.
ولم يشهد مؤشر الدولار تغيرا يذكر وظل قرب أعلى مستوى في شهر. ولا يزال المؤشر منخفضا 3.6% عن مستوى الثاني من أبريل/ نيسان عندما أعلن ترامب رسوما عالمية شاملة.
وزاد الدولاران النيوزيلندي والأسترالي0.3 % إلى 0.5927 دولار أمريكي وكذلك 0.3% إلى 0.6432 دولار.
وتراجع اليورو 0.2% إلى 1.1228 دولار، ونزل الجنيه الاسترليني 0.3% إلى 1.3288 دولار.
وزاد اليوان الصيني في الخارج بنحو 0.2% إلى 7.224 يوان للدولار.
في المجمل: ارتفاع الدولار الأخير يعكس حالة من التفاؤل المؤقت أكثر من كونه تحولًا هيكليًا في اتجاه الأسواق. استمرار هذا الزخم الصعودي يتطلب بيانات اقتصادية أمريكية قوية تؤكد متانة الطلب المحلي، إلى جانب تهدئة حقيقية ومستدامة في المشهد التجاري العالمي. وحتى يتحقق ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا: هل الصعود الحالي للدولار بداية موجة جديدة، أم مجرد استراحة مؤقتة في سوق مضطرب؟
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية التركي: نعمل على الوصول بالتبادل التجاري مع مصر إلى 15 مليار دولار سنويا
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن تركيا تعمل للوصول بالتبادل التجاري مع مصر إلى 15 مليار دولار سنويا، مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 9 مليار دولار خلال عام 2024.
وقال هاكان فيدان، خلال كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره المصري بالعلمين الجديدة، إنه ناقش العديد من القضايا المشتركة، مؤكد أن هناك تقار كبير في الرؤي بين مصر وتركيا تجاه العديد من القضايا الإقليمية.
وأضاف: «مصر وتركيا ستقفان أمام أي محاولة لإخراج الفلسطينيين من ديارهم، معبرا عن رفض مخطط حكومة نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة»، مشددا على أن كل العالم الإسلامي يجب العمل لوقفها.
وتابع: «أنقرة تقوم بالتنسيق مع قطر ومصر والولايات المتحدة من أجل وقف إطلاق النار في غزة ولكن إسرائيل تعرقل هذه المساعي».
وفي السياق ذاته، جدد وزير الخارجية المصري خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي، من مدينة العلمين الجديدة رفض مصر التام لإعلان إسرائيل نيتها فرض السيطرة العسكرية على قطاع غزة بالكامل، مشددا على إسرائيل بوصفها الدولة القائمة بالاحتلال مسئولية السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
قال بدر عبد العاطي، إن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ومناطق في الضفة خط أحمر لا يمكن السماح به تحت أي ظرف، مشيرا إلى أن نظيره التركي أطلع على الجهود المصرية للتوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات.
وأضاف: «مصر حريصة على تقديم الدعم للشركات والاستثمارات التركية»، مشيرا إلى أن هناك توافق مع تركيا بشأن سبل التعامل مع الأزمات التي تواجهها المنطقة».
اقرأ أيضاًوزير الخارجية: التنسيق المشترك مع تركيا يركز على دعم الأمن والاستقرار الإقليمي
وزير الخارجية: مصر حريصة على تقديم الدعم للشركات والاستثمارات التركية