من الصين إلى الدار البيضاء: علي بابا تُراهن على المغرب كمنطلق نحو إفريقيا
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
في خطوة جديدة لتوسيع نفوذها في السوق المغربي، أعلن عملاق التجارة الإلكترونية الصيني “علي بابا” عن إطلاق فرع جديد لشركته اللوجستية الذكية “Cainiao Smart Logistics Network” بالمغرب، تحت اسم “كاي نياو سمارت لوجيستكس نيتوورك المغرب”، وفقًا لما أوردته مجلة Challenge.
ويأتي هذا الاستثمار بعد إطلاق المنصة الوطنية لعلي بابا في المغرب أواخر عام 2024، مما يعكس التزام المجموعة بتعزيز وجودها المحلي وتطوير قدراتها التشغيلية واللوجستية في المنطقة.
وتم تسجيل الشركة الجديدة بصيغة شركة مبسطة ذات شريك وحيد (SASU)، وتتخذ من حي غوتييه الراقي في مدينة الدار البيضاء مقرًا لها. ويُشرف على المشروع الفرع الهولندي للمجموعة Cainiao B.V.، بهدف التحكم الكامل في سلسلة التوريد بين الصين والمغرب، وهو عنصر محوري لدعم نمو التجارة الإلكترونية وتيسير عمليات التوصيل.
وتتضمن مهام “كاي نياو المغرب” مجموعة واسعة من الخدمات تشمل، فرز ومعالجة وتخزين الشحنات، وتنظيم عمليات النقل والتوزيع، وإدارة مراكز التوزيع، وتوفير خدمات جمركية، وتقديم حلول رقمية متقدمة،واستضافة البيانات.
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية علي بابا الرامية إلى بناء شبكة لوجستية ذكية وعابرة للحدود، ما يعزز من تنافسيتها في القارة الإفريقية ويوفر حلولاً فعالة للشركات المحلية والمستهلكين على حد سواء.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: التجارة الإلكترونية الدار البيضاء السوق المغربي المغرب سلاسل التوريد علي بابا
إقرأ أيضاً:
أخنوش: مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب رافعة لتحولات صناعية في أفريقيا
زنقة 20 ا مراكش
احتضنت مدينة مراكش، اليوم الجمعة 12 دجنبر 2025، أشغال افتتاح الدورة الثانية لمنتدى أعمال منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF)، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمبادرة من كتابة الدولة المكلفة بالتجارة الخارجية وبشراكة مع عدد من المؤسسات الوطنية والإفريقية.
وفي كلمة افتتاحية، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن انعقاد هذه الدورة يأتي في سياق دينامية إفريقية متجددة تروم تحويل اتفاقية التجارة الحرة القارية من مجرد إطار قانوني إلى مشروع متكامل للتحول الاقتصادي للقارة، مشيرا إلى الفجوة الكبيرة بين المصادقة على الاتفاق وبين واقع المبادلات التجارية داخل إفريقيا.
وأوضح الد أن القارة الإفريقية، التي تمثل 16% من سكان العالم، لا تساهم سوى بـ3% من التجارة الدولية، فيما لا يتجاوز حجم المبادلات التجارية البينية 16%، مقارنة بأكثر من 60% داخل أوروبا وآسيا. كما أبرز أن صادرات المغرب نحو إفريقيا، رغم تقدمها لتتجاوز 30 مليار درهم، لا تمثل سوى 7% من إجمالي تجارته الخارجية.
وشددت الكلمة الافتتاحية على أن منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ليست مجرد آلية لرفع الرسوم الجمركية، بل إطار شامل يشمل تحرير السلع والخدمات، وتنظيم الاستثمار، والمنافسة، والملكية الفكرية، والتجارة الرقمية، إضافة إلى تمكين النساء والشباب.
وأكد أخنوش أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، يواصل ترسيخ دوره كفاعل محوري في تعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي متعدد الأبعاد، مستحضرا المبادرات الاستراتيجية للمملكة، وعلى رأسها المبادرة الملكية لفائدة الدول الإفريقية الأطلسية ودول الساحل، ومشروع أنبوب الغاز نيجيريا–المغرب، باعتباره ورشا طاقيا وصناعيا ضخما يمر عبر 13 دولة ويشكل رافعة لإحداث تحولات صناعية في القارة.
كما أبرز المتحدث أهمية تعزيز التمويلات لنجاح الاندماج الاقتصادي القاري، مشيرا إلى الدور المحوري للقطب المالي للدار البيضاء والمجموعات البنكية المغربية المنتشرة في أكثر من 20 بلدا بإفريقيا، فضلا عن انضمام بنك المغرب لمنصة الدفع والارتباط المالي الإفريقي (PAPSS)، وهي عناصر تضع المملكة في موقع ملائم لقيادة مشاريع الدفع بالعملات المحلية وتمويل التجارة الإفريقية.
وفي سياق تقييم آفاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، استعرض أخنوش معطيات البنك الدولي التي تشير إلى أن الاندماج الكامل للاتفاقية قد يرفع الدخل الحقيقي لإفريقيا بـ7% بحلول 2035، أي ما يعادل 450 مليار دولار إضافية، إضافة إلى زيادة حجم التجارة البينية بأكثر من 80%.
ودعا المتحدث إلى ضرورة إزالة الحواجز غير الجمركية التي تعيق انسيابية التجارة داخل القارة، مثل تعدد المراقبات التقنية والطلب المفرط على الوثائق، مؤكدا أن إفريقيا لم تعد تحتاج لمن يصفها بـ”قارة المستقبل”، بقدر حاجتها إلى خلق الشروط التي تجعل مستقبلها حاضرًا مشتركًا لشعوبها.
وختم بالتأكيد على التزام المغرب الكامل، تماشيا مع رؤية صاحب الجلالة، بجعل الاندماج الاقتصادي الإفريقي رافعة للاستقرار والرخاء، داعيا إلى أن تشكل هذه الدورة من المنتدى محطة حاسمة للانتقال من الطموح إلى التنفيذ الملموس، مستشهدا بقول جلالة الملك خلال قمة الاتحاد الإفريقي لسنة 2017: “لقد حان الوقت لكي تستفيد إفريقيا من ثرواتها”.