ما أجندة زيارة ترامب للسعودية وماذا تريد الرياض منها؟
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، يستهل بها أولى جولاته الخارجية، وتتصدر أجندتها ملفات التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية، وتشمل منتدى استثماريا وقمة خليجية، إلى جانب لقاءات ثنائية مرتقبة.
وتأتي هذه الزيارة التي وصفها ترامب بـ"التاريخية"، في سياق حراك دبلوماسي متواصل بين واشنطن ودول الخليج، وسط اهتمام واسع بمساراتها الاقتصادية والسياسية ومخرجاتها المتوقعة، وتستمر من 13 إلى 16 مايو/أيار الجاري.
ووفق مراسلة الجزيرة في الرياض وجد وقفي، فإن أجندة ترامب حافلة باتفاقات متوقعة تشمل الطاقة والدفاع والتقنية، مشيرة إلى لقاء سيعقد ظهر اليوم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحضور وزراء أميركيين ورؤساء شركات كبرى.
ومن بين أبرز مذكرات التفاهم التي تعوّل عليها الرياض اتفاق يتعلق بالطاقة النووية السلمية، وهي خطوة تفتح الباب أمام تعاون إستراتيجي في المجال النووي المدني بين البلدين.
ورجّحت وقفي أن يشهد اللقاء التوقيع على حزمة من التفاهمات الاقتصادية بين شركات سعودية وأميركية، في وقت تعبّر فيه واشنطن عن رغبتها في دعم المشاريع الكبرى ضمن رؤية السعودية 2030.
إعلانكما أشارت إلى اتفاقات دفاعية مرتقبة في ظل سعي المملكة لتعزيز قدراتها العسكرية عبر الشراكة مع واشنطن.
الأجندة السياسيةوعلى المسار السياسي، قالت وقفي إن ملفات الشرق الأوسط ستكون حاضرة بقوة بما يشمل الحرب في قطاع غزة والمحادثات الأميركية الإيرانية الجارية، التي أطلعت طهران السعودية على آخر تطوراتها خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الإيراني إلى الرياض قبل أيام.
ولفتت إلى أن ترامب لم يعلن بعد موقفه من مطالب إيران بالإبقاء على نسبة تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وسط ضغوط إسرائيلية لرفض أي تسوية مع طهران.
وأضافت المراسلة أن الملف السوري بدوره سيكون مطروحا بقوة، مع تداول تقارير عن احتمال رفع العقوبات عن دمشق إذا أبدت تجاوبا مع مقترحات أميركية لتحسين الوضع الإنساني، مما اعتبرته إدارة ترامب عنصرًا ضروريا للاستقرار الإقليمي.
أما مراسل الجزيرة من المركز الإعلامي بالرياض بدر الربيعان، فأشار إلى أن المملكة تنظر إلى هذه الزيارة باعتبارها نقطة انطلاق نحو إعادة تموضع إقليمي في ظل تحولات كبرى تشهدها المنطقة.
الأجندة الاقتصادية
واعتبر أن الشق الاقتصادي هو المحور الأهم في المحادثات، خصوصا مع انعقاد منتدى الاستثمار السعودي الأميركي بمشاركة واسعة من القطاع الخاص في البلدين.
وأوضح الربيعان أن التعاون المرتقب بين الرياض وواشنطن قد يشمل مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتقنية والطاقة، في ظل اهتمام سعودي باستقطاب الاستثمارات الأميركية إلى مشاريع تنموية واسعة ضمن خطة التحول الوطني.
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 32 مليار دولار خلال العام 2024، مما يعكس متانة العلاقة الاقتصادية، مع توقعات بإعلان عدد من الاتفاقات الجديدة عقب زيارة ترامب.
وفي السياق السياسي، أشار الربيعان إلى أن القمة الخليجية التي ستُعقد غدا ستناقش قضايا متعددة من بينها القضية الفلسطينية، حيث يتمسك الجانب السعودي بحل الدولتين وفق حدود 1967، كما لفت إلى مبادرة سعودية فرنسية لعقد اجتماع دولي في يونيو/حزيران المقبل لدعم هذا الحل.
إعلان الملفان السوري واللبنانيوكشف المراسل عن لقاء مرتقب سيجمع ترامب بولي العهد السعودي والرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس اللبناني جوزيف عون، في إطار مساعٍ لتنسيق مواقف إقليمية تجاه الملفات الساخنة، وخصوصا تلك المرتبطة بسوريا ولبنان.
وأضاف أن الرياض تسعى إلى استثمار هذه اللحظة لبناء محور توافقي جديد في المنطقة في ضوء ما اعتبره تراجعا للدور الإيراني بعد التطورات الأخيرة في سوريا، مشيرا إلى أن التفاهمات الأمنية والسياسية قد تشمل أيضا قضايا مثل السودان وأمن البحر الأحمر.
ورأى الربيعان أن هذه هي القمة الخليجية الأميركية الخامسة، لكنها تأتي في ظرف مغاير يتسم بتحديات متزايدة ورغبة خليجية موحدة في بناء موقف مشترك، لاسيما فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمات الإقليمية الأخرى.
ويرافق ترامب وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الخزانة سكوت بيسنت ونخبة من قادة الأعمال الأميركيين الأقوياء، منهم إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لتسلا مستشار ترامب.
وقبل 8 سنوات اختار ترامب أيضا السعودية وجهة لرحلته الخارجية الأولى، حيث التقط صورة تذكارية مع بلورة مضيئة وشارك في رقصة بالسيف.
ويؤكد قراره مرة أخرى بتجاوز حلفائه الغربيين التقليديين والسفر إلى دول الخليج دور هذه الدول الجيوسياسي المتزايد وأهميتها الإقليمية في حل صراعات المنطقة، بالإضافة إلى علاقاته التجارية المتميزة معها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب: الولايات المتحدة لا تريد هدر الوقت بشأن أوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال تصريحاته منذ قليل، بإن الولايات المتحدة لا تريد هدر الوقت بشأن أوكرانيا، وفقا لقناة العربية.
وعلى صعيد آخر، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء مكالمة مع قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا لبحث الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة في أوكرانيا، وذلك في وقت تشهد فيه العلاقات توترا حادا
وبحسب موقع "أكسيوس"، استمرت المكالمة 40 دقيقة، وركزت، وفقا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على "تعزيز الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا". وجاء في بيان صادر عن مكتب المستشار الألماني فريدريش ميرتس: "ناقش القادة الأربعة حالة المفاوضات حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
كما يستمر العمل المكثف على خطة السلام في الأيام القادمة. واتفقوا على أن هذه لحظة حاسمة لأوروبا وللأمن المشترك في المنطقة الأوروبية الأطلسية".
جاءت هذه المكالمة في ظل تصاعد الخلافات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين حول كيفية إنهاء الحرب، بعد أن انتقد ترامب القادة الأوروبيين ووصفهم بـ"الضعفاء" في مقابلة مع "بوليتيكو" يوم الثلاثاء، مدافعا عن استراتيجيته الجديدة للأمن القومي التي تدعو إلى "تعزيز المقاومة للمسار الحالي لأوروبا".
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الاتصال يأتي أيضا في وقت يواجه فيه فلاديمير زيلينسكي "ضغوطا متزايدة من الولايات المتحدة لقبول خطة ترامب للسلام التي تتضمن خسائر إقليمية كبرى وتنازلات أخرى".
وكان زيلينسكي قد التقى يوم الاثنين مع القادة الأوروبيين الثلاثة في لندن "لإرسال رسالة موحدة لإدارة ترامب مفادها أن خطتها الحالية للسلام غير مقبولة".
من جهته، أعلن زيلينسكي على حسابه في "إكس" عن محادثات متوقعة يوم الأربعاء مع الولايات المتحدة حول "إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب والتنمية الاقتصادية".
وكشف أيضا عن تقدم في صياغة وثيقة أوكرانية مضادة، قائلاً: "بالتوازي، نحن ننهي العمل على النقاط العشرين لوثيقة أساسية يمكن أن تحدد معايير إنهاء الحرب، ونحن نتوقع تسليم هذه الوثيقة للولايات المتحدة في المستقبل القريب بعد عملنا المشترك مع فريق الرئيس ترامب والشركاء في أوروبا