نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، احتفالية فنية وثقافية متميزة لتكريم اسم الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير الراحل محمد عبد المنعم رخا، أحد أبرز رموز قرية سنديون بمحافظة القليوبية، ضمن برنامج "رمز من رموز القرية"، وذلك تحت رعاية وزارة الثقافة.

بدأ الحفل الذي أقيم بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ نائب رئيس الهيئة، بكلمة الفنان ياسر فريد، مدير عام فرع ثقافة القليوبية، الذي أكد على أهمية الاحتفاء برواد الفن والثقافة، مشيرًا إلى الدور الريادي للفنان رخا في إثراء المشهد الفني المصري.

تلاه الدكتور بدوي مبروك، الذي تحدث عن التأثير العميق لأعمال رخا في مجال الكاريكاتير، مشيدا بحسه الساخر الرفيع وقدرته على التعبير عن الواقع المصري ببراعة.

كما ألقى الفنان التشكيلي محمد عكاشة الضوء على المسيرة الفنية للفنان الراحل، وذكر عددًا من أبرز أعماله التي شكلت جزءًا من الذاكرة البصرية والثقافية للشارع المصري.

وتحدث المهندس أمير رخا، حفيد الفنان الراحل، عن الجانب الإنساني لجده، مؤكدا أن أعماله لم تكن مجرد رسومات بل كانت منارة فنية تنبض بالحياة وتعكس هموم المواطن البسيط.

وألقى الكاتب صلاح حسب الله كلمة تناول فيها نشأة الفنان رخا في قريته سنديون، والبيئة الثقافية التي نشأ فيها والتي كان لها دور كبير في تشكيل وعيه الفني.

كما تحدث الشاعر محمود الزهيري عن أهمية الثقافة والمواطنة والانتماء، ودور قصور الثقافة في نشر الوعي الثقافي والفني في المجتمع، وخاصة في الأقاليم.

وقد أمتع الحضور الشاعر سليمان الزهيري بمجموعة من قصائده التي تميزت بالعذوبة والارتباط بالهوية المصرية.

وفي ختام الفعالية، قام الفنان ياسر فريد بتسليم درع التكريم إلى المهندس أمير رخا، تقديرا لعطاء الفنان الراحل.

كما تم توزيع شهادات التقدير على عدد من المشاركين، بحضور لفيف من المثقفين والفنانين ورواد العمل الثقافي بالمنطقة.

واختتم الحفل بعزف مميز من فرقة بيت ثقافة شبين القناطر للآلات الشعبية، التي قدمت مجموعة من الأغاني التراثية الجميلة التي أدخلت البهجة على قلوب الحضور، كما اقيمت ورشة فنون تشكيلية للأطفال على هامش الحفل.

جاءت الاحتفالية بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، والإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي، والإدارة العامة لثقافة القرية، وبحضور غادة محمد مدير إدارة الخدمات الثقافية، و علا علي النجار مدير بيت ثقافة سنديون، وهنادي إسماعيل رئيس قسم ثقافة القرية بالفرع.

يذكر أن الفنان محمد عبد المنعم رخا (1910 - 1989) يعد أحد رواد فن الكاريكاتير في مصر والعالم العربي، ولد في قرية سنديون بمحافظة القليوبية، ودرس الفنون الجميلة، وكان له تأثير بالغ في تطوير فن الكاريكاتير الصحفي منذ بدايات القرن العشرين.

عمل "رخا"في العديد من الصحف المصرية مثل "أخبار اليوم" و"روزاليوسف"، واشتهر بخطوطه الساخرة التي ناقشت قضايا المجتمع والسياسة بطريقة تجمع بين الذكاء الفني والفكاهة الراقية.

كان "رخا" أول من استخدم الكاريكاتير كشكل صحفي يومي في الصحافة المصرية، وقد تتلمذ على يديه عدد من أبرز رسامي الكاريكاتير مثل مصطفى حسين وأحمد طوغان، وظلت أعماله علامة فارقة في تاريخ الفن الصحفي، لما تميزت به من رؤية نقدية وإنسانية عميقة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: احتفالية ثقافة القليوبية

إقرأ أيضاً:

طلب إحاطة بالبرلمان: مطالب بوقف إغلاق قصور الثقافة وإنقاذ الهوية المصرية من الانهيار

تقدمت النائبة الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير الثقافة، وذلك بشأن توجه وزارة الثقافة مؤخرًا نحو تنفيذ خطة  لإغلاق عدد كبير من قصور وبيوت الثقافة والمكتبات العامة وتأثيرها السلبي على مستقبل الوعي والإبداع في مصر.

 إجراءات وزارة الثقافة بإغلاق عدد كبير من قصور وبيوت الثقافة

حيث قالت "عبد الناصر" في مستهل طلب الإحاطة أننا تابعنا مؤخرًا الكارثة الثقافية التي مثلتها  إجراءات وزارة الثقافة بإغلاق عدد كبير من قصور وبيوت الثقافة والمكتبات العامة، وهي مؤسسات ظلت لعقود من الزمن إحدى أدوات الدولة في نشر التنوير ومواجهة الجهل والتطرف، وباتت اليوم تُغلق الواحدة تلو الأخرى، إما بدعوى التطوير، أو تحت ستار ترشيد الإنفاق، أو بذريعة أن هذه المؤسسات غير جاذبة للجمهور على حد وصف المسئولين بالوزارة نفسها.

وأشارت عضو البرلمان المصري إلى أن الوقائع التي تم رصدها من قلب محافظات مصر كافة، وبالأخص الوجه القبلي، تدق ناقوس الخطر، إذ لم يعد الأمر مجرد إغلاق مؤقت أو إصلاحات متعثرة، بل سياسة عامة قائمة على التخلي التدريجي عن الدور التنويري للدولة، فهناك على سبيل المثال، أكثر من ٧٠ قصرًا وبيت ثقافة ومكتبة مغلقة تمامًا أو تعمل جزئيًا رغم صرف المليارات سابقًا على إنشائها أو تطويرها دون أي مردود فعلي ، وأكثر من ٣٠٠ منشأة ثقافية على مستوى الجمهورية لا تقدم أي خدمات حقيقية بسبب غياب العاملين، أو تهالك المباني، أو توقف الميزانيات، أو غياب البرامج أو الإهمال الإداري.

إغلاق ١١ بيت ثقافة

وأستكملت أنه في سوهاج وحدها، تم حصر ما لا يقل عن ١١ بيت ثقافة مغلق كليًا أو يعمل بلا أنشطة حقيقية مثل قصر ثقافة طهطا الذي أُغلق للصيانة منذ سنوات ولم يُفتح حتى الآن، وبيت ثقافة المنشأة الذي تحوّل إلى هيكل فارغ، وفي قنا، تم توثيق غلق بيت ثقافة الوقف، وتعطّل بيت ثقافة أبو تشت، ومكتبة العليقات، أما في أسيوط، نجد أن بيت ثقافة ديروط  قد أغلق منذ عام ٢٠٢٠، بجانب أن قصر ثقافة القوصية  أصبح بشكل كبير شبه مهجور.

نواب البرلمان: قناة السويس ليست مجرد ممر مائي عبوري بل محور أساسي في الاقتصاد الوطني28 توصية.. رياضة النواب تطالب الأكاديمية الوطنية للتدريب بتوجيه برامج متخصصة لشباب المصريين بالخارج

وأشارت "عبد الناصر" إلى أن الأرقام لا تكذب، فوفقًا لتقارير صادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، هناك ما يزيد على ١٢٠ بيت ثقافة ومكتبة في قرى مصر تُدار حاليًا دون مدير دائم ولا تقدم أي أنشطة ثقافية فعلية، وبعضها يُستخدم كمخازن والبعض الأخر مهجور، حيث أن أكثر من ٦٠٪ من هذه المؤسسات لم تنظم فعالية واحدة خلال عام ٢٠٢٤، وهنا نجد أن معظم ميزانية الهيئة العامة لقصور تذهب على أجور وبدلات إدارات لا تزور مواقعها أصلاً.

وأردفت عضو مجلس النواب أن ما يُثير الغضب أكثر، أن قرارات الغلق الأخيرة جاءت متزامنة مع تصريحات رسمية من الوزير تُبرّر هذه الإجراءات بأن "الإقبال على المنتج الثقافي ضعيف"، فبدلاً من أن تبحث الوزارة عن سبب عزوف المواطنين عن هذه المؤسسات، سواء لعدم تطويرها أو غياب الأنشطة أو رداءة المحتوى، اختارت الحل الأسهل، وهو إغلاق المؤسسات، كمن يُعاقب المريض على مرضه بدلاً من علاجه، وكأن الحكومة قررت التخلّي تمامًا عن أبناء المحافظات، وتركهم فريسة للفراغ الفكري والجهل، دون حتى محاولة لإنقاذ ما تبقى من ملامح الثقافة العامة.

وفي محافظات الدلتا، لا يختلف الحال كثيرًا، إذ شهدت مراكز كفر الشيخ والغربية والمنوفية إغلاق عدد من بيوت الثقافة، وتحويل بعضها إلى مقرات إدارية صامتة، أو تركها تنهار بسبب غياب الصيانة.

كما أكدت "عبد الناصر" على أنه حتى الآن لم تصدر الوزارة أي خريطة زمنية واضحة لإعادة فتح القصور المغلقة، ولا خطة لإعادة تشغيل المكتبات المتوقفة، بل إن بعض المسؤولين صرحوا ضمنيًا بإمكانية تحويل تلك المؤسسات إلى مشاريع "استثمارية ثقافية" بالشراكة مع القطاع الخاص وبلا شك فأن هذا التوجّه يفتح الباب على مصراعيه أمام خصخصة الثقافة، وجعلها سلعة لمن يملك ثمنها، بدلًا من أن تبقى حقًا لكل مواطن.

كما أكدت أيضًا على أن ما يحدث الآن ليس مجرد تدهور إداري، بل انسحاب صريح من دور الدولة في بناء الإنسان المصري فكريًا ووجدانيًا، وهو انسحاب بدأ بهدم المكتبات وتحويل بيوت الثقافة إلى أطلال وسيُنهي بجيل لا يعرف الكتاب، ولا المسرح، ولا الموسيقى، ولا الفكر الحر.

كما شددت على أن السكوت على هذه النكسة الثقافية هو تفريط في الأمن القومي الناعم للدولة المصرية، وضرب مباشر لهوية مصر التي كانت دومًا منارة للإبداع والفكر، وإن كانت الحكومة قد أنفقت المليارات في مشاريع البنية التحتية، فإن إغلاق بيوت الثقافة يُمثّل هدمًا ممنهجًا لبنية الإنسان نفسه، وهو أفدح من هدم أي طريق أو كوبري.


وأختتمت النائبة مها عبد الناصر طلب الإحاطة مُطالبة الحكومة بشكل واضح وصريح بإلغاء قرارات إغلاق قصور وبيوت الثقافة والمكتبات العامة، ووقف هذا النزيف الثقافي فورًا، مع وضع استراتيجية شاملة للتوسع في إنشاء وتحديث تلك المؤسسات داخل القرى والمراكز والنجوع، وتكثيف القوافل والأنشطة الثقافية المتنقلة في المناطق المحرومة، وتحديد جدول زمني دقيق لإعادة فتح كافة المواقع المغلقة فعليًا خلال مدة لا تتجاوز ٦ أشهر، على أن يُتابع البرلمان هذه الخطة رقابيًا وبشكل دوري.

طباعة شارك البرلمان مجلس النواب اخبار البرلمان قصور الثقافة الثقافة

مقالات مشابهة

  • خطة النواب توصي بإدراج قصر ثقافة بلقاس ضمن احتياجات وزارة الثقافة بالموازنة الجديدة
  • طلب إحاطة بالبرلمان: مطالب بوقف إغلاق قصور الثقافة وإنقاذ الهوية المصرية من الانهيار
  • الثقافة الاستهلاكية بين الوعي المجتمعي والنمط السلوكي
  • وزير الثقافة يطمئن على صحة الممثل المسرحي محمد معيض
  • تكريم محافظ بني سويف ووكيل الصحة خلال احتفالية إطلاق الخطة العاجلة لتنمية السكان
  • هاملت بالعربي يفتتح عروض المسرح الإقليمي بالإسماعيلية
  • المخرج عمرو سلامة: موهبة محمد رمضان أكبر من الأفلام التي قدمها
  • هنو عن إغلاق بيوت الثقافة في المحافظات: نستهدف الشقق فقط
  • أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. عروض مسرحية مجانية وتكريم رموز القرى وتواصل أسبوع "أهل مصر" بالقاهرة