يعمل فريق متعدد التخصصات من معهد بريمتر للفيزياء النظرية في مدينة واترلو الكندية، عبر تعاون بين الفيزيائيين ومؤرخي العلوم وعلماء الآثار، على فك رموز نصوص قديمة وجداول تعبّر عن مواقع النجوم في مقابر عدد من ملوك مصر القديمة.

وتُعرَف مجموعة من هذه الجداول باسم "الساعات النجمية الرعامسية"، التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وقد عُثر على نصوص وجداول هذه الساعات مرسومة على أسقف مقابر رمسيس السابع ورمسيس التاسع في وادي الملوك بمدينة الأقصر المصرية.

وتتكون كل ساعة نجمية من 24 جدولا، يتتبع كل جدول حركة نجم محدد (أو مجموعة نجوم) عبر سماء الليل كل ساعة، وعلى مدار 15 يوما، أي أن الجداول في المجمل تحتوي على ما يعادل عاما كاملا من الحسابات الدقيقة.

الباحثون يُرجِّحون أن كهنة المعابد استخدموا هذه الساعات النجمية خارج المقابر لضبط الوقت (رو بيكسل) العشريات النجمية

وكان المصريون القدماء يتابعون شروق النجوم وغروبها بدقة، وقسّموا السنة إلى "عشريات"، وهي مجموعات من النجوم التي تشرق كل 10 أيام تقريبا.

يحدث ذلك لأن الأرض تدور حول الشمس (وهو ما لم يكن معروفا وقتها)، وبسبب ذلك تتغير مواضع النجوم يوما بعد يوم، ومثلا لو خرجت الليلة وتأملت النجوم الواقعة أعلى الأفق الشرقي بالضبط في الساعة التاسعة مساء، ثم خرجت خلال اليوم التالي في الموعد نفسه، لوجدت أن هذه النجوم انتقلت من موضعها للأعلى قليلا، وهكذا كل يوم حتى يأتي يوم تجد أنها في التوقيت نفسه (التاسعة مساء) كانت في كبد السماء.

وقد قسّم المصريون القدماء السنة إلى 36 عشرية، ويُمثَّل كل منها بنجم أو مجموعة نجوم تظهر أعلى الأفق كل 10 أيام، ومُلئت جداول الساعات النجمية (ولها عدة أنواع في الحضارة المصرية القديمة) بتلك العشريات وانتقالها في السماء طوال الليل، ساعة بساعة.

نموذج طبق الأصل للساعات النجمية الرعامسية تتضح فيها مواقع النجوم وتتحرك عبر الخطوط (معهد بريمتر للفيزياء النظرية) وظيفة مجهولة

تُظهر ساعات النجوم فهما متطورا لعلم الفلك وضبط الوقت لدى المصريين القدماء، إلى جانب كونها كانت جزءا من العناصر الرمزية والطقوسية في المقابر، وربما ساعدت ملك البلاد في رحلته الأخيرة.

إعلان

ويُرجِّح الباحثون أن كهنة المعابد استخدموا هذه الساعات خارج المقابر لضبط الوقت، وربما صُنعت في الأصل على ورق البردي في مكتبات المعابد.

لكن هناك مشكلة أساسية تواجه العلماء، فهذه الساعات لا تأتي مع ملاحظات توضيحية لمواقع النجوم المقصودة في سماء الليل، مما يجعل من الصعب فهم كيفية استخدامها.

حيث يُوصف موقع كل نجم بالنسبة لجزء من جسم إنسان جالس (مثل القلب أو العينين)، ولكن من غير الواضح أين كان موقع هذا الجزء أثناء عمليات الرصد.

ويُصعِّب الأمر أنه بسبب حركة النجوم على مدى آلاف السنين، تغيّرت سماء الليل، مما يُعقِّد جهود مطابقة السجلات القديمة مع مواقع النجوم الحالية.

مفهوم الزمن

ويعتقد الباحثون أن الراصدين ربما كانوا يشاهدون النجوم وهي تشرق في الشرق أو تعبر خط الزوال، وربما كان الرجل الراكع (في ساعات الرعامسة) يساعد المراقبين على محاذاة خط الزوال من خلال تحديد النقطة المركزية، وربما كان هناك كاهنان، أحدهما يراقب النجوم، والآخر يعمل كنقطة مرجعية.

إلا أن ذلك اللغز الذي ظل عصيا على الحل منذ عقود، قد بات قريبا من الحل، حيث إن تلك الساعات النجمية تُقدّم مجموعات بيانات منظمة ومنهجية تُشبه جداول البيانات الحديثة، وبالتالي يمكن أن يستخدم الباحثون النمذجة الحاسوبية والذكاء الاصطناعي لمحاكاة السماوات القديمة، واختبار فرضيات مختلفة حول استخدام ساعات النجوم.

بدأ العلماء مشوارهم البحثي قبل عدة أشهر، وينتظر أن تظهر أول النتائج قريبا، وإذا تمكنوا من فك شفرة تلك الساعات، فإن ذلك سيقدم أفكارا ورؤى مهمة حول أصول مفهومنا الحديث للساعة وممارسات ضبط الوقت، وإلى جانب ذلك فإنها تلقي الضوء على كيفية فهم الحضارات القديمة للكون وتمثيلها له.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذه الساعات

إقرأ أيضاً:

انطلاق اعمال سمبوزيوم القاهرة عمان الدولي للفنون التشكيلية التاسع

صراحة نيوز – كشفت ادارة سمبوزيوم القاهرة عمان للفنون التشكيلية عن قائمة الفنانين المشاركين في دورته التاسعة للعام 2025 والتي تنطلق يوم الخامس من شهر تموز المقبل وتتواصل حتى الرابع عشر من الشهر نفسه.

تضم القائمة الرئيسية الفنانين فيصل لعيبي من العراق وسعد يكن وياسر صافي من سوريا ومصطفى رحمة ووليد عبيد وميرفت شاذلي وفتحي عفيفي واحمد البدوي وسوزان يعقوب من مصر ورامينا سعدات خان وفخرية علييف من اذربيجان وديلوروم ماميدوفا من اوزبكستان واوكسانا تاسييف من روسيا و احمد نوح من قطر و محمد خليل من فلسطين ورام فيرانجان من الهند  ونتاشا لين من ابريطانيا/لصين ومحمد الجالوس وعمر حمدان وقائمة الشباب الاردنيين نور سرحان وندى بشتاوي ولما الخطيب ونسيم القيسي  والعزيز عاطف من فلسطين .

وكما في كل عام يكرم السمبوزيوم قامتين فنيتين  في كل دورة  ويكرم هذا العام الفنان  العراقي فيصل لعيبي المقيم في لندن  وللفنان  لعيبي بصمة فنية وبحثية وهو مجدد في مجال الفنون وله ارث فني مهم يعد مرجعا فنيا ثريا  في مجال المشهديات التراثية العربية ويكرم ايضا الفنان السوري المقيم في دبي وبيروت وهو مايسترو الفن العربي ويملك تجربة فنية عميقة  في البحث والانجاز في مجال الشكل والتكوين فضلا عن منجزه الفني الكبير .

وبموازاة ورشات الرسم التي تعد مختبرا  فنيا حقيقيا حيث يتم فيها تبادل الخبرات  والمهارات والحوارت الفنية  تقام كل مساء ندوة فنية عن تجربة كل مشارك  حيث يستعرض  تجربته وخبرنه الفنية  من خلال وسائط متعددة ويشرف على برنامج الندوات الناقدة والفنانة سوزان شكري من مصر والناقد والفنان رسمي الجراح من الاردن .

ويتيح سمبوزيوم بنك القاهرة عمان للمشاركين في دورته التاسعة هذا العام  وكما في كل عام الاطلاع على ذاكرة وتايخ وملامح العاصمة الاردنية من خلال زيارة ميدانية شاملة لكل نواحي المدينة اضافة الى زيارة البحر الميت وجهة العالم السياحية والعلاجية .

يشار الى ان السمبوزيوم يحرص في كل عام على مشاركة فنانين اردنيين من مختلف الاجيال لاثراء تجربتهم الفنية فقد سبق وشارك فيه سمر حدادين وبسمة النمري وعلي عمرو وفادي حدادين ونصر عبد العزيز والراحلين محمود صادق و وياسر دويك وعبد الرؤوف شمعون وعزيز عمورة و حسني ابو كريم وغسان ابو لين وعثمان شهاب وعبد الرحمن شويكي وغيرهم , اضافة الى مشاركة خمسة فنانين شباب اردنيين في كل دورة لاعطاء فرصة تدريبية سنوية للاجيال الجديدة في التشكيل الاردني , وقد تم في كل دورة تكريم عدد من الرواد في الفن الاردني والعربي .

تنعقد الدورة التاسعة لتواصل تاكيد السمبوزيوم على مكانته  الدولية باستمراريته و مستواه الفني الرفيع  وتنوع اطيافه الفنية اذ تتمازج تجارب  فنية من مختلف دول العالم وتلتقي في عمان حيث ساحة البنك الرئيسة  في وادي صقرة لتكون مشهدا فنيا عالميا يختتم بمعرض دولي في جاليري البنك  يكشف عن المنجز الفني الذي استمر لعشرة ايام  ليتاح لجمهور الفن بعد ذلك التعرف الى تجارب عالمية  وسط لقاءا جماليا و تفاعليا  فريدا .

مقالات مشابهة

  • الحصيني: من اليوم يبدأ قصر النهار وامتداد الليل
  • هل شاهدت أقدم صخور على وجه الأرض من قبل؟ «صور»
  • باحث: الشعب الإيراني ممتن للدور المصري.. وربما تعود الحرب خلال أسبوع
  • «ملتقى الوقاية من المخدرات 2025» يواصل فعالياته لليوم التاسع
  • انطلاق اعمال سمبوزيوم القاهرة عمان الدولي للفنون التشكيلية التاسع
  • أخيراً.. برشلونة ينتهي من سداد مستحقات ميسي!
  • حدث منتصف الليل| أماكن شقق الإسكان الاجتماعي بالطرح التكميلي.. وتفاصيل طقس الساعات المقبلة
  • شديد الحرارة بهذه المناطق.. توقعات طقس الساعات المقبلة
  • محافظ القاهرة: جاري إعادة تخطيط ميدان رمسيس «فيديو»
  • محافظ القاهرة: جاري إعادة تخطيط ميدان رمسيس