البلاد (طهران)

في مشهد حاشد يختزل حجم التصعيد الأخير في المنطقة، شيّعت إيران أمس (السبت)، 60 من كبار قادتها العسكريين والعلماء النوويين، الذين قضوا في سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي استمرت طيلة حرب الاثني عشر يومًا بين الطرفين. واكتظت شوارع طهران بالحشود التي رفعت أعلام البلاد وصور القادة القتلى في مراسم وطنية، تعكس التوتر الإقليمي المتصاعد.


وفي خطوة لافتة، شارك مستشار المرشد الإيراني علي شامخاني، في مراسم التشييع رغم إصابته الخطيرة في إحدى الضربات الإسرائيلية، التي استهدفت منزله. وجاء ظهوره العلني للمرة الأولى منذ إصابته؛ ليؤكد استمرار حضوره السياسي رغم تداول أنباء عن حالته الصحية الحرجة. كما شارك قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني في مراسم التشييع، في رسالة واضحة بأن طهران ماضية في مواجهتها رغم الخسائر.
التشييع الجماهيري جاء بعد أيام من إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، حيث علت في الشوارع لافتات تعكس استعداد إيران للاستمرار في المواجهة مع إسرائيل؛ حال عادت للقصف.
من جانبه، جدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تهديده المباشر لإيران، متوعداً بتوجيه ضربات عسكرية جديدة في حال استأنفت طهران تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية. ترمب أشار في تصريحاته إلى أنه رفض طلبات إسرائيل بقتل المرشد الإيراني علي خامنئي رغم معرفته بموقعه، مؤكداً أن “الولايات المتحدة قادرة على إنهاء حياته في أي لحظة” على حد تعبيره.
في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن تل أبيب تحركت في اللحظة الأخيرة لإحباط “تهديد وشيك” يستهدف أمن إسرائيل والمنطقة بأكملها. تأتي هذه التصريحات في إطار تبرير الضربات الواسعة، التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل إيران منذ بداية النزاع.
ورغم دعوات واشنطن، أكدت طهران أنها لا تعتزم العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي. وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وصف تصريحات ترامب بشأن خامنئي بأنها “مهينة وغير مقبولة”، مشدداً على أن الشعب الإيراني لن يقبل بسياسة التهديد والإهانة، داعياً إلى التعامل مع بلاده باحترام إذا كان هناك أي نية للتفاهم.
وكشف تقرير أمريكي أن التخطيط للعملية الإسرائيلية داخل إيران بدأ قبل عشر سنوات، وأسفر عن مقتل 30 مسؤولاً أمنياً، و11 عالماً نووياً. الضربات الأولى التي شنّتها إسرائيل فجر 13 يونيو استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية حساسة، واغتالت قادة بارزين؛ مثل محمد باقري، وحسين سلامي وأمير علي حاجي زاده.
ووفق وزارة الصحة الإيرانية، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل 627 شخصاً من المدنيين، بينما قُتل في الجانب الإسرائيلي 28 شخصاً جراء الضربات الإيرانية، التي شملت هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة. كما أطلقت إيران صواريخ على قاعدة العديد الأميركية في قطر، لكن الهجوم لم يسفر عن إصابات.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)

كشف ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في إيران، خالد القدومي عن تحول نوعي في شكل العلاقة بين المقاومة الفلسطينية وإيران، مؤكدا أنها لم تعد مجرد تعاون سياسي أو دعم إنساني، بل أصبحت "علاقة عضوية" تتعزز يوما بعد يوم، خصوصاً بعد حرب غزة الأخيرة وما تبعها من حرب الـ12 يوما بين طهران والاحتلال الإسرائيلي في حزيران / يونيو الماضي.

وقال القدومي في لقاء خاص مع "عربي21"، إن السنوات الماضية، بكل ما حملته من جراح وعدوان، رسخت قناعة لدى الإيرانيين بأنهم "أصدقاء طبيعيون لفلسطين وللمقاومة"، مضيفاً: "الإيراني اليوم لا يقف فقط معنا، بل يشعر بأنه شريك كامل في المعركة، وهذه نقلة استراتيجية في الوعي الإيراني تجاه القضية الفلسطينية".

حرب غزة.. نقطة تحوّل جديدة
وجاءت هذه التصريحات في سياق تقييم أوسع للتغيرات التي شهدتها المنطقة بعد حرب غزة التي استمرت سنتين وخلفت دمارا واسعا واستقطابا إقليميا ودوليا، فخلال تلك الحرب، لعبت فصائل المقاومة أدوارا عسكرية وسياسية بارزة، بينما برز الدعم الإيراني عبر المستويات المختلفة أهمها المواقف المعلنة ضد الاحتلال.

وأشار القدومي إلى أن هذا الدعم لم يعد ينظر إليه في إيران على أنه موقف تضامني فقط، بل كقضية ترتبط مباشرة بالأمن القومي الإيراني بعد أن نقل الاحتلال الإسرائيلي الحرب، لأول مرة، إلى الداخل الإيراني.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

حرب الـ12 يوماً.. عندما أصبح الإيراني "شريكا في الدم"

وتوقف القدومي مطولا عند هجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران في حرب حزيران/ يونيو التي استمرت 12 يوماً، وهي الجولة العسكرية التي مثلت أول مواجهة مباشرة بهذا الحجم بين الطرفين منذ عقود.

وقال القدومي "بعد تلك الحرب، لم يعد المواطن الإيراني يشعر بأنه فقط داعم للقضية الفلسطينية، بل بات يعتبر نفسه جزءاً من المعركة نفسها، الدم الذي سقط على الأرض هنا وهناك جمع الشعبين في مواجهة عدو واحد لا يحترم حدوداً ولا سيادة."

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

ووفق القدومي، فإن هذه التجربة غيرت المزاج الشعبي والسياسي داخل إيران، وجعلت فكرة "الشراكة" مع المقاومة أكثر عمقا من أي وقت مضى.

الاحتلال "عدو للجميع".. والمواجهة تجاوزت فلسطين
وأكد ممثل حماس أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على الشعب الفلسطيني، بل امتدت إلى دول عربية وإسلامية عدة، وهو ما جعل طهران ترى في هذا السلوك تهديدا إقليميا شاملا.


وقال القدومي:"الإسرائيلي اليوم يضرب في كل مكان: في فلسطين، إيران، العراق، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى بلدان بعيدة كالماليزية. هذا العدو لا يعرف حدوداً ولا يلتزم بسيادة أحد، ولذلك أصبح من الواضح أن الأمة كلها أمام عدو مشترك."

العلاقة مع إيران: من الدعم إلى "استراتيجية مشتركة"

وختم القدومي بالتأكيد أن العلاقة بين الجانبين أصبحت تحمل طابعاً استراتيجياً، قائلا:"اليوم علاقتنا مع إيران علاقة ذات أفق استراتيجي، تقوم على شراكة حقيقية من أجل مستقبل مشترك لهذه الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني."

وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التنسيق والتكامل، خصوصاً بعد أن رسخت الحروب الأخيرة وجود اصطفاف إقليمي جديد يقوم على محور مقاومة أكثر تماسكا، يرى في مواجهة الاحتلال "قدراً مشتركاً لا خياراً سياسياً فقط".

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعترض شحنة عسكرية صينية لتسليح صواريخ إيران
  • كاتب أمريكي: تصاعد الضربات في أوكرانيا يعقّد المشهد والغرب يواجه حسابات غير واقعية
  • عاجل| ترامب: الضربات البرية التي تستهدف تهريب المخدرات ستبدأ قريبا
  • محددات العلاقة بين إيران والمقاومة: قراءة في خطاب ظريف حول الهوية الوطنية للفصائل
  • بزشكيان: عازمون على تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران وروسيا
  • إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب
  • بوتين يجدد دعمه لمادورو مع تصاعد التهديدات الأميركية لفنزويلا
  • مفاجأة الحرس الثوري الإيراني: حديد 110.. مسيّرة شبحية فائقة السرعة
  • إيران تطالب بتدخل أممي لتخفيف القيود على دبلوماسييها في نيويورك
  • ممثل حماس في إيران يكشف لـعربي21 واقع العلاقة مع طهران بعد حرب الـ12 يوما (شاهد)