بعد 37 عامًا في القمة.. من سيخلف آنا وينتور في رئاسة تحرير مجلة Vogue ؟
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
في خطوة تاريخية هزت أوساط الموضة والإعلام، أعلنت السيدة آنا وينتور تنحيها عن منصب رئيسة تحرير مجلة Vogue الأميركية، بعد مسيرة استمرت 37 عامًا شكّلت خلالها ملامح الموضة والثقافة العالمية.
ورغم أنها ستبقى في منصبها كـ”المديرة التنفيذية للمحتوى” في شركة Condé Nast، فإن مغادرتها رئاسة Vogue تمثل نهاية حقبة استثنائية للمجلة الأيقونية.
منذ عددها الأول في أكتوبر 1988، أطلقت وينتور ثورة تحريرية حقيقية. اختارت حينها وضع صورة عارضة غير معروفة نسبيًا، ميكائيلا بيركو، وهي ترتدي جاكيت “كوتور” من Christian Lacroix مع بنطال جينز بسيط في مشهد غير مألوف على أغلفة Vogue المعتادة.
سأل فريق الطباعة آنذاك: “هل هناك خطأ؟” لكن في الحقيقة، كان ذلك الغلاف بمثابة إعلان عن بداية جديدة للمجلة: أقل تكلّفًا، وأكثر جرأة وعصرية.من النخبوية إلى الشعبية
خلال مسيرتها، لم تكتفِ وينتور بتغيير الأغلفة، بل غيّرت قواعد اللعبة. كانت أول من مزج بين عالم الأزياء والمشاهير، واضعة مادونا على غلاف المجلة عام 1989 لتصبح أول نجمة تظهر على الغلاف بدلاً من عارضة أزياء.
منذ ذلك الحين، أطلقت آنا رؤية جديدة لعالم الموضة أكثر ديمقراطية، أقرب إلى الجمهور، وأقل نُخبوية. بحسب المصممة ماريان كوي، فقد “جعلت الموضة حفلة يدعى إليها الجميع”.
آنا وينتور.. أيقونة بحد ذاتها View this post on InstagramA post shared by Anna Wintour (@theannawintour)
بشعرها القصير المصفف ونظاراتها الشمسية الداكنة، أصبحت آنا وينتور شخصية بارزة في الثقافة الغربية حتى أنها كانت الإلهام غير المباشر لشخصية “ميراندا بريستلي” في فيلم The Devil Wears Prada الذي أدّته ببراعة ميريل ستريب.
ورغم الغموض الذي يحيط بشخصيتها، تؤكد وينتور دائمًا أن الإبداع هو جوهر عملها، وليس صورتها العامة.
التحديات والجدل
لم تكن مسيرة وينتور خالية من التحديات. واجهت احتجاجات من منظمات حقوق الحيوان بسبب دعمها للفراء، وانتقادات بسبب بعض الأغلفة المثيرة للجدل، مثل غلاف ليبرون جيمس وجيزيل بوندشين عام 2008، الذي وُصف بأنه يعيد إنتاج صور نمطية عنصرية.
لكن أكبر تحدٍ لها كان نقل Vogue إلى العصر الرقمي، وسط منافسة شرسة من نجمات إنستغرام وتيك توك. ومع ذلك، حافظت على مكانة المجلة في طليعة الإعلام العالمي.
من سيخلف “الكاهنة الكبرى” للموضة؟مع اقتراب رحيلها من رئاسة التحرير، يتكثف الحديث عن خليفة آنا وينتور. ومن بين الأسماء المطروحة:
تشيوما نانادي:رئيسة المحتوى التحريري في Vogue البريطانية، والمقرّبة من وينتور. يعتقد كثيرون أنها تنتظر هذه اللحظة منذ سنوات.
إيفا تشين:مسؤولة الشراكات في إنستغرام، وتحظى بفهم عميق للجيل الرقمي وعلاقة الموضة بالسوشيال ميديا.
إيمي أستلي:الرئيسة السابقة لمجلة Teen Vogue، والتي لا تزال ضمن فريق Condé Nast.
بي شيفر كاروزيني:ابنة آنا وينتور، وتعمل كمنتجة أفلام. يرى البعض أنها قد تمثل استمرارًا للنهج العائلي في المجلة.
كلمات دالة:آنا وينستورفوغ تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محررة في قسم باز بالعربي
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: فوغ
إقرأ أيضاً:
استياء العلمانيين في تركيا من خطب الجمعة
أصبح الرأي العام التركي، منذ فترة، يناقش كل يوم الجمعة مضمون الخطبة الموحدة التي ترسلها رئاسة الشؤون الدينية إلى أئمة المساجد في عموم البلاد. فهناك مؤيدون لما يُذكر في الخطب ويدافعون عنه ويشيدون برئاسة الشؤون الدينية، وهم الأغلبية الساحقة، وآخرون ينزعجون منها وينتقدون رئاسة الشؤون الدينية؛ بسبب الخطب التي يرونها تتعارض مع مبادئ العلمانية والأتاتوركية والديمقراطية، ويعتبرونها تدخلا في الحياة الشخصية للمواطنين.
خطب الجمعة التي يتم إلقاؤها في جميع مساجد تركيا، يكتبها مجموعة من الخبراء في رئاسة الشؤون الدينية. وهي تتناول العبادات والمناسبات الدينية، مثل الحج وصوم رمضان، بالإضاقة إلى حث المصلين على التحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن الشبهات والمحرمات والرذائل، إلا أنها بدأت في الآونة الأخيرة تتطرق أيضا إلى المشاكل الاجتماعية وعلاجها وفق القرآن والسنة. وهو ما أزعج العلمانيين وأثار غضبهم، ودفعهم إلى الهجوم على رئاسة الشؤون الدينية التي يطالبون بإغلاقها.
خطبة الجمعة قبل الماضية كانت بعنوان "الحياء أمر من الله وفطرة في الإنسان"، وجاء فيها أننا "نعيش في زمن تنتهك فيه الخصوصية والحياء بلا حياء، إذ تروِّج بعض وسائل الإعلام ومصممو الأزياء وبعض الجهات في قطاع الموضة، لفكرة التعري باسم "الحرية" و"التحضر"، بينما يقلل من شأن الحجاب والستر". كما ذكرت الخطبة أن "ارتداء الملابس القصيرة أو الشفافة، أيا كان الزمان أو المكان، يعد انتهاكا لأمر الله بالستر"، وأن من ترتدي الملابس الضيقة التي تبرز تفاصيل الجسد، تدخل فيمن وصفهن النبي صلى الله عليه وسلم بــ"كاسيات عاريات".
وأما خطبة الجمعة الماضية فحثَّت على القيام بصلة الرحم في العطلة الصيفية، وأكَّدت أن الإنسان بحاجة إلى الراحة والعطلة، ولكن عطلة المسلم يجب أن تكون ضمن الحدود الشرعية والأخلاقية. وذكرت أن "بعض العطل اليوم أصبحت في كثير من الأحيان مظاهر من الترف والإسراف، تسير وراء الأهواء والشهوات، ولا تعير أوامر الله أي اعتبار"، مشيرة إلى أن "العطل فرصة ثمينة لتنمية الجوانب الدينية والاجتماعية والثقافية لأبنائنا، كما أنها وسيلة لتقوية روابط صلة الرحم".
التعري في الشوارع والأماكن العامة مشكلة حقيقية في تركيا تشتكي منها حتى النساء غير المحجبات؛ اللاتي يقلن إن هناك فرقا بين عدم ارتداء الحجاب والمبالغة في التعري، ويبدين مخاوفهن على أزواجهن وأبنائهن، في ظل خروج نساء وفتيات إلى الشوارع بملابس داخلية. كما يلفتن إلى أن رجلا لو ظهر في الأماكن العامة بملابسه الداخلية لاعتبر ذلك تحرشا بالنساء وتدخلت قوات الأمن لإبعاده عن تلك الأماكن. وتحتج هؤلاء النساء أيضا على الازدواجية في التعامل مع تعري الرجال والنساء، واعتبار تعري الرجال "تحرشا" وتعري النساء "حرية"، ويطالبن بوضع الحد لتعري النساء في الشوارع والأماكن العامة ولا يعتبرن ذلك تقييدا للحريات.
النقاش حول مضمون خطب الجمعة في تركيا امتداد لأزمة الهوية التي خلقتها محاولات إبعاد المجتمع التركي المسلم عن دينه وقيمه وعاداته وتقاليده. كما يدل على مدى بعد هولاء العلمانيين المنزعجين من الخطب الأخيرة عن عموم المجتمع المسلم وانقطاعهم عن الواقع، لأنهم لا يمكن أن يجدوا أحدا من الحاضرين لصلاة الجمعة يعترض على ما ورد في تلك الخطب، كما أن خطب الجمعة مجرد تذكير ونصيحة موجهة إلى المسلمين، وأن رئاسة الشؤون الدينية لا تملك سلطة لفرض أسلوب حياة معين على المواطنين.
هؤلاء العلمانيون المنزعجون من خطب الجمعة المكتوبة لمعالجة المشاكل الاجتماعية في ضوء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة، يريدون أن يجردوا المساجد من وظائفها ويحوِّلوا الخطب إلى دعاية للنظام العلماني، أو خطابات لا تضع إصبعا على الجرح ولا تتناول المسائل الاجتماعية من منظور إسلامي، كما يحنّون للدور الذي لعبته رئاسة الشؤون الدينية في عهدَيْ أتاتورك وعصمت إينونو.
رئاسة الشؤون الدينية أسَّسها مصطفى كمال أتاتورك في آذار/ مارس 1924، وكان الهدف من تأسيسها أن تخدم مبادئ الجمهورية الوليدة وتعمل لترسيخها. وفي إطار سياسة تتريك العبادة التي تبناها أتاتورك، جعلت رئاسة الشؤون الدينية ما يسمى "الأذان باللغة التركية" يرفع في كافة مساجد البلاد من عام 1932 حتى عام 1950، كما صمتت على إغلاق مدارس تحفيظ القرآن الكريم واعتقال كل من يعلّم الأطفال تلاوة كتاب الله. إلا أن السحر انقلب على الساحر، وأنها الآن، بعد أن انتهت وصاية العلمانية المتطرفة على الإرادة الشعبية، تقوم بوظائفها الأصلية في خدمة دين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولو كره العلمانيون.
x.com/ismail_yasa