بغداد 2025: قمة العرب بين الطموح والواقع 2/2
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
مايو 15, 2025آخر تحديث: مايو 15, 2025
المستقلة/- يترقب العراق، بعد سنوات من الأزمات والتحديات، استضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد يوم السبت (17 أيار 2025)، كفرصة لتأكيد دوره المحوري على الساحة العربية والإقليمية. لكن رغم الحفاوة الرسمية والاستعدادات المكثفة التي تحظى بدعم سياسي واسع، يثار جدل متزايد حول مدى قدرة القمة على تجاوز الشعارات والحوارات التقليدية لتقديم حلول واقعية لمشاكل المنطقة.
أشاد عدد من السياسيين العراقيين بالجهود الحكومية لاستضافة القمة، معتبرين أن انعقادها في بغداد هو تأكيد على عودة العراق إلى “البيت العربي” ومركز القرار، خاصة مع توقيت انعقادها في ظل تصاعد التحديات السياسية والاقتصادية على مستوى الإقليم. تصريحات قيادات مثل نوري المالكي وجاسم العرادي تعكس التفاؤل بأن القمة ستكون نقطة تحول نحو تعزيز التعاون العربي وتوحيد المواقف.
في المقابل، يطرح مراقبون تساؤلات حول ما إذا كانت هذه القمة ستتمكن بالفعل من توحيد الصفوف في مواجهة التحديات الإقليمية الحادة، خاصة في ظل الخلافات السياسية المتراكمة بين بعض الدول العربية، إضافة إلى القضايا الإقليمية الحساسة التي غالباً ما تعصف بجدول الأعمال العربي.
تحديات جدية تواجه العراقبالرغم من الدعم الرسمي، لا يمكن تجاهل الأزمات الداخلية التي ما زالت تعاني منها البلاد، من انقسامات سياسية وأزمات أمنية واقتصادية، والتي قد تعيق قدرة العراق على ترجمة استضافة القمة إلى مكاسب عملية ملموسة. كما أن توقعات كثيرة تشير إلى أن المواقف المتباينة بين الدول المشاركة ستقود إلى اتفاقيات بروتوكولية أكثر منها خطوات تنفيذية فعالة.
وأعرب بعض السياسيين العراقيين عن أملهم في أن تخرج القمة بقرارات قوية وموحدة، لكنها تواجه خطر أن تتحول إلى مجرد استعراض سياسي، خصوصاً في ظل غياب إرادة حقيقية لحل أزمات المنطقة المعقدة، مثل النزاعات في سوريا واليمن وفلسطين.
الدعوات لتضامن عربي حقيقي.. هل هو ممكن؟الشيخ قيس الخزعلي، الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، طالب القادة العرب بأن يتحملوا مسؤولياتهم وأن تكون القمة “على مستوى التحديات”، مؤكدًا ضرورة دعم القضية الفلسطينية والقضايا العربية الأخرى. لكن هذا الطموح يلقى حواجز متكررة على أرض الواقع، إذ تستمر الخلافات والاختلافات الجيوسياسية التي تعيق أي تعاون عربي فعال.
في الوقت نفسه، يشير بعض الخبراء إلى أن العراق بحاجة إلى حراك سياسي واقتصادي داخلي أعمق قبل أن يتمكن من قيادة تحولات إقليمية كبيرة، مؤكدين أن مجرد استضافة القمة لا تكفي لإعادة بناء الدور العربي للعراق.
خلاصة: القمة بين الأمل والانتظارفي الوقت الذي تتجه الأنظار نحو بغداد لاستقبال قادة العرب، يبقى السؤال الأكبر: هل ستكون هذه القمة بداية جديدة لتوحيد العرب في مواجهة تحديات حقيقية، أم أنها ستظل صفحة أخرى في تاريخ الاجتماعات التي لا تُترجم إلى واقع ملموس؟
الإجابة على هذا السؤال لا تزال بيد القادة المشاركين وإرادتهم السياسية، بينما يبقى العراقيون بانتظار نتائج القمة وتأثيرها على واقعهم اليومي، في بلد يتطلع إلى الاستقرار والازدهار وسط ظروف إقليمية معقدة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
بغداد تستضيف اجتماعا لوزراء الخارجية العرب تحضيراً للقمة العربية الـ34
انطلقت في العاصمة العراقية بغداد أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب الخميس، في إطار التحضيرات للقمة العربية الرابعة والثلاثين، المقررة السبت المقبل على مستوى القادة.
واستهلّ الاجتماع بكلمة ألقاها وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، استعرض خلالها أبرز مخرجات القمة السابقة التي استضافتها بلاده في 16 أيار/مايو 2024، قبل أن يسلّم رئاسة الاجتماع إلى نظيره العراقي فؤاد حسين.
وكان وزراء الخارجية العرب قد بدؤوا بالتوافد إلى بغداد منذ أمس الأربعاء، للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية، في وقت تستعد فيه العاصمة العراقية لاستضافة القمة تحت شعار: "حوار وتضامن وتنمية"، وسط أزمات عربية وإقليمية متصاعدة، في مقدمتها العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للشهر التاسع عشر، فضلًا عن الأوضاع المتأزمة في كل من سوريا والسودان.
ووفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، فقد وصل إلى بغداد وزراء خارجية كل من السودان علي يوسف الشريف، وجزر القمر محمد مباي، ومصر بدر عبد العاطي، في إطار الاستعدادات الجارية لانعقاد القمة.
ويذكر أنه انطلق أمس الأربعاء اجتماعات المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين العرب، تمهيدًا للتحضير لاجتماع وزراء الخارجية، الذي يُعد المرحلة الأخيرة قبل انعقاد القمة.
وتكتسب قمة بغداد هذا العام أهمية استثنائية، إذ تتزامن مع انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، في حدث مزدوج يجمع بين البعدين السياسي والاقتصادي، بما يعكس الحاجة الملحة لمواجهة التحديات المشتركة التي تمر بها المنطقة.
اختتام اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين في بغداد بإقرار مشاريع قرارات ومبادرات عراقية لتعزيز العمل العربي المشترك – وزارة الخارجية العراقية https://t.co/r8e0jZt90b pic.twitter.com/fP4DHvGZwi — وزارة الخارجية العراقية (@Iraqimofa) May 14, 2025
وفي مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء، قال وزير الخارجية العراقي، رئيس اللجنة العراقية العليا للتحضير للقمة، إن بغداد ستحتضن خلال الأيام المقبلة ثلاث قمم بارزة؛ أولها القمة العربية الرابعة والثلاثون، التي ستشهد مشاركة القادة العرب لبحث الملفات السياسية الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأوضاع في غزة، وسوريا، والسودان، إضافة إلى قضايا الأمن والاقتصاد العربي.
أما القمة الثانية، فهي القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، التي ستناقش سبل تعزيز التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي والبنية التحتية، إلى جانب التحديات الاجتماعية التي تواجه الدول العربية.
وتشمل القمة الثالثة قمة ثلاثية على مستوى القادة، تجمع العراق ومصر والأردن، في إطار آلية التعاون الثلاثي الرامية إلى تعزيز الشراكة السياسية والاقتصادية وتنسيق المواقف تجاه قضايا المنطقة.