جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-22@05:43:11 GMT

الحب في زمن التوباكو (9)

تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT

الحب في زمن التوباكو (9)

 

 

مُزنة المسافر

جوليتا: دو، ريه، مي، فا، فا فا... كنتُ أنسجُ الدرجات النغمية بتتابعية، كانت تتراقص أمامي في خفة غير معتادة، فصرتُ أتعلمُ الصمت والصوت بشكل مختلف، لم أحفظ الأغنيات، ولم أضع في قلبي الأمنيات؛ بل كنت أقول الأشياء في غير مهل، إنها تتحرك من الورق، تخرج من الجسر الذي وضعته لها في خطوط متناغمة، اثبتي داخل السلم الموسيقي، ابقي أيتها الصغيرة لا ترقصي أو تهربي، انتظري حتى تكبري قليلًا وتصبحي بجانب قريناتك.

قاطعتني عمتي حين قدمت لي قطع البسكويت، وقالت إن جارنا يقول إن الغرباء قد ازدادت أعدادهم في المنطقة، والمسرح لم يعد آمنًا، وأنه لابد أن يكون هنالك حارس يحرس المكان، أو أحد رجال الدَرَك.

جوليتا: يا عمَّتي لسنا بحاجة إلى حارس يحرس المكان والأشياء.

ماتيلدا: أغلى ما نملُك هو كرامتنا يا جولي، لكن هذا ما قاله الجار.

تعرفين يا جولي، أن الحراس في الماضي لم يكن لهم وجود، كُنَّا نحرُس الأشياء بحُبنا الكبير لها، وبقلوبنا الصادقة، لم نسهوا عن شيء ولم نغفُل عن أمر.

أتذكر جيدًا أنه حين كنتُ أعبرُ الطريق، وأرغبُ في أن أقطعه، قَطَعَ الطريقَ شابٌ وسيمٌ، كان كثيف الشعر، وعيناه تقولان بالمكر والجرأة، وجعلني أتعثرُ لكنه اعتذر، زعقتُ في وجهه وكرَّر لي أسفه وساعدني على أن أحمل حقيبتي. كان في يده بضعة كُتب، فعرفتُ أنه طالبٌ جامعي، تبعني لاحقًا إلى متجر الملابس، دخل المتجر وقدم لي أحمر الشفاة، الذي سقط من حقيبتي.

الشاب: نسيتِ هذا الشيء، أتعرفين.. لا أضع أحمر الشفاة على وجهي!!

ماتيلدا: شكرًا.

قلتُ له شكرًا ببرودٍ كبير، وحين انتبهت للَّمعة التي وُجدتها في عينيّه شكرته أكثر وهمست في نفسي الربما التي جعلتني أدعوه لاحتساء القهوة معي.

ماتيلدا: ربما قد يهمك أن نحتسي القهوة معًا في مكانٍ ما؟

ألبيرتو: سأقبلُ بسرور كبير، اسمي ألبيرتو.

في المقهى شرح لي ألبيرتو العلوم السياسية التي يدرسها، شرح لي عن بلادنا في الماضي وعن التاريخ وعن أمجاد الآخرين.

لم تهمُّني أبدًا أفكاره وآراءه في تلك اللحظة، كان يعنيني لطفه فقط، استغربَ الشاب من أنني لا أهتمُ بدنيا أخرى غير المسرح الذي اعتلي خشبته بسعادةٍ، قلتُ له يهُمُّني أن أغنِّي جيدًا في المسرح لأنها لقمة عيشي، وأن صوتي لا يُمكن له أن يختفي، لا بُد أن يكون واضحًا وضوح الشمس، وأن الحياة لا بُد أن نعيشها يومًا بعد يومٍ بفرحٍ كبيرٍ.

كان ألبيرتو لطيفًا، فَطِنًا، مخايل الذكاء، ماكرًا مكر الثعالب، وغالبًا لأصحابه في الشطرنج، وكان يقرأ بنهمٍ شديد، ويسمع الچاز الأمريكي، ويشرح لي عن بلدانٍ قد زارها ويضع خريطةً ما أمامي، ويخبرُني أنه في هذا المكان حدث كذا وكذا.

وكنتُ أشعرُ بالنعاس، ويظهر على وجهي التعب من أفكاره، وكان يعزفُ الغيتار والهرمونيكا، كان مُسليًا للغاية، كان يُخبرني أنه لا يوجد بيننا أي خطٍ وهميٍّ يفصل بين أفكارنا وأحلامنا ومشاعرنا، وأن قلوبنا بحر عظيم بموج جامح، وأن عيوننا تنظر للسماء دائمًا في انتظار عاصفة. كان جموحه وطموحه يظهران على شخصيته، وكان حُلمه الأهم أن يُهاجر إلى العالم المُتقدِّم، وكان يُخبرني أن أصدقاءه قد تبعوه هناك، وأنهم بانتظاره الآن يُكمل فصلًا أخيرًا في الجامعة وينضم إليهم.

 

وسألني سؤالًا غريبًا: هل بإمكاني أن أحرُس قلبك؟

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"ومن الحب ما قتل".. قرار قضائي ضد المتهم بإنهاء حياة زوجته بالمرج


قرر قاضي المعارضات المختص بمحكمة جنح المرج تجديد حبس المتهم بقتل زوجته مسددًا لها 3 طعنات نافذة بسبب خلافات زوجية بينهما بمنطقة المرج، 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

وكشفت مناظرة نيابة شرق القاهرة الكلية لجثة ربة منزل لقيت مصرعها على يد زوجها بدائرة قسم شرطة المرج، أن الجثة لسيدة في العقد الرابع من العمر وترتدي كامل ملابسها، ومصابة بـ 3 طعنات في الصدر والبطن.

البداية كانت عندما تلقت مباحث قسم شرطة المرج بلاغًا يفيد بمقتل ربة منزل على يد زوجها في منطقة المرج، وعلى الفور انتقلتِ الأجهزة الأمنية وبرفقتها سيارة الإسعاف إلى مكان الواقعة.

وتبين بالفحص وإجراء التحريات نشوب مشاجرة بين عامل وزوجته بسبب خلافات الزوجية، سدد على أثرها عدة طعنات قاتلة استقرت في جسدها فأسقطتها غارقة في دمائها.

تم نقل الجثة إلى المشرحة، وعقب تقنين الإجراءات تم القبض على المتهم، وحُرر محضر بالواقعة وتولتِ النيابة العامة التحقيق.

مقالات مشابهة

  • معهد بحوث القطن: مصر تخطط لتصبح المكان الأكثر جاذبية للاستثمار في الذهب الأبيض
  • 9 أغسطس.. كاظم الساهر يحيي حفلًا غنائيًا في أسطنبول
  • "سيمفونية أحمد بن ماجد" و"افتتاحية عُمان 2020" و"كابريتشيو المكان"
  • "ومن الحب ما قتل".. قرار قضائي ضد المتهم بإنهاء حياة زوجته بالمرج
  • برج الثور.. حظك اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025.. عبر عن امتنانك
  • مراسلة سانا: اندلاع حريق كبير بمعمل للإسفنج والمستلزمات الصحية في مدينة صحنايا بريف دمشق وفرق الإطفاء تعمل على إخماده وسط صعوبات كبيرة بسبب المكان المغلق ووجود مواد ومشتقات نفطية سريعة الاشتعال
  • النجوم توبا بويوكستون وكان أورغانجي أوغلو وبورجو بيريجيك ينضمون إلى MAD Solutions
  • رباب ممتاز: سنين زواجي من وليد التابعي راحت هدر وكان نفسي أخلف .. فيديو
  • منذ 16 يوماً .. والد الفتى المفقود هيثم لم يغادر المكان