يمانيون../
أكد وزير الثقافة والسياحة في حكومة التغيير، الدكتور علي قاسم اليافعي، أن الوحدة اليمنية ليست نتاجًا لاتفاق سياسي فحسب، بل هي حالة شعبية متجذرة في وجدان اليمنيين شمالاً وجنوبًا منذ عقود، مشيرًا إلى أن إعلان 22 مايو 1990 كان تتويجًا لتلك الروح الوحدوية العميقة.

وفي مقابلة مع قناة المسيرة بمناسبة الذكرى الـ35 للوحدة اليمنية، أوضح اليافعي أن الإشكالية التي واجهت أبناء المحافظات الجنوبية لم تكن مع الوحدة، بل مع سياسات الخيانة التي مارسها نظام علي عبدالله صالح وحزب “الإصلاح”، من خلال القمع والإقصاء وتصفية الكوادر الجنوبية الفاعلة، مؤكدًا أن النظام السابق تعمّد تقاسم السلطة مع مكونات جنوبية ضعيفة لضمان سيطرته وتكريس الهيمنة.

وقال اليافعي إن الخروج الشعبي ضد صالح لم يكن رفضًا للوحدة، بل ثورة على نظام زرع التفرقة والمناطقية والعنصرية. وأشار إلى أن أبناء الجنوب لا يزالون يحملون حلم الوحدة الوطنية، لولا القمع الذي تمارسه أدوات الاحتلال والمرتزِقة، مؤكّدًا أن زوال هذه الأدوات سيُعبّر الجنوبيون عن موقفهم الحقيقي المؤيد للمشروع الوطني التحرري بقيادة صنعاء.

الاحتلال والمرتزِقة.. مسؤولية المعاناة والانهيار

ولفت اليافعي إلى أن الواقع المأساوي في المحافظات المحتلة، وخصوصًا عدن، يعود إلى استمرار سياسات التصفية والإقصاء التي ينفذها المرتزِقة المرتبطون بالخائن طارق عفاش، على النهج نفسه الذي انتهجه نظام صالح، مؤكّدًا أن تبعية طارق للإمارات مكنته من السيطرة على بعض الفصائل التابعة لما يسمى بـ”الانتقالي”، ما ساهم في تعميق التشرذم والانقسام.

وأشار إلى أن الإمارات تتعامل مع أدواتها كأطراف متفرقة، وتتواصل مع كل فصيل على حدة، بما يهيئ الساحة لصراعات داخلية تضمن بقاءها ونفوذها بعد تنفيذ أجنداتها الاحتلالية.

كما حمّل اليافعي دول العدوان، وعلى رأسها السعوديّة والإمارات، مسؤولية التدهور المعيشي والخدمي، مؤكدًا أن هذه الدول حرمت المرتزِقة من أي إمكانيات لتحسين الأوضاع، بينما أهدت تريليونات الدولارات لترامب. وأوضح أن سياسة التجويع الممنهجة تهدف إلى إخضاع المواطنين لإرادة المحتل.

وأشار إلى أن النساء في عدن يخرجن في التظاهرات لأن بيوتهن خالية من أدنى مقومات الحياة، بينما في الحديدة -رغم العدوان والحصار- تتوفر الخدمات الأساسية، على عكس عدن وحضرموت حيث لا توجد دولة ولا مؤسسات، بل عصابات متناحرة على الجبايات والموارد.

خزينة فارغة ومجلس مرتزِقة عاجز

وأكد اليافعي أن ما يسمى بـ”مجلس القيادة الثمانية” لا يمثل شيئًا في المعادلة الوطنية، مشيرًا إلى أنهم يقبعون في فنادق الرياض ويهتمون بالكسب الشخصي وشراء الشقق والفلل في الخارج، ولا يعيرون معاناة المواطنين أي اهتمام. وأضاف: “في المناطق الحرة نعيش بإمكانيات متواضعة لكننا نملك دولة وخدمات، بينما في المناطق المحتلة لا يوجد حتى شكل للدولة”.

وشدد على أن المرتزِقة لا يتلقون أي دعم حقيقي من الخارج، لأن دول العدوان لا ترى في الشعب اليمني إلا وقودًا لصراعها، مؤكّدًا أن المشروع الوطني في صنعاء يشكّل بارقة أمل تنتظرها شعوب المحافظات المحتلة.

وحدة المناطق الحرة وفوضى المناطق المحتلة

وفي سياق حديثه عن المشروع التقسيمي، أوضح اليافعي أن دول العدوان لجأت إلى تمزيق المحافظات الجنوبية بعد فشل مخطط الأقاليم، فدعمت فصائل متعددة متصارعة في عدن وسقطرى وحضرموت والمهرة، ضمن سياسة “فرّق تسد”، مؤكدًا أن ثورة 21 سبتمبر أحبطت هذا المخطط وحافظت على وحدة النسيج الوطني في المناطق الحرة، حيث لا توجد صراعات سياسية أو قبلية أو طائفية.

وأشار إلى أن السعودية سعت لخلق فصائل موازية لتلك المدعومة من الإمارات، مثل “درع الوطن” المكون من التكفيريين السلفيين، في محاولة لتقويض نفوذ أبو ظبي. كما تسعى الإمارات بدورها لتأجيج الخلافات بين فصائلها نفسها وبين فصائل السعودية، في إطار صراع النفوذ داخل جغرافيا محتلة.

أحرار الجنوب مع فلسطين والقضية الوطنية

وعن موقف أبناء المحافظات الجنوبية من القضية الفلسطينية، قال الدكتور اليافعي إن غالبية الأحرار هناك يقفون بصلابة إلى جانب القوات المسلحة اليمنية في دعمهم لغزة ومواجهة العدوّ الصهيوني، إلا أن القمع الممنهج يمنعهم من التعبير عن موقفهم.

وأضاف: “الجنوبيون ينتظرون السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ليقود معركة الخلاص من الهيمنة الأجنبية وأدواتها”، مؤكّدًا أن أبناء حضرموت على وجه الخصوص ملتفون حول موقف صنعاء، سواء في الداخل أو على مستوى مواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة.

واختتم اليافعي حديثه بالدعوة إلى تصعيد الحراك الشعبي في المحافظات المحتلة، ومقارنة الواقع المرير الذي تعيشه هذه المناطق بما تحقق في صنعاء والمناطق الحرة، حيث الدولة تخدم المواطن رغم الحصار والعدوان، بفضل القيادة الثورية والسياسية التي تضع الشعب في صدارة أولوياتها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المناطق الحرة وأشار إلى أن مؤک د ا أن

إقرأ أيضاً:

بصيرة الحسين عليه السلام في كلمة السيد القائد .. مسؤوليتنا لا تقبل التراجع

في رحاب ذكرى عاشوراء، ذكرى مظلومية الإمام الحسين عليه السلام واستشهاده في كربلاء، يقف المؤمنون في كل زمان ومكان وقفة استلهام وتزود من مدرسة الصبر والثبات، مدرسة التوحيد والكرامة، مدرسة التضحيات الخالدة التي مثلها سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام.

يمانيون / تحليل / خاص

وفي هذا السياق، تأتي كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) في هذه المناسبة العظيمة بوعيٍ قرآني، وتُجدّد بها مفاهيم الحق في وجه الباطل، والإيمان في وجه الطغيان، وتربط الماضي الثوري الحسيني بالواقع الثوري المقاوم المعاصر، مؤكداً أن عاشوراء ليست تاريخاً يُروى، بل موقفاً يُحتذى، ومسؤولية تُحمل، وجبهة تُواجه فيها قوى الظلم في هذا العصر، وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني ،

كلمة السيد القائد .. دروس زاخرة بالمعاني والدلالات الإيمانية  

 

 عاشوراء كقضية مستمرة لا ذكرى عابرة

شدد السيد القائد على أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام ليس مجرد طقس عاطفي، بل موقف مبدئي يتصل بجوهر الإسلام وروحه المقاوِمة ، الإمام الحسين هو “صاحب قضية”، وقضيته هي الإسلام الحقيقي، الإسلام الذي يُقاوم الظلم ولا يخضع له ، بالتالي، فإن إحياء عاشوراء هو مواساة لرسول الله ﷺ، وتجديد للولاء لمبادئ الإسلام الأصيل.

الإسلام الحسيني مقابل الإسلام المحرّف

أشار السيد القائد يحفظه الله إلى أن الحسين عليه السلام قاتل من أجل الإسلام الذي يصنع السلام لا الاستسلام، مما يفضح مشاريع تزييف الإسلام التي تبرر الخضوع للطغاة ، دعا إلى التمييز بين الإسلام الحقيقي و”الإسلام الأمريكي” الذي يخدم الاستكبار.

مسؤولية الأمة في وجه الطغيان

أكد حفظه الله أن ما يفعله العدو الصهيوني والأمريكي في فلسطين وغيرها من البلدان من إبادة وفساد، يُلزم الأمة بـتحمل المسؤولية الإيمانية والجهادية ، مقاومة الطغيان ليست خياراً سياسياً، بل واجب ديني، والخنوع للطغاة هو خسارة في الدنيا والآخرة.

الثقة بوعد الله والنصر

رغم التحديات والصعوبات، فإن النصر وعد إلهي لعباده المؤمنين، وهذا يبعث برسالة أمل وثقة لكل الأحرار،

المشروع القرآني الذي يتبناه أنصار الله يستمد شرعيته وقوته من هذا الوعد الإلهي، لا من حسابات مادية أو آنية.

نماذج حية للصمود والمقاومة

استشهد السيد القائد بنماذج بارزة في الواقع المعاصر ( غزة في صمودها ، لبنان في ثباته ، إيران في دعمها للمقاومة، العراق في حراكه المقاوم ،واليمن في نهضته القرآنية المباركة) ، هذه النماذج تمثل الامتداد العملي لمسيرة الإمام الحسين، وتُجسد روح عاشوراء.

مشروع قرآني شامل

شدد السيد القائد على أن الانطلاقة ليست فئوية أو مذهبية، بل هي إيمانية قرآنية عالمية ، تتمحور حول التمسك بالقرآن الكريم ، وحمل راية الإسلام الأصيل ، والتحرك في سبيل الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

عاشوراء موقف وليست طقساً

السيد القائد أوضح أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هو مواساة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وامتداد لموقع الهداية، لا مجرد إحياء شعائري أو بكائي. إنها قضية مستمرة تحمل معاني الوعي والثبات، والتصدي للظالمين، والسير على خطى أهل البيت في مقارعة الطغيان.

رفض الطاعة للطغاة والخنوع للمستكبرين

اعتبر السيد القائد أن الطاعة لأمريكا و”إسرائيل” تعني الذل والخسارة في الدنيا والآخرة، بينما الموقف الحر المقاوم مهما بلغت كلفته هو خيار العزة والنجاة والتمكين، وهو خيار لا رجعة عنه.

 الثقة بوعد الله والانطلاق القرآني

أكّد أن مشروع أنصار الله هو مشروع قرآني إيماني يقوم على الثقة بوعد الله بالنصر، لا على التبعية ولا على التفاهم مع المستكبرين. وأوضح أن التمسك بالقرآن، والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي ركائز هذا المشروع المبارك.

 موقف ثابت في نصرة فلسطين ومحور المقاومة

وجّه السيد القائد تأكيداً واضحاً على الثبات في نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف بوجه المشروع الصهيوني، مشيراً إلى أن ما يتعرض له محور المقاومة من حملات إعلامية وضغوط سياسية لا يثنيه عن موقفه، لأن هذا هو الخيار الحاسم الذي لا رجعة عنه.

دروس عاشوراء في وجه الاستكبار

كلمة السيد القائد في هذه المناسبة العظيمة تُجسّد المعنى الأعمق لعاشوراء، وتجعل من كل مؤمن حسيني مشروع مقاومة، ومن كل موقف إيماني خطوة على طريق التمكين.
وهي دعوة مفتوحة إلى أحرار الأمة أن يكونوا كما أرادهم الحسين عليه السلام: “أحرارًا في دنياهم”، وأن لا يقبلوا بالضيم والخنوع، وأن يحملوا راية الإسلام الأصيل في مواجهة الطغيان الحديث ، والتمسك بالحق، والتضحية من أجله، حتى لو كان الثمن غالياً، لأن النتيجة هي الكرامة والنصر والعزة .

مقالات مشابهة

  • بصيرة الحسين عليه السلام في كلمة السيد القائد .. مسؤوليتنا لا تقبل التراجع
  • السيد القائد ..نؤكد ثباتنا على موقفنا في نصرة الشعب الفلسطيني
  • الرهوي يُحمّل تحالف العدوان ومرتزقته مسئولية الأوضاع الكارثية في المحافظات المحتلة
  • الرهوي يناقش مع محافظي حضرموت ولحج وسقطرى الأوضاع بالمحافظات المحتلة
  • فلسطين في الوجدان اليمني .. قضية مركزية حاضرة في خطاب المسيرة القرآنية
  • السيد القائد يدعو لخروج مليوني غدا نصرة للشعب الفلسطيني
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني غداً جهاداً في سبيل الله ونصرة للشعب الفلسطيني
  • السيد القائد يحذر من الخطر الوجودي للأمة ويكشف : هذا ما سيحدث بعد فلسطين (تفاصيل)
  • السيد القائد يكشف الإحصائية الأسبوعية لعمليات الإسناد
  • السيد القائد يقدم رسالة عالمية ويكشف الحقائق .. العدو يذبح الأمة ولا عذر للساكتين