علي فوزي يكتب.. يوليو الأسود على الجماعة
تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT
لم يكن شهر يوليو شهرًا عاديًا بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين، ففي وقت كانت فيه الجماعة تراهن على تحولات إقليمية أو توازنات دولية تعيد لها شيئًا من الحضور أو الشرعية، باغتها الواقع بسلسلة من الضربات القاسية في أكثر من ساحة، لتدخل في نفق جديد من العزلة والارتباك، فيما يمكن وصفه بحق بـ "يوليو الأسود" على الإخوان.
بداية الشهر حمل إشارات صريحة من أنقرة، التي كانت يومًا ما الحاضن الأكبر لقيادات الإخوان بعد 2013، بأن تركيا لم تعد مستعدة لأن تكون منصة دائمة لأنشطة التنظيم.
تصريحات مسؤولين أتراك عن "ضرورة احترام سيادة الدول العربية" و"عدم التدخل في شؤونها الداخلية"، أعقبها تقليص فعلي لنشاط قنوات ومنصات إعلامية تابعة للجماعة على الأراضي التركية، مع قيود غير معلنة على تحركات بعض رموزها.
في بريطانيا، التي مثلت تقليديًا ملاذًا آمنًا للقيادات السياسية والإعلامية، كانت المفاجأة الأكبر هذا الشهر مع تشديد الخطاب الأمني ضد "جماعات الإسلام السياسي" ومراجعة الحكومة البريطانية لوضع بعض الكيانات المرتبطة بالإخوان، خصوصًا بعد تصاعد الانتقادات في البرلمان بشأن تمويلات مشبوهة وتحريض عبر وسائل إعلام مرتبطة بالجماعة.
في مصر.. عودة الدولة وتآكل الرصيدفي الداخل المصري، بدا أن الجماعة فقدت ما تبقى من تعاطف شعبي، فمع تصاعد الدور التنموي للدولة وتراجع الأزمات الاقتصادية تدريجيًا، لم تعد الرواية الإخوانية تجد صدى واسعًا.
الأسوأ للجماعة، هو بروز شهادات جديدة من داخل بعض السجون، تحمل نقدًا ذاتيًا قاسيًا لتجربة الإخوان في الحكم، وتشير إلى أن التنظيم أخفق في إدارة الدولة وتسبب في انقسام خطير للمجتمع.
إرهاب الإخوانالتنظيم الدولي.. تفكك وتصدعات
في يوليو أيضًا، طفت إلى السطح صراعات علنية بين أجنحة التنظيم الدولي للإخوان، خصوصًا بين مكاتب الخارج (لندن–إسطنبول–الدوحة) حول الرؤية المستقبلية للجماعة.
تقارير إعلامية تسربت عن صراع نفوذ على مصادر التمويل، وعن اتهامات متبادلة بالفشل والاختراق، تؤكد أن "وحدة التنظيم" لم تعد قائمة، وأن القيادة المركزية فقدت زمام الأمور.
الرأي العام العربي.. الوعي يتقدمالتحولات الكبرى التي شهدها الرأي العام العربي خلال العقد الأخير، كانت أحد أكبر التحديات التي تواجه الإخوان اليوم.
فمفردات مثل "التمكين"، "الخلافة"، "الشرعية"، فقدت بريقها في وجدان الشعوب التي عايشت آثار الفوضى والانقسام.
يوليو جاء محمّلًا برسائل من شعوب المنطقة – لا سيما في السودان وتونس وليبيا – بأن التجربة مع الإسلام السياسي كانت مكلفة، وأن مستقبل الاستقرار لا يمر عبر بوابة التنظيمات المؤدلجة.
سقوط بلا ضجيجالجماعة التي كانت تملأ الدنيا صخبًا ذات يوم، تمر الآن بواحدة من أكثر مراحلها خفوتًا وهشاشة.
يوليو 2025 لم يكن مجرد شهر عادي في تقويم الإخوان؛ بل كان شاهدًا على ما يبدو أنه بداية النهاية لنفوذهم، ليس بفعل قرار سياسي واحد، ولكن نتيجة تراكم فشل، وتراجع حاضنة، وسقوط سردية.
لقد دخلت الجماعة طور "الكمون السلبي"، لا تملك مشروعًا واضحًا، ولا قيادة موحدة، ولا سندًا إقليميًا صلبًا، ومع تعاظم الوعي الشعبي، يبدو أن طريق العودة إلى الواجهة قد أغلق.. على الأقل في الأمد المنظور.
علي فوزي الباحث في الشؤون العربية والإفريقية
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإخوان المسلمون يوليو الأسود تركيا بريطانيا مصر التنظيم الدولي الإسلام السياسي حسن البنا اسطنبول لندن الدوحة سقوط الجماعة الصراعات الداخلية الدعم الإقليمي الرأي العام العربي الفشل السياسي الشرعية التمكين الخلافة نهاية النفوذ علي فوزي
إقرأ أيضاً:
تعرف على الطرق البديلة بعد الغلق الكلي لشارع 26 يوليو تجاه ميدان لبنان
نشرت الإدارة العامة لمرور الجيزة الخدمات اللازمة بمحيط الغلق الكلي لـشارع 26 يوليو بالاتجاه القادم من كوبري 15 مايو تجاه ميدان لبنان، لمدة 3 أيام تنتهي صباح يوم الأحد الموافق 7 ديسمبر 2025، بسبب الأعمال الإنشائية التي ستجرى خلال الفترة من الساعة 12 صباحاً وحتى الساعة 6 صباحاً يومياً طوال مدة الغلق، لتنفيذ الأعمال الإنشائية لمشروع المونوريل خط «وادي النيل - 6 أكتوبر» وتركيب الشدّات المعدنية لعدد 12 برجاً معدنياً بطول 120 مترًا ضمن أعمال محطة مونوريل وادي النيل.
وأجرت الإدارة العامة لمرور الجيزة بعض التحويلات المرورية لتسهيل الحركة ومنع التكدسات طوال فترة غلق شارع 26 يوليو:
التحويلة المرورية الأولى:
المركبات القادمة من كوبري 15 مايو والراغبة في استكمال سيرها تجاه ميدان لبنان:
الدخول يميناً إلى شارع صلاح جاهين ثم يسارًا إلى شارع الدكتور حجازي ثم يسارًا باتجاه شارع وادي النيل وصولًا إلى شارع 26 يوليو عقب تجاوز منطقة الأعمال.
التحويلة المرورية الثانية:
الدخول يميناً إلى شارع صلاح جاهين ثم يميناً إلى شارع أحمد عرابي ثم يميناً باتجاه شارع جامعة الدول العربية وصولاً إلى شارع السودان وميدان لبنان بعد تجاوز الأعمال.
ونسقت الإدارة العامة لمرور الجيزة مع الشركة المنفذة لوضع اللوحات الإرشادية والتحذيرية والكشافات والطواحين الضوئية اللازمة بمحيط الأعمال لضمان أمن وسلامة المواطنين، مع تعيين الخدمات المرورية اللازمة لتسيير حركة المركبات.
وتؤكد أن الحركة المرورية في الاتجاه الآخر من شارع 26 يوليو تعمل بصورة طبيعية دون أي تأثير.