جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-06@14:21:52 GMT

غزة.. سماء بلا أرض

تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT

غزة.. سماء بلا أرض

سالم البادي (أبو معن)

 

تخيّل المشهد معي، أخي القارئ... يأتيك أمرٌ من جيش العدو عبر اتصال هاتفي أو نداء أو أي وسيلة، يأمرك بإخلاء بيتك في مهلة لا تزيد عن عشر دقائق.

تخيّل: عشر دقائق فقط، ثم يُمحى بيتك عن سطح الأرض، تُطمس ذكرياتك، المكان الذي يأويك أنت وأسرتك، أشياؤك التي تحبها، كتبك... كل شيء يختفي في لمح البصر.

تخيّل معي، كل هذا يمر أمام عينيك في عشر دقائق فقط—وجع وألم وأسًى وحزن ينهال عليك، وأنت مصابٌ بالدهشة والصدمة من هول الموقف. تخرج لتواجه الموت ألف مرة، أو تبقى لتلقاه مرة واحدة.

كنا نقرأ عن قصص الحروب والموت في كتب التاريخ، ونشاهدها في أفلام الرعب، ونتابع قصص الجوع والتهجير والحرق والتعذيب وأبشع أنواع القتل. لكن أن نعيشها اليوم، في هذا العصر؟! هذا لم يخطر ببال أحد!

وسائل الإعلام تنقل المجازر والإبادة على الهواء مباشرة! يشاهدها نحو 8 مليارات إنسان على كوكب الأرض، دون أن تتحرك مشاعرهم، دون أن تستيقظ فطرتهم لإنقاذ هذه الأرواح البريئة المحاصرة جوًا وبرًا وبحرًا، في بقعة صغيرة يعيش فيها نحو مليوني إنسان... إنه لأمرٌ يثير العجب!

وكأننا أمام فيلم درامي مرعب، كتبته القوى العظمى، وأنتجته ودعمته أمريكا، ونفذه وأخرجه الاحتلال، فأبدع في الإبادة الجماعية والمجازر اليومية، مسجلًا مشاهدات مليونية، ليحصد جائزة الإجرام الدولي، بينما ملايين البشر يرون ويسمعون، لكنهم صمٌّ بكمٌ عُميٌ... لا يبصرون، ولا يعقلون.

أين منظمات حقوق الإنسان؟ غاب دورها وانتهى.

أين منظمات حقوق المرأة والطفل؟ انطمس ذكرها، وانطوت صفحتها.

أين محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية المعنية بجرائم الحرب؟ مجرد أسماء بلا أفعال، ولا سلطة تنفيذية، وأحكامها تذروها الرياح.

أين هيئة الأمم المتحدة؟ كيان بلا روح... لا يسمن ولا يغني من جوع.

أين منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة، وتعدّ ثاني أكبر تكتل دولي؟ أين صوتها في نصرة غزة؟

الأمة الإسلامية أثبتت تفوقها في خذلان شعب غزة، تركته وحيدًا، يواجه الجوع والعطش والقتل والتهجير والتدمير والإبادة، فكان مصيرها الذل والهوان حتى إشعار آخر، فهم لا يعقلون، ولا يفقهون، وهم في سبات عميق... لعلها تفيق يومًا إذا شاءت قدرة الله لها بذلك.

غزة، المدينة التي تجسد الصمود في وجه الشدائد، تشهد صراعًا مستمرًا يمزق نسيج الحياة. الحصار المستمر منذ عقود، يفرض قيودًا شديدة على كل جانب من جوانب الحياة، ليحيلها إلى سجن مفتوح.

ورغم كل هذه القسوة، تظل روح الشعب الفلسطيني صامدة، يتشبث بالأمل، يحلم بمستقبل أفضل.

الظروف الإنسانية في غزة مروعة، لا مثيل لها في عالمنا المعاصر. إن الحصول على الطعام، الرعاية الصحية، المياه النظيفة، والكهرباء، بات أشبه بالمستحيل. الحرب المفروضة على القطاع منذ أكثر من عامين عزلت سكانه عن العالم الخارجي، تاركةً أثرًا عميقًا في سبل عيشهم وصحتهم النفسية.

وتشير الإحصائيات إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص، وأن عدد الشهداء تجاوز 50 ألفًا، بينما فاق عدد الجرحى 114 ألفًا، والعدد في صعود مستمر، مع استمرار آلة الحرب بتدمير كل شيء... وسط صمت دولي مخزٍ، وتخاذل غير مبرر.

إن الوضع في غزة هو تذكير صارخ بالظلم المستمر.

على المجتمع الدولي التحرك فورًا، رفع الحصار، وضمان حصول الفلسطينيين على حقوقهم الأساسية. إنهاء معاناة غزة ليس مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورة لتحقيق السلام في المنطقة.

ومن الناحية الإنسانية، الأطفال والنساء في غزة يعيشون ظروفًا قاسية لا يمكن تخيلها. الأطفال يواجهون خطر الموت بسبب القصف، كما يعانون من صدمات نفسية شديدة. النساء يتحملن أعباء مضاعفة في هذه الظروف، ويفتقدن الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية.

وإنقاذ غزة يتطلب إجراءات عاجلة، منها:

1. إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستمر، دون أي قيود أو عراقيل.

2. توفير الأمن والحماية للمدنيين، ووقف استهداف البنية التحتية المتبقية.

3. معالجة جذور الأزمة، والعمل على تحقيق سلام عادل يضمن حقوق الفلسطينيين.

4. تقديم الدعم المالي واللوجستي العاجل، لتمويل الإغاثة وإعادة الإعمار.

5. تفعيل دور المؤسسات الدولية، والضغط على الاحتلال لاحترام القانون الدولي.

باختصار.. إنقاذ غزة ليس مجرد مطلب إنساني، بل واجب أخلاقي لا يقبل التأجيل. يجب أن تتضافر الجهود لإنقاذ ما تبقى من البشر والحجر والشجر، حتى لا يسجل التاريخ يومًا أن هناك شعبًا أُبيد أمام أنظار العالم.

في غزة...

لا أرض قابلة للعيش، لا رغيف خبز، لا هواء، لا ماء، لا دواء.

يموت الناس صبرًا، يموت الأطفال جوعًا وعطشًا، تُقتل النساء والشيوخ والأطفال على الملأ... حرقًا.

غزة... هذا العار على جبين التاريخ، وهذا الجرح الذي لا يلتئم.

التاريخ لا يرحم، وسيسأل العالم عن غزة وشعبها، وعن خذلانه لها.

الدعاء وحده لا يكفي، أنصروهم بما أوتيتم من قدرة، تضامنكم معهم يخفف عنهم وجعهم ومعاناتهم.

اللهم بردًا وسلامًا على غزة وأهلها، كن لهم عونًا ونصيرًا، وارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وانصرهم، يا الله.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

37 لاعباً برازيلياً يكتبون التاريخ في الهلال!

 
زيوريخ (د ب أ)

أخبار ذات صلة إنزاجي يؤكد ثقته بالهلال أمام فلوميننسي «المنظّم» إلزام "آبل" بدفع 110 ملايين دولار لشركة إسبانية


لطالما استفاد الهلال السعودي من نجومه البرازيليين على مر العصور منذ تجربته الأولى في الاعتماد على لاعب من قارة أميركا الجنوبية قبل 47 عاماً، حينما تعاقد مع واحد من أبرز النجوم العالميين آنذاك.
وواصل «الزعيم» توهجه على الساحة العالمية بجيل استثنائي، لم يخل أيضاً من نجوم برازيليين من أصحاب البصمة الواضحة.
وكان الدوري السعودي الممتاز، الذي أصبح يعرف باسم الدوري السعودي للمحترفين في عام 2008، يقطع خطواته الأولى، عندما أبرم نادي الهلال صفقة تاريخية في عام 1978 بالتعاقد مع أحد أبرز نجوم كرة القدم العالمية آنذاك، وهو ريفيلينو الذي شد الرحال إلى الرياض في خطوة اعتبرت رائدة في ذلك الوقت، بعد بضعة أشهر من مشاركته مع منتخب البرازيل في كأس العالم 1978.
وفي الوقت الذي اختار زاجالو، الذي كان يشتهر بلقب «الذئب العجوز»، العودة إلى بلاده مع نهاية ذلك الموسم، واصل ريفيلينو مسيرته في الهلال لثلاثة مواسم إضافية، ليصبح النادي قوة كروية كبيرة فرضت حضورها في الشرق الأوسط وآسيا، ومع نهاية مشواره مع «الموج الأزرق»، أسدل الستار على مسيرة حافلة بالألقاب والإنجازات.
وفي الوقت الحالي يوجد أربعة نجوم برازيليين في صفوف الهلال هم: ماركوس ليوناردو ومالكوم ورينان لودي وكايو سيزار، حيث يمثلون الفريق في كأس العالم للأندية، حيث استمروا في كتابة إرث كروي امتد لنحو نصف قرن، وسيخوض هؤلاء اللاعبون مواجهة قوية أمام نادي فلوميننسي البرازيلي اليوم الجمعة في أورلاندو ضمن أولى مباريات دور الثمانية للمونديال.
واللافت أن ريفيلينو نفسه سبق أن لعب بقميص فلوميننسي في سبعينيات القرن الماضي قبل انتقاله إلى السعودية، وخلد اسمه في ذاكرة النادي بفضل التتويج بلقب بطولة ولاية ريو دي جانيرو عامي 1975 و1976، بينما كان زاجالو أيضاً جزءاً من تاريخ فلوميننسي بعدما تولى تدريبه لفترة من الزمن.
وعندما سئل ريفيلينو، أو «ريفو» كما كان يعرف في موطنه الجديد، عن تجربته مع الهلال، قال إنه ظل يشعر بأنه لاعب من النخبة، بل إنه حظي بفرصة الانضمام إلى التشكيلة الذهبية بقيادة تيلي سانتانا للمشاركة في كأس العالم 1982 .
وأضاف مبتسماً: «كان شرفاً أن يتم ترشيحي للانضمام إلى السيليساو، وأنا ألعب في السعودية، لكن في ذلك الوقت، كنت في حالة بدنية سيئة للغاية».
ترك تأثير ريفيلينو وتسديدته «الذرية» بصمة عميقة على الهلال، الذي واصل بعده الاستثمار بكثافة في نجوم البرازيل أصحاب التاريخ اللامع بطلاً للعالم خمس مرات، وعلى مدار العقود، استقطب النادي 37 لاعباً برازيلياً وتعاقد مع 20 مدرباً برازيلياً، كان أولهم باولو أمارال، الذي شغل منصب مدرب اللياقة البدنية للمنتخب البرازيلي الفائز بكأس العالم 1958، وسبق له اللعب في صفوف يوفنتوس الإيطالي، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، كأكثر ناد نجاحا في كرة القدم الآسيوية، يدين الهلال بالكثير من نجاحاته القارية الأربعة إلى المواهب البرازيلية، مع وجود عدة روابط مع نادي فلومينينسي عبر تاريخه.
في عام 1991، توج الهلال بأول ألقابه في دوري أبطال آسيا تحت قيادة المدرب باولو إميليو، الذي سبق له أن توج أيضا ببطولة ولاية ريو دي جانيرو مع ريفيلينو في فلومينينسي.
ومن أبرز الأسماء البرازيلية أيضاً، لاعب الوسط تياجو نيفيس، الذي أحرز لقب الدوري السعودي مع الهلال عامي 2009 و2010، وأضاف إليهما كأس ولي العهد، كما فاز مع فلوميننسي بالدوري البرازيلي وبطولة ولاية ريو في 2012 .
وفي السنوات الأخيرة، واصل البرازيليون كتابة التاريخ مع الهلال، وكان لهم دور حاسم في الانتصار الكبير على مانشستر سيتي الإنجليزي في دور الـ16 من كأس العالم للأندية. وسجل مالكوم الهدف الثاني ليمنح الهلال التقدم، وظل يشكل مصدر خطر دائم على دفاع الخصم بفضل انطلاقاته السريعة في الهجمات المرتدة، وفي الشوط الثاني، تم استبداله بكايو سيزار الذي تولى مهمة مواصلة الضغط عبر التمريرات الطويلة.
أما رينان لودي، فقد تألق في الخط الخلفي وأثبت تميزه في التمرير وإرسال الكرات العرضية الدقيقة، خاصة عبر الكرات الثابتة. لكن نجم تلك المواجهة المثيرة، التي امتدت حتى الوقت الإضافي، كان ماركوس ليوناردو، بعد أن أحرز الهدفين الأول والرابع للهلال، ليعزز بذلك حظوظه في المنافسة على جائزة هداف البطولة.
وقال ليوناردو: «عندما سجلت الهدف، وبينما كنت أتحكم بالكرة، شعرت بتشنجات في ساقي الاثنتين، لكنني قلت لنفسي لا يمكنني التوقف الآن، الحمد لله أن الأمر نجح». وأضاف: «علي أن أشكر الفريق بأكمله على مجهودهم في هذه المباراة، كانت مباراة صعبة جداً، لكننا نجحنا في تحقيق النتيجة. إنها لحظة تاريخية».
وتابع قائلاً: «سنتعامل مع البطولة مباراة بمباراة، والمباراة التالية هي دور الثمانية، لا توجد مباريات سهلة، سنواجه فريقاً رائعاً، وبإذن الله نصل إلى نصف النهائي».

مقالات مشابهة

  • مهرجان يلا نطير طيارة.. رسائل فرح وسلام تُحلّق في سماء صيدا
  • سماء إبراهيم تقدم مونودراما "أنا كارمن" بمسرح مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية
  • استعراض للقوة بعد ضرب إيران...القاذفات العملاقة بي-2 وإف-35 تحلق في سماء واشنطن..
  • شعار الجمهورية العربية السورية يزين سماء دمشق من خلال عرض لطائرات الدرون في ساحة الأمويين بدمشق
  • أبرزهم دياز وحكيمي وبونو.. نجوم المغرب يسطعون بقوة في سماء الكرة العالمية
  • بعد تراجع واشنطن.. ألمانيا تتحرك لحماية سماء أوكرانيا
  • بقعة وردية في سماء السعودية بعد أيام من ظهورها بمصر.. ما السر؟
  • 37 لاعباً برازيلياً يكتبون التاريخ في الهلال!
  • ترامب: نفذنا أعظم الضربات الجوية في التاريخ ضد إيران
  • السعودية تكشف سر “البقعة الوردية” في سماء جدة