الأورومتوسطي: مجزرة مدرسة “الجرجاوي” بغزة سياسة صهيونية متكررة ومقصودة
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
الثورة نت/..
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، إنّ قوات العدو الإسرائيلي تواصل ارتكاب مجازر مروعة من خلال قصف مراكز الإيواء وتدمير ما تبقى من المباني وفرض ظروف معيشية يستحيل معها البقاء، كان آخرها استهداف مدرسة تؤوي نازحين في حي “الدرج” وسط مدينة غزة.
وأضاف “الأورومتوسطي”، في بيان، أن طيران العدو الإسرائيلي شن ثلاث ضربات على مدرسة “فهمي الجرجاوي” في حي الدرج، والتي تُستخدم مأوى لمئات النازحين من شمالي القطاع ومدينة غزة، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة داخل الفصول الدراسية واحتجاز العائلات بداخلها.
وأشار إلى أن تلك الضربات أسفرت عن استشهاد 31 شخصًا، بينهم 18 طفلًا و6 نساء، تفحمت جثامين معظمهم بالكامل، فضلًا عن وقوع عدد من الإصابات والمفقودين.
في إفادة لفريق المرصد الأورومتوسطي، قال “محمد المصري”، أحد الناجين من الهجوم: “في حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قصفت طائرات العدو الإسرائيلي المدرسة بثلاث قنابل على الأقل، كانت مدمرة وحارقة. اشتعلت النيران مباشرة في الصفوف بالطابق الأول، واحتُجز النازحون داخلها بعد أن أغلقت الأبواب بسبب القصف”.
وأضاف المصري: “كان أقاربي داخل الفصل يصرخون طلبًا للنجدة، ولم أستطع فعل أي شيء. حين وصل الدفاع المدني، كانت هناك جثث متفحمة وأشلاء في كل مكان. منذ الفجر ونحن نجمع الأشلاء، وما يزال هناك أشخاص تحت الركام حتى الآن”.
وأفادت النازحة، آلاء عودة، التي أصيبت خلال الهجوم: “المدرسة كانت مكتظة جدًا بالنازحين لا سيما الأطفال والنساء الأرامل، خصوصًا بعد تهجير سكان شمالي غزة والشجاعية. كنا نتابع أخبار المفاوضات ليلاً، وفجأة ومن دون أي إنذار، قُصف الطابق الأرضي فاحترق بالكامل. وجدت نفسي فجأة تحت الركام، والنيران تشتعل من حولي، والناس يصرخون فوقي”.
وأكد المرصد الأورومتوسطي، أنّ استهداف المدارس التي تؤوي نازحين، خصوصًا النساء والأطفال، لا يعد سلوكًا عرضيًا بل سياسة صهيونية متكررة ومقصودة، وتُشكّل أحد أوجه جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الفلسطينيين منذ أكثر من 19 شهرًا.
واعتبر أن قصف مدرسة “فهمي الجرجاوي”، حلقة جديدة في نمط منهجي من الهجمات المتعمّدة على مراكز الإيواء، يكشف عن نية واضحة في تدمير أي شكل من أشكال الحماية، وتجريد المدنيين من أبسط وسائل الأمان، ضمن عدوان شامل يسحق مقومات حياتهم ويستهدف وجودهم بحد ذاته.
وفي الليلة ذاتها، وثّق فريق المرصد الأورومتوسطي قصف طائرات العدو الإسرائيلي منزلًا للمواطن “أسامة عبد ربه” في جباليا النزلة شمالي غزة، ما أدى إلى استشهاد 20 فلسطينيًّا، منهم أسرة مالك المنزل التي مسحت من السجل المدني.
ونبّه المرصد الحقوقي، إلى أنّ العدو الإسرائيلي يتوسع في القتل ضمن تصعيد واسع واعتماد سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل لما تبقّى من الأحياء والبنية التحتية في القطاع، في إطار نهج مستمر منذ أكثر من 19 شهرًا يتّسم بالقتل الجماعي، والتجويع، والتدمير المنهجي لمقومات الحياة، بهدف إفناء المجتمع الفلسطيني في غزة ومحو أي إمكانية لعودته أو إعادة بنائه.
وطالب المرصد الأورومتوسطي، بتوفير حماية خاصة لمراكز الإيواء، والعمل على فتح ممرات إنسانية آمنة تضمن إيصال المساعدات وإجلاء المصابين، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرّك الفوري لوقف الهجمات الصهيونية، وفرض تدابير فعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين، وإنهاء الحصانة السياسية والعسكرية التي تتيح للكيان الإسرائيلي مواصلة جرائمها دون محاسبة.
كما طالب المرصد الحقوقي، بتنفيذ أوامر القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس وزراء العدو ووزير جيشه السابق في أول فرصة وتسليمهم إلى العدالة الدولية، ودون إخلال بمبدأ عدم الحصانة أمام الجرائم الدولية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المرصد الأورومتوسطی العدو الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
صحيفة صهيونية: مليار شيكل يومياً خسائر مواجهة الصواريخ والمسيّرات اليمنية
يمانيون |
كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية عن تكاليف مالية باهظة تكبّدها كيان العدو الصهيوني في محاولاته المتواصلة للتصدي للصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن، إلى جانب الإنهاك الاقتصادي الناتج عن استمرار الحرب على غزة، مؤكدة أن الخسائر بلغت مستويات غير مسبوقة في تاريخ الكيان.
وبحسب الصحيفة، فإن تكلفة اليوم الواحد من العدوان على غزة تجاوزت نصف مليار شيكل، في حين بلغت تكلفة مواجهة الصواريخ والمسيّرات اليمنية نحو مليار شيكل، أي ما يعادل أكثر من 300 مليون دولار أمريكي، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه “نزيف مالي مستمر يضرب قدرة الاقتصاد الصهيوني على الصمود في حرب طويلة الأمد”.
وأوضحت الصحيفة أن تكلفة كل صاروخ اعتراضي واحد تطلقه منظومات الدفاع الصهيونية – بما فيها منظومة “القبة الحديدية” و”حيتس” – تصل إلى 10 ملايين شيكل (نحو 3 ملايين دولار)، في حين تتطلب عمليات الاعتراض المتكررة ضد الهجمات القادمة من اليمن تشغيلاً متواصلاً للأنظمة الدفاعية البعيدة المدى، وتنسيقاً مع منظومات أمريكية في البحر الأحمر، ما يضاعف النفقات التشغيلية اليومية.
وأضافت الصحيفة أن الغارات الجوية التي شنّها العدو على الأراضي اليمنية كلّفت خزينة الكيان عشرات الملايين من الشواكل في الطلعة الواحدة، نظرًا لاستخدام عشرات الطائرات الحربية المتقدمة والذخائر الدقيقة باهظة الثمن، إلى جانب الطائرات المخصصة للتزويد بالوقود ضمن عمليات معقدة تمتدّ لمسافات بعيدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الكلفة الباهظة تأتي في وقتٍ يشهد فيه الاقتصاد الصهيوني انكماشًا خطيرًا وارتفاعًا في عجز الميزانية إلى 5.2٪، وفقًا لبيانات وزارة مالية العدو، التي أكدت أن الحرب الممتدة في غزة والتهديدات المتصاعدة من اليمن ولبنان أدخلت الاقتصاد الصهيوني في حالة استنزاف مزمن.
كما لفت التقرير إلى أن آلاف الجنود في الاحتياط تضرروا اقتصاديًا بسبب انقطاعهم عن أعمالهم التجارية والمهنية، في حين تواجه عشرات الشركات الصهيونية في الداخل والخارج موجة مقاطعة واسعة، أثّرت على الصادرات والتعاملات المالية، في مؤشر على عمق الأزمة التي يعيشها كيان الاحتلال بعد اتساع جبهات المواجهة الإقليمية.
ويأتي هذا التقرير في ظل تنامي الضربات اليمنية الاستراتيجية ضد المصالح الصهيونية والأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي أدت إلى تحول كبير في معادلة الردع الإقليمي، بعدما باتت منظومات العدو الدفاعية عاجزة عن احتواء هجمات متعددة الاتجاهات من جبهات متباعدة، ما أجبر العدو على استنزاف ترسانته الدفاعية والمالية على حد سواء.