من صنعاء إلى البيضاء ومأرب.. القبائل اليمنية تعلن جاهزيتها لمعركة “الفتح الموعود” إلى جانب غزة
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
يمانيون | خاص
في تجسيد حي لعمق الارتباط الشعبي والقبلي اليمني بقضية فلسطين، شهدت عدد من المحافظات والمديريات، اليوم الاثنين، حراكاً قبلياً واسعاً وفعاليات ميدانية متعددة أكدت ثبات الموقف اليمني المقاوم واحتضان القبائل لخيار المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني وحلفائه، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
في أمانة العاصمة، نظم أبناء مربع بيت الجلال في حي الحتارش بمديرية بني الحارث وقفة مسلحة، عبّروا خلالها عن دعمهم الكامل لغزة ومقاومتها الباسلة، مؤكدين براءتهم من الخونة والعملاء المرتبطين بالعدوان الأمريكي الصهيوني، ومعلنين التزامهم بوثيقة الشرف القبلي والنفير العام.
الفعالية، التي شارك فيها مشايخ وعقال وشخصيات اجتماعية، حملت رسائل قوية أكدت الجهوزية العالية للقبائل لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، وتفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لاتخاذ ما يلزم من خيارات تصعيدية لردع العدو الصهيوني، دعماً لغزة واستجابةً لمجازر الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
البيان الصادر عن الوقفة بارك تصعيد القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني، بما في ذلك العمليات النوعية في البحر الأحمر، والحظر البحري والجوي على الموانئ والمطارات الصهيونية، واعتبر ذلك رداً مشروعاً على الجرائم الوحشية بحق المدنيين في غزة.
وفي محافظة البيضاء، شهدت مديريتي ولد ربيع والعرش وقفتين قبليتين شاركت فيهما قبائل آل مهدي قيفه ووادي ثاه، بحضور مسؤولين محليين وقيادات قبلية، أكدت من خلالهما تلك القبائل استمرار التعبئة العامة والمشاركة في دورات “طوفان الأقصى”، كاستعداد عملي لمواجهة التصعيد الصهيوني ودعم جبهات الدفاع عن اليمن وفلسطين على حد سواء.
وأكد المشاركون أن قبائل البيضاء بجميع مكوناتها ثابتة في موقفها المناصر لفلسطين، وأنها تقف إلى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني حتى تحرير كامل الأرض المحتلة. كما جددوا البراءة من كل من يتورط في الخيانة والتعامل مع أمريكا و”إسرائيل”، ودعوا إلى التعامل الحازم مع كل من يثبت تورطه وفق أعراف القبائل اليمنية، وما جاء في وثيقة الشرف القبلي.
بيان وقفة البيضاء أشاد بدور القبائل اليمنية في مواجهة المؤامرات، وبارك خطوات القوات المسلحة في فرض الحظر البحري والجوي على كيان العدو، وصولاً إلى محاصرة موانئه الاستراتيجية كميناء “حيفا”، مؤكداً أن هذا التصعيد هو جزء من معركة الردع الشامل ضد العدوان على غزة واليمن معاً.
أما في محافظة مأرب، فقد كان المشهد أكثر ارتباطاً بالجانب العملي والتطبيقي للمواقف القبلية، حيث شهدت مديرية بدبدة مسيراً راجلاً ومناورة عسكرية ميدانية نفذها خريجو المستوى الثاني من دورات “طوفان الأقصى” المفتوحة، ضمن إطار التعبئة المستمرة ورفع الجهوزية لمواجهة أي تصعيد.
المشاركون في المناورة، رددوا شعارات البراءة من أمريكا و”إسرائيل”، مؤكدين جاهزيتهم الكاملة لتنفيذ أي مهام توكل إليهم دفاعاً عن اليمن ودعماً لغزة، واستعدادهم للتصدي لأي اعتداء خارجي أو محاولات لزعزعة الأمن الداخلي.
وقد أظهر الخريجون مستوىً عالياً من المهارات العسكرية واستخدام السلاح والاقتحام الميداني، في رسائل واضحة تؤكد أن اليمن – شعباً وقبائل – دخل مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة والمفتوحة مع تحالف العدوان، وفي طليعته الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.
وتأتي هذه الفعاليات في سياق وطني يعكس تطوراً لافتاً في الحضور القبلي في المشهد السياسي والعسكري، حيث باتت القبائل اليمنية – بعد سنوات من الحرب والحصار – قوة متماسكة ومؤثرة، تمتلك أدواتها وتشارك بفاعلية في معركة الدفاع عن السيادة ومساندة القضايا الكبرى للأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين.
وثيقة الشرف القبلي، التي وقعتها مختلف القبائل خلال هذه الفعاليات، تحوّلت من وثيقة رمزية إلى ميثاق عملي يُحدد الموقف من الخونة والعملاء، ويُرسي قواعد التعبئة المستمرة، ويؤكد جاهزية القبائل للتحرك في كافة الاتجاهات، دعماً للمقاومة ورفضاً للهيمنة الأمريكية والصهيونية على القرار العربي والإسلامي.
كما أن الإعلان المتكرر عن التفويض المطلق لقائد الثورة، يعكس انسجاماً واسعاً بين القيادة الثورية والقبائل، ويُعبّر عن وحدة الصف الداخلي، خاصة في ظل التصعيد الأمريكي الصهيوني في المنطقة، ومحاولة استهداف الجبهة الداخلية في اليمن.
رسالة للعدو ورسالة للعالم
ما يجري في المحافظات اليمنية الحرة اليوم ليس مجرد فعاليات شعبية أو تحركات دعائية، بل هو امتداد لمعادلة ردع تتعزز يوماً بعد يوم، وتُرسّخ أن قبائل اليمن لن تكون إلا في خندق الدفاع عن الأرض والعرض والكرامة، وأنها ترى في الدفاع عن غزة واجباً دينياً وأخلاقياً ووطنياً.
كما أن المناورات العسكرية والمسيرات المسلحة تعكس تحولاً نوعياً في بنية الجبهة الداخلية، حيث باتت القبائل قوة مدربة ومنظمة ومرتبطة بمنظومة التعبئة الوطنية، مما يرفع من منسوب التهديد الذي يواجهه تحالف العدوان، ويمنح اليمن أوراق قوة جديدة في معركة فرض التوازن الاستراتيجي.
وتؤكد هذه الفعاليات أن قبائل اليمن دخلت مرحلة جديدة من الحضور الفاعل في معركة التحرر العربي والإسلامي من الهيمنة الصهيونية والأمريكية، وأن كل قبيلة وكل فرد بات جزءاً من المعادلة العسكرية والسياسية التي تكتب من جديد في اليمن، بأقلام البنادق، وخطوط الدم، وصوت الحرية.
من صنعاء إلى البيضاء ومأرب.. القبائل اليمنية تعلن جاهزيتها لمعركة “الفتح الموعود” إلى جانب غزة Prev 1 of 7 Nextالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القبائل الیمنیة قبائل الیمن الدفاع عن
إقرأ أيضاً:
“المياه الوطنية” ترفع جاهزيتها وتعلن اكتمال خططها التشغيلية والفنية لموسم حج 1446هـ
أعلنت شركة المياه الوطنية رفع جاهزيتها، واكتمال خطتها التشغيلية والفنية لإدارة خدمات المياه والصرف الصحي بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة استعدادًا لاستقبال موسم حج هذا العام 1446هـ.
وأكدت الشركة أنها بدأت في تنفيذ خطتها لاستقبال ضيوف الرحمن لهذا العام منذ وقت مبكر، كما عملت على تحسين خدماتها، ورفع مستوى الجاهزية تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة -حفظها الله- لتسخير جميع الإمكانات، وتقديم كل التسهيلات المتعلقة بالخدمات المائية والبيئية لحجاج بيت الله الحرام، وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وقالت الشركة: “منذ وقت مبكر عملنا على وضع الخطط والاستراتيجيات، والاستفادة من تجارب المواسم السابقة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، كما ركزنا على توفير كميات المياه اللازمة التي سيتم توزيعها وضخها إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في موسم الحج بكمية خزن تشغيلي واستراتيجي، تصل إلى (3.5) مليون متر مكعب، وبمتوسط كميات ضخ يومي تتجاوز (760) ألف متر مكعب إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، كما سيصل الضخ إلى أكثر من مليون متر مكعب في يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك. وتقوم على تنفيذ الخطة كوادر بشرية مؤهلة يتجاوز عددها (2000) موظف”.
وأوضحت أنها عملت على تنفيذ (3) تجارب تشغيلية خلال العام، بدأت الأولى في شهر ربيع الثاني، والثانية في شهر رجب، والثالثة في شهر شوال، ويلي ذلك بداية التشغيل الفعلي للموسم، مبينة أن هذه التجارب تؤكد الكفاءة التشغيلية لشبكات توزيع المياه، وشبكات مكافحة الحريق، وشبكات التبريد، وشبكات الصرف الصحي. مشيرة إلى أنها جهزت محطات المعالجة البيئية وفقًا لأعلى المواصفات والمعايير بسعة تزيد على (750) ألف متر مكعب، وذلك لمعالجة مياه الصرف الصحي.
وأوضحت الشركة أنها نفذت مؤخرًا (18) مشروعًا رأسماليًا وتشغيليًا في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بكُلفة تصل إلى (400) مليون ريال، سعيًا منها لتطوير البنية التحتية، ودعم توزيع المياه، ورفع كفاءة الشبكات بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة التي سيستفاد منها خلال الموسم الحالي 1446هـ، وذلك لضمان تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن.
وأشارت إلى أنها سخرت جميع إمكاناتها التقنية المتطورة لإدارة العمليات التشغيلية بموسم الحج، مبينة أنه يتم متابعة العمليات التشغيلية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من خلال مراكز المراقبة والتحكم.
وبيّنت الشركة أن ضخ المياه سيكون مستمرًا على مدار الساعة في المسجد الحرام والمنطقة المركزية والمشاعر المقدسة، مع استمرارية ضخ المياه إلى جميع أحياء مكة المكرمة المخدومة بشبكات المياه وفق جداول الضح المحددة.
وفيما يتعلق بجودة المياه، فقد حرصت الشركة على مضاعفة أعمالها لضمان جودة المياه المقدمة التي تُعد جزءًا مهمًا من منظومتها التشغيلية خلال موسم الحج، وذلك من خلال المختبر المركزي المجهز بأحدث التقنيات الحديثة المتقدمة ذات المواصفات العالمية، مع وجود مختبرات ثابتة ومتنقلة بالمشاعر المقدسة، تعمل على إجراء الفحوصات المخبرية بعد جمع العينات من قبل الفرق الميدانية من المصادر الرئيسية لمياه الشرب والخزانات التشغيلية والاستراتيجية، وكذلك من شبكات المياه في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة للتأكد من سلامة وجودة المياه المقدمة لضيوف الرحمن.
وأكدت أن أعمال مراقبة جودة المياه تتواصل على مدار الساعة في موسم الحج من خلال كوادر وطنية مدربة ومتخصصة، حيث سيتم إجراء أكثر من (4000) فحص مخبري يوميًا خلال موسم الحج لهذا العام 1446هـ.
وتواصل الشركة تنفيذ أعمالها تحقيقًا لأهدافها الرامية لترجمة الجهود والأعمال المبذولة لواقع ملموس يخدم ضيوف الرحمن، ويحقق الراحة لهم منذ قدومهم حتى مغادرتهم بعد أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة.