«تريندز هاب».. أنموذج معرفي يعزّز مكانة البحث العلمي
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
يُمثل البحث العلمي حجر الزاوية في تقدم الأمم وازدهارها، فهو القوة الدافعة للابتكار، وصناعة المعرفة، ورسم مسارات المستقبل والرؤى الثقافية، في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيرات والتحديات، ومن خلال ذلك تبرز أهمية المؤسسات الفكرية ومراكز الأبحاث كركائز أساسية لصناعة القرار المستنير، وتوفير الحلول للمشكلات المعقدة.
وفي هذا السياق، تأتي الجائزة التي أطلقها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، تحت عنوان «تريندز هاب للبحث العلمي»، كنموذج علمي ومعرفي وثقافي رائد لدعم التميز في البحث، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح محركاً رئيسياً للتطور البشري.
ويؤكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن تخصيص الجائزة للذكاء الاصطناعي، يعكس إدراكاً عميقاً لدوره كعنصر محوري في التطور والتقدم، فالبحوث المتخصّصة في هذا المجال يمكنها أن تسهم بشكل كبير في تطوير خوارزميات أكثر دقة وسرعة، وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، ودعم التعلم الذاتي، وتحسين قدرات التفاعل بين الإنسان والآلة.
ولفت الدكتور العلي إلى أن القدرة على استشراف المستقبل والتأثير إيجابياً على اتجاهاته، تتطلب فهماً عميقاً وشاملاً لأبعاد القضايا المطروحة على الساحة الجيوسياسية والاقتصادية والمعرفية، وهنا يكمن الدور الجوهري للبحث العلمي الرصين، الذي لا يكتفي بالتحليل والنقد، بل يمتدّ إلى تقديم رؤى استباقية وتوصيات عملية، فالبحث العلمي هو منجم الأفكار الجديدة، وحاضنة الابتكارات، والركيزة التي تُبنى عليها السياسات الفعّالة لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء والاستقرار.
وتابع: «تكمن أهمية البحث العلمي في قدرته على تحديد الفرص والتحديات، ومن خلال التحليل المنهجي للبيانات والظواهر، يمكن للبحث العلمي أن يكشف عن الفرص الكامنة والتحديات المحتملة في مختلف القطاعات، وكذلك توفير إجابات علمية وموضوعية، بدلاً من الاعتماد على التخمينات، إذ يقدم البحث العلمي أدلة وبراهين تساعد في فهم أعمق للقضايا، كما أنه يدعم صناعة القرار، حيث يزوّد البحث العلمي صانعي السياسات بالمعلومات والتحليلات اللازمة، لاتخاذ قرارات مستنيرة ورشيدة، ومن جهة تشكيل الوعي المجتمعي، فإنه يسهم البحث العلمي في تثقيف الرأي العام وتوعية الشعوب بأبعاد القضايا المختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي، أما فيما يتعلق ببناء مستقبل قائم على المعرفة، فإن البحث العلمي يؤسّس لبناء اقتصادات ومجتمعات تعتمد على الابتكار والمعرفة كركائز أساسية للنمو».
ويوضح الدكتور العلي بقوله: «سعت جائزة (تريندز هاب للبحث العلمي) في دورتها الأولى، إلى الاستثمار في البحث العلمي وتطويره، ودعم المعرفة، مما يعكس مدى اهتمام (تريندز) بتعزيز الثقافة البحثية ودورها الفاعل في الدفع نحو إنجازات علمية تتجاوز حدود التقليدية، وإدراكاً للدور المتزايد للذكاء الاصطناعي كقوة محورية في التطور، وخصّص المركز النسخة الثانية من الجائزة لبحوث الذكاء الاصطناعي، حيث إن هذه المبادرة ليست مجرد تكريم، بل استثمار استراتيجي في مستقبل البحث العلمي والابتكار».
وأضاف: «تتمحور أهداف الجائزة حول محاور أساسية عدة، منها: دعم التميز العلمي وتعزيز الابتكار بتشجيع الباحثين على تقديم أبحاث متخصّصة ومبتكرة، تسهم في دفع عجلة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، وتمكين الباحثين وخلق بيئة تنافسية بتوفير منصة للباحثين على المستويين الإقليمي والعالمي لعرض أبحاثهم، وتحفيز التنافس الإيجابي، الذي يرتقي بجودة المخرجات العلمية، وإحداث حراك علمي بنَّاء عبر بناء جسور التعاون بين الباحثين والأكاديميين والمؤسسات العلمية لتبادل المعرفة والخبرات، وتشجيع العمل المشترك في تطوير تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي، وأيضاً معالجة التحديات الأخلاقية والاجتماعية بالتركيز على البحوث التي تتناول قضايا الأمان، والخصوصية، والمسؤولية الاجتماعية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتقديم حلول مبتكرة لهذه التحديات، وكذلك تقديم حلول عملية لمشكلات حقيقية بتوجيه البحث نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تسهم في تحسين جودة الحياة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والصناعة، والاقتصاد، وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلى استشراف المخاطر والتصدي لها، وبشكل خاص، كما تولي الجائزة اهتماماً بالبحوث التي ترصد وتتبع أنماط استغلال الجماعات الإرهابية للذكاء الاصطناعي، بهدف وضع آليات وسياسات استباقية لمكافحة هذه الظاهرة والحد من تأثيراتها السلبية».
يقول فهد المهري، رئيس قطاع «تريندز - دبي»: «الجائزة ستواصل استقبال طلبات الترشح في نسختها الثانية حتى 30 يونيو 2025، وسيتم الإعلان عن الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في التاسع من سبتمبر 2025، الذي يوافق الذكرى السنوية لتأسيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات، مشيراً إلى أن الجائزة تهدف إلى بناء جسور التعاون بين الباحثين والأكاديميين والمؤسسات العلمية لتبادل المعرفة والخبرات، إضافة إلى التعاون في تطوير تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تريندز مركز تريندز للبحوث والاستشارات مركز تريندز محمد العلي البحث العلمي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی البحث العلمی للبحث العلمی
إقرأ أيضاً:
ابتكار جهاز جديد يفرز النفايات باستخدام الذكاء الاصطناعي
نجحت الفتاة العربية بيسان قعدان في ابتكار جهاز ذكي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لفرز النفايات تلقائيًا، مما يسهم في رفع كفاءة عمليات إعادة التدوير وحماية البيئة. يأتي هذا الابتكار كخطوة مهمة في إدارة النفايات الصلبة، حيث يبسط عمليات الفرز ويوفر الوقت والجهد، مع دقة تصل إلى 90٪، ما يشجع الأفراد والمؤسسات على تبني ممارسات بيئية أكثر مسؤولية.
تم تصميم الجهاز ليُركّب بسهولة على سلال النفايات المنزلية أو المكتبية، حيث يقوم بمسح المخلفات وتصنيفها باستخدام كاميرا مدمجة وخوارزميات تعلم آلي. يعتمد على مكونات بسيطة مثل وحدة Raspberry Pi 4، ما يجعله اقتصاديًا وقابلًا للتطبيق على نطاق واسع.
جاءت فكرة الابتكار خلال تدريب بيسان في الشركة المصرية لإعادة تدوير المخلفات، حيث واجهت تحديات الفرز اليدوي وألهمها تطوير حل ذكي لهذه المشكلة. تقول بيسان: “التكنولوجيا يجب أن تكون في خدمة البيئة. هدفي هو تسهيل إعادة التدوير عبر جهاز عملي للاستخدام اليومي.”
يُتوقع أن يكون للجهاز تطبيقات واسعة في المنازل، المدارس، الشركات، والمرافق العامة، مع خطط لتطوير نسخة متقدمة تتضمن تطبيقًا ذكيًا يقدم تقارير دورية للمستخدمين، مما يعزز وعيهم البيئي ويساهم في بناء سلوكيات مستدامة.