خبراء: فشل عسكرة المساعدات في غزة كان متوقعا لتناقضه مع القوانين الدولية
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
أجمع خبراء ومحللون سياسيون على أن فشل خطة توزيع المساعدات الإسرائيلية الأميركية الجديدة في قطاع غزة كان متوقعا ومحتوما، معتبرين أن محاولة عسكرة العمل الإنساني وربطه بأهداف عسكرية وسياسية يتناقض مع جميع المعايير والقوانين الدولية المعمول بها في هذا المجال.
وفي هذا السياق، أكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عدنان أبو حسنة، أن هذا الفشل كان متوقعا بالنظر إلى أنه عمل إنساني، مشيرا إلى أن اختصار 400 نقطة توزيع تديرها منظمات دولية متخصصة إلى 4 نقاط فقط يمثل تبسيطا مفرطا لمنظومة عمل معقدة تطورت عبر عقود من الخبرة.
ووافقه الرأي الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا، بأن "عسكرة العمل الإنساني" تطرح تساؤلات جوهرية حول منطق إشراك متقاعدين عسكريين من إسرائيل وأميركا في توزيع مواد إنسانية، بدلا من الاعتماد على المؤسسات المتخصصة التي تملك خبرة أكثر من 70 عاما في هذا المجال.
ولفهم أسباب المشكلة، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، أن هذه الخطة ليست خطة إنسانية، بل هي مركب أساسي من عملية عسكرية لا يمكن فصلها عن العملية العسكرية "عربات جدعون"، مشددا على أن إلغاء هذه الخطة يعني فشل العملية العسكرية الإسرائيلية برمتها.
إعلان
جزء من العملية العسكرية
ويتفق هذا التقييم مع ما طرحه العميد حنا، الذي أكد أن عملية التوزيع هي جزء أساسي من الإستراتيجية العسكرية الكبرى، التي تهدف إلى احتلال 75% من مساحة القطاع، وتفريغها من السكان.
وأضاف أن عسكرة المساعدات الإنسانية تهدف إلى ربط الغزيين بأماكن معينة، وبالتالي إفراغ القطاع من سكانه.
ولفهم الأهداف الإستراتيجية، أوضح العميد حنا أن المعركة الحالية هي معركة مساحة بين المقاومة وبين جيش الاحتلال، حيث يسعى الأخير إلى إبعاد الغزيين إلى أماكن محددة مسبقا لا تشكل عليه خطرا في المرحلة القادمة.
وفي السياق نفسه، وصف الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، سعيد زياد، الخطة بأنها جزء من "هندسة التجويع والإذلال والتهجير"، مؤكدا أن إسرائيل تحاول منذ بداية الحرب تطبيق مراحل متعددة من الضغط الإنساني لخدمة أهدافها العسكرية.
وبالمقارنة مع النظام السابق، أوضح أبو حسنة أن نظام توزيع المساعدات الإنسانية القديم كان أكثر فعالية وشرعية.
خبرة المنظمات
وأكد أن المنظمات الدولية تملك خبرة أكثر من 70 عاما في التوزيع، وأن لديها بروتوكولات الأمم المتحدة والخبرات والتقنيات اللازمة، مشددا على ضرورة توفر الثقة بين مقدمي الخدمة وبين متلقي هذه الخدمة.
وأيد هذا الرأي زياد مشيرا إلى أن المساعدات عندما كانت توزع عن طريق المنظمات الدولية، كانت تسير بسلاسة، وعندما كانت تتم عن طريق المجتمع المدني في قطاع غزة، كانت الأمور أيضا تسير بشكل جيد.
ولكنه أوضح أنه عندما استلمها الجيش الإسرائيلي بقوته مع شركات أميركية، يُفترض أنها تمتلك القدرة اللوجستية، حدث الفشل والإخفاق اليوم.
وفيما يتعلق بخطط إسرائيل المستقبلية، أشار الدكتور مصطفى إلى أنها لن تتراجع عن هذه الخطة بسبب ما حدث اليوم، موضحا أن إلغاء هذه الخطة معناه فشل العملية العسكرية، لافتا إلى أن تنازل إسرائيل عن هذه الخطة بشكل كامل رهين بتعرضها لضغط دولي.
إعلانوفي الاتجاه نفسه، توقع العميد حنا أن تقوم إسرائيل بإعادة تعديل الخطة، بدلا من التخلي عنها كليا، معتبرا أن أكبر عملية فشل هي عسكرة البعد الإنساني ببعد عسكري.
ونتيجة لهذا الفشل، أشار الدكتور مصطفى إلى أن الضغط الدولي على إسرائيل سوف يزداد، مؤكدا أن المواقف المتتالية للدول الأوروبية تشير إلى بداية تحول في الموقف الدولي.
وفي تقييم شامل للوضع، أكد زياد أن الوضع الحالي وضع الجميع في مأزق، بما فيهم أميركا، وإسرائيل، والمقاومة، والشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن إسرائيل بلغت من التوحش ذروته، ولا تريد غزة خاضعة لها فحسب، بل تريد إقليما منهكا ضعيفا منزوع السلاح.
ولكنه أشار إلى أن هذا المأزق قد يدفع باتجاه حل تفاوضي، حيث إن الجميع من مصلحتهم أن يسارعوا إلى صفقة معينة لأنها ستشكل مخرجا للجميع، باستثناء شخص واحد كما وصفه، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لا يزال يعيش جنون أنه يستطيع إحداث شيء تاريخي في الإقليم يمحو فكرة هزيمة السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العملیة العسکریة هذه الخطة إلى أن
إقرأ أيضاً:
فلسطين والاتحاد الأوروبي يبحثان سبل وقف حرب إسرائيل على غزة
فلسطين – بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، امس الاثنين، مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك سبل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، جرى بينهما، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية.
وذكرت الوكالة أن “الجانبان بحثا خلال الاتصال آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وسبل وقف الحرب وإدخال المساعدات بصورة عاجلة إلى قطاع غزة”.
واستعرض عباس وكوستا “أولويات القيادة الفلسطينية، المتمثلة بوقف إطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ودعم جهود الحكومة الفلسطينية في تولي مهامها المدنية والأمنية في قطاع غزة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل”.
كما استعرضا “وقف الاعتداءات الخطيرة المتواصلة في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من قبل سلطات الاحتلال وإرهاب المستوطنين، والإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة (لدى إسرائيل)”.
وتقوم إسرائيل بجمع الضرائب نيابة عن السلطة الفلسطينية مقابل واردات الفلسطينيين على السلع المستوردة، وتسميها “أموال المقاصة”، بمتوسط شهري 220 مليون دولار.
وتعتمد السلطة الفلسطينية على أموال المقاصة من أجل دفع رواتب موظفيها، وبدونها لا تكون قادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه فاتورة الأجور، وتجاه نفقات المؤسسات الحكومية.
إلا أن إسرائيل علقت تحويل أموال المقاصة للجانب الفلسطيني عقب الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول 2023، فيما قررت استقطاع مبلغ 74 مليون دولار شهريا منها، كانت تحولها السلطة الفلسطينية إلى غزة، رواتب لموظفيها، وجزء يخصص لشركة كهرباء غزة.
وأكد الرئيس الفلسطيني للمسؤول الأوروبي “أهمية الجهود المبذولة مع الأشقاء العرب والأطراف الدولية المعنية في التحالف العالمي لعقد المؤتمر الدولي للسلام المقرر في نيويورك في حزيران/ يونيو المقبل، لحشد الاعتراف بدولة فلسطين، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، تمهيدا لمسار سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية”.
وتترأس السعودية وفرنسا بشكل مشترك “المؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين”، والذي سيعقد في مدينة نيويورك الأمريكية، خلال الفترة الممتدة بين 17 و19 يونيو/حزيران المقبل.
وشدد عباس على “أهمية الدعم الأوروبي لهذا المؤتمر الدولي الذي ينسجم مع السياسات التي يعلنها الاتحاد الأوروبي والمتطابقة مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي”.
وقال: “نقدر عاليا مواقف الاتحاد الأوروبي الثابتة حول دعم حل الدولتين والاستيطان الإسرائيلي، ووقف الحرب وإدخال المساعدات”.
كما عبر عن شكره للاتحاد “على المساعدات التي يقدمها لدعم برنامج الإصلاح للحكومة الفلسطينية، وكذلك المساعدات الإنسانية لغزة، والتي تعبر عن متانة علاقات الصداقة والشراكة الحقيقية بين دولة فلسطين ودول الاتحاد الأوروبي”.
وأعرب عن أمله “في المزيد من الاعترافات للدول الأوروبية وغيرها، وكذلك حشد الدعم الدولي لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية ودعم برامج الإصلاح والتنمية، وتعزيز علاقات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي من خلال بدء مفاوضات رسمية على اتفاقية شراكة كاملة مع فلسطين”.
الأناضول