هل يمكن أن يصبح اليورو أقوى من الدولار؟
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
في خضم الاضطرابات الاقتصادية العالمية وتصاعد السياسات الحمائية الأمريكية، تبرز فرصة غير متوقعة أمام أوروبا لتعزيز مكانة اليورو دوليًا. فهل تقود تعريفات ترامب الجمركية أوروبا نحو دور اقتصادي أقوى واستقلال مالي أكبر؟ اعلان
في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات جيوسياسية متصاعدة وتقلبات اقتصادية متلاحقة، تلوح في الأفق بارقة أمل قد تغيّر موازين القوى الاقتصادية: صعود محتمل لدور اليورو على الساحة العالمية.
فبينما يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصعيده بسياسات جمركية مثيرة للجدل، فارضًا تعريفات على دول عدة، تُطرح تساؤلات جادة: هل يفتح هذا الباب أمام العملة الأوروبية الموحدة لتلعب دورًا أكبر كمنافس للدولار؟
في 2 أبريل/نيسان، أدى إعلان ترامب عن رسوم جمركية واسعة النطاق إلى هزة عنيفة في الأسواق العالمية، تسببت في موجة بيع جماعي، حتى في الولايات المتحدة نفسها، في أكبر تراجع للأسواق منذ الانهيار الذي أحدثته جائحة كوفيد-19 عام 2020.
ومنذ تلك اللحظة، سيطر القلق على المستثمرين الذين سارعوا إلى اللجوء لأصول أكثر أمانًا مثل الذهب، في مؤشر على تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي.
ورغم الصورة السلبية التي ترسمها التغطيات الإعلامية لسياسات ترامب الاقتصادية، فإن هذا الاضطراب قد يحمل في طياته مكاسب محتملة لأوروبا، لا سيما لليورو، ثاني أكثر العملات استخدامًا عالميًا، حيث يمثل نحو 20٪ من احتياطيات النقد الأجنبي، مقابل 58٪ للدولار.
تُعد احتياطيات النقد الأجنبي أدوات استراتيجية تحتفظ بها البنوك المركزية، مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، وتستخدم للحفاظ على استقرار العملة، وحماية الاقتصاد الوطني في الأوقات الحرجة، ودفع ثمن الواردات الأساسية مثل الطاقة والمواد الغذائية.
ومع تزايد التذبذبات في النظام المالي العالمي، قد يجد صانعو القرار في أوروبا أنفسهم أمام فرصة تاريخية لإعادة تشكيل المشهد النقدي الدولي، وتعزيز ثقة الأسواق باليورو كعملة احتياطية بديلة ومستقرة.
ترى كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، أن تعزيز دور اليورو على الساحة النقدية العالمية قد يعود بفوائد استراتيجية بعيدة المدى على أوروبا.
وفي كلمتها أمام مدرسة هيرتي في برلين، أوضحت لاغارد أن ازدياد حصة اليورو في احتياطيات النقد الأجنبي العالمية سيمنح حكومات الاتحاد الأوروبي والشركات ميزة تمويلية مهمة، إذ يتيح لها الاقتراض بتكلفة أقل، ما يدعم النمو الاقتصادي المستدام ويشجع تدفق الاستثمارات على المدى الطويل.
وتشير لاغارد إلى أن اعتماد عملة محلية أقوى سيقلل من انكشاف أوروبا على تقلبات الأسواق العالمية، كما حدث مؤخرًا نتيجة سياسات ترامب التجارية، مما يمنح الكتلة الأوروبية مزيدًا من الاستقلالية النقدية.
ومع ارتفاع التعاملات التجارية المقومة باليورو، ستتراجع التقلبات في أسعار الصرف، وتصبح القارة أكثر حصانة أمام الإجراءات الاقتصادية القسرية التي قد تفرضها بعض القوى العالمية المنافسة.
وتلفت لاغارد إلى نقطة محورية في هذا السياق، إذ تقول إن كثيرًا من الحكومات حول العالم تخشى من التبعات السياسية لامتلاك احتياطيات كبيرة من الدولار الأمريكي. هذا الواقع يجعلها مستعدة أحيانًا للقبول بصفقات تجارية غير منصفة لتفادي الغضب الأمريكي. في المقابل، فإن اتساع نطاق الاعتماد على اليورو كعملة احتياطية سيمنح أوروبا نفوذًا أقوى على الساحة العالمية، ويجعلها شريكًا اقتصاديًا لا يمكن تجاهله.
Related"الجميع سيعاني"..لاغارد تحذر من تداعيات اقتصادية جراء سياسات ترامب التجاريةلاغارد: النظام المصرفي في أوروبا متين ومستقرلاغارد: على المركزي الأوروبي منع نمو الأجور السريع من تأجيج التضخمكيف يمكن لليورو أن يتفوّق على الدولار كعملة احتياطية؟كما أشارت لاغارد إلى ثلاث خطوات ضرورية لتعزيز مكانة اليورو عالميًا.
أولًا، تحتاج أوروبا إلى ترسيخ استقرارها الجيوسياسي وضمان بقاء تجارتها منفتحة. ويكمن التحدي في الانقسامات السياسية بين الدول الأعضاء، لا سيما حول قضايا مثل الهجرة، وعضوية الاتحاد الأوروبي، ودعم أوكرانيا، ما يهدد وحدة الموقف الأوروبي. ولهذا، من الضروري،بحسب لاغارد، أن تعتمد الدول الأوروبية نهجًا موحدًا يضع الاستقرار السياسي في مقدمة الأولويات، إذ إن ثقة المستثمرين تُبنى على أساس من الانسجام المؤسسي، ووضوح السياسات، وخلو البيئة من الفساد.
ثانيًا، شددت لاغارد على ضرورة تحسين جاذبية أوروبا للاستثمار، من خلال تقليل العراقيل التي تواجه الشركات في الحصول على التمويل، وتسهيل شروط الإدراج في البورصات الأوروبية. كما دعت إلى توحيد القوانين بين الدول الأعضاء لتقليل الوقت والتكاليف، إلى جانب توفير حوافز للاستثمار طويل الأجل، مثل إصلاح أنظمة التقاعد. ومن شأن هذه الإصلاحات أن تشجع المستثمرين الدوليين على ضخ المزيد من رؤوس الأموال في الشركات الأوروبية ونقل عملياتهم إليها.
ثالثًا، أكدت لاغارد أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى بنية دفاعية قوية تحميه من التهديدات الخارجية، بما يعزز شعور المستثمرين بالأمان عند ضخ استثمارات ضخمة في منطقة مستقرة اقتصاديًا وسياسيًا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل روسيا سوريا قطاع غزة داعش دونالد ترامب إسرائيل روسيا سوريا قطاع غزة داعش دونالد ترامب كريستين لاغارد ألمانيا الاتحاد الأوروبي البنك المركزي الاوروبي إسرائيل روسيا سوريا قطاع غزة داعش دونالد ترامب غزة ألمانيا فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ضحايا الصحة المرکزی الأوروبی
إقرأ أيضاً:
تشيلسي أول نادٍ يجمع بين كؤوس الاتحاد الأوروبي الكبرى
معتز الشامي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةتوج تشيلسي بلقب دوري المؤتمرات الأوروبي لكرة القدم بعد فوزه 4-1 على ريال بيتيس في النهائي، مساء الأربعاء، في مدينة فروتسواف البولندية، وأصبح تشيلسي أول فريق على الإطلاق يفوز بـ4 بطولات كبرى مختلفة من بطولات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعد أن فاز سابقاً بكأس الكؤوس الأوروبية ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. وفاز البلوز بكأس الكؤوس الأوروبية (1971، 1998)، ودوري أبطال أوروبا (2012، 2021)، والدوري الأوروبي (2013، 2019)، ويعد الفوز بلقب المؤتمرات الأوروبي اللقب الأوروبي السابع، الذي يحققه تشيلسي في مسيرته الحالية، ما يضعه في المقدمة أمام مانشستر يونايتد الذي يملك 5 ألقاب (كأس أبطال الكؤوس، ودوري أوروبا، وثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا). وبهذا الفوز، كسر تشيلسي النحس الذي تعاني منه الفرق الإنجليزية ضد الفرق الإسبانية في النهائيات، حيث سبق أن فازت الفرق الإسبانية في آخر 9 نهائيات أوروبية كبرى خاضتها ضد فرق إنجليزية. وحقق مدرب تشيلسي إنزو ماريسكا لقبه الأوروبي الأول مع تشيلسي، لينضم إلى قائمة من المدربين الذين حققوا هذا الإنجاز من قبل في موسمهم الأول. وفاز جيانلوكا فيالي بنهائي كأس الكؤوس الأوروبية موسم 1997-1998، وروبرتو دي ماتيو بدوري أبطال أوروبا موسم 2011-2012، ورافائيل بينيتيز بالدوري الأوروبي موسم 2012-2013، وماوريسيو ساري بالدوري الأوروبي موسم 2018-2019، وتوماس توخيل بدوري أبطال أوروبا موسم 2020-2021، وكان أفرام جرانت المدرب الوحيد الذي خسر نهائي أوروبي (دوري الأبطال) موسم 2007-2008. في المقابل، أصبح مدرب ريال بيتيس مانويل بيليجريني ثاني مدرب تشيلي يصل إلى نهائي كبير ويخسره، بعد فرناندو رييرا مع بنفيكا في كأس أوروبا عام 1963 الذي خسره 2-1 أمام ميلان.