حرب غير مرئية: كيف تحارب التكنولوجيا تهديدات الطائرات المسيّرة؟
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
مع تنامي تهديدات الطائرات المُسيَّرة على الأمن والملاحة، تظهر تقنيات متقدمة لتعطيلها أو اختراقها والاستيلاء على تحكمها في ثوانٍ. أنظمة مثل "إنفورس إير" تقدم حلاً دقيقًا يتيح الهبوط الآمن للطائرة وإمكانية كشف مصدرها، في خطوة قد تغير قواعد اللعبة أمنيًا. اعلان
مع تصاعد التهديدات التي تطرحها الطائرات المُسيَّرة في مجالات الأمن والملاحة الجوية والبنية التحتية الحيوية، تعمل شركات تقنية على تطوير أنظمة متقدمة يمكنها تعطيل هذه الطائرات أو الاستيلاء على تحكمها عن بُعد.
في السنوات الأخيرة، تكررت الحوادث التي تورطت فيها طائرات مُسيَّرة بشكل خطير، من تعطيل حركة الملاحة الجوية بالقرب من المطارات، إلى الاقتراب غير المرخص من محطات نووية ومرافق سجنية، مرورًا باستخدامها كوسيلة لتنفيذ عمليات قتل في النزاعات المسلحة.
ورغم وجود حلول تقليدية مثل إطلاق النار على الطائرات المسيّرة، فإن هذا الخيار قد ينطوي على مخاطر إضافية، خصوصاً إذا ما سقطت فوق أماكن مأهولة. ولذلك، تتجه الأنظار نحو حلول إلكترونية أكثر دقة وفاعلية.
من بين الشركات الرائدة في هذا المجال، تبرز "دي-فيند سولوشنز" الإسرائيلية، التي طورت نظامًا يحمل اسم "إنفورس إير" ، ويتيح للمستخدم اختراق الطائرة المُسيَّرة المعادية وإعادة توجيهها للهبوط الآمن.
Relatedالجيش الأمريكي: تدمير 9 طائرات مسيرة وزورقين في البحر الأحمرهجوم روسي بطائرات مسيرة يستهدف ثلاث مدن أوكرانية ويوقع 22 إصابةالبنتاغون: إسقاط 3 صواريخ وطائرات مسيرة في البحر الأحمر كانت متجهة نحو إسرائيلوالجهاز يشبه جهاز توجيه الإنترنت اللاسلكي (راوتر) كبير الحجم، ويمكن تركيبه على حامل ثلاثي أو مركبة أو حتى حمله في حقيبة ظهر. بمجرد دخول طائرة مُسيَّرة منطقة الحماية المحددة مسبقًا، يقوم النظام باكتشافها، ثم يوفر للمُشغل خيار السماح بها إن كانت صديقة، أو تعطيلها إن كانت تشكل تهديدًا.
خلال عرض تقديمي أجرته الشركة مؤخرًا أمام وكالة الأسوشيتد برس في ضواحي واشنطن، تمكنت التقنية من الاستيلاء على طائرة مُسيَّرة دخلت نطاق النظام خلال ثوانٍ، وأعادتها لهبوط آمن بعد فصلها عن مصدر تحكم الطيار البعيد.
وقال "ثيميس تزاماريس"، مدير تنفيذي في الشركة: "عادةً ما يستغرق الاستيلاء على الطائرة من بضع ثوانٍ إلى ربما دقيقة واحدة، وهذا يعتمد على مدى تعقيد الطائرة".
وتتيح هذه التقنية للسلطات دراسة الطائرة المستولى عليها لمعرفة هوية من يقف وراءها، وهو أمر بالغ الأهمية في التحقيقات الجنائية والأمنية. كما أنها تمنح فرصة لإرجاع الطائرة إلى مالكها في حال كان استخدامها نتيجة خطأ غير ضار.
ومع ذلك، لا تزال هناك قيود على استخدام هذه الأنظمة في الولايات المتحدة، حيث تقيد القوانين الفيدرالية كيفية استخدام الشرطة المحلية لأنظمة مكافحة الطائرات.
وتشير التوقعات إلى أن تزايد عدد الحوادث المتعلقة بالطائرات المُسيَّرة سيؤدي إلى زيادة الاستثمار في هذه التكنولوجيا، وتوسيع نطاق استخدامها لحماية المطارات والمنشآت الحساسة والمناسبات العامة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا داعش روسيا إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا داعش روسيا واشنطن أنظمة الدفاع الجوي الولايات المتحدة الأمريكية تجسس إسرائيل دونالد ترامب غزة سوريا داعش روسيا فرنسا الحرب في أوكرانيا حركة حماس ألمانيا بنيامين نتنياهو محادثات مفاوضات الطائرات الم الم سی
إقرأ أيضاً:
عاصفة المسيّرات تهزّ روسيا: أكثر من 150 طائرة أوكرانية تستهدف موسكو وتعطل الملاحة الجوية
في تصعيد غير مسبوق من حيث الحجم والجرأة، شهدت روسيا ليلة دامية من الهجمات الجوية، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت نحو 150 طائرة مسيّرة أوكرانية استهدفت مناطق متفرقة من البلاد، أبرزها العاصمة موسكو، في هجوم نادر من حيث المدى والقوة.
ووفقاً لما نشرته الوزارة على تطبيق تلغرام، فقد تمكنت الدفاعات الجوية من تدمير 112 مسيّرة بين الساعة التاسعة مساءً ومنتصف الليل، بينها 59 طائرة فوق منطقة بريانسك جنوب غرب البلاد.
وفي تطور لاحق، كشف رئيس بلدية موسكو، سيرغي سوبيانين، عن إسقاط 33 طائرة مسيّرة كانت متجهة نحو العاصمة.
الهجمات أجبرت السلطات الروسية على تعليق حركة الملاحة الجوية بشكل مؤقت في المطارات الثلاثة الرئيسية بالعاصمة (شيريميتيفو، فنوكوفو، جوكوفسكي)، مما سبّب حالة من الارتباك في النقل الجوي.
رغم الأضرار المادية المحدودة، حيث أُعلن عن تضرر منزل وعدد من السيارات دون إصابات بشرية، فإن رمزية الهجوم وبلوغه العمق الروسي تطرح تساؤلات جدية حول جاهزية الدفاعات الروسية أمام تصعيد أوكراني بهذا الحجم.
في المقابل، أعلنت أوكرانيا أنها تعرضت لسلسلة غارات روسية مكثفة منذ السبت، أسفرت عن 13 قتيلاً الأحد الماضي، في وقت أكدت فيه مصادر محلية في منطقة خاركيف إصابة 8 مدنيين بينهم طفلة في الرابعة من عمرها، في هجوم بطائرة مسيّرة روسية.
وأعلن الجيش الروسي أن الضربات جاءت رداً على الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيّرة، التي أوقعت خسائر بشرية في صفوف المدنيين الروس، بينما صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا أطلقت أكثر من 900 صاروخ على أهداف داخل أوكرانيا خلال الأيام الثلاثة الماضية وحدها.
وبينما تتواصل حرب المسيّرات والصواريخ، يبدو أن سماء موسكو لم تعد بعيدة عن نيران المعركة، في مشهد يُنذر بتحول نوعي في طبيعة الصراع وتوازن الرعب بين الطرفين.