الولايات المتحدة – صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه ليس “جبانا” لمجرد أنه تراجع مرارا عن تهديداته بفرض رسوم جمركية مرتفعة.

وأدى ميل الرئيس الجمهوري إلى فرض ضرائب استيراد مرتفعة للغاية ثم التراجع عنها إلى خلق ما يعرف باسم تجارة “تاكو” (TACO trade)، وهو اختصار صاغه روبرت أرمسترونغ في صحيفة “فينانشيال تايمز” ويعني “ترامب دائما ما يتراجع عن تهديداته” “Trump always chickens out.

”، وعادة ما تتأثر الأسواق سلبا عندما يطلق ترامب تهديداته بشأن الرسوم الجمركية ثم تتعافى بعد أن يتراجع.

وكان ترامب مستاء بشكل واضح عندما سُئل عن هذه العبارة امس الأربعاء ورفض فكرة أنه “يتراجع”، قائلا إن استفسار المراسل كان “أمراً سيئا”.

وقال الرئيس الأمريكي: “أتسمي ذلك جبنا؟ إنه يسمى تفاوضا”، مضيفا أنه يطرح “رقما مرتفعا سخيفا وأنا أخفضه قليلا، كما تعلمون، قليلا حتى يصبح الرقم معقولا أكثر”.

ودافع ترامب عن استراتيجيته التي تقضي برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، ثم التراجع إلى 30% لمدة 90 يوما تُخصص للتفاوض. وبالمثل، هدد الأسبوع الماضي بفرض رسوم بنسبة 50% على السلع الأوروبية بدءا من يونيو، ثم أجّل تنفيذ القرار إلى 9 يوليو لإتاحة الوقت للتفاوض، مع استمرار تطبيق الرسوم الأساسية البالغة 10%.

وشهدت مواقف مماثلة في قطاعات مثل السيارات والإلكترونيات، وكذلك مع الرسوم الجمركية الشاملة التي أعلنها ترامب في 2 أبريل، والتي استندت جزئيا إلى العجز التجاري مع بعض الدول.

وفي كل مرة تقريبا، أحدثت تهديدات ترامب تقلبات حادة في سوق الأسهم، إذ بادر المستثمرون إلى البيع عند إعلان التهديدات بسبب المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار، ما ينعكس سلبا على أرباح الشركات، لكن الأسواق سرعان ما تعافت بعد تراجع ترامب عن تنفيذ تلك التهديدات.

المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الرسوم الجمرکیة

إقرأ أيضاً:

تايمز: ما فهمه ترامب من مهندس الرسوم الجمركية

لم يكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الثاني من أبريل/نيسان الماضي، بفرض الرسوم الجمركية متبادلة على واردات بلاده من دول العالم، مدعاة للاحتفال. فقد انهارت الأسهم، وحذر تجار التجزئة من تراجع المبيعات، وانتهزها الديمقراطيون فرصة للنيل من خصومهم الجمهوريين، وفق صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.

كانت تلك التداعيات تحدث تحت نظر وسمع أورين كاس، مؤسس "أميركان كومباس"، وهو مركز أبحاث يميني محافظ يولي البيت الأبيض اهتماما بما يصدر عنه من أفكار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة إسرائيلية: الخطة الجديدة لغزة تُخفي رؤية كابوسيةlist 2 of 2لماذا تحاول أميركا ترحيل مهاجرين لجنوب السودان؟ وما قصتهم؟end of list

وللوقوف على مكامن الصواب والخطأ في فهم الرئيس الأميركي لفكرة تلك التعريفات التي روّج لها مركز "أميركان كومباس"، أجرت كاتي بولز مراسلة الصحيفة مقابلة مع أورين كاس، وسألته عن شعوره وهو يرى فكرة دافع عنها تتحقق فجأة ثم تنقلب بعد ذلك إلى فوضى.

متفائل بمستقبل التجارة

وعلى الرغم من أن كاس يقول إن تصريحات ترامب تصيبه أحيانا بالجنون، إلا أنه أعرب عن تفاؤله بمستقبل التجارة، رافضا في الوقت نفسه التبرؤ من فكرة فرض الرسوم الجمركية العالمية التي لطالما دافع عنها المركز الذي يديره ويعمل كبيرا للاقتصاديين فيه.

ووفق الصحيفة، فإن حوالي 30 إلى 40 عضوا من إجمالي 250 عضوا في مركز أميركان كومباس، هم من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية.

إعلان

وبينما يفتخر زملاؤه بعلاقتهم بأمثال نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، يرفض كاس الادعاء بأن كل شيء يسير على ما يرام.

وتعد التعريفات الجمركية هي واحدة من سلسلة أفكار ظل المركز يروج لها منذ إنشائه في عام 2020. ومع أن جمهوريين مخضرمين انتقدوا أفكار المركز بشأن التعريفات الجمركية والعمالة والنقابات ووصفوها بأنها يسارية، إلا أن ترامب تبناها.

وحول رأيه في الفكرة، قال كاس: "يمكنك تأييد الفكرة بنسبة 100% والدفاع عما هو جيد فيها، ولكن لن تكون مرتاحا تماما وأنت ترى أن الأمور لا تحدث بالضبط بالطريقة التي كنت ستفعلها".

ويضرب كاس مثلا بتصريح لترامب دعا فيه الآباء بأن يقنعوا أطفالهم بالاكتفاء بعدد أقل من الدمى التي يرتفع ثمنها بسبب التعريفات الجمركية.

تصيبه بالجنون أحيانا

يقول مؤسس أميركان كومباس إن "الخبير الاقتصادي بداخلي يجن جنونه عندا يقترح ترامب بأن يمتلك الطفل الواحد دميتين أو لُعبتين بدلا من 30".

وتساءل عن السبب الذي يدفع الرئيس الأميركي للإدلاء بمثل هذا التصريح، لافتا إلى أن المفاضلة الفعلية يجب أن تكون بين 30 و28 دمية على سبيل المثال.

وانتقد نهج ترامب القائم على التعميم الكلي في الرسوم الجمركية، قائلا إنه يحبذ -بدلا منه- الأسلوب المتدرج، ومعتبرا أن الاستقرار واليقين والثقة هو الأهم إذا كان الهدف هو إحداث تحول في التعاملات التجارية مع الدول الأخرى على المدى الطويل.

وحذر من أن الفوضى بحد ذاتها حتى لو لم تتسبب في ضرر دائم واضح، فإنها لا تفتأ تقوض المشروع. لكنه قال إنه لا يتفق مع ما يقوله الناس إنه لا يمكن انتقاد ترامب، مضيفا أن هذا ليس صحيحا على الإطلاق، ومؤكدا أن السياسة العامة التي يتبعها الرئيس هي السياسة الصحيحة.

عدم رضاء الجمهور

وفي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة يوغوف لصالح صحيفة التايمز الشهر الماضي، أعرب معظم الأميركيين عن عدم رضاهم إزاء مجمل الوضع الاقتصادي، بينما قال 11% فقط إن أحوالهم الاقتصادية تحسنت منذ تولي ترامب الرئاسة في يناير/كانون الثاني.

إعلان

وردا على سؤال عما إذا كانت الرسوم الجمركية أداة للتفاوض أم سياسة دائمة، أجاب كاس بأنه لا يجوز استخدام الأدوات الاقتصادية وسيلة لإدارة شؤون الدولة إلا في حالة تطبيق نوع من العقوبات القصوى.

وأشار إلى أن التعريفات الجمركية يمكن أن تؤدي إلى نتائج اقتصادية أفضل، موضحا أن هناك طريقتين، حيث بالإمكان فرض رسوم بنسبة 10% بهدف إعادة التوازن في العلاقة التجارية. وثمة طريقة أخرى حيث لا يكون الهدف بالضرورة هو إعادة المصانع إلى الولايات المتحدة، بل إخراجها من الصين.

مقالات مشابهة

  • محكمة أميركية تعيد فرض الرسوم الجمركية
  • البيت الأ[يض يعلّق على قرار قضائي ضد الرسوم الجمركية
  • تناقضات ترامب الجمركية.. غيّر موقفه بشأن الرسوم أكثر من 20 مرة
  • الذهب يتراجع بعد قرار محكمة أمريكية تعليق رسوم ترامب الجمركية
  • الذهب يتراجع والدولار يرتفع إثر حكم قضائي ضد رسوم ترامب
  • محكمة أمريكية تمنع تنفيذ رسوم ترامب الجمركية
  • ضربة قضائية لترامب حول الرسوم الجمركية
  • محكمة أميركية توقف رسوم ترامب الجمركية: الرئيس تجاوز سلطاته
  • تايمز: ما فهمه ترامب من مهندس الرسوم الجمركية