قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن الإمام أحمد بن حنبل، شيخ الإمام البخاري، جمع في كتابه الكبير "المسند" عددًا هائلًا من الأحاديث، حتى إن العلماء قالوا إن كل ما ورد في "صحيح البخاري" من أحاديث، يوجد في "مسند الإمام أحمد"، باستثناء حديث واحد فقط، وهو حديث "أم زرع".

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال فتوى له اليوم الخميس: "مشايخنا كانوا يقولون: إذا قيل إن الحديث أخرجه البخاري وأحمد، فاعلم أن هذا القول صحيح، حتى لو لم تكن قد اطلعت عليه بنفسك في مسند أحمد، لأنه بالفعل كل ما في البخاري موجود فيه، إلا حديث أم زرع فقط".

دعاء ليلة الجمعة الأولى من ذي الحجة.. رددوا أفضل 50 دعوة مستجابة وتحقق الأمنياتمتى يوم عرفة 2025؟ اعرف فضل صيامه ودعاءه المستجاب والأعمال المستحبة فيه

وأوضح أن حديث أم زرع هو حديث طويل، يشرح فيه النبي صلى الله عليه وسلم صفات الرجال الحسنة والسيئة في تعاملهم مع أهليهم، مؤكدًا أن هذا الحديث الوحيد هو ما لم يورده الإمام أحمد في مسنده، مما يُعد فائدة علمية دقيقة لا يدركها كثير من طلبة العلم.

وأكد الدكتور علي جمعة أن هذا يعكس المجهود الضخم الذي بذله العلماء والأمة الإسلامية في جمع وتدوين السنة النبوية، حتى وصل هذا الجهد إلى قمته في القرن الخامس الهجري، بعد مراحل من التأليف والتصنيف والتوثيق.


علي جمعة: الناس الذين ينكرون السنة لا يفهمون صحيح البخاري

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن الإمام البخاري لم يكن مجرد راوٍ أو جامعٍ للأحاديث، بل كان أول من جرد الحديث الشريف وميّزه عن الآراء الفقهية، فجعل في كتابه "الجامع الصحيح" أبوابًا دقيقة تعبّر عن فقهه وفهمه للحديث، دون أن يخلط بينها وبين اجتهادات الفقهاء.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال تصريح له اليوم الخميس، أن البخاري لم يقتصر على كتابه الصحيح، بل ألّف عددًا من الكتب الأخرى مثل: الأدب المفرد، ورفع اليدين في الصلاة، وخلق أفعال العباد، والتاريخ الكبير، والتاريخ الأوسط، والتاريخ الصغير، والقراءة خلف الإمام، وغيرها، مشيرًا إلى أن الإمام لم يشترط الصحة المطلقة إلا في كتابه الصحيح فقط، أما باقي مؤلفاته فكان يقبل فيها الحديث الضعيف إذا لم يجد الصحيح، لأنه يرى أن الحديث الضعيف حجة في بعض المواضع.

وبيّن الدكتور علي جمعة أن سند الأحاديث في "صحيح البخاري" يتراوح بين ثلاثي وتساعي (أي بين 3 إلى 9 رواة بين البخاري والنبي ﷺ)، مؤكدًا أنه لا يوجد حديث في الصحيح بسند عشاري، وهو ما يدل على دقة الإمام البخاري في اختياره للرواة وتقليله عدد الوسائط قدر الإمكان.

كما أشار إلى أن العلماء بعد البخاري قاموا بعمل موسوعات عن رجال "صحيح البخاري"، ووجدوا أنهم جميعًا ثقات، بل إنهم إذا وجدوا كلامًا على راوٍ معين تتبعوا الرواية نفسها في الصحيح، ليجدوا لها طريقًا آخر دون هذا الراوي، حفاظًا على دقة الكتاب.

وقال الدكتور علي جمعة: "الإمام البخاري لم يؤلف كتابًا عاديًا، بل الأمة كلها خدمته، واعتبرته كتاب أمة، وليس كتاب فرد.. كل محدث وكل ناقد وكل عالم في اللغة والنحو والفقه خدم هذا الكتاب، ولذلك كان الناس يتبركون بقراءته في الكوارث والمجاعات والحروب، كما يتبركون بقراءة القرآن الكريم، وكانوا يقرؤونه تعبّداً وتعلّماً وتعليماً".

وأضاف: "الناس الذين ينكرون السنة لا يفهمون طبيعة هذا الكتاب، ويظنون أنه مجرد جهد بشري يمكن الطعن فيه بسهولة، بينما هو في الحقيقة كتاب أجمعت عليه الأمة وحققته قرونًا بعد قرون، ولهذا لا يجوز التعامل معه كأي كتاب عادي، بل يجب احترام الجهد الجماعي الذي أنتجه".

طباعة شارك علي جمعة أحاديث البخاري السنة النبوية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة أحاديث البخاري السنة النبوية الدکتور علی جمعة الإمام البخاری صحیح البخاری الإمام أحمد حدیث ا

إقرأ أيضاً:

الدكتور أحمد كريمة في ضيافة المركز القومي للبحوث

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية الدور التنويري الذي تقوم به المؤسسات الأكاديمية في تعزيز الوعي الديني والفكري المستنير، مشيرًا إلى أن التعاون بين مراكز البحث العلمي والرموز الدينية يرسخ لقيم الانتماء والاعتدال، ويعزز بناء الشخصية المتكاملة للمواطن المصري.

في هذا الإطار، استقبل الدكتور ممدوح معوض، رئيس المركز القومي للبحوث، اليوم، فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، حيث ألقى فضيلته ندوة علمية بعنوان: «فضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة في الإسلام».

وقد أعرب د.ممدوح معوض عن سعادته باستضافة فضيلة الدكتور أحمد كريمة، مشيدًا بدوره البارز في نشر الوعي الديني المعتدل، ومؤكدًا حرص المركز على تنظيم فعاليات تجمع بين القيم الدينية والمعرفة العلمية، بما يسهم في بناء الشخصية المصرية المتوازنة وتعزيز قيم الانتماء والوعي لدى الأفراد.

من جانبه، أكد د.أحمد كريمة أن العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تمثل فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله عز وجل، مشيرًا إلى ما تحمله هذه الأيام المباركة من معانٍ روحانية وأخلاقية عميقة، داعيًا إلى اغتنامها بالأعمال الصالحة والنية الخالصة لله تعالى.

وفي ختام اللقاء، أهدى رئيس المركز درعًا تذكاريًا لفضيلة الدكتور أحمد كريمة، تقديرًا لدوره المؤثر في مجال الدعوة والفكر الإسلامي المستنير.

مقالات مشابهة

  • المستشارة أمل عمار تلتقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
  • الدكتور أحمد رجب: جامعة القاهرة حافظت على رسالتها العلمية والوطنية عبر قرن كامل
  • «علي جمعة»: الذين ينكرون السنة لا يفهمون صحيح البخاري
  • الدكتور أحمد كريمة في ضيافة المركز القومي للبحوث
  • شيخ الأزهر يلتقي نائب حاكم دبي لمناقشة دور الشباب في المبادرات العالمية
  • علي جمعة: البخاري أعجوبة زمانه.. والسُّنة وثقت بسند صارم
  • أحمد الطيب: نعمل مع الفاتيكان لوثيقة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • علي جمعة: السنة ليست مجرد رواية بل علم متكامل بالأسانيد