نورهان خفاجي تكتب: صنعاء بلا أجنحة
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
قبل نحو عامين أو أكثر جمعني لقاء مع الدكتور محمد عبدالقادر رئيس هيئة الطيران المدني اليمني، حينها كان في رحلة علاجية بالقاهرة، ولم ينشر للأسف هذا اللقاء؛ اليوم، حيث يتم الإعلان عن تدمير آخر طائرة يمنية مدنية على مهبط مطار صنعاء.. يحضرني تفاصيل هذا اللقاء وما تناوله عن أوضاع اليمن الشقيق بشكل عام وعن أجواء – قطاع الطيران - اليمن بشكل خاص.
قبل نحو عامين، كان بالكاد قد عادت صناعة الطيران المدني العالمية يبزغ نجمها من جديد، محاولةٍ نفض غبار أزمة الجائحة الوبائية التي كبلت العالم كله، حينها كان اليمن في هدنة وجيزة من الحرب، يخطط خلالها بأمل خافت في تأهيل مطار صنعاء بكلفة قدرتها السلطات حينها بنحو أكثر من 15 مليون دولار، كان مازال هناك طائرات، أربعة للخطوط اليمنية وكانت تنتظر انضمام الخامسة وطائرة تابعة لشركة السعيدة، كانا ينفذان إلى خارج صنعاء، ربما ليس لعالمِ بعيد ولكن كانا على الأقل يذهبان في فسحة إلى دول الجوار: ' القاهرة وعمان والأردن والخرطوم وجيبوتي وأحيانا بومبي بالهند'.. اليوم بإعلان تدمير آخر الطائرات، باتت صنعاء بلا طائرات.. بلا أجنحة ترفرف في السماء'.
في أوان الجائحة، كتبت عن اليمن، وقولت: إنه إذا كانت دول العالم تتأفف وتعاني نزيف الخسائر بالمليارات، لإغلاق حدودها الجوية لعدة أشهر بسبب الوباء، فما بالك باليمن الشقيق وهو يصارع وحيدا منذ 7 سنوات - حتى عام 2022 تاريخ اللقاء - ؛ بعدما أغلقت الأجواء على سكانه .. سنوات متواصلة من الغلق لم تأخذ خلالها طائرات صنعاء فسحة للسماء. المشهد يصور الحال، إن مطارات اليمن لم تطأ مدارجها طائرة منذ سنوات؛ أبراج المراقبة الجوية لم تُفتح شاشات راداراتها أيضا منذ سنوات؛ صالات الركاب مسدلة نوافذها.. 7 سنوات من العزلة والحرب ازدادت اليوم إلى عشرة وعادت صنعاء بلا طائرات.
في وجود الطائرات حتى شهور قريبة، قبل أن يلتهم جميعها القصف، كان المواطنون اليمنيون الراغبون في الخروج من البلاد وغالبيتهم طلاب أو مرضى أو بعض رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار، يخرجون في طريق يستغرق قرابة الـ 20 ساعة بالتحديد 18 ساعة، يمرون بين عشرات نقاط التفتيش حتى يستطيعون الوصول لأحد المطارات التي مازالت تعمل وكان على الأغلب مطاري عدن وسيئون، بديلا عن مطار العاصمة صنعاء الذي كان أيضًا قد دمرت قدراته بالكامل.
يحكي رئيس هيئة الطيران المدني اليمني، عن الحال، أنه في الطريق بين المطارات كانت تسقط بعض حالات المرضى صريعة، الطلاب يتعرضون للنهب والسرقة والتعدي وأيضًا رجال الأعمال، لا أحد يُستثني من النهب، كان هذا هو الحال في وجود الطائرات!.
يقول إنه في وجود الطائرات المُصرح لها الهبوط على أرض مطار صنعاء، رغم القصف وقلة الإمكانيات، كان المهندسون اليمنيون يبذلون كامل جهدهم في صيانة التجهيزات الفنية والملاحية الموجودة بالمطار حتى لا تنقطع الخدمة، في ظل حرمانهم من تجديدها أو استبدالها بسبب الحصار المفروض على البلاد، ذاك الحصار الذي منع إدخال شحنة مساعدات وتجهيزات ملاحية جديدة للمطار، ولجأت صنعاء حينها إلى جيبوتي قبل ثلاث سنوات لتخزين هذه المساعدات حتى تأذن ساعة فك هذا الحصار.
اليوم تضاف ثلاث سنواتٍ جديدة منذ تاريخ هذا اللقاء، ويزداد معه تضييق الخناق على صنعاء، خاصة بعد الاستهداف الأخير على المطار من قبل الاحتلال لآخر طائرة مدنية كانت تستعد لنقل فوجٍ من الحجاج، أربعة صواريخ إسرائيلية استهدفت طائرة صنعاء وتناثرت أجنحتها في ساحة المطار، وتناثر معه آمال عودة التشغيل القريب لهذا المطار، خاصة بعد أن وصلت كلفة إصلاح التدمير إلى 500 مليون دولار بدلا من 15 مليون دولار قبل ثلاثة أعوام، وتم إعلان وقف العمليات بالمطار لأجل غير مسمى!
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أخر طائرة يمنية مطار صنعاء صناعة الطيران اليمن نورهان خفاجي مطار صنعاء
إقرأ أيضاً:
استئناف حركة الطيران في لندن بعد إغلاق شامل بسبب عطل تقني
استأنفت حركة الطيران في لندن بعد إغلاق شامل بسبب عطل تقني أثر على نظام الرادار. وتم حل المشكلة فنيًا، مع استئناف العمليات تدريجيًا. وأعلنت هيئة الطيران المدني عن فتح تحقيق موسّع لتحليل أسباب العطل وآليات الاستجابة للحوادث. اعلان
أعلنت هيئة المراقبة الجوية البريطانية (Nats)، اليوم، عن حل المشكلة التقنية التي أدى إلى إغلاق شامل لمساحة الطيران فوق لندن اليوم، مشيرة إلى استئناف العمليات الجوية تدريجيًا مع إعادة تدفق الحركة الجوية في المنطقة.
وأكدت Nats، الشركة المسؤولة عن إدارة حركة الطيران في بريطانيا، أن الفريق الفني نجح في استعادة وظائف نظام الرادار المركزي بعد ساعات من التوقف الشامل، وذلك في إطار جهود متواصلة لاستقرار النظام وضمان سلامة الملاحة الجوية.
وقال المتحدث باسم الشركة: "لقد تم إصلاح العطل التقني الذي أثر على نظام الرادار في مركز التحكم الجوي في سوانويك. وتم إعادة تشغيل النظام بشكل كامل، ونحن الآن في مرحلة استئناف العمليات العادية في منطقة لندن بالتدريج. نعمل بشكل وثيق مع شركات الطيران والمطارات لتنسيق إعادة التدفق الآمن والفعال للرحلات، مع الاستمرار في متابعة أي تأثيرات متبقية."
وأشار البيان إلى أن عملية إعادة التشغيل تسير وفق خطة مدروسة، حيث يتم رفع القيود على حركة الطائرات تدريجيًا بناءً على تحديد الأولويات الأمنية والتشغيلية، مع التركيز على ضمان عدم حدوث ازدحام أو مخاطر في الملاحة الجوية.
وكان قد أُغلق جميع مجالات الطيران فوق لندن اليوم بسبب عطل تقني طارئ أثر على نظام الرادار الوطني، ما أدى إلى توقف جميع الرحلات الداخلة والخارجة من المنطقة منذ الساعة 14:39 بتوقيت غرينتش.
وقد أثار ذلك حالة من الفوضى في شبكة النقل الجوي، إذ أُلغيت أو أُخرِجت مئات الرحلات، وتأثر أكثر من عشرة آلاف مسافر، خاصة في مطارات لندن الكبرى (غاتويك، هيثرو، ستانستد) ومطارات إنجلترا وويلز.
Related قنبلة تتسبب في إغلاق مطار لندن سيتي شاهد: رياح عاتية تحول دون هبوط طائرة ركاب في مطار لندنإغلاق مطار لندن ستانستيد لساعات عقب فشل إقلاع طائرةوفي مطار غاتويك، أكدت الإدارة أن الرحلات المغادرة كانت متوقفة تمامًا حتى وقت الإعلان عن الحل، بينما استمرت الرحلات الداخلة في الهبوط ضمن جداولها. وقد دعت الهيئة المسافرين إلى التحقق من حالة رحلاتهم عبر قنوات شركات الطيران، مع التذكير بأن بعض التأخيرات المتراكمة قد تستمر لساعات بسبب الحاجة إلى إعادة تنظيم الجداول الجوية.
وقد أظهرت بيانات موقع Flight Radar 24 انخفاضًا حادًا في عدد الطائرات فوق المملكة المتحدة خلال فترة الانقطاع، تبعه تدفق تدريجي للطائرات بعد الساعة 17:00 بتوقيت جرينتش، مع بدء تدفق الرحلات المتجهة إلى لندن.
وتأتي هذه الحالة في ظل تذكير بحادثة الانهيار الكبير في أغسطس 2023، حينما تعطل نظام Nats خلال موسم الذروة الصيفية، مما أدى إلى إلغاء أكثر من 700 ألف رحلة وتكبد الخسائر حوالي 100 مليون جنيه إسترليني. وقد أظهر التحقيق اللاحق آنذاك أن أحد المهندسين المخصصين كان يعمل من المنزل في وقت الذروة، رغم أهميته، ما أثار تساؤلات حول سياسات الاستعداد للطوارئ.
وفي هذا السياق، أفادت هيئة الطيران المدني البريطاني (CAA) بأن لجنة تحقيق مستقلة ستُفتح فورًا لتحليل أسباب العطل الحالي، وخاصةً فيما يتعلق بالبنية التحتية للأنظمة، وآليات الاستجابة للحوادث، بهدف تقوية الوقاية من تكرار مثل هذه الأحداث.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة