رغم النجاح التجاري الكبير لـليلو وستيتش.. هل قتلت ديزني سحر الرسوم المتحركة؟
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
يرتبط اسم "ديزني" في أذهان ملايين من مشاهدي السينما بأفلام الرسوم المتحركة، غير أن الكيان الاقتصادي العملاق لم يجعل هذه الأفلام حدوده. فقد توسعت "ديزني" مؤخرا لتستحوذ على حقوق سلاسل سينمائية متنوعة، وتعيد استغلال أفلامها المتحركة السابقة في الوقت ذاته، لتقدمها في شكل أفلام حية أو (Live Action)، وهي الأعمال التي تُصور باستخدام ممثلين حقيقيين ومواقع أو ديكورات حقيقية، بدلا من الرسوم المتحركة مع استخدام الصور المولدة بالحاسوب (CGI) كذلك.
وحاليا يُعرض في دور السينما فيلم "ليلو وستيتش" (Lilo & Stitch)، وهو النسخة الحية من فيلم الرسوم المتحركة بنفس الاسم الذي عُرض في عام 2002. يقدم الفيلم مزيجا من المؤثرات البصرية والممثلين، وحقق سريعا إيرادات عالية جدا بلغت 421 مليون دولار، مع انتقادات متعددة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"آفتر ذا هنت".. عندما يطاردك الماضي داخل أسوار الجامعةlist 2 of 2الفيلم الهندي "الدبلوماسي".. دعاية سوداء وإثارة سياسية على هامش التوتر مع باكستانend of list استجداء الشعور بالحنينلم تحظ الكثير من الأفلام الحية التي قدمتها "ديزني" بإشادات من النقاد، بل هُوجم بعضها بضراوة، مثل "بينوكيو" (Pinocchio)، و"دامبو" (Dumbo)، و"الأسد الملك" (The Lion King)، وغيرها، ولأسباب مختلفة، بل وحتى متباينة.
فتمثلت أزمة فيلم "الأسد الملك"، على سبيل المثال، في التزامه شبه التام بقصة فيلم الرسوم المتحركة، وضعف قدرة المؤثرات البصرية على تقديم عواطف ومشاعر الحيوانات، فتحول إلى فيلم ذي حبكة تشبه أفلام "ناشيونال جيوغرافيك"، بينما تغيرت قصة "دامبو" بشكل أبعدها عن الفيلم الأصلي، مع إضفاء طابع من الحزن والكآبة على الأحداث، مما نفر الكثير من النقاد والمتفرجين وأبعده عن الفيلم الأصلي.
إعلانهناك 3 خيارات أمام صناع أي فيلم "لايف أكشن": الأول، قصة جديدة باستخدام عين الشخصيات القديمة؛ والثاني، إعادة تخيل العمل السابق بشكل جديد، ومثال على ذلك فيلم "كرويلا" (Cruella)، أما الخيار الثالث فهو تقديم فيلم لطيف وممتع بطريقة مبهجة، يكرم محبي العمل الأصلي مع بعض الإضافات المدروسة، وهذا بالضبط ما يحاول فيلم "ليلو وسيتيتش" القيام به.
يبدأ "ليلو وسيتيتش" بافتتاحية متطابقة مع فيلم الرسوم المتحركة، نتعرف خلالها على ليلو (مايا كيلوها)، الفتاة التي تعيش على جزيرة في المحيط مع أختها الكبرى بعد وفاة والديهما. تتجول ليلو بحرية وأمان، غير أنها تتعرض للتنمر من زميلاتها في الرقص، وتوقع نفسها في مشاكل متتالية طوال الوقت، ولا تستطيع التواصل مع أي شخص حقيقي سوى أختها ناني (سيدني أغودونغ)، التي تعاني بدورها لتحمل مسؤولية طفلة في السادسة من عمرها، بدون دعم عائلي أو مادي، وبالتالي عليها التخلي عن حلمها بالدراسة الجامعية، وإقناع السلطات الأميركية بأنها تستحق الوصاية على الطفلة ليلو.
يبدأ الجانب الخيالي في الفيلم عندما ننتقل إلى عالم الفضاء، فنرى على كوكب خيالي الكائن 606، وهو مخلوق فضائي عنيف للغاية اخترعه العالم جومبا (زاك غاليفينكس). يهرب 606 إلى كوكب الأرض، وتُسند مهمة تتبعه إلى كل من جومبا والفضائي بليكلي (بيلي ماغنوسن)، المتخصص في سكان الأرض وسكانها، بملاحقته واستعادته. وتواجه الخطة العديد من العقبات؛ من أبرزها أن 606 يغير مظهره قليلا ويصبح أقرب إلى دب كوالا أزرق اللون، والأهم أن ليلو تأخذه وتسميه ستيتش، وتعتبره حيوانها الأليف.
تُعيد النسخة الحية بشكل كبير تقديم تفاصيل فيلم الرسوم المتحركة، مع إحيائها باستخدام التصوير أو المؤثرات البصرية، وهو الأمر الذي أصبح أسهل مع التقدم التكنولوجي. يركز الفيلم، خصوصا في نصفه الأول، على استجداء شعور الحنين إلى الماضي لدى المتفرجين قدر الإمكان.
إعلان تغييرات أغضبت المشاهدينأحدث الفيلم بضعة تغييرات عن الرسوم المتحركة، أهمها على الإطلاق التركيز بشكل أكبر على شخصية ناني، الأخت المراهقة لليلو، التي تتعرض لضغط شديد طوال الوقت، سواء لحمايتها من الكوارث التي تقوم بها، أو للحفاظ على وصايتها.
في الفيلم الأصلي، كانت رعاية ناني لأختها الصغرى أمرا مفروغا منه، بينما تُظهر النسخة الأحدث مدى التضحية التي تقوم بها، سواء على المستوى الشخصي أو العملي. وينتهي الفيلم باتخاذ ناني وليلو قرارا بترك الصغيرة في رعاية توتو (إيمي هيل)، مما يتيح لناني فرصة استكمال دراستها الجامعية.
أثارت هذه النهاية غضب الكثير من المتفرجين، حيث ظنوا أن استسلام ناني ليس إلا خيانة لمسؤوليتها، وخيانة من صناع الفيلم لفكرة "أوهانا" أو مفهوم العائلة في ثقافة هاواي، والتي تهتم بالتكافل بين أفراد الأسرة الواحدة. وكانت الدافع لدى ليلو وناني لحماية سيتيش من جومبا والفضائيين عندما حاولوا استرجاعه.
وفي الحقيقة، يحاول "ليلو وستيتش" إحداث توازن بين مصلحة كل من شخصيتي ناني وليلو، وتوضيح أن رعاية طفل لا يمكن أن تكون مسؤولية مراهقة لا تملك الإمكانيات الاقتصادية أو العقلية التي تؤهلها لهذه المهمة. من جهة أخرى، لا يخرج الفيلم من إطار احترام الأوهانا أو مفهوم العائلة، حيث يوضح أن توتو يمثل جزءا من عائلة ليلو الممتدة، وليس مجرد جارة أو شخص عابر.
غير أن التغيير الأهم، والذي أضرّ بالفيلم وجعله أكثر سذاجة، تمثل في تحويل شخصية جومبا إلى شرير تقليدي بعدما كانت في الفيلم الأصلي وفي المسلسل أيضا، شخصية رمادية لها عيوبها ومزاياها. فقد صنع ستيتش وغيره من المخلوقات العنيفة، لكن حياته مع ليلو على الأرض هذّبته، وجعلته جزءا آخر من الأوهانا أو عائلة ليلو الجديدة الممتدة.
"ليلو وستيتش" ليس إلا استثمارا جديدا من "ديزني" لفيلم قديم ناجح، مثلما فعلت "ديزني" من قبل عند تحويل أشهر أفلامها إلى مسلسلات رسوم متحركة طويلة، أو تقديم أجزاء جديدة منها أقل نجاحا. وستظل صيحة تحويل الرسوم المتحركة إلى أفلام حية مستمرة طالما تحقق هذه الأفلام إيرادات عالية، حتى يمل المشاهدون من شعور الحنين للماضي ويرغبوا في محتوى جديد وطازج.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فیلم الرسوم المتحرکة الفیلم الأصلی
إقرأ أيضاً:
الإذاعة السعودية.. مسيرة طويلة من النجاح انطلقت في يوم عرفة
تمتلك الإذاعة في المملكة مسيرة طويلة، بدأت من "راديو" صغير يزود الملك المؤسس، الملك عبد العزيز - رحمة الله عليه - بالمعلومات من المراكز والمدن والأخبار الخارجية.
في يوم الثلاثاء الموافق 23 رمضان 1368هـ الموافق 19 يوليو 1949م، أصدر الملك عبد العزيز مرسومًا ملكيًا وضع فيه الإطار العام للإذاعة، مؤكدًا ضرورة التزام الصدق والأمانةوالواقعية، والالتزام بالموضوعية.
أخبار متعلقة إطلاق خدمة "تصريح التوصيل المنزلي" للمنشآت.. اعرف موعد التطبيقوزير الداخلية يبحث مع نظيره السوري تعزيز مسارات التعاون الأمنيكما تضمنت الالتزامات عدم التعرض لأحد بالشتم، أو التعريض بأحد، أو المدح الذي لا محل له، وأكد الملك المؤسس ضرورة الاهتمام بالأمور الدينية، وإذاعة القرآن الكريم والمواعظ الدينية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إنشاء أول محطة إذاعية سعودية في مدينة جدة- اليومأول محطة إذاعية سعوديةوجرى إنشاء أول محطة إذاعية سعودية في مدينة جدة، حيث بدأ إرسالها يوم التاسع من شهر ذي الحجة 1368هـ الموافق أول أكتوبر 1949م - وهو يوم الوقوف بعرفة - بكلمة من الملك عبد العزيز آل سعود لحجَّاج بيت الله الحرام، ألقاها نيابة عنه ابنه الأمير فيصل "الملك فيصل بن عبد العزيز لاحقاً"، تضمنت تهنئة الحجيج بمناسك الحج، والترحيب بقدومهم في الأراضي المقدسة.
وكانت المحطة الإذاعية تعمل على الموجة القصيرة ولا تتجاوز قوتها 3 كيلووات، واقتصرت في البداية على بث الأخبار الرسمية والبرامج الدينية مع إذاعة بعض الإنتاج الأدبي كالشعر والمقالة، ولم تتجاوز مدة الإرسال ثلاث ساعات يوميًا.
وقبل ذلك، تم الاتفاق مع شركة "International Standard ELECTRIC Corporation" على إنشاء محطة جدة وإقامة استوديوهات إضافية في مكة المكرمة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إنشاء أول محطة إذاعية سعودية في مدينة جدة- اليوم البرامج الإخبارية والمعلوماتيةوجرى توقيع العقد بين حكومة المملكة العربية السعودية والشركة المشار إليها، في مقر السفارة السعودية بالقاهرة يوم الأربعاء 13 رجب 1368هـ الموافق 11 مايو 1949م.
في بدايتها، اقتصر البث الإذاعي على البرامج الإخبارية والمعلوماتية التي تهتم بالشؤون المحلية، إلى جانب بعض البرامج الدينية والثقافية التي تعكس القيم والتقاليد العربية والإسلامية.
وبُثت هذه البرامج تبث باللغة العربية لتلبية احتياجات المواطنين السعوديين، حيث لم يكن هناك الكثير من وسائل الإعلام الأخرى التي تصل إلى الجميع في المناطق المختلفة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إنشاء أول محطة إذاعية سعودية في مدينة جدة- اليومالبث الإذاعي السعوديوقالت "دارة الملك عبدالعزيز": تعود فكرة تأسيس الإذاعة إلى الملك سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله - عندما كان وليًا للعهد آنذاك، حيث عرض الفكرة على والده "الملك عبدالعزيز" فوافق على الفكرة، وكلف وزير المالية حينها "عبدالله السليمان" ليقوم بتنفيذها بإشراف نائب الملك في الحجاز الملك فيصل بن عبد العزيز.
ووثقت "الدارة" افتتاح الإذاعة في ذلك الحين بآيات من القرآن الكريم بصوت الشيخ طه الفشني، وكلمة للمشرف عليها عبد الرحمن نصر وهو من مصر، بعدما استعانت به المملكة لهذا الغرض.
فيما اقتصر البث الإذاعي في المملكة ابتداء على إذاعة جدة، حتى بدأ البث الإذاعي من إذاعة الرياض يوم الأحد غرة رمضان عام 1384هـ الموافق 3 يناير 1965م.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إنشاء أول محطة إذاعية سعودية في مدينة جدة- اليومرؤية المملكة 2030وخطت الإذاعة السعودية خطوة جديدة عندما بدأ بث البرنامج العام مستقلًّا من إذاعة الرياض والبرنامج الثاني من إذاعة جدة يوم الخميس غرة شوال 1384هـ الموافق 23 أغسطس 1965م.
وتمتلك إذاعة المملكة إسهامات في رفد العملية التنموية للوطن من خلال قيامها بأدوار توعوية وتثقيفية عبر باقة كبيرة من البرامج الإذاعية التي مازالت عالقةً في الأذهان، وسط آمال في أن تبقى الإذاعة جهازًا ثقافيًّا رائدًا يُسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، وتجسيد الطموحات، والمحافظة على مكتسبات الوطن.