يُعد برنامج الامتياز التجاري لغرفة تجارة وصناعة عُمان مبادرة نوعية تُسهم في تمكين العلامات العُمانية ودعم توسعها محليا وخارجيا، حيث أظهرت تجارب رواد الأعمال المشاركين أثره في تطوير الهوية التجارية، وتوسيع نطاق المستفيدين، ورفع كفاءة التشغيل، وساهم في تمكين العديد من المشاريع من التحول إلى نماذج مؤسسية بمعايير احترافية.

وفي استطلاع لـ «عمان» أكد عدد من أصحاب الأعمال المستفيدين من برنامج الامتياز التجاري على أهمية برامج الدعم المؤسسي والتمكين التجاري التي تتبناها غرفة تجارة وصناعة عُمان، مشيرين إلى الدور المحوري الذي تلعبه هذه البرامج في تعزيز جاهزية المشاريع العُمانية للتوسع، وأجمعوا على أن الشراكات مع الجهات الداعمة أسهمت في تذليل التحديات، وتقديم استشارات متخصصة، وصياغة أطر قانونية وتشغيلية واضحة مكنت العلامات التجارية من النمو. كما أشاروا إلى أن مثل هذه المبادرات تُعزز من ثقة المستثمرين، وتُسهم في توفير فرص عمل للمواطنين، وترسيخ الهوية العُمانية في قطاعات اقتصادية متجددة.

وقال أنس بن جابر المحروقي من العلامة التجارية «لانا كافيه» عن تجربة مشروعه: إن فكرة «لانا كافيه» انطلقت قبل نحو عامين من قلب منطقة المعبيلة الجنوبية، مدفوعة بشغفٍ حقيقي، ورغبة في تقديم تجربة محلية أصيلة في قطاع المقاهي، خاصة في منطقة كانت تفتقر حينها إلى مثل هذه المشاريع. ومع تفاعل المجتمع ونجاح التجربة الأولى، تولدت لدينا قناعة بضرورة التوسع ومشاركة هذا النجاح مع روّاد أعمال آخرين يملكون الطموح، لكن تنقصهم الخبرة أو الإمكانيات.

وأشار إلى أنه بالرغم أن التوسع كان دائمًا من ضمن تطلعاتنا، إلا أن العائق المالي ظل أحد أبرز التحديات، واستطعنا التغلب عليه. كما سعينا إلى تمكينا المشروع عبر دخول عالم الامتياز التجاري (الفرنشايز)، إيمانًا بأن المشروع الناجح قابل للتكرار إذا ما وُضعت له الأطر الصحيحة، حيث وجدنا دعمًا ملموسًا من غرفة تجارة وصناعة عُمان، ومن شركة «تشين»، حيث تلقينا توجيهًا في كيفية إعداد العقود التي تحفظ حقوق جميع الأطراف. هذا الدعم كان محوريًا في تسهيل أولى خطواتنا نحو التوسع، ليس فقط داخل سلطنة عُمان، بل أيضًا في أسواق خارجية، مثل العراق والهند.

وأضاف المحروقي عن «لانا كافيه»: المشروع قد سجل حضور ثلاثة مستثمرين تبنوا العلامة ضمن نظام الامتياز التجاري، مع فروع جديدة قيد الإنشاء، وهو ما يعكس تصاعد الثقة بالعلامة التجارية، ويعزز من دوره في إيجاد فرص عمل للمواطنين، وتمكين الشباب العُماني من خوض غمار العمل الحر ضمن نموذج مُجرّب وذي مخاطرة أقل، كما نؤمن أن تعميم النماذج الناجحة في ريادة الأعمال، لا يسهم فقط في تعزيز الاقتصاد الوطني، بل يُسهم في إبراز الهوية العمانية في قطاعات تجارية متجددة، وإن نسبة النجاح في هذا النموذج مرتفعة جدًا، ونأمل أن يُسهم هذا المسار في ترسيخ «لانا كافيه» كعلامة عُمانية تمتد خارج حدود سلطنة عُمان.

«تشاي»

وأوضح طارق بن عزيز الراشدي صاحب العلامة التجارية «تشاي» عن انضمامه لبرنامج الامتياز التجاري بقوله: «مثلت تجربتنا بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عمان نقطة تحول مهمة في مسارنا، فمنذ انطلاقتنا لمسنا حرص الغرفة على تمكين المشاريع الوطنية الواعدة، من خلال الدعم المباشر والتوجيه المتخصص، وهو ما انعكس إيجابًا على تطوير نموذج الامتياز التجاري (الفرنشايز) لعلامة تشاي. حيث أسهم هذا التعاون في وضع أُطر واضحة للنمو، مكّننا من التوسع بطريقة مدروسة تضمن الحفاظ على الهوية، وترسّخ معايير الجودة في كافة فروعنا. كما وفرت الغرفة بيئة محفزة تتيح التواصل مع مستثمرين وأصحاب شغف، ساعدونا على نقل تجربة تشاي إلى شرائح أوسع من المجتمع.

وأوضح الراشدي أنه في «تشاي» نؤمن أن الجودة تبدأ من المصدر وتنتهي عند رضا المستهلك، ومن هذا المنطلق، نحرص على إعداد منتجاتنا طازجة يوميًا من مخبزنا الخاص، ووفق أعلى المعايير، بما يضمن تقديم تجربة متكاملة تعكس رؤيتنا في تقديم قيمة حقيقية بأسعار عادلة. مما أتاح لهذه التجربة المتميزة التي تتناسب مع كافة شرائح المجتمع الفرصة في التوسع في الأفرع وتخطي الحدود المحلية وصولاً للدول المجاورة.

ونمتلك اليوم في «تشاي» ستة أفرع تعمل فعليًا، إضافة إلى خمسة أفرع قيد التجهيز وقمنا بتوقيع 14 عقد امتياز تجاري ونعمل على تخليص إجراءات كل مجموعة من الأفرع تباعًا حتى الانتهاء من افتتاحها جميعًا، كما استطعنا من خلال التواصل والدعم مع غرفة تجارة وصناعة عمان وشركة «تشين» المختصة في تمكين العلامات التجارية من ناحية العقود وتطوير الأشكال التسويقية والترويجية من تحسين أدائنا كعلامة تجارية رائدة في تقديم وجبات الفطور والغداء والعشاء. كما أن الغرفة ساهمت بشكل كبير في تعريفنا بالجهات المعنية الداعمة من خلال دعم حضورنا في المحافل والملتقيات التي تنظمها محليا وخارجيا. إضافة إلى تبسيط إجراءات تسجيل العقود والنظام التجاري، وفهم الجوانب القانونية والتجارية لبرنامج الامتياز التجاري.

«تشين»

وأشار محمد بن زاهر الحامدي مدير قسم التسويق بشركة «تشين» بقوله: جاءت شراكتنا مع غرفة تجارة وصناعة عُمان كشراكة فاعلة تهدف إلى دعم أصحاب المشاريع الوطنية بخدمات احترافية متكاملة تُسهم في نقل أعمالهم إلى مستويات أكثر استدامة وقدرة على التوسع. حيث تؤمن شركة تشين بأهمية تمكين العلامات التجارية العُمانية وتهيئتها للتوسع المحلي والإقليمي من خلال نموذج الامتياز التجاري، باعتباره أداة استراتيجية لتطوير الاقتصاد الوطني وتعزيز بيئة ريادة الأعمال.

وأضاف الحامدي: «تشين» تعمل على تطوير العلامات التجارية العُمانية عبر حزمة من الإجراءات التخصصية تبدأ بإعادة بناء الهوية المؤسسية، وتطوير نموذج العمل، مرورًا بإعداد أدلة التشغيل والدلائل المالية، وصياغة اتفاقيات الامتياز التجاري وفق أطر قانونية تضمن حفظ الحقوق وتنظيم العلاقة بين جميع الأطراف. كما توفر الشركة خدمات استشارية شاملة تشمل الجوانب التحضيرية، والقانونية، والتشغيلية، والتسويقية، إلى جانب المتابعة الدورية، مما يسهم في رفع جاهزية العلامات التجارية للانتقال بثقة نحو سوق الامتياز. كما تتطلع «تشين» إلى أن تصبح سلطنة عُمان مركزًا إقليميًا للامتياز التجاري، من خلال دعم نمو وتكاثر العلامات الوطنية المؤهلة لهذا النموذج، بما يعكس جودة المنتج العُماني وقدرته التنافسية في الأسواق العالمية. كما تؤمن بأن تعزيز هذا المسار سيُوجد بيئة اقتصادية داعمة للمشاريع الناشئة، ويُسهم في فتح آفاق جديدة للتوظيف، والابتكار، والنمو المستدام.

وأطلقت غرفة تجارة وصناعة عُمان في يونيو الماضي النسخة الرابعة من برنامج الامتياز التجاري، حيث شهد منذ انطلاقه في 2023 توقيع 110 اتفاقيات امتياز في 16 دولة، كما وقعت الغرفة مذكرات تعاون مع اتحاد الغرف السعودية لتنظيم المعرض العُماني السعودي للامتياز التجاري، ومع رابطة الفرانشايز في الخليج والشرق الأوسط لدعم مجالات التدريب والتسويق وتوسيع نطاق الامتياز التجاري إقليميًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العلامات التجاریة الامتیاز التجاری الع مانیة من خلال ع مانیة سهم فی

إقرأ أيضاً:

إعداد قيادات الصف الثاني بـالشورى في الإبداع المؤسسي

نظّمت الأمانة العامة لمجلس الشورى بالتعاون مع مركز التطوير المتكامل للأعمال برنامجًا تدريبًا بعنوان "القيادة الإبداعية لمواكبة "رؤية عُمان 2040م"، بمشاركة عدد من موظفي الأمانة من مختلف التقسيمات الإدارية وذلك على مدى خمسة أيام؛ ويأتي البرنامج في إطار الخطة التدريبية السنوية للمجلس بهدف تطوير الموارد البشرية وتعزيز جاهزية كوادرها للتعامل مع متطلبات التحول المؤسسي وتمكين القيادات الإبداعية.

ويكتسب البرنامج أهمية خاصة كونه يركّز على بناء وتطوير قيادات الصف الثاني، وإكسابهم مهارات عصرية قادرة على التعامل مع التحديات المتغيرة، لا سيما في ظل التوجهات الوطنية المستقبلية التي تتطلب قدرًا عاليًا من الابتكار والقدرة على اتخاذ القرار. ويهدف البرنامج إلى تمكين المشاركين من فهم أعمق لأساليب القيادة الحديثة، وتزويدهم بالمعرفة التي تؤهلهم لقيادة التغيير وتحفيز فرق العمل بما يعزز الأداء المؤسسي.

وتضمّنت الدورة خمسة محاور رئيسية؛ ركّز الأول على مفهوم التحول القيادي ودور القائد في إدارة التغيير في سياق "رؤية عُمان 2040"، مع التعمق في فهم التغيرات المتسارعة ومتطلبات المرحلة المقبلة، إضافة إلى استعراض نماذج عالمية في قيادة التحول مثل نموذج Robert Dilts الذي يُبرز مستويات التغيير من البيئة والسلوك والمهارات وصولًا إلى الهُوية والانتماء، ودورها في تعزيز قدرة القائد على التكيف داخل المنظمات. فيما تناول المحور الثاني الصفات القيادية الفعّالة وأنماط السلوك القيادي، مستندًا إلى نماذج علمية متعددة مثل نموذج John Maxwell الذي يركز على بناء العلاقات والاتجاه الذهني الإيجابي وتجهيز القادة، إلى جانب استعراض مستويات القيادة الخمسة لديه، وأثرها في تمكين القائد من الانتقال من التأثير الرسمي إلى التأثير العميق القائم على التطوير والتمكين.

أما المحور الثالث، فاستعرض مبادئ الابتكار الحكومي وكيفية تطبيق الأدوات الابتكارية في تطوير الخدمات، من خلال الإشارة إلى مجالات الإبداع المؤسسي وأساليبه، والمهارات المطلوبة لخلق بيئة داعمة للابتكار داخل القطاع الحكومي. وتعمّق المحور الرابع في آليات قيادة التغيير وإدارة التحديات خلال مراحل التحول المؤسسي، بالاستناد إلى نماذج عالمية مثل نموذج Kotter ذو الخطوات الثماني لقيادة التغيير، مع تقديم أساليب عملية للتعامل مع مخاوف الموظفين ومقاومة التغيير، وضمان توافقه مع الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة.

في حين أبرز المحور الخامس أهمية اتخاذ القرارات المبنية على تحليل البيانات والمعطيات، مستعرضًا المفاهيم الأساسية لصنع القرار ومراحله، وأدوات تحليل البيانات التي تساعد القادة في تقييم البدائل واختيار الأنسب منها، بما يسهم في تحسين جودة الأداء الإداري ورفع كفاءة العمل المؤسسي.

ويأتي تنظيم هذه الدورة ضمن سلسلة من البرامج النوعية التي تنفذها الأمانة العامة لمجلس الشورى؛ بهدف الارتقاء بالمهارات القيادية والإدارية، بما ينسجم مع توجهات الحكومة نحو تعزيز كفاءة الجهاز الإداري للدولة.

مقالات مشابهة

  • علامات صامتة لتلف الكبد لا يشعر بها كثيرون.. أطباء يحذرون
  • الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
  • نماذج الذكاء الاصطناعي وإعادة صياغة الظهور الرقمي
  • أولمبي الشلف يطيح بفريق فوز فرندة ويبلغ ثمن نهائي كأس الجزائر
  • وفد اقتصادي تركي يزور غرفة القاهرة لبحث آفاق جديدة للتعاون التجاري والاستثماري
  • وزير المالية: سعيد للغاية بما رأيته من نماذج استثمارية في فود أفريكا
  • بحث التعاون بين سلطة العقبة وغرفة تجارة العقبة لتعزيز الاستثمار وتنشيط الحركة التجارية
  • إعداد قيادات الصف الثاني بـالشورى في الإبداع المؤسسي
  • الجلطة الدموية في الساق.. احذر هذه العلامات والأعراض
  • وزير الصناعة: الصناعات الغذائية أحد القطاعات الصناعية الواعدة وضمن قائمة الـ28 فرصة استثمارية واعدة