إيران تجري مباحثات نووية بالقاهرة.. تصعيد دبلوماسي وسط تحذيرات دولية من “تجاوزات نووية”
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
البلاد – القاهرة
ضمن مسار الملف النووي الإيراني، بدأت إيران تحركات دبلوماسية مكثفة في القاهرة، في ظل توتر متزايد مع الغرب بشأن أنشطتها النووية. وتأتي هذه التحركات غداة صدور تقرير خطير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف عن تسارع في تخصيب اليورانيوم بدرجات قريبة من الاستخدام العسكري.
وقبيل انطلاق المحادثات، وجّهت طهران انتقادات شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة بسبب ما وصفته بـ”جمود الموقف الأمريكي” في ملف العقوبات.
كما دعت إيران إلى تقديم “ضمانات ملموسة”، معتبرة أن الاتفاق النووي لن ينجح دون ترتيبات تضمن عدم تراجع واشنطن عن التزاماتها، كما حدث سابقًا بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018.
ويجري وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محادثات في القاهرة مع كل من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، كما من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الزيارة.
وبحسب الخارجية الإيرانية، فإن جدول الزيارة لا يقتصر على الملف النووي، بل يشمل أيضًا قضايا إقليمية معقدة مثل الحرب في غزة، وأزمات ليبيا والسودان.
الاجتماعات النووية تأتي في أعقاب تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف أن إيران باتت تملك 9,247.6 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب، وهو ما يزيد بأكثر من 45 ضعفًا عن الحد المسموح به في اتفاق 2015. كما أشار التقرير إلى أن إيران تسرّع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب بشدة من عتبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي، ما أدى إلى تصاعد مخاوف الدول الغربية.
ورغم ذلك، رفضت طهران ما ورد في التقرير، متهمة الوكالة بـ”الاستناد إلى معلومات مضللة من إسرائيل”، واصفة التقرير بأنه “مسيس وغير موثوق”.
وفي لهجة تصعيدية، حذر وزير الخارجية عباس عراقجي من أن طهران سترد بقوة إذا حاولت الدول الأوروبية استخدام تقرير الوكالة الدولية كذريعة سياسية ضد إيران. وفي مكالمة هاتفية مع المدير العام للوكالة، طالب عراقجي بعدم السماح لبعض الأطراف – كفرنسا وبريطانيا وألمانيا – باستغلال التقرير لأغراض سياسية.
ويأتي هذا التصعيد بعد تحذيرات أوروبية باحتمال إعادة فرض العقوبات على إيران، إذا استمر برنامجها النووي في تهديد أمن القارة الأوروبية.
التحركات الإيرانية تتزامن مع مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، تجري بوساطة سلطنة عُمان، في محاولة لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ورغم أن واشنطن لم تعد رسميًا إلى الاتفاق بعد انسحابها في عهد ترامب، إلا أن محادثات غير رسمية لا تزال قائمة، خاصة بعد استئناف التعاون الأمني الإقليمي في أعقاب الحرب في غزة.
ومن المرتقب أن يعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعًا مهمًا في 9 يونيو الجاري في فيينا، لمراجعة تطورات البرنامج النووي الإيراني في ضوء التقرير الأخير، وسط احتمالات متزايدة بصدور إدانة رسمية أو تفعيل آليات عقابية ضد إيران، في حال عدم إحراز تقدم في المفاوضات الجارية.
بين تحركات دبلوماسية مكثفة في القاهرة، وتصعيد إعلامي ضد الولايات المتحدة وأوروبا، تسعى إيران لإعادة تشكيل شروط التفاوض حول برنامجها النووي من موقع أقوى. لكن مع تجاوزات واضحة للاتفاقات السابقة، وتزايد القلق الدولي، يبقى اجتماع فيينا القادم بمثابة اختبار حاسم للمجتمع الدولي وقدرة الدبلوماسية على احتواء أزمة نووية تلوح في الأفق.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الوكالة الدولية للطاقة الذرية الولايات المتحدة الأمريكية الدولیة للطاقة الذریة
إقرأ أيضاً:
السيسي يبحث مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ونزع السلاح بالشرق الأوسط
استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السيد رافاييل جروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، واللواء حسن رشاد، رئيس جهاز المخابرات العامة.
الاستخدامات السلمية للطاقة النوويةوصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، أن السيد الرئيس أعرب في مستهل اللقاء عن تقدير مصر للدور المهم الذي تضطلع به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في دعم منظومة عدم الانتشار النووي ونزع السلاح، بما يسهم في تعزيز السلام والأمن الدوليين، إلى جانب تعظيم الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وأكد الرئيس السيسي أن مصر كانت ولا تزال في طليعة الدول الداعمة لقضايا نزع السلاح النووي، إيمانًا منها بهدف الوصول إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية. وشدد سيادته على أهمية إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، مؤكدًا تطلع مصر إلى قيام الوكالة الدولية بدور أكبر في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق عالمية معاهدة عدم الانتشار النووي، وإخلاء المنطقة من هذه الأسلحة الخطيرة.
من جانبه، ثمّن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدور المصري الفاعل والتاريخي في مجال نزع السلاح، مشيدًا بالجهود المستمرة التي تبذلها مصر على الساحة الدولية لدعم منظومة السلام والأمن.
عاجل- مضاعفة الإيرادات وتحديث الصناعات الوطنية.. السيسي يوجّه بتسريع إصلاح شركات قطاع الأعمال لتحقيق عوائد للمواطن والدولة عاجل- السيسي يتابع خطة تطوير شركات قطاع الأعمال العام: 157 مشروعًا واستثمارات كبرى بالصناعة والنسيج والسيارات تطورات الأوضاع الإقليمية على مائدة الحواركما تطرق اللقاء إلى تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس جهود مصر المكثفة لاستعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشددًا على أهمية تبني مقاربة شاملة للتعامل مع مختلف قضايا الأمن الإقليمي، بما يعزز الاستقرار في المنطقة ويخدم المصالح المشتركة للشعوب.