في لحظة دقيقة تمر بها المنطقة بمتغيرات متسارعة وتحديات متشابكة، جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة لتكسر جمودًا استمر لسنوات طويلة بين عاصمتين لهما ثقل سياسي وتاريخي في الإقليم.

زيارة وُصفت بأنها تحمل مؤشرات انفتاح دبلوماسي، لكنها في الوقت ذاته أثارت تساؤلات حول دوافع طهران الحقيقية، وسط تقاطع في المصالح الإقليمية والملفات الساخنة، من غزة واليمن إلى لبنان وسوريا.

وبين ترحيب مصري محسوب، وقراءة حذرة من جانب الخبراء، يظل هذا التحرك محل مراقبة دقيقة لرصد ما إذا كان خطوة نحو شراكة استراتيجية أم مجرد محاولة مؤقتة لتبريد خطوط التماس.


الجمل: الزيارة تمثل نقطة تحول وفرصة للتفاهم الإقليمي

وصف الخبير في الشؤون الدولية، هاني الجمل، أن الزيارة تمثل بوادر جدية نحو تقارب دبلوماسي بين "القوتين الكبيرتين في المنطقة"، مصر وإيران، مشيرًا إلى أن اللقاء جاء في توقيت بالغ الحساسية، في ظل تصاعد الضغوط على طهران بخصوص ملفها النووي بعد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتجميد المحادثات مع الغرب في هذا السياق.

وقال الجمل لـ "الفجر" إن اللقاء بين الوزير الإيراني والرئيس عبد الفتاح السيسي، إضافة إلى المباحثات مع وزير الخارجية المصري، يعكس رغبة القاهرة في إعادة رسم سياستها الخارجية استنادًا إلى استقلالية القرار المصري، دون الانجرار وراء محاور إقليمية أو دولية.

وأضاف أن الملفات التي ناقشها الجانبان تشمل الوضع في غزة، والتصعيد الإسرائيلي، والأزمة السورية، والوضع في لبنان واليمن، مشددًا على أن مصر تسعى من خلال هذا الانفتاح إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، والبحث عن قنوات اتصال تخدم الأمن القومي المصري، لا سيما في ما يتعلق بتهديدات الحوثيين للملاحة الدولية في البحر الأحمر، والتي كبّدت قناة السويس خسائر تقدر بنحو 8 مليارات دولار.

ولفت الجمل إلى أن اللقاءات التي جمعت الوزير الإيراني ببعض المثقفين المصريين تعكس رغبة إيرانية في فتح قنوات تواصل مع المجتمع المدني المصري، وخلق أرضية للتقارب بين التيارات الإصلاحية في البلدين، مؤكدًا أن مصر في المقابل تبدي حذرًا محسوبًا، وتسعى لموازنة علاقاتها بما يحفظ سيادتها ومصالحها الاستراتيجية.

عبد الرحمن: تحرك تكتيكي من طهران وسط ضغوط إقليمية ودولية

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي الإيراني وجدان عبد الرحمن أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة تأتي في إطار تحرك دبلوماسي مدروس من جانب طهران، يستهدف كسر حالة الجمود الإقليمي، وفتح نوافذ حوار جديدة مع العواصم العربية الفاعلة.

وقال عبد الرحمن لـ "الفجر" إن القيادة المصرية تتعامل بحذر مع هذه التحركات، مدركة أن الانفتاح الإيراني قد يكون مدفوعًا بحسابات تتعلق بتخفيف الضغوط الدولية المتزايدة، أكثر من كونه نابعًا من استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز العلاقات الثنائية.

وأضاف أن تجربة العلاقات بين طهران والرياض، رغم استئنافها رسميًا، لم تُترجم بعد إلى خطوات اقتصادية واستثمارية ملموسة، وهو ما يشير إلى التحديات التي تواجه مثل هذه المبادرات في ظل تباين الرؤى حول قضايا إقليمية رئيسية.

وأوضح أن العلاقة بين القاهرة وطهران تحتاج إلى وقت وجهد لتجاوز تراكمات الماضي واختلاف الأولويات، مشددًا على أن الحوار المباشر يظل خطوة إيجابية في حد ذاته، وإنْ كانت نتائجه مرهونة بمدى توفر الإرادة السياسية لدى الطرفين لبناء تفاهمات حقيقية ومستدامة.

تقارب محسوب وسط رياح إقليمية عاتية

في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، من غزة إلى سوريا ولبنان واليمن، تفتح زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى القاهرة بابًا لتفاعل دبلوماسي جديد، تختلف بشأنه القراءات والتقديرات. وبينما ترى القاهرة في الحوار وسيلة لحماية مصالحها الإقليمية ودرء التهديدات الاستراتيجية، تنظر طهران إلى الانفتاح على مصر كطوق نجاة مؤقت في مواجهة العزلة المتزايدة.

وتبقى الأيام القادمة كفيلة بكشف مدى قدرة الطرفين على تحويل هذا التواصل إلى شراكة حقيقية أو الاكتفاء بمجرد محاولة لخفض التوترات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ايران مصر عبد الفتاح السيسي عباس عراقجي وزارة الخارجية المصرية العلاقات المصرية الإيرانية السياسة الخارجية الملف النووي الايراني الازمة السورية الوضع في غزة التصعيد الاسرائيلي الحوثيون البحر الاحمر قناة السويس الاستقرار الاقليمي التحركات الإيرانية الشأن العربي

إقرأ أيضاً:

جهاز العاشر من رمضان يتفقد تنفيذ مدرسة النيل الدولية وامتداد الموقف الإقليمي

قام المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، ومسئولو الجهاز، بجولة ميدانية لمتابعة الأعمال الجارية بمشروع مدرسة النيل المصرية الدولية، والتي تُعد إحدى الإضافات النوعية لمنظومة التعليم بالمدينة، يرافقه مسئولو الجهاز، والمشروع، وذلك تنفيذاً لتوجيهات المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بدفع العمل بالمشروعات والمتابعة الميدانية للأعمال الجاري تنفيذها بالمدن الجديدة.

وزير الإسكان ومحافظ الدقهلية يختتمان جولتهما بتفقد محطة مياه شرب "ميت خميس"وزير الإسكان ومحافظ الدقهلية يتفقدان محطة مياه شرب نبروه بطاقة ٣٤ ألف َم٣/يوموزير الإسكان ومحافظ الدقهلية يفتتحان مركز خدمة عملاء مياه الشرب بمدينة نبروهوزير الإسكان ومحافظ الدقهلية يتفقدان توسعات محطة مياه شرب بلقاس

وتابع المهندس علاء عبد اللاه، نسبة الإنجاز بالمدرسة والتي بلغت نحو 85%، مشددًا على ضرورة الالتزام بالبرنامج الزمني المحدد للانتهاء من الأعمال المتبقية تمهيدًا لافتتاح المدرسة رسميًا مع بداية العام الدراسي الجديد في سبتمبر 2025.

وأوضح أن المدرسة تمثل نموذجًا تعليميًا متكاملًا يجمع بين المناهج المصرية والمعايير الدولية، لتقديم مستوى تعليمي متميز داخل بيئة حديثة، مشيرًا إلى أن المشروع يضم 52 فصلًا دراسيًا تغطي المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، إلى جانب معامل متطورة، ومسرح مجهز على أعلى مستوى، وملعب رياضي متكامل.

كما شملت الجولة تفقد الحضانة الملحقة بالمدرسة، والتي بلغت نسبة إنجازها 100%، وتم تزويدها بفصول وملاعب آمنة مصممة خصيصًا ضد الصدمات، إلى جانب حمّامات مخصصة للأطفال من ذوي الهمم.

 ولفت رئيس الجهاز إلى أن المشروع راعى أعلى معايير السلامة والجودة، حيث تم تزويد المدرسة بأنظمة صوت حديثة، وإنترنت، وكاميرات مراقبة، وأنظمة دفاع مدني، بالإضافة إلى مولد كهربائي يعمل تلقائيًا لضمان استمرارية العملية التعليمية في حال انقطاع التيار.

وفي الإطار نفسه، تفقد المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، ومسئولو الجهاز، أعمال التنفيذ الجارية في امتداد الموقف الإقليمي الملحق بالموقف الجديد بالمدينة، والذي يُخصص لاستيعاب سيارات النقل الداخلي.

وخلال الجولة، شدد رئيس الجهاز على أهمية الإسراع في استكمال المشروع، الذي وصلت نسبة إنجازه مرحلة متقدمة، مشيرًا إلى أن الانتهاء من أعمال الأسفلت سيمهد لتشغيل الموقف ودخول سيارات النقل الداخلي، بما يحقق السيولة المرورية، وينظّم حركة التنقل بين أحياء المدينة، ويعزز كفاءة منظومة النقل الداخلي.

وأكد المهندس علاء عبد اللاه مصطفى أن المشروع يمثل محورًا حيويًا في خطة الجهاز لتطوير البنية التحتية للمدينة، وخاصة قطاع النقل، بما يسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ويواكب متطلبات التنمية الحضرية الحديثة.

طباعة شارك علاء عبد اللاه مصطفى جولة ميدانية رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان المتابعة الميدانية

مقالات مشابهة

  • اعتراف فرنسا المرتقب بدولة فلسطين يتصدر مباحثات الرئيسين السيسي وماكرون.. تفاصيل
  • بهلوي يكشف عن شبكة من المنشقين داخل النظام الإيراني: 50 ألفًا يتحرّكون لإسقاط خامنئي
  • خبراء وسياسيين:لن يستقر العراق بوجود الحشد الشعبي الإيراني الإرهابي
  • مباحثات أممية أمريكية لتعزيز العملية السياسية والإصلاح الاقتصادي في ليبيا
  • طهران تعلن إطلاق القمر الصناعي الإيراني ناهيد-٢ للاتصالات
  • جهاز العاشر من رمضان يتفقد تنفيذ مدرسة النيل الدولية وامتداد الموقف الإقليمي
  • الخارجية الإيرانية: موقف طهران ما يزال قويا والتخصيب سيستمر
  • الرئيس الإيراني: أزمة المياه قد ترغم سكان طهران على الانتقال منها
  • مباحثات مصرية إفريقية لتعزيز الصناعة والتجارة والاستثمار في القارة السمراء
  • الرئيس الإيراني: أزمة المياه قد تجبر سكان طهران على المغادرة