الأول من نوعه على مستوى الجمهورية.. افتتاح مجمع الذكاء المكاني لدعم التحول الرقمي بالمنيا
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
افتتح اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، صباح اليوم الثلاثاء، مجمع الذكاء المكاني المتقدم بمنطقة أبو فليو شرق النيل، بحضور الدكتور محمد أبو زيد نائب المحافظ والمشرف العام على المجمع وعدد من القيادات التنفيذية، حيث يُعد المجمع الأول من نوعه على مستوى الجمهورية لأعمال الذكاء المكاني والبنية المعلوماتية والذكاء الاصطناعي، وذلك تنفيذاً لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومتابعة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، بدعم خطة الدولة نحو التحول الرقمي وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في مختلف القطاعات.
أكد محافظ المنيا، أن الدولة المصرية تسير بخطى واثقة نحو التحول الرقمي، حيث يحظى هذا الملف بأولوية قصوى من قبل القيادة السياسية بما يحقق أهداف التنمية المستدامة من خلال تطويع أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعمل على تحسين الخدمات الأساسية التي تضمن حياة كريمة للمواطن في مجالات التعليم والصحة والبيئة فضلاً عن تطوير شبكات البنية الأساسية والتأكيد على امتلاك المجتمعات المحلية للخدمات المطورة من خلال إشراكهم فى تقييم جودة هذه الخدمات.
أضاف المحافظ، أن مجمع الذكاء المكاني المتقدم يُعد أحد المشروعات الرائدة على مستوى محافظات الجمهورية، ويهدف إلى توحيد جهود الوحدات العاملة في مجال نظم المعلومات الجغرافية المكانية وتطبيقات الذكاء الإصطناعي بكافة تخصصاتها بما يحقق التكامل المعلوماتي، وذلك في إطار إحكام السيطرة المعلوماتية المكانية على مختلف المواقع بالمحافظة، بما يضمن توفير بيانات دقيقة لدعم متخذي القرار، ومتابعة المشروعات التنموية، وتحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأشار المحافظ، أن المنيا تشهد طفرة حقيقية في مجال التقنيات الرقمية، من خلال إقامة هذا المجمع الذي يتيح إعداد وتجميع ومعالجة وتحليل وعرض كافة البيانات والمعلومات الجغرافية والمكانية المتعلقة بالمواقع وشبكات المرافق العامة والرفع المساحي و خرائط ثلاثية الأبعاد وتحليلها باستخدام نظم الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية وتطبيقات الاستشعار عن بعد وإعداد الكوادر الفنية، فضلاً عن إجراء الدراسات البحثية التطبيقية بالتعاون مع الجهات المتخصصة لاستخدامها في دعم خطط التنمية والتخطيط العمراني الدقيق.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد أبوزيد نائب محافظ المنيا، أن المجمع مقام على مساحة 507 م2 وتم تنفيذه تحت إشراف وحدة التنمية الحضرية، وهو أحد النماذج الناجحة لاستخدام الذكاء المكاني والتقنيات الحديثة في تطوير منظومة العمل الحكومي، وتحقيق الشفافية والدقة في التعامل مع المعلومات والخدمات، لافتاً إلى أن المجمع يضم 6 مراكز متخصصة تشمل: مركز البنية المعلوماتية، مركز شبكات المرافق والرفع المساحي، مركز إعداد الكوادر البشرية، مركز البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات، مركز الاستشعار عن بُعد، ومركز الحاسبات فائقة الأداء والذكاء الاصطناعي.
وأضاف نائب المحافظ أن المجمع يُمثل نقلة نوعية في أسلوب إدارة البيانات والمعلومات داخل المحافظة، حيث يقدم خدمات عديدة مثل: الرفع المساحي لتراخيص المحال العامة والبناء، إصدار شهادات المنسوب من مستوى سطح البحر الخاصة بملف التصالح، الكشف عن المرافق العامة وتصاريح الحفر، الرفع المساحي لقطع الأراضي بغرض التقنين، إصدار شهادة عمر المبنى من صور الأقمار الصناعية، وتوفير خدمات تدريبية متقدمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البنية الرقمية التحول الرقمى الذكاء الاصطناعي مجمع الذكاء المكاني محافظة المنيا الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
أغلى ثوب في العالم.. الجزيرة نت داخل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة
مكة المكرمةـ على مقربة من أطهر بقاع الأرض في مكة المكرمة، تقف أياد بوقار وخشوع وهي تنسج خيوط الحرير الأسود وتطرزها بخيوط الذهب والفضة الخالصة، في عمل يستغرق أشهرا ويخضع لمراحل دقيقة، ليصنع "أقدس وأغلى ثوب"، إنه ثوب الكعبة المشرفة.
فداخل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، الذي أسس عام 1397هـ (1977)، تسير مراحل تصنيع الكسوة بإشراف مباشر من وزارة الحج والعمرة السعودية، لتنتقل هذه الصناعة من يد إلى يد، محاطة بالتقدير والرهبة، ولتبقى رمزا من رموز العناية بالحرمين الشريفين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شاهد.. أعمال يوم الترويةlist 2 of 2بين الشوق والمشقة والتوجيه.. أغاني الحج الشعبية تُوثق رحلة الروح والبدن عبر التاريخend of listويتربع المجمع على مساحة تزيد على 100 ألف متر مربع، ويضم بين جدرانه أكثر من 200 موظف وفني وإداري، يعملون في أقسام متعددة بدءا من النسيج والصباغة، ووصولا إلى الطباعة والتطريز والتركيب. ويعد هذا الصرح امتدادا لتاريخ طويل في صناعة الكسوة.
تبدأ صناعة الكسوة باختيار أجود أنواع الحرير الطبيعي المستورد خصيصا من إيطاليا، والذي يفحص بدقة قبل صباغته باللون الأسود في قسم خاص داخل المجمع، وبعد الصباغة ينتقل الحرير إلى مرحلة النسيج الآلي واليدوي، حيث تُحاك قطع القماش في نول مبرمج لإنتاج شرائط طولية تُكوّن الكسوة الكاملة.
ثم تأتي مرحلة الطباعة التي تنقل فيها الآيات القرآنية والتصاميم الزخرفية إلى القماش باستخدام تقنية "السلك سكرين"، تمهيدا لتطريزها بخيوط الذهب والفضة، وهي من أكثر المراحل دقة وتستغرق وقتا وجهدا كبيرا.
إعلانوتُطرّز كسوة الكعبة باستخدام نحو 120 كيلوغراما من الذهب والفضة، ويُستهلك في صناعتها نحو 670 كيلوغراما من الحرير الطبيعي، وتبلغ تكلفتها السنوية أكثر من 25 مليون ريال سعودي (نحو 6.7 ملايين دولار)، وذلك ما يجعلها الثوب الأغلى في العالم من حيث المواد والقيمة المعنوية والدينية.
ويؤكد مدير إدارة الإعلام في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، أحمد السويهرى، أن المجمع يُعد من أبرز المعالم التي تُجسد عناية المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن الكعبة تكسى سنويا بأجمل الحلل منذ أكثر من 100 عام.
وقال السويهري إن تكلفة كسوة الكعبة بلغت 25 مليون ريال سعودي، تتحملها الحكومة السعودية وتغيّر الكسوة مرة واحدة كل عام، في يوم عرفة.
ووصف السويهري الكسوة بأنها تحفة فنية فريدة، تصنع من أجود المواد في العالم، تستخدم فيها خيوط الذهب والفضة المستوردة من ألمانيا، والتي تعد من أنقى الأنواع، إضافة إلى الحرير الطبيعي الخالص المستورد من إيطاليا.
وأوضح في حديث للجزيرة نت أن الكسوة تبقى طوال العام في وجه عوامل الطبيعة كالحرارة، والرياح، والأمطار، والغبار، من دون أن تتأثر أو تفقد بريقها، بفضل جودة الصناعة ودقة التنفيذ، وهو ما يُعزى إلى المواد الفاخرة المستخدمة.
وأشار إلى أن المجمع يضم 54 منسجا تدار جميعها بالأيدي الماهرة، حيث تنفذ الأعمال بدقة يدوية فائقة، بما في ذلك القناديل المطرزة على الكسوة. وأكد السويهري أن المجمع يضم 159 صانعا، وصفهم بأنهم من خيرة الصناع في العالم، لما يتمتعون به من خبرة ومهارة في نسج خيوط الذهب والفضة.
وقال السويهري إن المجمع لا يكتفي بصناعة كسوة الكعبة من الخارج فقط، بل يهتم أيضا بتجهيز الكسوة الداخلية التي تأتي باللون الأخضر، وتحمل عبارات مثل "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، و"يا ذا الجلال والإكرام"، بالإضافة إلى بعض الآيات القرآنية الكريمة، كما يتولى المجمع أيضا صناعة ستارة الحجرة النبوية في المسجد النبوي الشريف بالجودة ذاتها والاهتمام ذاته.
إعلانوختم السويهري تصريحه بقوله إن حياكة الكسوة تستغرق 10 أشهر من العمل المتواصل، استعدادا لتغييرها في كل عام.
وبعد الانتهاء من كل مراحل الحياكة والتطريز، تأتي مرحلة "إحرام الكعبة" بإنزال الكسوة القديمة ووضع الجديدة إذ تُجمع القطع الأربع (التي تغطي أضلاع الكعبة) وتربط بالستار الذهبي المعروف "بالبرقع" الذي يُثبّت على باب الكعبة.
وقبيل يوم عرفة من كل عام، وفي مشهد روحاني مهيب، تُستبدل الكسوة القديمة بالجديدة في عملية تتطلب تضافر جهود العشرات من الفنيين والتقنيين، ليشهد العالم مرة أخرى مراسم "إحرام الكعبة".
ويشكل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة جزءًا من الهوية الدينية والثقافية في السعودية، ويعكس اهتمامها برعاية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، كما يفتح المجمع أبوابه للزوار من مختلف دول العالم للاطلاع على مراحل هذا العمل الاستثنائي.
وبحسب مسؤولي المجمع، فإن الكسوة القديمة لا تُهمل بعد استبدالها، بل تُقصّ وتُهدى في شكل قطع صغيرة إلى الشخصيات الرسمية والمراكز الإسلامية في أنحاء العالم، في رسالة روحية ودبلوماسية.
ولا تُعد كسوة الكعبة مجرد قطعة قماش مطرزة، بل تمثل رمزية عميقة في وجدان المسلمين. إنها مرآة لروح العبادة والتوحيد، وتعبير عن وحدة الأمة حول قبلة واحدة، وفي كل خيط من خيوطها يمتزج التاريخ بالإيمان، والفن بالإتقان، ليخرج للعالم "أقدس وأغلى ثوب"، يلفّ بيت الله الحرام بخشوع وهيبة.