سقوط الحكومة الهولندية بعد انسحاب فيلدرز وتصاعد الخلاف حول ملف الهجرة
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
انهارت الحكومة الهولندية، الثلاثاء، عقب انسحاب السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز من الائتلاف الحاكم، في خطوة مفاجئة من المتوقع أن تمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة في وقت لاحق من العام الجاري.
وبرر فيلدرز قراره باتهام شركائه في الائتلاف بالتقاعس عن دعم خططه المتشددة بشأن الهجرة، متهماً الأحزاب الأخرى بعدم الجدية في مواجهة هذا الملف.
إلا أن تلك الأحزاب ردت بالنفي، مؤكدة أنها كانت تنتظر تقديم مقترحات ملموسة من وزير الهجرة المنتمي إلى حزب الحرية الذي يتزعمه فيلدرز.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء ديك شوف، المستقل، خطوة فيلدرز بـ"غير المسؤولة"، وأعلن أن الوزراء المنتمين لحزب الحرية سيغادرون الحكومة، فيما ستواصل الحكومة الحالية عملها بشكل مؤقت كـ"حكومة تسيير أعمال" حتى إجراء الانتخابات، التي يُرجّح ألا تُعقد قبل تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات داخل المشهد السياسي الأوروبي بشأن ملف الهجرة، وتزايد الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة، ما أتاح لليمين المتطرف فرصة تعزيز حضوره السياسي في عدد من الدول الأوروبية، بما في ذلك هولندا.
وقال شوف في أعقاب اجتماع طارئ لمجلس الوزراء: "أبلغت قادة الأحزاب في الأيام الأخيرة أن إسقاط الحكومة أمر غير ضروري وغير مسؤول. نحن نواجه تحديات داخلية وخارجية جسيمة تتطلب قيادة حازمة ومتزنة".
ويخشى مراقبون أن يؤدي انهيار الحكومة إلى إرجاء اتخاذ قرارات استراتيجية مهمة، أبرزها ملف زيادة الإنفاق الدفاعي، خصوصاً أن هولندا ستستضيف قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) هذا الشهر، وسط فراغ سياسي قد يحدّ من قدرتها على التفاعل الكامل مع القمة.
وفي تصريحات لوسائل الإعلام، دافع فيلدرز عن انسحابه قائلاً: "قدّمت خطة لإغلاق الحدود أمام طالبي اللجوء، وترحيلهم، وإغلاق مراكز الإيواء، وطالبت شركاء الائتلاف بدعمها. لكنهم رفضوا. لم يتركوا لي خياراً سوى سحب دعمي للحكومة. لقد وافقت على سياسة لجوء صارمة، لا على هلاك هولندا".
وأكد فيلدرز نيته خوض الانتخابات المقبلة على رأس حزب الحرية، معرباً عن أمله في تولي منصب رئيس الوزراء، في حال حقق حزبه فوزاً كاسحاً.
وكان حزب فيلدرز قد حقق مفاجأة في الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، بحصوله على نحو 23% من الأصوات، وهي نسبة غير مسبوقة.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الحزب لا يزال يحتفظ بتأييد يصل إلى 20 بالمئة من الناخبين، ما يضعه في منافسة متقاربة مع تحالف حزب العمل/الخضر، ثاني أكبر تكتل سياسي في البرلمان.
وخلال الأيام الماضية، قدم فيلدرز خطة من عشر نقاط تتضمن إغلاق الحدود بوجه طالبي اللجوء، وإعادة اللاجئين السوريين، وإغلاق مراكز الإيواء، بالإضافة إلى طرد المهاجرين المدانين بجرائم خطيرة، وتعزيز الرقابة على الحدود.
وتُعد الهجرة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السياسة الهولندية، وقد تسببت في انهيار الحكومة السابقة برئاسة مارك روته – الأمين العام الحالي لحلف الناتو – بعد فشلها في التوصل إلى توافق بشأن سياسات الهجرة.
اللافت أن فيلدرز، المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل، وأدين سابقاً بالتمييز ضد المغاربة عام 2016، لم يكن ضمن تشكيلة الحكومة الأخيرة. إلا أنه نجح العام الماضي في التوصل إلى اتفاق ائتلافي مع ثلاثة أحزاب محافظة، بعدما وافق على عدم ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الحكومة فيلدرز الائتلاف هولندا الحكومة هولندا الائتلاف فيلدرز المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الحكومة: لدينا خطة متكاملة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، اجتماعا، لمتابعة الإجراءات التنفيذية لتوطين صناعة السيارات الكهربائية، وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والمهندس محمد الجوسقي، مساعد وزير الاستثمار للتخطيط والتطوير والتحول الرقمي. وشارك أحمد كجوك، وزير المالية، في الاجتماع عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
واستهل رئيس مجلس الوزراء الاجتماع، بالإشارة إلى أن انعقاد هذا الاجتماع يأتي في إطار المتابعة المستمرة للجهود المبذولة في ملف توطين صناعة السيارات الكهربائية، خاصة في ظل التفاوض الجاري حاليا مع عدد من كبريات الشركات العالمية، سواء المتخصصة في صناعة السيارات، أو البطاريات، ومكونات صناعة السيارات الكهربائية بوجه عام، ولذا يجب تنسيق الجهود المختلفة في هذا الملف، بما يسهم في تحقيق مستهدفات الدولة في هذا الشأن، ونحن كحكومة مستعدون لتقديم كل الحوافز الممكنة، من أجل توطين هذه الصناعة.
وخلال الاجتماع، أكد نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، أن الحكومة لديها خطة متكاملة واضحة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية، خاصة بعد الإعلان عن استراتيجية الصناعة، وتم التفاوض مع عدد من كبار المصنعين بهذا الشأن.
وفي هذا الإطار، أشار الفريق كامل الوزير، إلى أن صناعة الضفائر الكهربائية في مصر تعد حاليا صناعة متميزة للغاية، ويتم التصدير بصورة واسعة، وكذا صناعة فوانيس السيارات والكراسي، ويتم تصدير منتجاتنا إلى الدول الأوروبية، كما أن صناعة الزجاج أصبحت هي الأخرى تحظى بميزات تنافسية، وهناك أيضا صناعة بطاريات للسيارات العادية، ويتم كذلك التصدير للخارج، كما نعمل حاليا على جذب مصنع للبطاريات الخاصة بالسيارات الكهربائية، وفي الوقت نفسه يتم أيضا التنسيق مع عدد من المًصنعين، من أجل تصنيع " بدن السيارة" في مصر، انطلاقا من أن هدفنا هو تصنيع جميع مكونات السيارة محليا.
بينما سرد وزير الاستثمار أهم شركات صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وكيفية جذب هذه الشركات لتوطين صناعتها في مصر، وكذلك التصدير إلى دول المنطقة، مشيرا إلى مستهدفات الحكومة والمحفزات التي ستقدمها للشركات المستهدفة، لتوطين صناعة السيارات الكهربائية.
من جانبه، لفت رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى أن البطارية تمثل نحو 50% من إجمالي تكلفة السيارة الكهربائية، وبالتالي بدأنا في التواصل مع أهم الشركات المُصنعة للبطاريات، وهناك بالفعل مفاوضات تتم حاليا، وسيتم الاستعانة بكل الوزارات المعنية في هذا الملف.
وأكد وزير المالية استعداده للتعاون مع زملائه من الوزراء المعنيين، لوضع المحفزات المختلفة، لجذب أكبر مصنعي السيارات الكهربائية، مشددا على أن هناك مرونة كبيرة في التفاوض مع الشركاء المحتملين.
وفي ختام الاجتماع، كلف رئيس مجلس الوزراء بسرعة إعداد تصور متكامل لجذب أحد أكبر مصنعي السيارات الكهربائية، على أن يشمل هذا التصور الحوافز والتيسيرات المختلفة التي أقرتها الحكومة، مؤكدا أن الحكومة لديها الاستعداد التام لوضع "حوافز خارج الصندوق"، لتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر.
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء: المطلوب حاليا أن يشهد المواطن انخفاضا في أسعار السلع
رئيس الوزراء يستعرض نماذج استجابات منظومة الشكاوى الحكومية بالقطاعات المختلفة
رئيس الوزراء يتابع الإجراءات المُتخذة لمجابهة حوادث الطريق الدائري الإقليمي