دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إنه عصر يوم أربعاء وسط مدينة بانكوك، ويشعر الكندي دانيال فريزر بالحماس.

عاد فريزر لتوّه إلى العاصمة التايلاندية من رحلة استطلاعية في لاوس المجاورة، وأفكاره تعج بالإلهام.

أثناء تواجده هناك، عثر الكندي على مصنع مليء بمعدات عسكرية سوفيتية قديمة، وشاحنات نقل، وصناديق ذخائر تذكّر بأهمية هذه الدولة غير الساحلية خلال حرب فيتنام والحرب الباردة على نطاق أوسع.

لكن لا يبحث فريزر عن مواقع تصوير لفيلم أو مسلسل حربي ضخم بطابع هوليوودي، بل يعتقد أن هذا المصنع القديم سيكون المكان المثالي لتنظيم تجربة غداء تُخطط لها شركة السفر الخاصة به، "Smiling Albino"، لإحدى عملائها الأثرياء.

دانيال فريزر هو المؤسس المشارك لشركة "Smiling Albino" المتخصصة في رحلات السفر الفاخرة. Credit: Courtesy Smiling Albino

يتفهم فريزر سبب حيرة البعض، فما الذي يجعله يصطحب مسافرًا ثريًا لتناول وجبة في موقع صناعي متهالك كجزء من إجازته؟

لكن عند التعامل مع أصحاب الثروات الطائلة، قال فريزر: "مهمتنا تتمثل بجذب أكثر المسافرين تميّزًا ونخبوية في العالم إلى جنوب شرق آسيا، وضمان أن يعيشوا تجربة لا يمكنهم أن يختبروها في أي مكان آخر، أو مع أي جهة أخرى هنا."

يتطلب تحقيق ذلك التحلي بالإبداع.

هذا المصنع القديم المُغبر في منطقة نائية من لاوس ليس سوى جزء من لغز أكبر يتعين على فريزر وفريقه حله.

يحتاج الفريق إلى ترتيب زيارة إلى كهف مذهل يتدفق عبره نهر يبلغ طوله سبعة كيلومترات، يُدعى "كونغ لو"، ولا يمكن للعميل قضاء ساعات في السير على الطرق الترابية المُغبرة للوصول إلى هناك.

وشرح فريزر قائلًا: "خطتنا تتمثل بإحضار طائرة هليكوبتر إلى أحد جانبي الكهف، والتجديف مع مجموعة من القرويين الذين يحملون مصابيح أمامية، وإقامة مراسم روحية في الكهف تكريمًا للقرية وأرواح الكهف، ومن ثم الخروج بعد ساعتين من الجانب الآخر، حيث ستأخذنا الطائرة المروحية إلى دار ضيافة صغيرة وجميلة، حيث سنُحضّر غداءً محليًا شهيًا".

قام فريزر بتنظيم مغامرات فريدة من نوعها في جنوب شرق آسيا لمشاهير من مختلف أنحاء العالم. Credit: Courtesy Smiling Albino

يتطلب تنفيذ هذه الأنواع من المغامرات أشهرًا من التخطيط، إذ أنّ الحصول على التصاريح اللازمة من مختلف الوزارات الحكومية لا يتم بين عشية وضحاها.

وأوضح فريزر: "نحن نُقدّم ما نسميه تجارب بمستوى جيمس بوند، ذات لوجستيات معقدة.. دائمًا ما نقول لفريقنا: نحن لا ننظم جولة سياحية، بل نُقدّم إنتاجًا مسرحيًا غامرًا يُكرّم المجتمع المحلي".

رغم أنّه لا يستطيع الكشف عن هوية عملائه حفاظًا على خصوصيتهم، إلا أنّه أفاد أنّ شركته نظمت مغامرات لأصحاب المليارات في قطاع التكنولوجيا، ونجوم هوليوود، وموسيقيين حائزين على جوائز "غرامي"، ورياضيين بارزين.

قرار مفاجئ

زار فريزر تايلاند لأول مرة في عام 1995. 

ساعدته كلية الفنون الحرة في ولاية تكساس الأمريكية بالحصول على وظيفة لتدريس اللغة الإنجليزية في مدرسة ببانكوك.

بدلاً من قضاء وقت فراغه في التنقل بين الجزر وحضور الحفلات مع الرحالة الشباب الذين كانوا يتدفقون إلى البلاد، قضى الكندي وقته مع السكان، ورأى جانبًا من تايلاند لا يختبره إلا القليل من السياح.

بعد أربع سنوات، انتهت دراسته الجامعية وعاد فريزر إلى كندا، حيث عمل بمجال التسويق في ألبرتا. 

في إحدى ليالي سبتمبر/ أيلول، واجه هو وصديقه المقرب، سكوت كوتس، خيارات صعبة، وأدركا أنّهما إذا لم يتركا عالم الشركات وهما في مقتبل العمر، فسيظلون فيها للأبد.

قال فريزر: "قررنا في تلك الليلة أننا سنترك وظائفنا، وبعد بضعة أسابيع، انتهى المطاف بنا في تايلاند".

"هل يمكنكم وضعنا في فندق لائق"؟ عاش فريزر في تايلاند لأكثر من 25 عامًا.Credit: Courtesy Smiling Albino

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أثرياء الأثرياء تجارب مغامرات

إقرأ أيضاً:

بدلاً من الخيوط..فنانة تستخدم أجنحة النحل لصنع تصاميم ساحرة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل سبق أن رأيت قطعة مجوهرات رقيقة للغاية لدرجة أنّك شعرت أنّها ستتحطم بمجرد قيامك بأي حركة خاطئة؟ هذا بالتحديد ما توحي به أعمال المصممة الأمريكية، لوسي جوكيل، التي تستخدم مكونًا ربّما يكون غير مألوف في عالم التصميم، أي أجنحة النحل.

وقد يكون هذا غريبًا جدًا، لكن لا تقلق، إذ أن أعمالها الساحرة لا تضر بهذه الحشرات المعرضّة لتهديدات مختلفة بالفعل، حيث تستخدم الفنانة أجنحة النحل النافق.

هشاشة الحياة تصمم لوسي جوكيل قطعًا فريدة من نوعها باستخدام أجنحة النحل.Credit: Vivian Marie Doering

هذه الأعمال المبتكرة بمثابة نصب تذكاري لتكريم النحل.

في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت جوكيل: "أستخدم أجنحة النحل لتمثيل هشاشة الحياة وزوالها. كما أستخدمها للإشارة إلى التأثير الذي نتركه على الملقحات، وكيف أنّنا نعتمد على هذه الكائنات لإبقاء بيئتنا صالحة للعيش".

في موقعها الرسمي عبر الإنترنت، حذّرت منظمة الأمم المتحدة من تعرض النحل والمُلقحات الأخرى، مثل الفراشات، والطيور، لتهديد متزايد بسبب الأنشطة البشرية، فضلاً عن آثار تغير المناخ، لافتة إلى أنّ اختفاء النحل سيؤدي إلى القضاء على القهوة، والتفاح، واللوز، والطماطم، والكاكاو، وغيرها من المحاصيل التي تعتمد على هذه الحشرات.

تمثل هذه التصاميم هشاشة الحياة، على حدّ تعبير جوكيل.Credit: Vivian Marie Doering

تحصل الفنانة على الأجنحة اللازمة من النحل الذي نفق لأسباب طبيعية.

وكان مصدرها الرئيسي هو مربّي النحل، بول ويويل، الذي تواصلت معه عندما بدأت المشروع في عام 2015.

يتطلّب العمل على هذه التصاميم الكثير من التركيز والصبر.Credit: Vivian Marie Doering

وكان بول قد فقد 10 من خلايا النحل الخاصة به بسبب فصول الشتاء القاسية في ولاية رود آيلاند بأمريكا.

وتوصل الثنائي إلى اتفاق، إذ وافقت المصممة الأمريكية على مساعدته في الاستعداد للموسم التالي بشرط أن يعلِّمها عن تربية النحل، ويعطيها ما تبقى من خلاياه.

تصاميم رقيقة نظرة أقرب على تفاصيل غطاء رأس من تصميم جوكيل.Credit: Vivian Marie Doering

تشمل تصاميمها الأكثر تميزًا أغطية الرأس المصنوعة بطرازٍ فيكتوري.

وشرحت المصممة الأمريكية قائلة: "أردت أن أعبر عن قلقي بشأن تأثيرنا وعلاقتنا بالبيئة من خلال التركيز على النحل. وبحثت في أساليب التعبير عن الحزن من خلال الأشياء، وانجذبت إلى المجوهرات والفنون الفيكتورية المتعلقة بالحداد، والتي استخدمت الشَّعر".

لمحة من العملية الشاقة وراء هذه التصاميم.Credit: Luci Jockel

مقالات مشابهة

  • بدلاً من الخيوط..فنانة تستخدم أجنحة النحل لصنع تصاميم ساحرة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (الحديث مع ملكة تايلاند)
  • رادار المرور يلتقط 1079 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة
  • “وكالة أنباء أم سوسو”!
  • لسان الكامل
  • رادار المرور يلتقط 1098 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة
  • لماذا هجا الحطيئة نفسه؟ وما أحسن ما قيل في الشعر؟
  • حلم الثراء الفاحش.. سقوط المتهم بالتنقيب عن الآثار بالقاهرة
  • المبعوث الخاص لوزير الخارجية يجتمع مع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب ووسط آسيا