ملكة المعارك.. تقرير إسرائيلي يرصد سعي مصر للحصول على دبابات متطورة
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
رام الله - دنيا الوطن
أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الجيش المصري يبدي اهتماماً متزايداً بالحصول على دبابة "لوكلير XLR" الفرنسية المتطورة، في إطار مساعيه المستمرة لتحديث وتطوير قواته البرية والمدرعة، التي تُعد من أبرز نقاط القوة في الجيش المصري.
وبحسب موقع "نتسيف نت" الإسرائيلي المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن مصر تعتبر الدبابة "ملكة المعارك"، ولذلك تواصل العمل على تطوير قدراتها في هذا المجال.
وخلال الزيارة، تم استعراض أحدث ما توصلت إليه الصناعات الدفاعية الفرنسية في مجال الدبابات والمركبات المدرعة، وأبدى الوفد المصري اهتمامًا خاصًا بالإصدار الأحدث من دبابة لوكلير، التي تُعد من أكثر الدبابات تطورًا في أوروبا، لما تتمتع به من قدرات قتالية وأنظمة توجيه وحماية متقدمة.
وأضاف التقرير أن هذا التوجه لا ينفصل عن جهود مصر المستمرة لتنويع مصادر تسليحها البري، مشيرًا إلى اهتمام سابق أبدته القاهرة بدبابة "K2 بلاك بانثر" الكورية الجنوبية.
وأشار تقرير الموقع الإسرائيلي إلى أن العقيدة العسكرية المصرية تولي أهمية خاصة لوجود عدد كبير من المركبات المدرعة في الخدمة، مما يجعل أي صفقة مستقبلية - سواء مع فرنسا أو كوريا - مشروطة بشروط تتعلق بإنشاء خطوط إنتاج محلية وإدراج نسبة عالية من المكونات المصرية، ويتماشى ذلك مع التوجه الاستراتيجي لتحسين قدرات الإنتاج الدفاعي المحلي وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية.
المصدر: دنيا الوطن
إقرأ أيضاً:
أمريكا تغازل القاهرة بصفقة مليارية.. هل تمنع صعود التنين الصيني في الجيش المصري
في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أقرت الولايات المتحدة صفقة تسليح ضخمة لمصر بقيمة تقارب 4.67 مليار دولار، لتزويدها بأحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في العالم، وسط تساؤلات عن الدوافع السياسية والعسكرية الكامنة وراء هذه الخطوة، وما إذا كانت محاولة واضحة لقطع الطريق أمام التوغل الصيني والروسي في مجال تسليح الجيش المصري.
الصفقة، التي وافق عليها البنتاغون وتم إخطار الكونغرس بها، تشمل تزويد مصر بمنظومة الدفاع الجوي "NASAMS" وصواريخ "AIM-120 AMRAAM"، وهي أسلحة طالما كانت واشنطن ترفض تسليمها للقاهرة بدعوى الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي.
اللافت أن هذه الموافقة جاءت دون اعتراض من تل أبيب، ما يطرح تساؤلات عديدة حول التحولات في الحسابات الإقليمية.
صفقة بمكونات استراتيجية تشمل الصفقة: 4 رادارات من طراز AN/MPQ-64F1، و100 صاروخ AIM-120C-8، ومئات من الصواريخ الاعتراضية والتدريبية، إلى جانب أنظمة اتصالات ومراكز قيادة وتحكم، وتدريب وتجهيزات دعم فني ولوجستي. وستتولى تنفيذها شركة RTX الأمريكية، عبر إرسال عشرات الفنيين والمستشارين إلى مصر.
أهداف الصفقة بين الأمن والمناورة الجيوسياسية يرى مراقبون أن الصفقة لا تهدف فقط إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي المصري، بل تحمل أبعادًا أوسع، في ظل تنامي القلق الأمريكي والإسرائيلي من تقارب القاهرة مع بكين وموسكو.
وتأتي هذه الصفقة في أعقاب تقارير عن سعي مصر للحصول على المقاتلة الصينية المتقدمة J-35، إلى جانب منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى HQ-9B.
رسائل للداخل والخارج وبالرغم من ما تحمله الصفقة من تعزيز لقدرات الدفاع المصري ضد الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة، إلا أن خبراء عسكريين يرون أنها لا تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، ولا تُمكن مصر من مجابهة المقاتلات الشبحية مثل F-35، ما يجعلها أقرب إلى خدمة أجندة واشنطن الأمنية بالمنطقة، وليس انقلابًا نوعيًا في موازين القوى.
توقيت لافت.. في ظل أزمة اقتصادية خانقة ما يزيد من جدلية الصفقة هو توقيتها، حيث تعاني مصر من أزمة اقتصادية حادة، مع تراجع إيرادات قناة السويس والسياحة، وتفاقم الدين الخارجي الذي يتطلب سداد أكثر من 30 مليار دولار خلال عام 2025 فقط، بحسب البنك الدولي.
هل تنجح واشنطن في كبح التوجه المصري نحو الشرق؟ العديد من المحللين يرون أن هذه الصفقة تمثل محاولة أمريكية استباقية لقطع الطريق أمام مصر في حال فكرت بإتمام صفقات سلاح متقدمة مع الصين أو روسيا، قد تغيّر قواعد الاشتباك في المنطقة، خاصة مع محاولات القاهرة تنويع مصادر السلاح منذ عام 2015، عبر شراء مقاتلات "رافال" الفرنسية و"ميج-29" و"سو-35" الروسية.
في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح أمريكا في الحفاظ على ولاء القاهرة الاستراتيجي؟
أم أن الجيش المصري سيواصل السير في درب التعددية العسكرية، مهما كانت الإغراءات الغربية؟