الجديد برس| في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات داخل المعسكر الموالي للتحالف جنوب اليمن، عاود حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في البلاد، الأربعاء، تصدير تنظيم القاعدة إلى واجهة المشهد الميداني، بالتزامن مع تحركات أمريكية محتملة لتصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً. وبحسب تقارير إعلامية جنوبية، شهدت محافظتا أبين وشبوة خلال الأيام الماضية تصعيداً ملحوظاً لهجمات نفذها مسلحو القاعدة، بعضُها باستخدام طائرات مسيّرة، استهدفت مواقع تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، في مؤشر على تنسيق غير مباشر بين عناصر التنظيم وتيارات داخل حزب الإصلاح.

وتزامنت الهجمات مع نشر تسجيل قديم للقيادي السابق في القاعدة خالد باطرفي، دعا فيه إلى التعاون مع قبائل مأرب لمواجهة من وصفهم بـ”الحوثيين”، في محاولة لإعادة تلميع صورة التنظيم وإبرازه كحليف محتمل في المعركة. في الوقت نفسه، يشتكي عناصر القاعدة من ما وصفوه بـ”التصفية الممنهجة” على يد النقاط العسكرية المنتشرة في مناطق سيطرة التحالف، رغم تأكيدهم أنهم “أول من واجه الحوثيين”، ما يشير إلى وجود صراع داخلي في صفوف القوى المتحالفة مع الرياض. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع مساعٍ سعودية لإعادة ترتيب وضعها في اليمن، عبر تفكيك نفوذ حزب الإصلاح، خصوصاً في مناطق الشرق والجنوب، ضمن ترتيبات يُتوقع أن تفضي لاتفاق سلام مع صنعاء. وتشمل هذه التحركات إحلال قوات “درع الوطن” الموالية للرياض مكان فصائل الإصلاح، كما يحدث حالياً في المهرة، تمهيداً لنقل ثقل الحزب إلى مأرب. وعلى المستوى الدولي، تتزايد الضغوط داخل الكونغرس الأمريكي، بدفع من نواب محسوبين على السعودية، لتمرير مشروع قرار يصنّف جماعة الإخوان، بما في ذلك حزب الإصلاح، كتنظيم إرهابي. ويُذكر أن القيادي في الحزب حميد الأحمر سبق أن أُدرج على قائمة العقوبات الأمريكية، إلى جانب تجميد أصول شركاته الخارجية. ويرى مراقبون أن إعادة تسليط الضوء على تنظيم القاعدة من بوابة الإصلاح قد يكون محاولة من الحزب للضغط على أطراف إقليمية ودولية، أو تحذير مبطّن من عواقب تفكيكه، في وقت يوشك فيه المشهد اليمني على دخول مرحلة جديدة قد تُقصي قوى بارزة من الخارطة.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: حزب الإصلاح

إقرأ أيضاً:

فصيلة دم نادرة بين “معبد ذهبي” و”عرش خالد”!

الهند – بلغت واحدة من الأحداث العنيفة في تاريخ الهند الحديث أوجها في 6 يونيو 1984 باقتحام الجيش لقدس أقداس “السيخ”، المعبد الذهبي بمدينة “أرميتسار”. بعدها رد السيخ بعملية اغتيال كبرى.

السلطات الهندية كانت بدأت مطلع يناير 1984 عملية عسكرية أطلق عليها اسم “النجمة الزرقاء” بهدف تطهير المعبد الذهبي من متمردين مسلحين كانوا تحصنوا داخله منذ أبريل 1983.

نشطت منذ بداية الثمانينات حركة انفصالية في صفوف هذه الطائفة الدينية قادها زعيم متشدد اسمه جارنيل سينغ بيندرانويل. المتمردون السيخ سعوا إلى إقامة دولة “خاليستان” المستقلة بالقوة في إقليم البنجاب المجاور للحدود الشمالية الشرقية لباكستان.

غرق إقليم البنجاب في تلك الفترة في أعمال عنف واسعة على خلفية هذا المطلب، وتصاعد التمرد حين سيطر مسلحون من هذه الطائفة الدينية قُدر عددهم بحوالي 250 شخصا على مجمع المعبد الذهبي في مدينة “أمريتسار”، وقاموا بتخزين أسلحة خفيفة ومتوسطة داخله بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات.

حاولت الحكومة الهندية برئاسة أنديرا غاندي تجنب إراقة الدماء وحل الأزمة عن طريق التفاوض، لكنها عدت في نفس الوقت أعمال زعيم الشيخ المتشدد بيندرانويل، إرهابا. بعد أن فشلت المفاوضات بين الجانبين، أذنت غاندي للجيش بطرد المسلحين من المعبد الذهبي بالقوة.

بدأت عملية “النجمة الزرقاء” في 1 يونيو 1984، وقامت قوات تابعة لفرقة المشاة 9 معززة بوحدة دبابات بمحاصرة مجمع المعبد الذهبي.

تزامن هذا التحرك مع ذكرى مقتل “الغورو أرجان”، باني المعبد الذهبي وأحد مؤسسي طائفة السيخ نفسها، وكان آلاف الحجاج السيخ داخل المعبد، كما سُمح لمزيد من المدنيين والزوار السيخ بدخول المعبد في الأيام الأولى من العملية ما زاد من تعقيد مهمة الجيش.

فرضت السلطات المحلية حظر التجوال في المنطقة وجرى قطع الاتصالات في البنجاب. استخدمت قوات الجيش الهندي في البداية الأسلحة الخفيفة لتفادي وقوع خسائر في صفوف المدنيين داخل المعبد.

انفجر الوضع صبيحة يوم 6 يونيو حين فتح المتمردون المتحصنون داخل المعبد الذهبي النار باستخدام قذائف “أر بي جي” والمدافع الرشاشة، وردت وحدات الجيش باستخدام الدبابات والمدفعية والطائرات المروحية.

قامت الدبابات بقصف “عقل تخت” ويعني الاسم “العرش الخالد”، وهو مبنى بجوار المعبد الذهبي كان بمثابة مركز للسلطة الدنيوية لدي السيخ وكان يتحصن به زعيم المتمردين بيندرانويل.

في عملية الاقتحام واجهت وحدات الجيش الهندي مقاومة عنيفة من المسلحين الذين قادهم الجنرال السابق “شبيغ سينغ”. احتدم القتال داخل مجمع المعبد الذهبي لأكثر من 12 ساعة، ودار قتال عنيف في قبو “عقل تخت”.

انتهت عملية الاقتحام رسميا في 8 يونيو. عثر على زعيم المتمردين بيندرانويل قتيلا بعدة رصاصات في قبو “عقل تخت”، وقتل أيضا الجنرال السابق شبيغ سينغ، فيما كان استسلم في 7 يونيو آخر المتمردين المسلحين الذين بقوا أحياء وكان عددهم 22 شخصا.

الأرقام الرسمية بحصيلة الخسائر البشرية أفادت بمقتل 83 جنديا و492 بين مسلح ومدني، بما في ذلك 30 امرأة و5 أطفال، في حين تحدث زعماء السيخ عن مقتل الآلاف بما في ذلك حجاج خلال العمليات العسكرية وآخرون في عمليات قتل خارج القضاء.

رد المتطرفون السيخ بعد أربعة أشهر باغتيال رئيسة وزراء الهند إنديرا غاندي. أطلق عليها النار من مسافة قريبة اثنان من حراسها من طائفة السيخ.

في تلك الفترة الحرجة، عُرض على إنديرا غاندي تغيير حراسها السيخ بعد اقتحام المعبد الذهبي، إلا أنها رفضت. من المفارقات أن أول من أطلق عليها النار، حارس عمل معها 10 سنوات، وكانت فصيلة دمه نفس فصيل الدم النادرة لدى غاندي التي كانت تسمى “أم الهند”. لم يكن وجوده فقط لحمايتها ولكن للتبرع لها بالدم أيضا عند الحاجة.

عن قطرات الدم الغالية، قالت إنديرا غاندي قبل وقت قصير من مقتلها: “سأكرس كل أيام حياتي لخدمة الشعب. وحتى بعد وفاتي، أنا على يقين بأن كل قطرة من دمي ستغذي حياة الهند وتقويها”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • بعد تسريبات الدرسي.. قصة استهداف “ذراع صدام” مؤخرا في بنغازي
  • فصيلة دم نادرة بين “معبد ذهبي” و”عرش خالد”!
  • هيئة مغربية تعلن تنظيم النسخة الـ4 من مبادرة “عيدنا فلسطيني”
  • انتشار أمني مكثف تزامناً مع مباراة “النشامى” وليلة العيد
  • خياران على الطاولة.. تشريعيون أمريكيون: واشنطن تقترب من تصنيف “الإخوان” جماعة إرهابية
  • “اعتدال”: الوئام الوطني درع ضد التطرف وخطابه الهدام
  • طارق صالح يبدأ تحركات لإزاحة “الإصلاح” عسكرياً ويقدم قائمة مرشحين لقيادة المناطق العسكرية
  • انقلاب ناعم في اليمن.. طارق يخطط لاجتياح الجيش بـ"قائمة صالح"
  • قضية المهداوي..البيجيدي ينتقد الحكومة بسبب “تكميم الأفواه” ويدعو لحماية حرية الصحافة