غزة تنزف| قصف إسرائيلي يقتل 11 مدنيا ويصيب العشرات قرب مراكز المساعدات
تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT
في استمرار لسلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، شهدت مناطق متفرقة من القطاع تصعيدا جديدا فجر وصباح اليوم، أسفر عن سقوط عدد من الضحايا بين قتلى وجرحى، بينهم أطفال ونازحون كانوا ينتظرون المساعدات الإنسانية.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبد الله نعمة، المحلل السياسي، إن أزمة الجوع تتفاقم في قطاع غزة بشكل مقلق، ما ينذر بتداعيات إنسانية كارثية تطال أكثر من مليوني مواطن يعيشون تحت الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي، السكان ومعظمهم من النساء والأطفال، يواجهون خطر الموت جوعا وسط دمار واسع ونقص حاد في الموارد الأساسية.
وأضاف نعمة في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الأطفال على وجه الخصوص، باتوا على شفا الموت نتيجة سوء التغذية الحاد، إذ تشير التقارير إلى أن أكثر من مليون طفل من مختلف الأعمار يعانون يوميا من الجوع ونقص الغذاء، وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تزايد عدد الأطفال الذين يخضعون للعلاج بسبب حالات سوء التغذية المتقدمة.
وأشار نعمة إلى أنه وفقا للتقارير، فإن حوالي 90% من الأطفال وأمهاتهم لا يحصلون على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية، ما يعكس عمق الأزمة الإنسانية التي تضرب غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المطبق ومنع دخول المساعدات.
ومن جانبها، أفادت مصادر طبية فلسطينية أن 11 شخصا لقوا حتفهم، وأصيب العشرات بجروح متفاوتة، جراء قصف إسرائيلي طال عدة مناطق في قطاع غزة، تزامنا مع إطلاق نار بالقرب من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية غرب مدينة رفح.
ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فإن القصف والإطلاق وقع فجر وصباح الأحد، وأسفر عن مقتل 11 مدنيا، بعضهم من الأطفال والنساء، فيما يرجح ارتفاع عدد الضحايا نظراً لخطورة بعض الإصابات.
وأوضحت المصادر الطبية أن خمس ضحايا، بينهم طفلتان، قتلوا نتيجة قصف شنّته طائرة مسيرة إسرائيلية استهدف خيام نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، كما توفيت الطفلة ديما أبو موسى متأثرة بجروح خطيرة أصيبت بها سابقا إثر قصف استهدف المدينة ذاتها.
وفي مدينة رفح، قتل أربعة مواطنين، وأصيب نحو 70 آخرين برصاص القوات الإسرائيلية بالقرب من مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية غرب المدينة، في مشهد وصفه شهود العيان بأنه كان "كارثة إنسانية وسط الصراخ والدمار".
كما أفيد بمقتل مواطن وإصابة عدد من المدنيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب أحد مراكز توزيع المساعدات في "محور نتساريم" وسط قطاع غزة، حيث كان يتجمع المواطنون للحصول على مساعدات غذائية نادرة.
من جانبها، كانت وكالة الأونروا قد حذرت في بيان رسمي صدر يوم أمس، من أن نموذج توزيع المساعدات في قطاع غزة أصبح غير فعال تماما، بل أشبه بـ"دعوة الناس إلى موتهم"، في إشارة إلى ما يتعرض له المدنيون من استهداف أثناء محاولاتهم الحصول على المعونات الأساسية.
والجدير بالذكر، أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 54.772 شهيدا، فيما تجاوز عدد المصابين 125.834 شخصا، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات غير مسبوقة.
والجدير بالذكر، أن يواصل المدنيون في قطاع غزة دفع الثمن الباهظ للحرب، حيث باتت المساعدات الإنسانية هدفا للقصف، وسط صمت دولي متزايد، وأصبحت حياة الأبرياء، خاصة الأطفال، مهددة كل لحظة. ومع تزايد أعداد الضحايا، تتصاعد الدعوات المطالبة بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات وحماية المدنيين من الموت البطيء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة رفح المساعدات الإنسانية أهل غزة المصابين الشهداء ارتفاع حصيلة الضحايا المساعدات الإنسانیة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بين الرصاص والجوع.. غزة تنزف قتلى وسط حصار خانق وتصعيد عسكري
قتل 17 فلسطينياً، فجر وصباح اليوم السبت، في قصف ورصاص القوات الإسرائيلية في محافظتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، في تصعيد جديد لقصف الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بمقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 40 آخرين إثر قصف استهدف خيام النازحين غرب خان يونس، من بينهم 4 أفراد من عائلة واحدة، بينما قتل 5 فلسطينيين وأصيب آخرون برصاص الجيش قرب مركز مساعدات غربي رفح.
ووصل عدد الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص الاحتلال خلال محاولتهم الحصول على الغذاء منذ 27 مايو الماضي وحتى اليوم إلى 115 قتيلاً، وأكثر من 580 مصاباً، إلى جانب 9 مفقودين.
ويأتي ذلك في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، والذي تسبب في تدهور حاد للأوضاع الإنسانية، حيث يعاني مئات آلاف النازحين من الجوع والمرض وسط نقص حاد في المواد الغذائية والمساعدات الطبية.
وفي أول أيام عيد الأضحى، قتلت القوات الإسرائيلية 33 مواطناً في غارات وقصف مكثف على عدة مناطق من القطاع، وتتهم حركة “حما” الجيش الإسرائيلي بارتكاب “مجزرة وحشية” في مراكز توزيع المساعدات، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار على مئات الفلسطينيين أثناء محاولتهم استلام المساعدات الغذائية من نقطة توزيع تعرف بـ”الشركة الأمريكية” في منطقة المواصي غرب رفح، ما أدى إلى سقوط أكثر من 35 قتيلاً و150 جريحاً، فيما حمّلت الحركة إسرائيل والولايات المتحدة المسؤولية الكاملة، داعية المجتمع الدولي لتشكيل لجنة تحقيق دولية ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
من جانبها، تدرس وزارة الخارجية الأمريكية حالياً تقديم 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية الجديدة، بهدف دعم توزيع المساعدات، وسط قلق بعض المسؤولين الأمريكيين من تفاقم العنف قرب مراكز التوزيع وفعالية هذه المؤسسة في ظل الظروف الراهنة.
وتواصل إسرائيل استهداف المنازل والمرافق المدنية في القطاع، حيث دمرت مؤخراً منازل سكنية شرق رفح وبلدة القرارة شمال شرق خان يونس، بالإضافة إلى استهداف مسجد أنصار في دير البلح بثلاثة صواريخ، مع قصف مدفعي لمناطق شمال غرب غزة تسبب في سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
وفي تعبير عن حجم المأساة، أكد جوناثان ويتال، كبير مسؤولي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، أن العالم يشهد “فظائع يومية” في غزة، مشيراً إلى أن من لا يُقتلون بالقنابل يموتون ببطء بسبب الحصار الذي أُغلق على المعابر الإنسانية، بينما تواجه المخابز نفاداً في الدقيق وندرة في المياه والمواد الغذائية.
وحذر كاظم أبو خلف، المتحدث باسم اليونيسف في فلسطين، من استخدام الجوع كـ”سلاح حرب”، مؤكداً أن قتل الأطفال في غزة أمر لا يمكن تبريره، معبراً عن الغضب العالمي إزاء ما يحدث، ومطالباً الولايات المتحدة بضمان إيصال المساعدات الطبية والغذائية للمدنيين في القطاع.
هذا وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ الـ7 من أكتوبر2023، في مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 125 ألفا آخرين، إضافة إلى تدمير القطاع بشكل شبه كامل وتعطيل الخدمات الأساسية اللازمة للحياة مثل المياه والكهرباء والاتصالات والخدمات الطبية.