الصلابي لـعربي21: الشعوب تتحرك نحو غزة.. وعلى قادة الغرب العودة للحق
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
اعتبر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي الصلابي، أن قافلة الصمود المتجهة نحو قطاع غزة، والتي انطلقت من تونس والجزائر مرورًا بليبيا ومصر، تجسد عملًا شعبيًا حضاريًا، وتعبر عن وعي جماهيري عميق بعدالة القضية الفلسطينية وقدسيتها، إلى جانب إحساس إنساني أصيل يرفض الإبادة والظلم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود.
وأضاف الصلابي، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن هذا التحرك الشعبي، "وإن جاء متأخرًا وأقل من المتوقع"، فإنه يحمل رسالة حضارية للعالم مفادها أن الشعوب الحية لن تصمت على الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة. كما يوجه رسالة مباشرة إلى أصحاب القرار في العالم العربي بأن استمرار الصمت لم يعد مقبولًا، في ظل هذه الجرائم التي تهدد أمن وكرامة المنطقة بأسرها.
وأكد أن رسالة القافلة إنسانية خالصة، لا تستهدف أي نظام عربي، بل تعبّر عن إدراك شعبي بأن ما يجري في غزة اليوم قد يتكرر في دول أخرى، إذا لم يُواجه الاحتلال وتُوقف جرائمه. وقال: "غزة اليوم هي الحصن الأخير في وجه تغول المشروع الصهيوني، وهي من تدافع بدمائها عن كرامة الأمة كلها".
وفي هذا السياق، وجّه الصلابي نداءً إلى قادة العالم المتقدم وقواه العظمى، داعيًا إياهم إلى تقوى الله والعودة عن دعم الظلم والانحياز للحق، مؤكدًا أن استمرار التواطؤ مع الاحتلال هو عار أخلاقي وسياسي، وأن إنصاف الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل التحرير هو واجب إنساني قبل أن يكون قانونيًا أو سياسيًا.
كما دعا الصلابي في تصريحاته علماء الأمة ونخبها الثقافية والدينية والفكرية إلى الاصطفاف مع الشعوب وقضاياها العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، مشددًا على ضرورة إشاعة الوعي بتاريخ نضال الشعوب وحركات التحرر الوطني، وتثبيت مشروعية المقاومة الفلسطينية في وجدان الأمة.
وفي نبرة يملؤها الأسى، قال الصلابي: "لقد قتل الاحتلال وحلفاؤه فينا كل جميل، ولم يعد هناك أي معنى للحياة في ظل هذه الجرائم التي تُنتهك فيها كل القيم الإنسانية". وأشار إلى أنه يتمنى أن تكون الشعوب العربية أكثر حضورا من الشعوب الغربية في هذه المسألة الإنسانية.. وثمّن ما قامت به سفينة "مادلين" التي حملت ناشطين غربيين كسروا جدار الصمت العالمي.
وختم الصلابي تصريحاته بالتأكيد على أن "الشعوب هي المنتصرة، حتى وإن طال ليل الاحتلال والظلم، لأن إرادتها من إرادة الله"، داعيًا الأمة إلى البقاء في حالة وعي ويقظة، وعدم الصمت على هذه الإبادة، خصوصًا إذا كانت موجهة نحو أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.
وغادرت، صباح الأربعاء، "قافلة الصمود" المغاربية مدينة الزاوية شمال غربي ليبيا، متجهة نحو مدينة مصراتة، مرورا بالعاصمة طرابلس، ضمن جهود تضامنية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
ومن المقرر أن تواصل القافلة مسيرتها شرقا عبر الأراضي الليبية، وصولا إلى الحدود مع مصر، ومنها إلى معبر رفح على حدود قطاع غزة.
وكانت طلائع القافلة البرية قد بدأت عبورها من تونس إلى ليبيا، صباح الثلاثاء، عبر معبر رأس جدير الحدودي.
فيما انطلقت القافلة صباح الإثنين من العاصمة التونسية، بمشاركة مئات الناشطين المغاربيين، في إطار تحرك شعبي تضامني لدعم الشعب الفلسطيني في غزة.
وتأتي المبادرة في إطار تحركات عالمية لآلاف المتضامنين من 32 دولة، في محاولة لوقف الحرب الإسرائيلية وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وإيصال المساعدات إلى أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة، وفقا لمنظمي القافلة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أمريكي - إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 182 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية قافلة غزة الفلسطينية تصريحات الحصار تصريحات فلسطين غزة حصار قافلة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
بيرو تلاحق جنديا إسرائيليا بقضية الإبادة الجماعية في غزة
أحالت بيرو رسميا قضية جرائم الإبادة الجماعية، التي رفعتها مؤسسة هند رجب لحوق الإنسان بحق جندي إسرائيلي شارك في تدمير أحياء مدنية وبنية تحتية في قطاع غزة، إلى المدعي العام لحقوق الإنسان، لتصبح بذلك أول دولة تعترف بطبيعة الجرائم المرتكبة ومحاسبة المتورطين فيها قضائيا.
وتدرس النيابة العامة البيروفية الآن الأدلة المقدمة، بدلاً من تقييم ما إذا كانت لديها السلطة للمضي قدما، بعد أن دخلت القضية المراحل الأولى من التحقيق الجنائي، في إطار التزامات بيرو بموجب نظام روما الأساسي والقانون الإنساني الدولي.
وحسب المؤسسة، فهذا ليس إجراءً شكليا بل يعني أن الجرائم قيد التحقيق، و"العدالة الآن في طريقها إلى التنفيذ".
وجاءت الشكوى عبر المحامي البيروفي البارز خوليو سيزار أربيزو غونزاليس، الذي يمثل المؤسسة، وتضمنت أدلة موثقة بالصوت والصورة ومصادر استخباراتية، تتهم الجندي الذي خدم ضمن سلاح الهندسة القتالية في الجيش الإسرائيلي، بـ"المشاركة المباشرة في تدمير الأحياء المدنية في غزة خلال العدوان العسكري بين عامي 2023 و2024″.
وتعد هذه الخطوة تطورا مهما في سياق مبدأ الولاية القضائية العالمية، حيث يؤكد التحقيق التزام بيرو بالقانون الدولي الإنساني، ويبعث رسالة واضحة مفادها أن مرتكبي الجرائم الدولية لن يتمتعوا بالحماية لمجرد وجودهم خارج مناطق النزاع.
إعلان ملاحقة السفاحينوسبق أن أكدت المؤسسة لدى إعلان السلطات القضائية في بيرو، الشهر الماضي، فتح تحقيق جنائي رسمي ضد الجندي الإسرائيلي أن فيلق الهندسة القتالية في جيش الاحتلال كان أحد الأذرع الأساسية في "تدمير البنية المدنية في غزة وتحويلها إلى مناطق "غير قابلة للعيش".
كما أشارت إلى أن هذه الوحدة العسكرية لعبت دورا محوريا في "تنفيذ سياسة الأرض المحروقة ومحو أحياء بأكملها".
وأكد رئيس المؤسسة دياب أبو جحجاح أن هذه الخطوة "ليست رمزية، بل بداية لمحاسبة قانونية حقيقية"، مضيفا أن "العدالة ليست خيارا، بل هي واجب. التحقيق الذي فتح في بيرو يُشكل خطوة مفصلية في تفكيك نظام الإفلات الإسرائيلي من العقاب".
كما سبق أن دعت المؤسسة جميع الدول، لا سيما الأطراف الموقعة على اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، إلى اتخاذ إجراءات مماثلة ضد المشتبه بتورطهم في الجرائم المرتكبة في قطاع غزة حال دخولهم أراضي تلك الدول.
يذكر أن مؤسسة هند رجب تأسست عام 2024، وتحمل اسم الطفلة هند التي احتجزت في مركبة في حي تل الهوى بمدينة غزة، بينما كان جيش الاحتلال يستهدف المركبة التي كانت فيها.
وتبلغ الطفلة هند حينها 6 أعوام فقط، حيث استنجدت لساعات لإنقاذها، إلا أن قوات الاحتلال منعت أي أحد من الوصول إليها لإنقاذها، واستشهدت في 29 من يناير/كانون الثاني عام 2024.
وبحسب تقارير صحفية، فإن مؤسسة هند رجب تقول إنها تقدمت بطلبات اعتقال لألف جندي إسرائيلي من مزدوجي الجنسية في 8 دول، دون أن تعلن أسماءهم حتى لا يكونوا على حذر من الاعتقال.