مشاركون من 54 دولة.. "قافلة الصمود" تستعد للوصول إلى القاهرة.. والأنظار تتجه إلى معبر رفح
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
عواصم - الوكالات
تتواصل الاستعدادات على أكثر من صعيد لوصول المشاركين في المسيرة الدولية إلى غزة، التي انطلقت تحت شعار "قافلة الصمود"، إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث أكد منظمو القافلة اليوم أن "أغلب المشاركين من 54 دولة سيصلون إلى القاهرة غدًا"، في إطار التحرك السلمي الواسع لفك الحصار عن قطاع غزة.
وأشار بيان صادر عن تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، المنظمة للمسيرة، إلى أن "كل ما تدعو إليه المسيرة يتماشى مع الجهود الدبلوماسية المصرية، ونؤكد احترامنا لدورها ومكانتها الإقليمية".
وأكد منظمو المسيرة أن "عدم التحرك إلى غزة ليس خيارًا بالنسبة لنا، ونأمل أن يُسمح لمسيرتنا السلمية بالمرور عبر معبر رفح"، في وقت يتصاعد فيه الضغط الشعبي والدولي لكسر الحصار المستمر على القطاع منذ سنوات.
وقد وصلت "قافلة الصمود" البرية أمس الثلاثاء إلى معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا، بمشاركة أكثر من 1700 ناشط، بينهم 140 جزائريًا، بالإضافة إلى مشاركين من المغرب وموريتانيا، وفق ما أفادت به إذاعة موزاييك التونسية. وتتضمن القافلة نحو 100 سيارة و18 حافلة، وكانت قد انطلقت الاثنين من تونس العاصمة، مرورًا بعدة مدن تونسية، وسط دعم شعبي واسع.
وأكد وائل نوار، المتحدث باسم القافلة، أن المرحلة الأولى على الأراضي التونسية قد أُنجزت بنجاح، وبدأت المرحلة الثانية في الأراضي الليبية، حيث يُتوقع أن تتجه القافلة نحو معبر السلوم المصري، ومنه إلى القاهرة ثم إلى معبر رفح.
وأوضح نوار أنه تم التنسيق مع السلطات الليبية والمنظمات الشريكة، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع وجود عراقيل في العبور. وتأتي هذه القافلة ضمن تحرك دولي أوسع باسم "Global March to Gaza"، يضم نشطاء من أكثر من 54 دولة، ويهدف إلى إيصال رسالة تضامن دولية قوية مع الفلسطينيين المحاصرين في القطاع.
وكانت تنسيقية القافلة قد عقدت مؤتمرًا صحفيًا في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة، أكدت فيه أن القافلة "تعبّر عن نبض شعوب المغرب العربي، وتُترجم إرادة حقيقية لفك الحصار"، متوقعةً مشاركة نحو ألفي تونسي، في ظل طلبات متزايدة للانضمام من المواطنين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لكسر الحصار.. التفاصيل الكاملة حول قافلة صمود
في تحرك شعبي غير مسبوق بالمنطقة المغاربية، انطلقت يوم 9 يونيو 2025 "قافلة الصمود" من عدة مدن تونسية باتجاه معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا، حاملة رسالة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني ومطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.
المبادرة نظّمتها تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، بمشاركة واسعة من نشطاء ينتمون إلى تونس، الجزائر، موريتانيا، على أن ينضم إليهم مشاركون من داخل ليبيا في المراحل التالية.
تحرك شعبي بلا مساعدات.. ورسالة رمزيةرغم أن القافلة لا تحمل مساعدات إنسانية أو مواد إغاثة، إلا أن منسقيها أكدوا أنها تهدف إلى كسر حاجز الصمت العربي والدولي تجاه معاناة الفلسطينيين، عبر خلق ضغط شعبي وإعلامي أمام معبر رفح الحدودي، بوصفه بوابة الأمل الوحيدة لسكان غزة.
ويُقدّر عدد المشاركين في القافلة بين 1،500 إلى 2،000 ناشط، غالبيتهم من الشباب، بينهم نقابيون وطلبة وأطباء وفاعلون من المجتمع المدني، رفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات داعمة للمقاومة، في مشهد نادر في الشارع المغاربي.
مسار متدرج يعبر ثلاث دولقُسّم مسار القافلة إلى ثلاث مراحل رئيسية:
1. تونس: انطلقت من تونس العاصمة مرورًا بسوسة وصفاقس وقابس ومدنين، وصولًا إلى معبر رأس جدير على الحدود الليبية.
2. ليبيا: دخلت القافلة ليبيا حيث يُنتظر أن تمرّ عبر مدن الزاوية وطرابلس ومصراتة وسرت وبنغازي.
3. مصر: من المقرر أن تصل إلى معبر السلوم في 12 يونيو، على أن تتابع الطريق نحو القاهرة، ثم إلى معبر رفح الحدودي يوم 15 يونيو، إذا ما سمحت السلطات المصرية بذلك.
استقبال شعبي واسع.. وجدل إقليمي
شهدت القافلة لحظات مؤثرة عند خروجها من المدن التونسية، حيث اصطف المواطنون على جنبات الطرق رافعين شعارات التضامن وملوّحين بالرايات الفلسطينية. وانتشرت مقاطع الفيديو والصور بكثافة على شبكات التواصل، لتتحول القافلة إلى مادة بارزة في التغطيات الإعلامية العربية والدولية.
ورغم الزخم الشعبي، اصطدمت القافلة بجدار من الضبابية السياسية، خاصة في القاهرة، حيث لم تُصدر السلطات المصرية حتى الآن قرارًا رسميًا بشأن السماح لها بالعبور.
ويرى مراقبون أن المسألة تتعلق بمخاوف أمنية مرتبطة بعدم وضوح الهويات، ووجود أعداد كبيرة من المشاركين الأجانب.
وسجّلت وسائل الإعلام المصرية تحفظات واضحة على المبادرة، ووصفتها بعض الأصوات البرلمانية بـ "المغامرة الإعلامية" التي قد تضع الحكومة المصرية في موقف حرج، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية مرتبطة بالمعبر الحدودي مع غزة.
أبعاد رمزية تتجاوز اللوجستياتعلى الرغم من أنها لا تحمل شحنات مساعدات أو تجهيزات طبية، إلا أن "قافلة الصمود" تمثل – وفق نشطائها – صرخة ضمير وشكلًا من المقاومة الشعبية العابرة للحدود، في لحظة تشهد فيها غزة عدوانًا متصاعدًا وواقعًا إنسانيًا مأساويًا.
ويرى محللون أن المبادرة أعادت بعث الحراك الشعبي المغاربي، وفتحت نافذة جديدة من التضامن مع فلسطين، بعد سنوات من الجمود والجمود السياسي. كما تطرح القافلة تساؤلات عن قدرة الفعل المدني في التأثير على السياسات الرسمية في المنطقة.
في الانتظار.. القرار المصري هو الفيصلمع اقتراب موعد دخول القافلة إلى الأراضي المصرية، يبقى القرار بيد القاهرة. فإما أن تسمح بعبورها إلى رفح وتعطي بذلك دفعة رمزية كبيرة للتضامن العربي مع غزة، أو تعيدها من حيث أتت، ما قد يفجّر موجة جديدة من الجدل والانتقادات.
وفي جميع الأحوال، تبقى "قافلة الصمود" مبادرة لافتة، أعادت فلسطين إلى صدارة المشهد الشعبي، وأثبتت أن روح المقاومة لا تزال حية، ولو عبر الحدود.