وتناولت حلقة (2025/6/11) من برنامج "موازين" موضوع التفاهة، وتساءلت عن أسباب انتشارها وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، وعن الجهة التي تقوم بصناعتها، بالإضافة إلى طريقة محاربتها.

وفي هذا السياق، ترى أستاذة العلوم السياسية والدراسات الاجتماعية هبة رؤوف عزت أن التفاهة ليست مسألة شخصية أو فردية، بل تسري في المجتمعات وتصبح منظومة ثقافية ونظاما يمكن يأخذ أبعادا دولية، حيث تحرص أطراف على الساحة الدولية على تسطيح الأمور على مستويات الفكر والاقتصاد والإنتاج المعرفي.

وتقول أيضا إن التفاهة غزت مختلف المجالات ومنها الحقل الديني، ومن تجلياتها في هذا العصر تغييب علماء مشهود لهم بالورع والصلاح عن الساحة، من خلال إزاحتهم معنويا وإعلاميا وتعريضهم للبطش والسجن، مقابل إبراز أصوات أخرى تجد طريقها إلى الساحة والسلطة بالتملق لا بالعلم والاستحقاق والكفاءة.

وتلفت -ضيفة برنامج "موازين"- إلى أن الفيلسوف الفارابي تكلم عن صنف من أهل التفاهة واسماهم " النوابت" محذرا من الناس الذين يقتنصون الفرص طوال الوقت ويصعدون ويمكن أن يصبحوا أصحاب قرار وهم لا يملكون الكفاءة.

طغيان السرعة

وحسب الأكاديمية المصرية، فإن التفاهة تنتشر من خلال وسائل التواصل، فالأخبار والترندات تسري بسرعة البرق، ولا وقت للتمحيص التدقيق، وتقول إن طغيان السرعة على الأخبار والأحداث المتلاحقة قد يؤدي إلى عزوف الناس عن اليقين، حيث يستطيع الشخص أن يصدق كل شيء أو لا يصدق أي شيء على الإطلاق.

إعلان

وأمام طغيان السرعة تدخل الأجيال الشابة -كما توضح الدكتورة هبة- في حالة عزوف، وهو ما يؤدي إلى خسارة الكثير من الكوادر الشبابية التي يمكن أن تكون في المستقبل فاعلة ورشيدة ومن أصحاب صنع القرار.

وتشير إلى أن الخوارزميات توجه الشخص إلى حيث هواه وتأخذه إلى مساحات الخفة دون رده إلى الأمور الرصينة، فعندما يتابع موضوعا معينا من باب الاطلاع يفاجأ أن صفحته على فيسبوك مثلا امتلأت بمواضيع مشابهة.

وفي هذا السياق، تنصح الأكاديمية المصرية بضرورة أن يكون لدى الشخص قدر من المعرفة بكيفية التعامل مع التكنولوجيا الحديثة.

كما توضح أن الوصول إلى التفاهة على مواقع التواصل يصاحبه ظاهرتان: الأولى تتعلق بعدم وجود أي قيم أخلاقية لدى الشخص حيث يستسهل مثلا في السب والشتم، والثاني يتعلق بخيار التخفي وعدم كشف الهوية، فقد يشارك شخص ما في نقاش ويقول ما يشاء، ويمكن أن يأخذ الآخرون كلامه على محمل الجد دون معرفة هويته.

ثقافة الصورة

وحسب الأكاديمية المصرية، هناك جيوش تدعم التافهين على مواقع التواصل لأن المسألة لا تتعلق بآراء بل بأموال، فكلما كان عندك متابعون كثر تتلقى مقابله أموالا، ومثال على ذلك منصة تيك توك القائمة على فيديوهات قصيرة وسحر الأعين بأشياء معينة دون سقف أخلاقي.

وعن إجراءات منع وتقييد الظواهر التافهة على مواقع التواصل، تقول الدكتورة هبة إنها مع التوعية وتربية العقول وليس الحظر، ومع تعليم الناس كيفية التعامل مع الأدوات التكنولوجية.

ومن جهة أخرى، ترجع الأكاديمية المصرية أسباب ارتباط الفن بالتفاهة إلى انتشار ثقافة الصورة والإنتاج الواسع في المجال البصري، وتقول إن صناعة السينما كانت تعتمد في السابق على المحتوى لكنها صارت تعتمد على الصورة والتسويق والأموال.

11/6/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج الأکادیمیة المصریة

إقرأ أيضاً:

ماكرون يتوعد بحظر وسائل التواصل عن القصّر دون 15 عاماً وبروكسل تترك الأمر للحكومات

أكدت المفوضية الأوروبية اليوم أن حظر وسائل التواصل الاجتماعي على القُصّر يقع ضمن صلاحيات الدول الأعضاء، فاتحةً الباب أمام فرنسا لتطبيق دعوة ماكرون بحظر من هم دون 15 وتشديد القيود على بيع السكاكين عبر الإنترنت للقاصرين. اعلان

غداة تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه سيمنع وسائل التواصل عن الأطفال دون سن الخامسة عشرة بعد حادثة طعن في إحدى المدارس الفرنسية، أكدت المفوضية الأوروبية الأربعاء أن قرار منع القُصّر من استخدام تلك المنصات يعود إلى الحكومات الوطنية، ما يفتح المجال أمام باريس لتطبيق حظر على المستخدمين دون سن 15 عامًا.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا إلى حظر فوري لاستخدام لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال دون 15 عامًا رداً على مقتل مساعدة تدريس في مدرسة ثانوية بضواحي باريس جراء عملية طعن.

وفي مقابلة مع قناة "فرانس 2"، قال ماكرون: "لا يمكننا الانتظار"، مشيرًا إلى ضرورة التحرك السريع لحماية الأطفال والحد من المخاطر المرتبطة باستخدام الإنترنت.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية توماس رينيه: "حظر واسع النطاق لوسائل التواصل الاجتماعي ليس ضمن اختصاص المفوضية، ولا هو الاتجاه الذي نتجه إليه، إذ إن ذلك يدخل ضمن صلاحيات الدول الأعضاء".

وأشار رينيه إلى أن دول الاتحاد الأوروبي يمكنها تحديد السن الأدنى لاستخدام المنصات الرقمية بموجب اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، شريطة ألا تقل عن 13 عامًا، مع إمكانية معالجة البيانات بموافقة أولياء الأمور.

Relatedهل تُحجب منصة إكس في فرنسا بسبب المحتوى الإباحي؟فرنسا تراجع قوانينها الجنائية بعد فوضى ليلة دوري أبطال أوروباهجوم بسكين في مدرسة فرنسية: اعتقال طالب يبلغ من العمر 15 عامًا بعد طعن مساعدة تربوية حتى الموت

كما أعلن الرئيس الفرنسي عن خطط لفرض نظام التحقق من العمر على المواقع الإلكترونية التي تبيع السكاكين عبر الإنترنت، مشابهًا لما يطبّق حاليًا على المواقع الإباحية.

وأوضح أن "من يبلغ من العمر 15 عامًا لن يتمكن بعد الآن من شراء سكّين عبر الإنترنت"، متعهدًا بفرض عقوبات مالية كبيرة وحظر على هذه الممارسات.

وكان رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو قد أبدى سابقًا رغبته في اتخاذ إجراءات سريعة لحظر بيع "جميع أنواع السكاكين" للقاصرين.

في وقت لاحق، نشر ماكرون تدوينة على منصة "إكس" (X) جاء فيها: "أنا بصدد حظر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون سن 15 عامًا. لدى منصات التواصل الوسائل اللازمة للتحقق من أعمار المستخدمين. إذًا، دعونا نفعل ذلك."

تجدر الإشارة إلى أن السلطات الفرنسية تعمل على تصنيف عدد من منصات التواصل الاجتماعي مثل "إكس"، و"ريدديت"، و"بلوسكي"، و"ماستودون" كمنصات إباحية، لدفعها إلى تطبيق نظام التحقق من العمر.

يذكر أن الإجراءات الفرنسية التي تجبر المواقع الإباحية على التحقق من أعمار مستخدميها دخلت حيز التنفيذ في 7 يونيو الجاري، مما دفع موقع Pornhub، أكبر موقع إباحي في العالم، إلى التوقف عن العمل في فرنسا، وارتفع على إثر ذلك الطلب على خدمات الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN).

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال في فرنسا: ما هي العقبات التي تواجه ماكرون؟
  • منصات التواصل الاجتماعي تلحق مخاطر كبيرة بنفسية الأطفال والمراهقين
  • ميمات الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي
  • رحيل مفاجئ للنجم الكوري كيم جونغ سوك وسط تساؤلات وغموض
  • حالات انتحار أطفال.. تقرير مقلق عن تأثير وسائل التواصل
  • ماكرون يتوعد بحظر وسائل التواصل عن القصّر دون 15 عاماً وبروكسل تترك الأمر للحكومات
  • شبيهة ياسمين صبري تُشعل مواقع التواصل الاجتماعي ..فيديو
  • ماكرون يهدد بحظر استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي
  • خطوة مفاجئة.. ناسا تقلص حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي