كيف أصبحت منظومة المساعدات في غزة فخا للإسقاط في وحل العمالة؟
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
لا تدخر قوات الاحتلال جهدا في استغلال الحصار والتجويع الممنهج في قطاع غزة، لأغراض استخبارية، مستخدمة منظومتها المستحدثة لتوزيع المساعدات، بالشراكة مع جهات أمريكية.
وفي هذا السياق، قال مصدر أمني مطلع لـ"عربي21"، إن بلاغات وصلت إلى جهات حكومية في قطاع غزة، بشأن استخدام منظومة المساعدات لإسقاط فلسطينيين في وحل العمالة والتخابر مع الاحتلال، باستخدام أساليب مختلفة، وتحت ضغط سياسية التجويع.
ولفت المصدر إلى أن أشخاصا أبلغوا عن قيام مسؤولين في مخابرات الاحتلال بمحاولات تجنيد بعض المحتاجين للمساعدات، عبر ايهامهم بتقديم حصص إضافية من المساعدات، وتمكينهم من الحصول عليها دون عناء، مقابل قيامهم بأعمال الفوضى داخل قطاع غزة، ونقل معلومات عن المقاومة.
وتتعمد قوات الاحتلال إحداث حالة من الفوضى، وتعميق سياسة التجويع في قطاع غزة، بفرضها حصار مطبق منذ مطلع آذار/ مارس الماضي، فضلا عن دعم العصابات التي تنشط في سرقة المساعدات الشحيحة التي تدخل إلى قطاع غزة.
وشدد المصدر على أن شابا أبلغ جهة أمنية في غزة عن قيام ضابط في مخابرات الاحتلال بالتواصل معه قبل أيام خلال تواجده في محيط مركز تسليم المساعدات غرب رفح، بعد أن تخفى الضابط في لباس عامل مساعدات في المركز.
وحاول ضابط مخابرات الاحتلال إغراء الشاب، بوعده أنه سيمكنه من الحصول على أي كمية يحتاجها من المساعدات والطرود الغذائية، على أن يتعهد الشاب ببيع كميات منها في السوق بأعلى سعر قد يصل إليه، إلى جانب تقديم معلومات عن شخصيات مرتبطة بالمقاومة في قطاع غزة.
ولفت المصدر لـ"عربي21" أن ضابط المخابرات ، الذي يتحدث العربية بطلاقة، تحولت لهجته إلى التهديد باستهداف الشاب المذكور وعائلته بالقصف والاستهداف من الطيران الحربي، بعد رفضه التعاون، وانسحابه من موقع تسليم المساعدات، مؤكدا أن الشاب بادر إلى التواصل مع جهة حكومية للإبلاغ عن تفاصيل ما جرى معه.
من جهة أخرى، نقل مصدر محلي تحدث لـ"عربي21" عن شاهد عيان قوله، إن أشخاصا "مريبين" يشاهدون يوميا في مراكز توزيع المساعدات، يعتقد أن لهم صلة بجيش الاحتلال.
ونقل المصدر عن شاهد عيان ذهب عدة مرات لتسلم المساعدات من نقطة محور "نتساريم" جنوب غزة، أن أشخاصا يضعون "كمامات" على وجوههم يشاهدون وهم يستلمون طرودا من المساعدات، ثم سرعان ما يختفون وسط الآلاف ممن يحضرون لتسلم المساعدات، مشيرا إلى أن هذا المشهد تكرر عدة مرات وأثار الشك والريبة حول هوية هؤلاء ومهمتهم.
ونُقل عن الشاهد قوله، إنه وجمع كبير ممن يذهبون مبكرا لتسلم المساعدات يتفاجأون بتواجد أناس قبلهم يضعون أغطية على وجوههم وكمامات بهدف إخفاء وجوههم.
وأضاف المصدر: "رغم تسابق هؤلاء وذهابهم مبكرا قبل غيرهم للحصول على المساعدات إلا أنهم يتفاجأون بوجود أعداد وصلت قبلهم، رغم خلو الطريق المؤدي إلى المكان من أي شخص أو حركة، فالمنطقة المؤدية إلى مركز التوزيع مكشوفة وبالإمكان ملاحظة من يتحرك في محيطها بسهولة".
وسمحت دولة الاحتلال بدخول كميات قليلة للغاية من المساعدات، لكنها حصرت توزيعها عبر"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية المستحدثة، وهي منظمة أُنشئت بدعم كامل منها مع الولايات المتحدة. إلا أن الوكالات الإنسانية انتقدت المؤسسة، ورفضت الأمم المتحدة العمل معها، مشيرة إلى مخاوف بشأن ممارساتها وحيادها.
وتتهم منظمات حقوقية، وجهات حكومية فلسطينية المؤسسة الأمريكية بالتستر تحت غطاء العمل الإغاثي، بهدف تنفيذ أجندات مشبوهة تتماهي مع الأهداف الإسرائيلية المعلنة من ورءا حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقالت وزارة الداخلية والأمن في قطاع غزة في بيان سابق، إن الاحتلال يحاول السيطرة على توزيع المساعدات بـ"مؤسسة مشبوهة تخدم سياساته وأغراضه".
وأكدت أن الاحتلال يسعى لإحلال الفوضى وتجويع المدنيين واستخدامه سلاحا في وقت الحرب، وإنه يسعى لتحقيق أهدافه الخبيثة في تنفيذ مخططات التهجير وابتزاز المواطنين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال غزة فلسطينيين العمالة التجويع فلسطين غزة الاحتلال العمالة التجويع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من المساعدات فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
14 شهيدا في غزة بردا وغرقا وقرار أممي يطالب إسرائيل بإدخال المساعدات فورا
استشهد 14 فلسطينيا نتيجة الأمطار والبرد في غزة، وانهار أكثر من 15 منزلا منذ بدء المنخفض بيرون الجوي، في حين اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب إسرائيل -باعتبارها قوة احتلال- بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن "14 شخصا -بينهم 6 أطفال- توفوا بسبب البرد وانهار أكثر من 15 منزلا في مناطق عدة بمدينة غزة"، في حين يكافح النازحون في خيامهم المهترئة لحماية أطفالهم من البرد القارس بإمكانيات وقدرات شبه معدومة.
وأفاد مراسل الجزيرة بانهيار مبنى متعدد الطوابق في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة دون وقوع إصابات، في حين انتشلت طواقم الإسعاف والدفاع المدني جثامين 4 فلسطينيين -بينهم طفلان- إثر انهيار منزل في منطقة بير النعجة شمالي قطاع غزة.
ومنذ أول أمس الخميس يعيش مئات آلاف النازحين الفلسطينيين أوقاتا صعبة داخل خيام مهترئة بمختلف مناطق غزة، مع استمرار تأثير المنخفض بيرون على القطاع، حيث أغرقت مياه الأمطار وجرفت السيول واقتلعت الرياح أكثر من 27 ألف خيمة، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
أوضاع مأساوية
من جانبه، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أكثر من 140 ألف شخص تضرروا من الأمطار الغزيرة التي غمرت أكثر من 200 موقع للنزوح في قطاع غزة.
وأكد حق على ضرورة رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى القطاع، مشددا على ضرورة رفع الحظر عن عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا).
في الأثناء، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في فلسطين جوناثان كريكس إن "الحاجة ملحة لإدخال مزيد من المساعدات لقطاع غزة"، داعيا إلى حشد الدعم من أجل ذلك.
وشدد كريكس في حديث للجزيرة على ضرورة تكثيف إدخال الملابس والخيام إلى القطاع.
إعلانبدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما يدخل من مستلزمات الإيواء إلى قطاع غزة لا يلبي الحد الأدنى من المتطلبات، ولا يقي من المطر والبرد.
وأضافت حماس أن استشهاد فلسطينيين في غزة بسبب غرق الخيام والبرد والانهيارات يؤكد أن حرب الإبادة مستمرة وإن تغيرت أدواتها.
ويأتي المنخفض في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعا مأساوية جراء انعدام مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى المستلزمات الأساسية وتراجع الخدمات الحيوية بسبب الحصار الإسرائيلي.
وتعيش نحو 250 ألف أسرة في مخيمات النزوح بقطاع غزة، وتواجه البرد والسيول داخل خيام مهترئة، وفق تصريحات سابقة للدفاع المدني.
قرار أممي
سياسيا، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب إسرائيل -باعتبارها قوة احتلال- بالسماح الفوري وغير المشروط بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان توفير الغذاء والماء والدواء والمأوى لسكان الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع احترام امتيازات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
كما يؤكد القرار -الذي صاغته النرويج- على ضرورة حماية الطواقم الطبية والإغاثية ومنع التهجير القسري وتجويع المدنيين وعدم عرقلة عمل الأمم المتحدة.
ورغم مرور شهرين على اتفاق وقف الحرب على غزة فإن إسرائيل ما زالت تعرقل حتى الآن تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وتشير الأرقام إلى أن ما تسمح إسرائيل بإدخاله حاليا أقل من الحد الأدنى المطلوب لتلبية احتياجات مليونين و400 ألف إنسان يعيشون داخل قطاع غزة.
وفي سياق متصل، شدد بيان صادر عن وزراء خارجية كل من قطر والسعودية ومصر والأردن والامارات وتركيا وإندونيسيا وباكستان على أن دور الأونروا لا غنى عنه لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين ورعايتهم.
وأدان البيان اقتحام القوات الإسرائيلية مقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، واصفا ذلك بالتصعيد المرفوض والانتهاك الصارخ للقانون الدولي.
وأكد على أن دور الأونروا غير قابل للاستبدال، مشددا على الدور الأساسي الذي تتكفل به في توزيع المساعدات بقطاع غزة.
غضب إسرائيلي
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل إلى التعاون مع ما سمتها "أونروا حماس" تثبت مرة أخرى أنها هيئة مشوهة أخلاقيا، وفق تعبيرها.
وزعمت الوزارة أن هناك وثائق عديدة ومقاطع فيديو تؤكد مشاركة موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو الاتهام الذي نفته الوكالة مرارا.
من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن الجمعية العامة للأمم المتحدة "اعتمدت مرة أخرى قرارا غير جاد يُظهر الانحياز ضد إسرائيل"، وفق تعبيرها.
وأضافت الخارجية في بيان أن القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء على حساب الدبلوماسية الفعلية بالمنظمة، مشيرة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اختارت طرح "قرار مثير للانقسام ومسيس يستند إلى مزاعم كاذبة".
وقالت إن القرار يؤكد أن على إسرائيل تنفيذ استنتاجات خاطئة ومضللة لرأي استشاري أصدرته محكمة العدل الدولية، مضيفة أن الآراء الاستشارية ليست أساسا للتشريع، واللجوء إلى استخدامها يعتبر استهزاء بالقانون الدولي.
إعلانوخلفت حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أميركي واستمرت عامين أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90% من البنى التحتية المدنية، بخسائر أولية قُدّرت بنحو 70 مليار دولار.