ذكرت مجلة "The Economist" البريطانية أن "عندما أطل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في الثاني عشر من حزيران، كانت الرمزية التي عرضها تمثل تحولاً خفياً ولكنه مهم. اللافت أن صور آية الله الخميني والأعلام الإيرانية التي كانت حاضرة دائمًا لم تكن موجودة، ووضعت خلفه راية حزب الله الصفراء والأرزة اللبنانية.

في الصيف الماضي، في الوقت الذي قامت فيه إسرائيل باغتيال العديد من كبار قادة حزب الله، بما في ذلك الأمين العام السابق حسن نصرالله، كان هناك استياء متزايد داخل الحزب الشيعي. فإيران، راعية الحزب منذ زمن طويل لم تتدخل لمساعدته. واعتبر البعض هذا الأمر بمثابة خيانة، لكن طهران لم تكن لتعرض نفسها للخطر من أجل حماية وكلائها". 

وبحسب المجلة، "قال الخبير في الشؤون الإيرانية مائير جافيدانفار: "لقد رعت إيران حزب الله لأنها أرادت منه أن يقاتل الإسرائيليين، عوضاً عنها". وفي ذلك الوقت، شبه أحد المنتقدين الشيعة ل"الحزب" العلاقة بين حزب الله وإيران بالعلاقة بين الرئيس وحراسه الشخصيين، قائلاً: "من واجب الحارس الشخصي الدفاع عن الرئيس، وليس من واجب الرئيس أبدًا الدفاع عن حراسه الشخصيين". لم يُزعج هذا المنطق كبارَ قادة حزب الله، ولا سيما نصر الله، الذين كانوا راضين بدورهم كمنفّذين مخلصين لإيران. لقد كانوا يُقاتلون من أجل الثورة الإسلامية. ولكن بالنسبة لقاعدة الحزب في الداخل، لم يكن هذا الشعور ساراً. وقال هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت: "لقد كان عامة الناس، الشيعة العاديون الذين تكبدوا خسائر فادحة وتحملوا إسرائيل، يشعرون بالإحباط". وأضاف: "لقد كانوا يتوقعون حقًا أن تأتي إيران لإنقاذهم"."

وتابعت المجلة، "عادت هذه الإحباطات بقوة في 13 حزيران، عندما شنت إسرائيل حملة جوية شرسة ضد الجمهورية الإسلامية. وكانت الضربات تحمل تشابهاً مرعباً مع الهجمات السابقة ضد حزب الله: معلومات استخباراتية دقيقة، والقضاء على القادة، والتدهور السريع للدفاعات الجوية. ومن جانب بيروت، لم تكن هناك سوى رسالة تعزية رسمية. في وقت ما، كان يُنظر إلى حزب الله على أنه الرادع النهائي لإيران، القوة القادرة على منع الهجوم الإسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني. كان نصر الله يتباهى بضمه مئة ألف مقاتل وترسانة صواريخ. والآن، بينما يُقتل أعضاء القيادة العليا للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، يلتزم قادة الحزب اللبناني الصمت".

وبحسب المجلة، "قد لا يكون أمام حزب الله خيارٌ سوى البقاء خارج اللعبة. فقد تمكنت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من اختراق الحزب بشكل عميق منذ آخر حرب كبرى خيضت بينهما في عام 2006. وفي غضون عامٍ واحدٍ فقط من القتال الذي بدأ بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، قضت إسرائيل على القدرات العسكرية لحزب الله. كما وأدى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في كانون الأول إلى شل جهود إعادة البناء. اليوم، استُنفدت مخزونات حزب الله من الصواريخ، ولا يزال الآلاف من مقاتليه عالقين وغير مسلحين في العراق، بعد أن فروا إلى هناك بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل في تشرين الثاني 2024. وقال خشان: "حزب الله كقوة مقاتلة أصبح شيئا من الماضي". وأضاف: "لقد أصبحوا عاجزين. لا يستطيعون حتى الدفاع عن أنفسهم"."

وتابعت المجلة، "لا تقتصر القيود على الجوانب العسكرية فحسب، بل إن السياسة الداخلية أيضًا حدّت من نفوذ الحزب. فبعد عامين من الشلل والحكومات المؤقتة، تم تعيين رئيس جديد، العماد جوزاف عون، في كانون الثاني، وهو عازم على إعادة تأكيد سلطة الدولة على البلاد، على حساب الفصائل المسلحة بما في ذلك حزب الله. إن ما تبقى من قيادة حزب الله يدرك جيداً أن جر لبنان إلى حرب أخرى قد يدفع البلاد إلى صراع داخلي. ورغم الفوز الساحق للحزب في الانتخابات البلدية الأخيرة، إلا أن هناك بعض الشعور بالاستياء بين قاعدته أيضاً. فلا يزال العديد منهم يشعرون بالغضب لأن الحزب جرّ لبنان إلى حرب حماس بعد هجمات السابع من تشرين الأول، في حين لم يُقدم سوى القليل من المساعدات للمجتمعات الشيعية التي تحولت منازلها إلى أنقاض".

وبحسب المجلة، "إن نفوذ حزب الله على مؤسسات الدولة يتضاءل: فقد تم طرد رجاله من وظائف حساسة في المطار، ويستعيد الجيش السيطرة على النقاط التي كان يسيطر عليها ذات يوم في الجنوب. والآن، أصبح طريق المطار، الذي كان محاطًا قبل أشهر فقط بصور نصر الله وقاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني، مليئاً بإعلانات تعد بـ "عصر جديد" للبلاد. في الواقع، إن إثارة صراع آخر، سواء داخليا أو خارجيا، قد يضعف الحزب أكثر. وعلى نطاق أوسع، تفككت شبكة الوكلاء والفصائل المسلحة التي كانت تُعرف في السابق باسم "محور المقاومة"، المظلة الإقليمية لإيران. حزب الله، الذي لطالما كان جوهرة تاج هذا المحور، غير مهتم بالقتال. وكما يشير أحد المراقبين، فإن محور المقاومة لم يعد قائمًا من دون حزب الله". 

وختمت المجلة، "إن حزب الله، الذي كان في يوم من الأيام أعنف وكلاء إيران، أصبح يتصرف بشكل متزايد مثل أي حزب سياسي لبناني آخر: جريح، وحذر، ويراقب من على الهامش".  المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة عن ترامب والخطر الإيراني.. هذا ما كشفه تقرير لـ"The Telegraph" Lebanon 24 عن ترامب والخطر الإيراني.. هذا ما كشفه تقرير لـ"The Telegraph" 16/06/2025 10:31:40 16/06/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير لـ"The Guardian" يكشف: هذا ما يريده بوتين Lebanon 24 تقرير لـ"The Guardian" يكشف: هذا ما يريده بوتين 16/06/2025 10:31:40 16/06/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 جديد المحادثات الأميركية الإيرانية.. هذا ما كشفته طهران Lebanon 24 جديد المحادثات الأميركية الإيرانية.. هذا ما كشفته طهران 16/06/2025 10:31:40 16/06/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 "حزب الله" أمام اختبار تجنيبه لبنانَ المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية Lebanon 24 "حزب الله" أمام اختبار تجنيبه لبنانَ المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية 16/06/2025 10:31:40 16/06/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص عربي-دولي صحافة أجنبية تابع قد يعجبك أيضاً إغلاق مضيق هرمز: ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية Lebanon 24 إغلاق مضيق هرمز: ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية 03:00 | 2025-06-16 16/06/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 من زحلة الى العالم.. طالب لبناني يتألق في أميركا ويصل إلى النهائيات بمسابقة مرموقة Lebanon 24 من زحلة الى العالم.. طالب لبناني يتألق في أميركا ويصل إلى النهائيات بمسابقة مرموقة 02:30 | 2025-06-16 16/06/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 التشكيلات الديبلوماسية: فضائح وتجاوزات Lebanon 24 التشكيلات الديبلوماسية: فضائح وتجاوزات 01:54 | 2025-06-16 16/06/2025 01:54:51 Lebanon 24 Lebanon 24 لا تعيينات لنواب "الحاكم"... وهذا ما يصر عليه بري Lebanon 24 لا تعيينات لنواب "الحاكم"... وهذا ما يصر عليه بري 03:20 | 2025-06-16 16/06/2025 03:20:10 Lebanon 24 Lebanon 24 مُرشح نقابي حقوقي يتحرك "رغم خسارته مرتين" Lebanon 24 مُرشح نقابي حقوقي يتحرك "رغم خسارته مرتين" 03:15 | 2025-06-16 16/06/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة تايلاند تحتفل بأول ملكة جمال عالم في تاريخها: أوبال تشوانغسي تتوَّج بحفاوة وطنية (صور) Lebanon 24 تايلاند تحتفل بأول ملكة جمال عالم في تاريخها: أوبال تشوانغسي تتوَّج بحفاوة وطنية (صور) 04:13 | 2025-06-15 15/06/2025 04:13:59 Lebanon 24 Lebanon 24 في منتصف الليل.. ما حدث لنانسي عجرم سيُفاجئكم! (صور) Lebanon 24 في منتصف الليل.. ما حدث لنانسي عجرم سيُفاجئكم! (صور) 07:40 | 2025-06-15 15/06/2025 07:40:00 Lebanon 24 Lebanon 24 صناعة لبنانية 100 %.. "سكاي ليرة" أول سيارة طائرة كهربائية بمواصفات عالمية وبأسعار تنافسية (فيديو) Lebanon 24 صناعة لبنانية 100 %.. "سكاي ليرة" أول سيارة طائرة كهربائية بمواصفات عالمية وبأسعار تنافسية (فيديو) 09:30 | 2025-06-15 15/06/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحدّث عن بيروت.. تصريح جديد لوزير الدفاع الإسرائيليّ Lebanon 24 تحدّث عن بيروت.. تصريح جديد لوزير الدفاع الإسرائيليّ 03:50 | 2025-06-15 15/06/2025 03:50:02 Lebanon 24 Lebanon 24 المفاجأة في "قنبلة" تدمر "نووي إيران".. ما هي؟! Lebanon 24 المفاجأة في "قنبلة" تدمر "نووي إيران".. ما هي؟! 15:00 | 2025-06-15 15/06/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban أيضاً في لبنان 03:00 | 2025-06-16 إغلاق مضيق هرمز: ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية 02:30 | 2025-06-16 من زحلة الى العالم.. طالب لبناني يتألق في أميركا ويصل إلى النهائيات بمسابقة مرموقة 01:54 | 2025-06-16 التشكيلات الديبلوماسية: فضائح وتجاوزات 03:20 | 2025-06-16 لا تعيينات لنواب "الحاكم"... وهذا ما يصر عليه بري 03:15 | 2025-06-16 مُرشح نقابي حقوقي يتحرك "رغم خسارته مرتين" 03:09 | 2025-06-16 سرَقَ أموال الجباية وتوارى عن الأنظار.. اليكم ما جرى في صيدا فيديو بعد هجومها المدمّر على إيران... إسرائيل تعلن الانتهاء من عملية واسعة ضد الدفاعات الجوية الإيرانية Lebanon 24 بعد هجومها المدمّر على إيران... إسرائيل تعلن الانتهاء من عملية واسعة ضد الدفاعات الجوية الإيرانية 04:19 | 2025-06-13 16/06/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 أصيب بمرض نادر.. فنان قدير يُثير موجة واسعة من التعاطف بعد إطلالته الأخيرة (فيديو) Lebanon 24 أصيب بمرض نادر.. فنان قدير يُثير موجة واسعة من التعاطف بعد إطلالته الأخيرة (فيديو) 04:21 | 2025-06-11 16/06/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 مُفاجأة.. فنان يعود الى الغناء بعد وفاته بـ14 عاماً! (فيديو) Lebanon 24 مُفاجأة.. فنان يعود الى الغناء بعد وفاته بـ14 عاماً! (فيديو) 01:42 | 2025-06-11 16/06/2025 10:31:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تقریر لـ حزب الله Lebanon 24 م هذا ما

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد

كشف مسؤول أمني إسرائيلي أن التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد، مؤكدًا أن تل أبيب ستتخذ قراراتها وفق ما تقتضيه مصالحها الأمنية خلال المرحلة المقبلة.

وقال المسؤول إن إسرائيل لا تعتقد أن حزب الله سيقبل بالتخلي عن سلاحه عبر أي اتفاق سياسي أو تفاهمات دولية، في إشارة إلى غياب الثقة في إمكانية الوصول إلى تسوية طويلة الأمد مع الحزب.

توتر متصاعد على الجبهة الشمالية

وفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل لن تنتظر إلى ما لا نهاية، في تلميح إلى احتمال اتخاذ خطوات ميدانية إذا لم تتغير المعادلة القائمة على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية.

وتأتي هذه التصريحات وسط استمرار التوتر وعمليات القصف المتبادل، وفي ظل تحذيرات من أن أي خطأ أو تصعيد مفاجئ قد يدفع المنطقة إلى مواجهة أوسع.

وبدأت المواجهة الحالية بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، حيث فتح الحزب جبهة محدودة في الجنوب اللبناني دعمًا لحركة حماس، مستهدفًا مواقع عسكرية إسرائيلية عبر الحدود. 

وردت إسرائيل بسلسلة من الضربات الجوية والمدفعية التي امتدت تدريجيًا لتشمل عمق الجنوب والبقاع، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة في لبنان وإجلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من بلدات الشمال.

على مدى الأشهر اللاحقة، تصاعدت الضربات المتبادلة إلى مستوى غير مسبوق منذ حرب يوليو 2006، مع استخدام الحزب صواريخ دقيقة ومسيرات انتحارية، في حين نفذت إسرائيل اغتيالات نوعية داخل لبنان، بينها استهداف قادة ميدانيين من حزب الله وفصائل حليفة.

جهود التهدئة

مع ارتفاع المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، دخلت أطراف دولية خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة على خط الوساطة لفرض تهدئة بين الجانبين. 

وتم طرح سلسلة مقترحات لوقف إطلاق النار تشمل:

انسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وفق القرار 1701.نشر قوات لبنانية ودولية إضافية.ضمانات أميركية–فرنسية لإسرائيل بشأن أمن الحدود.الهدنة الحالية

مع إعلان واشنطن عن "هدنة مؤقتة" في غزة أواخر 2024، خفض حزب الله وتيرة الهجمات نسبيًا من دون توقف كامل، فيما أبقت إسرائيل على طلعات جوية وهجمات، ما جعل الهدنة هشة وغير رسمية. 

وبقي الطرفان في حالة استنفار عسكري واسع، وتبادل تحذيرات دائمة من أن أي خرق كبير قد يشعل حربًا شاملة.

طباعة شارك حزب الله لبنان إسرائيل الليطاني الاحتلال غزة

مقالات مشابهة

  • القناة 12 الإسرائيلية: المستوى الأمني يضغط باتجاه شن عملية تستهدف حزب الله
  • ر بو عاصي: لا توازن قوى مع إسرائيل والتفاوض ضرورة لحماية لبنان
  • حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
  • بينحزب الله وحاكم مصرف لبنان: هواجس متبادلة قيد البحث
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
  • قطيعة بين حزب الله وفرنسا؟
  • كلام براك: جس نبض الحزب وتهيئة الرأي العام اللبناني لمرحلة مختلفة
  • بو صعب بحث مع لو دريان في الأوضاع الراهنة والتهديدات الإسرائيلية
  • تقرير استرالي: مع اقتراب الموعد .. هل سينجو لبنان من حرب إسرائيلية جديدة؟
  • عن أنفاق الحزب.. تقرير اسرائيلي يكشف المزيد من التفاصيل