توترات الشرق الأوسط تصعد بالذهب لمستويات قياسية
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – دفعت التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران بالشرق الأوسط أسعار الذهب إلى مستويات قياسية مع تسارع وتيرة بحث المستثمرين عن الميناء الآمن لحفظ استثماراتهم.
وفي الأسواق الآسيوية، ارتفع سعر أونصة الذهب بنسبة وصلت إلى 0.6 في المئة لتسجل 3440 دولار متجاوزة بنحو 50 دولار أعلى مستوى سابق لها الذي بلغته في أبريل/ نيسان الماضي.
وتلعب المؤثرات الاقتصادية في ضوء المخاطر الجيوسياسية دورا في هذا الأداء القوي للذهب، حيث تسارع الاتجاه للذهب مع ارتفاع المخاطر المتعلقة بالنمو العالمي بفعل التعريفات الجمركية العنيفة التي تفرضها الولايات المتحدة.
وعلى مدار العام الجاري، ارتفعت قيمة الذهب بأكثر من 30 في المئة.
ودعم الأسعار أيضا خلال هذه المرحلة خفض البنوك المركزية احتياطيها من الذهب والاتجاه للعملات المختلفة والمعادن النفيسة.
من جانبه، أفاد جون فيني، المحلل في شركة Guardian Gold الاسترالية، أن الأسعار لا تزال قريبة من مستويات قياسية وأنه بالنظر إلى الوضع الجيوسياسي فإن أي تصاعد في التوترات سيرفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع قائلا: “الذهب سجل أداء جيد بشكل كبير كميناء آمن خلال الفترة الأخيرة والظاهر أن العديد من المستثمرين أصبحوا يخرجون من السندات الأمريكية ويتجهون إلى الذهب على المدى الطويل”.
وكان يوم الجمعة الماضية شهد ارتفاعا بنحو 1.4 في المئة في سعر الذهب. ويرجع هذا الارتفاع إلى تعزز توقعات المستثمرين بشأن اتجاه الفيدرالي الأمريكي لخفض الفائدة هذا العام وذلك عقب بيانات التوظيف والتضخم الضعيفة الواردة من الولايات المتحدة.
وسجعل خفض الفائدة الذهب الذي لا يحقق عائد من الفائدة أكثر جاذبية للمستثمرين.
واعتبارا من صباح اليوم ارتفع سعل الذهب اللحظي بنحو 0.3 في المئة ليسجل 3441.35 دولار.
وكان مؤشر بلومبيرغ للدولار اللحظي قد تراجع الأسبوع الماضي بنحو 0.8 في المئة، غير أنه سجل ارتفاعا هذا الأسبوع بنحو 0.1 في المئة.
هذا وسجل معدن الفضة تراجعا طفيفا، بينما اتجهت أسعار البلاتين والبلاديوم للارتفاع.
Tags: أسعار الذهبالتوترات بالشرق الأوسطالهجمات الإيرانية على اسرائيلالهجمات الاسرائيلية على إيران
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أسعار الذهب التوترات بالشرق الأوسط الهجمات الإيرانية على اسرائيل الهجمات الاسرائيلية على إيران
إقرأ أيضاً:
فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، مقالا، للزميلة الأولى في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، زها حسن، قالت فيه: "إنه وفي أعقاب الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المواقع النووية الإيرانية وما تلاها من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بدا أن اتفاقا آخر بات وشيكا، هذه المرة في غزة".
وأضافت حسن، في المقال الذي ترجمته "عربي21": "مع ذلك، في أواخر الأسبوع الماضي، أوقفت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مشاركتهما في المفاوضات، متهمتين حماس بنقص التنسيق وحسن النية".
وتابعت: "إن استمرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في احترام إسرائيل وانسحابه من المحادثات خطأ فادح. فما لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن رغبة ترامب في قيادة سلام إقليمي أوسع يشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية ستُصبح من الماضي".
وأردفت: "مع ذلك، لم يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم القومي المتطرف، أي مؤشرات على استعدادهم لإعطاء الأولوية لسلام دائم. حتى لو تم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، فقد أكد نتنياهو أن إنهاء الحرب في غزة مستحيل حتى يتم نزع سلاح حماس بالكامل ونفي قادتها".
وأوردت: "حتى في هذه الحالة، يريد أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة والضفة الغربية إلى أجل غير مسمى"، مضيفة: "في أيار/ مايو، قال نتنياهو عن سكان غزة: نحن ندمّر المزيد والمزيد من المنازل، وليس لديهم مكان يعودون إليه. والنتيجة الحتمية الوحيدة هي رغبة سكان غزة في الهجرة خارج قطاع غزة".
واسترسلت: "لكن صيغة نتنياهو لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط غير مناسبة. لن تقبل أي حكومة عربية بالتهجير القسري للفلسطينيين. علاوة على ذلك، أوضحت الدول العربية بشكل متزايد أنها لم تعد مستعدة لتعميق علاقاتها أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى تقبل إسرائيل بدولة فلسطينية ذات سيادة".
"شكّل نتنياهو عقبة أمام أهداف ترامب في الشرق الأوسط منذ ولايته الأولى في البيت الأبيض. آنذاك، كان ترامب يأمل في أن يجعل من اتفاق سلام كبير في الشرق الأوسط إنجازه الأبرز. لكن بسماحه لنتنياهو بالمشاركة في صياغة خطته لعام 2020 للسلام الإقليمي الشامل، قضى ترامب على أي فرصة كانت لديه للنجاح" وفقا للمقال نفسه.
وأوضح: "إذا كان لأحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما تلاها من أحداث أثر بالغ على الدول العربية الرئيسية، فهو أن الحاجة إلى السلام والأمن الإقليميين مُلحّة، وأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لا ينفصل عن هذا الهدف. لقد أصبح غياب الحل بمثابة حبل مشنقة للأمن القومي يلفّ عنق كل دولة في الشرق الأوسط".
ومضى بالقول: "كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واضحا: فبعد ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، لا يمكن لبلاده قبول سوى عملية تطبيع تُشبه تلك التي اقترحتها مبادرة السلام العربية لعام 2002، والتي اعتُمدت في قمة جامعة الدول العربية: يجب على إسرائيل أولا قبول دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وعندها فقط ستُطبّع السعودية العلاقات".
وتابع: "ينبغي على ترامب أن يسعى إلى اتفاق يحظى بدعم مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في الشرق الأوسط، وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي، وفي أوروبا. سيحتاج إلى العديد من الحكومات في تلك المناطق إلى جانبه للمساعدة في توفير مليارات الدولارات اللازمة لتمويل إعادة إعمار غزة".
واسترسل: "فقط عندما تخضع غزة والضفة الغربية لسلطة واحدة، يمكن أن تبدأ المهمة الهائلة المتمثلة في تعافي غزة وإعادة إعمارها. ولا يمكن إلا لقيادة فلسطينية موحدة وشرعية أن تضمن الالتزام بشروط أي اتفاق سياسي مستقبلي مع إسرائيل".
وأبرز: "في نهاية المطاف، وللتوصل إلى سلام حقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سيحتاج ترامب إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الجهة المعترف بها دوليا والتي تمتلك الأهلية القانونية لتوقيع اتفاق نيابة عن جميع الفلسطينيين. وبدعمه ضم حماس تحت مظلة المنظمة، سيخفف من احتمالية وجود مفسدين".
واستدرك: "كان ترامب مستعدا بشكل فريد للانفصال عن إسرائيل في العديد من القضايا - على سبيل المثال، من خلال عقد صفقات مع جماعة الحوثي في اليمن وفتح حوار دبلوماسي مع الزعيم السوري الجديد، أحمد الشرع، على الرغم من تحالفه السابق مع تنظيم القاعدة".
وبحسب المقال نفسه، "سيُضطر ترامب إلى الانفصال عن نتنياهو مجددا، بغض النظر عن تداعيات ذلك على مستقبله السياسي. عليه التراجع عن تصريحه السابق الداعم لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة، وأن يُوجّه رسالة مباشرة للإسرائيليين مفادها أن أمنهم مرتبط بأمن الفلسطينيين وسائر المنطقة".
واختتم بالقول: "فيما يتعلق بإسرائيل والفلسطينيين، أبدت إدارة ترامب مرونة بالفعل بخروجها عن تقليد واشنطن التقليدي بفتح قنوات اتصال مع حماس لضمان إطلاق سراح مواطن أمريكي محتجز في غزة. والآن، يتطلب وضع المصالح الأمريكية في المقام الأول التوسط لوقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة. إذا مضى ترامب قدما، فقد يُحقق إنجازا يُستحق جائزة السلام - ولكن ليس إذا ماتت غزة جوعا".