ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصيدة الأولى ــــــــــــــــــــــــــــــــ
غياب العذر
قصير العمر في الذابح وفي المذبوح
وتـوقـيـت القــدر قــد تــم تــوثيــقـه
كل شدة ولها رخاء، وكل عسر ووراءه يسر، وكل زمن وله ناسه، وله حكاياته، وأسراره، نعيشها بحلوها، ومرها، نساير أوقاتها، ونحيا أيامها، ونركب موجاتها، وننظر إلى الأمام، حيث يكون الموج عاليا، والهدف بعيدا، على جزيرة من زمرد، ننيخ عليها ركابنا، ونشعل فتيل قصائدنا، ونعيد لأرواحنا شيئا من الوهج، والضوء، كي نرى ما حولنا بوضوح، لعل الحكاية القادمة تكون أجمل.
الشاعر سالم المعشني "أبو قيس" يجدف في بحر الشعر الهائج، ويركب خيل القصيدة، ويتذكر، ويذكّر، ويعود إلينا بالجمال القادم.
عـلى وحــيَه إلـهـي..طـاف سـرّ الّلـوح
وشـقّ المــوج والـكـربات والــضــيقة
بهـم عادت إلى المـرسى سفـينة نوح
ونـجّــى ربــنا أصـــدق مـخــاليــقـــه
إذا آمـنــت بالــرحــمــن يا مــمــدوح
كبــير الهــمّ تـــتــكــسّـر مـغــاليــقــه
ذرفت الدّمع أو طالت عـليك جـروح
تـرى تـبـرأ ولـو هـي ظــلــم وعْمـيـقة
قصير العمر في الذابح وفي المذبوح
وتـوقـيـت القــدر قــد تــم تــوثيــقـه
مـواويـلك تشــابــه عـندليــب الـدوح
وأبـيــاتـك تـــغــذّي روح وحْــديـــقة
وأيـامــك بــها الـخســران والـمــربوح
بسـوق الكـيـر عــاب المـسـك تسويقه
غيـاب العذر في طبع العـرب مسموح
وعـهـدك دوم لا تـخــدش مــواثيــقـه
وباب الـخــير خـلّــه للــدرك مـفتــوح
بيــوت الـعــز تــروي للـعــطش ريـقــه
ألا يا حُــب فــي هذا الجـسـد كالــروح
أنا أدري بـأنــك صــــــــدق وحْـقـيــقة
إذا جـاهرت في عـشـقي عـلى المفتوح
كثير الـصـمت في العــشــاق ما أطـيـقه
غـلبـني حُـسن بـدوي مـستـحي مملوح
وخـافــــق تــدفــعـه أحــلام وتــعـيـقـه
كـحـيل العـين والمبـسـم عسل مجبوح
وجـنّــنـي جــــمـــال الــفــم وبْريــقــه
شــفـايــف لـونــها أحـمـر كـلـون الجوح
ســوالـــف حــالــية كالــورد ورحـيـقــه
نسـايم طـِيــب من جعده شــذى بتـفوح
جــدايـل عــدّت الأمــتـــان وطلــيــقة
عـلى نــور الـفـلــق البــاهــت المـكبـوح
تـجــلّى طــــول بالمـقـياس تـنـسيــقه
أخبــي أيـش وأتـحــدّث خــجــل وأبوح
كـفـاني وجــد مـا لــه حــلّ وطـــريــقة
متــيـم هــام فـــي دنيــا نــكـــد ونــزوح
ولي قـد كــان مـوطــن حــب وعـشيــقة
سالــم بن بخــيت المعشني (أبو قيس)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــالقصيدة الثانية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دروب الريح
يكفي كم طاحوا حبايب
نصفهم هاجر وراح
ونصفهم لا زال غايب
ما بقت غير الهدايا والصور
والغرام اللي تكسّر في المرايا
والحديث البارد المرمي على آخر رصيف
من ليالي البرد والحب العفيف
حين تبدأ الشمس بنسج ضوئها، وتخرج الطيور من أعشاش حلمها، ويسيل ماء القصيدة من فم الشاعر، يبقى المشهد مدهشا، يحكي حكايته، ويعبث بألواح الشِعر، ويسوق أمامه قطيع الكلمات، فيرسم لوحته الأثيرة، حيث تتكشف الحكايات، وتسرد قصص الأحلام الفارعة، ويبدأ الصباح في نسج سؤالاته، فنجد هناك من يمسك بأطراف المشهد، ويؤثث للحياة، يعيدها إلى مربعها الأول، ويجعل المكان أكثر لطفا وأمانا وجمالا..
الشاعر ياسر المشيفري يمشي في دروب الريح، ممسكا القلب بيد، والقصيدة باليد الأخرى.
أرمي من الشباك
جريدة هالصباح
الشاي في كوبه برد
وانتي تلمّي الياسمين،
تهديني منه وتضحكين،
"طيّب أريد أعطيك أبيات الشعر
وأستحلفك بالله
وجهي ما يمرّك؟!
اسمي ما يسرّك؟!
عطري ما يحرك شي راكد في مياهك؟!"
هاتي بس هذي الجريدة
ولو سمحتي تمسكي هذي الظفاير
عن دروب الريح
والشعر الحرير
لا تضايقني وتزعل،
لا تحركني وتوقف،
لا تعلقني ومن عيني تطيح،
يكفي كم طاحوا حبايب
نصفهم هاجر وراح
ونصفهم لا زال غايب
ما بقت غير الهدايا والصور
والغرام اللي تكسّر في المرايا
والحديث البارد المرمي على آخر رصيف
من ليالي البرد والحب العفيف
العذر يمكن توهّمته و..جاك
يمكن يمرّك صباحي يوم وتتذكر جراحي
نايم أو كنت صاحي
لا تهز الغصن قلبي ما مسكته
يوم صدّيت وجرحته
يوم ما قلبك حلف
والحب خنته
مع "صباح الخير" وانته
هات سولف عن بعضنا
وعطّر الدنيا بضحكة
قول للعالم حكاية ..
أو تعال اسند همومك
فوق كتفي
ولا تخاف أقدر تراني
رغم ضعفي
وكثر ما فيني جروح
هاتها عيونك وروح
لا تمر الشارع المنسي ظلام
ولا تهل الدمع ما يسوى حرام
هذا يمكن كل ما حبيت أقوله من كلام
ياسر المشيفري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالقصيدة الثالثة ــــــــــــــــــــــــــ
طفل وعصفور
كم كان ودّي أقل للطير: " طر وابتعد "
وكم كان ودّي يصير الطفل جدًا قريب!
ما أجمل السلام في هذا العالم، ما أجمل هذا الهدوء المريب الذي يلف المكان، يشعرنا بالدفء، يخرجنا من دائرة الرتابة، إلى ذاكرة الروح، يجعلنا أكثر هدوءا، واتزانا، نرى الأشياء على حقيقتها، نحاول أن نمسك بأطراف المعادلة كلها، نجمعهم على طاولة واحدة، نرتبهم واحدا، واحدا، ونهذب ذلك السلوك المريب فيهم، نحاول مرات ومرات، ولكن تبقى الفطرة كما هي، لا يمكن العبث بها، رغم كل المحاولات لأنسنة الأشياء، أو إعادة تأهيلها.
الشاعر السعودي عبدالله الزهراني يحاول تجميع المتضادات، ويحكي البوح الداخلي التالي، ولكن يبقى لكل مغامرة نهاية محتومة..
عصفور عـَ الغُصن، يا صبح الهنا يا بلد
والطفل ينسلّ كالثعبان، وضعه مريب
الطفل فِي يدّه حصاة وفي جيوبه مدد
والطير مخمور بالألحان شَدْوه عجيب
كم كان ودّي أقل للطير: "طر وابتعد"
وكم كان ودّي يصير الطفل جدًا قريب!
وكم كنت خايف على العصفور من هالولد
وأخاف جدًّا على الطفل إن رمى ما يصيب
تناقضاتي طغت، ودّي وودّي بجد
أجيب الأثنين وأجمعهم حبيب وحبيب
فلا الصبي يخطي الرمية ويلقى النّكد
ولا الحجر يهدي العصفور ما لا يطيب
يا ليت نصبح ثلاثتنا أصدقا للأبد
شاعر، وعصفور يترنّم، وطفلٍ لبيب
سُحقًا لمتعة تكون بسلب مُتعة أحد
سُحقًا لمن يرجو المُتعة، وحقّه سليب!
عبدالله عطية الزهراني ـ السعودية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کان ود ی
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاد زبيدة ثروت.. "ملكة الرومانسية" صاحبة أجمل عيون في السينما المصرية
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت، إحدى نجمات الزمن الجميل اللاتي تركن بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري والعربي، عُرفت بجمالها الساحر، وملامحها الرقيقة، وأدائها الرومانسي الهادئ الذي أسر قلوب المشاهدين، ولا تزال أعمالها حاضرة في وجدان الأجيال رغم مرور السنوات.
في هذا التقرير، نُسلط الضوء على محطات حياتها من النشأة وحتى رحيلها، مرورًا بأهم أعمالها وزيجاتها.
النشأة والبداية
وُلدت زبيدة أحمد ثروت في 14 يونيو عام 1940 بمحافظة الإسكندرية، لعائلة مصرية من أصول شركسية، وكان والدها ضابطًا بحريًا، نشأت في بيئة محافظة، وكان لديها أربعة أشقاء، من بينهم شقيقتها التوأم حكمت.
حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية، وعملت لفترة قصيرة في مجال المحاماة، قبل أن ينتقل بها القدر إلى عالم الفن.
طريقها إلى النجومية
بدأت قصة دخولها إلى الفن بعد فوزها في مسابقة جمال نظمتها مجلة "الجيل"، ثم اختيرت كأحد أجمل عشرة وجوه في مصر من قِبل مجلة "الكواكب"، ما لفت أنظار المخرجين إليها.
انطلقت في مشوارها الفني عام 1956 من خلال فيلم "دليلة" الذي شاركت فيه إلى جانب عبد الحليم حافظ وشادية، لتبدأ بعدها سلسلة من الأدوار التي رسّخت اسمها كنجمة من نجمات الصف الأول.
أبرز أعمالها السينمائية
تنوعت أعمال زبيدة ثروت بين الدراما والرومانسية والاجتماعية، ومن أشهر أفلامها: "الملاك الصغير" (1957)،"نساء في حياتي" (1957)، "بنت 17" (1958)، "عاشت للحب" (1959)،"شمس لا تغيب" (1959)، "في بيتنا رجل" (1961) إلى جانب عمر الشريف، "يوم من عمري" (1961) مع عبد الحليم حافظ
كما شاركت في أفلام أخرى بارزة مثل "المذنبون"، و"الحب الضائع"، و"كيف تتخلص من زوجتك"، ما منحها لقب "أميرة الرومانسية" عن جدارة.
أعمالها المسرحية والتلفزيونية
رغم أن زبيدة ثروت لم تُقدم العديد من الأعمال المسرحية، فإنها برزت في مسرحية "20 فرخة وديك" و"عائلة سعيدة جدًا".
كما ظهرت في أعمال تلفزيونية وإذاعية محدودة، منها المسلسل التلفزيوني "وفاء بلا نهاية"، وبرامج درامية إذاعية مثل "أفواه وأرانب" و"رد قلبي".
زيجاتها وحياتها الخاصة
تزوجت زبيدة ثروت خمس مرات، وكانت أول زيجاتها من ضابط البحرية إيهاب الغزاوي، ثم من المنتج السوري صبحي فرحات، والذي أنجبت منه أربع بنات.
بعد ذلك، تزوجت من المهندس محمد إسماعيل، ثم من الفنان عمر ناجي، ويُقال إنها تزوجت أيضًا من كوافير لبناني يُدعى نعيم.
من القصص اللافتة في حياتها، ما كشفته لاحقًا عن حب عبد الحليم حافظ لها، ورغبته في الزواج منها، والتي لم تكن تعلم بها إلا بعد زواجها، وهو ما أثّر فيها كثيرًا، حتى أوصت أن تُدفن بجواره.
الاعتزال والابتعاد عن الأضواء
اعتزلت زبيدة ثروت التمثيل في أواخر السبعينيات بعد مشاركتها في فيلم "المذنبون"، وفضلت الابتعاد عن الأضواء، مكتفية بما قدمته من فن راقٍ وأداء متميز.
عاشت بعد الاعتزال لفترة في الولايات المتحدة قبل أن تعود إلى مصر وتقضي سنواتها الأخيرة بعيدًا عن الكاميرات.
وفاتها ووداع جمهورها
في 13 ديسمبر عام 2016، غادرت زبيدة ثروت عالمنا بعد صراع مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 76 عامًا.
شُيعت جنازتها من مسجد السيدة نفيسة وسط حزن كبير من جمهورها ومحبيها، الذين لطالما أحبوا فنها ورقّتها.