الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ونزوح بالداخل
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
التقت صحيفة هآرتس العبرية بعدد من المغادرين، منهم "شارون" التي ودّعت زوجها المتجه إلى لندن قائلة: "الناس في حالة جنون... القوارب تغادر بلا توقف" اعلان
تعيش إسرائيل مشهداً غير مسبوق من الذعر والنزوح، بعد اتساع رقعة الحرب المفتوحة مع إيران، ما دفع آلاف المواطنين للبحث عن ملاذات آمنة داخل البلاد وخارجها، في مشهد يذكّر بأيام الحروب الكبرى.
السفر عبر البحر
منذ اندلاع المواجهة، تحوّل ميناء هرتسليا المطل على البحر المتوسط إلى نقطة انطلاق لـ "الهاربين من الجحيم"، بحسب ما كشفت صحيفة هآرتس العبرية. فمع ساعات الصباح الأولى، يتوافد العشرات إلى المرفأ وهم يجرّون حقائبهم على أمل العثور على قارب أو يخت صغير ينقلهم إلى قبرص، ومنها إلى وجهات أوروبية أخرى، مقابل آلاف الدولارات.
وتنشط في هذا السياق مجموعات خاصة على موقع "فيسبوك" تنسّق عمليات السفر، وتشير الصحيفة إلى وجود "مئات الأشخاص" يخططون لمغادرة إسرائيل عبر البحر، في ظل تزايد العروض التجارية من مالكي اليخوت الذين يستغلون حالة الطوارئ.
كما رُصدت أنشطة مشابهة في مرافئ حيفا وعسقلان، حيث ينتظر أصحاب القوارب الصغيرة نقل مجموعات لا تتجاوز عشرة أشخاص في كل رحلة. وتقدّر هآرتس أن ما لا يقل عن مئة شخص تجمعوا في مرسى هرتسليا في أحد الأيام، في حين لا تزال سلطة السكان عاجزة عن تحديد حجم الظاهرة.
ورغم نفي الكثير من المغادرين لسبب رحلتهم، إلا أن الصحيفة أكدت أن دوافعهم ترتبط بالخوف من الضربات الإيرانية، رغم استخدامهم أسماء مستعارة ورفضهم الإدلاء بتصريحات علنية.
Relatedنتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إلى قلب المواجهةماذا نعرف عن نظام "باراك ماغن" الذي استخدمته إسرائيل لصدّ المسيّرات الإيرانية؟خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل على الخط.. فماذا بعد؟رحلة بلا عودةالتقت الصحيفة بعدد من المغادرين، منهم "شارون" التي ودّعت زوجها المتجه إلى لندن قائلة: "الناس في حالة جنون... القوارب تغادر بلا توقف"، فيما عبّر "عيدي" عن قناعته بأن رحلته إلى قبرص هي بداية لحياة جديدة في البرتغال، مضيفاً بسخرية: "إن كانوا سيقصفوننا، فعليهم أن يكونوا دقيقين جداً".
أما "حاييم"، الذي اصطحب ابنه إلى المرفأ، فقال إن ولده رجل الأعمال الشاب "عالق منذ أيام" ولا خيار أمامه سوى السفر إلى ميلانو الإيطالية مؤكداً: "هو لا يفرّ، بل فقط يبحث عن طريق للعودة إلى عمله".
حركة نزوح داخليفي موازاة المغادرة بحرا، تشهد إسرائيل موجة نزوح داخلي، خاصة من منطقة غوش دان التي تضم تل أبيب الكبرى، والتي أصبحت في مرمى الصواريخ الإيرانية. ووفق تقرير للقناة 12 العبرية، يبحث سكان هذه المناطق عن شقق بعيدة عن دائرة الاستهداف، خصوصاً في منطقة الشارون أو السهل الساحلي.
إحدى السيدات، التي رمزت لاسمها بحرف "ف"، تحدثت عن ظروفها المعيشية في مبنى قديم شمال تل أبيب، يفتقر لملجأ صالح للاستخدام، وقالت إنها وصديقتها قررتا مغادرة المنطقة فوراً بحثاً عن شقة تتضمن "غرفة محصنة"، بعد تكرار الهجمات الصاروخية الإيرانية.
ويؤكد التقرير أن الطلب على الشقق في مناطق الشمال والجنوب ارتفع بشكل كبير، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الإيجار. فبحسب القناة، فإن متوسط إيجار شقة لليلة واحدة في الشمال بلغ 600 شيكل، فيما تصل الأسعار في السهل الساحلي إلى 300 شيكل، ويمكن العثور على خيارات أرخص في الجنوب، حيث تبدأ الأسعار من 100 شيكل لليلة الواحدة.
العودة إلى الجنوبفي مفارقة لافتة، قرر عدد من سكان كيبوتس "رعيم"، الذين فروا إلى تل أبيب عقب هجوم 7 أكتوبر 2023، العودة إلى منازلهم المهجورة، بعد أن باتت تل أبيب نفسها تحت القصف. وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن العديد منهم غادروا مساكنهم المؤقتة في الأبراج السكنية جنوب تل أبيب، وعادوا إلى الكيبوتس رغم ذكريات الهجوم الذي شنّته حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى مسلحة على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023 ما أسفر عن قتل المئات وأسر أكثر من 250 رهينة.
إسرائيل في مواجهة التصعيدتأتي هذه الموجات بعد أن شنّت إسرائيل، فجر الجمعة، هجوماً مفاجئاً استهدف منشآت نووية إيرانية وقواعد صاروخية، وأدى إلى اغتيال قادة وعلماء نوويين. وردّت طهران بقصف صاروخي كثيف وهجمات بطائرات مسيّرة، أسفرت عن قتلى وجرحى وخسائر مادية، فيما لا تزال وتيرة التصعيد مفتوحة على سيناريوهات أكثر خطورة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب بنيامين نتنياهو إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب بنيامين نتنياهو الشرق الأوسط إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب بنيامين نتنياهو هجمات عسكرية علي خامنئي سوريا صواريخ باليستية قطاع غزة حروب تل أبیب
إقرأ أيضاً:
لماذا قلصت إيران عدد الصواريخ التي تطلقها على إسرائيل؟
يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن تقليل إيران لعدد الصواريخ التي تهاجم بها إسرائيل يثير تساؤلات عما إذا كانت بصدد تغيير إستراتيجيتها العسكرية في ظل التحديات الجديدة التي تفرضها الحرب.
وبحسب العقيد الفلاحي، فقد استخدمت إيران في ردها على الهجوم لإسرائيلي كميات كبيرة من الصواريخ لغرض الإشباع الجوي وإشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية؛ ففي اليوم الأول أطلقت حوالي 200 صاروخ، ثم بدأ هذا الرقم يتراجع.
وقال إن الصواريخ التي أطلقتها اليوم تختلف عن الصواريخ السابقة من حيث قدرتها على الاختراق والوصول إلى المدن الإسرائيلية، واستبعد في السياق ذاته أن يكون تأخر الإنذارات في إسرائيل له علاقة بتقليص الصواريخ الإيرانية.
وأعلن قائد القوات البرية الإيرانية كيومرث حيدري اليوم بدء موجة من الهجمات القوية باستخدام أسلحة متطورة، موضحا أن القوات الإيرانية استخدمت مسيّرات انقضاضية ذات قدرة تدميرية عالية لتدمير مواقع إسرائيل الإستراتيجية.
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني استهداف مركز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في هرتسيليا ومركز تخطيط عمليات الاغتيال في تل أبيب.
وبحسب وكالة تسنيم، فإن الحرس الثوري أطلق موجة جديدة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد إسرائيل، وذكر التلفزيون الإيراني أن هذه هي الموجة العاشرة من عملية "الوعد الصادق 3".
في حين ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن إيران شنت 17 موجة هجومية على إسرائيل بحوالي 400 صاروخ باليستي منذ بداية الحرب.
وتستخدم إيران -يضيف العقيد الفلاحي في تحليله العسكري لتطورات الحرب الإيرانية الإسرائيلية- أنواعا مختلفة من الصواريخ، منها الصواريخ التكتيكية التي تضم "فتاح 1″، وفتاح 2″، و"شهاب"، و" أبابيل" و"سجيل"، وهناك صاروخ "عماد" وصاروخ "قاسم" وغيرها من الصواريخ.
مراقبة جوية مستمرةوقال إن الضربات الإسرائيلية تهدف إلى محاولة تدمير منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، باعتبار أن هذه الصواريخ تضرب مواقع حساسة وتسبب خسائر كبيرة للإسرائيليين، مشيرا إلى أن الضربات الإسرائيلية تتركز على المناطق الغربية من إيران، وهناك قصف متواصل على مناطق متعددة، خاصة في ظل المراقبة الجوية الإسرائيلية المستمرة لإيران.
إعلانوزعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش دمر نحو نصف منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، لكن طهران لم تعلق على هذه المزاعم.
وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ الجمعة الماضية، وقد استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في مدن إسرائيلية عدة.