شهد ريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، خلال الساعات الماضية، تصعيداً غير مسبوق تمثل بتوغل واسع لقوات من الجيش الإسرائيلي مدعومة بجرافات ومدرعات عسكرية، في بلدتي طرنجة والحميدية، أسفر عن هدم عدد من المنازل واعتقال مدنيين، في خطوة وصفتها مصادر محلية بأنها “تمهيد لفرض واقع أمني جديد في المنطقة الحدودية”.

ووفقاً لما أفاد به عمر عقلة، أحد وجهاء الجنوب السوري، لوكالة “سبوتنيك”، فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة الحميدية بعد منتصف ليل الاثنين، مطلقةً نداءات عبر مكبرات الصوت تطالب السكان بإخلاء منازلهم، لا سيما في الجهة الشمالية من البلدة، بحجة “دواعٍ أمنية”.

وأضاف عقلة أن “القوات اعتقلت أربعة مدنيين على الأقل، بالتزامن مع هدم نحو 14 منزلاً بزعم قربها من مواقع عسكرية إسرائيلية”، مشيراً إلى أن العملية جرت وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال وتحليق دائم لطائرات استطلاع في أجواء المنطقة.

وفي بلدة طرنجة شمالي القنيطرة، نفذت قوة إسرائيلية عملية اقتحام وتفتيش شملت عدداً من المنازل، واعتقلت مدنيين اثنين، قبل أن تتمركز في الطريق الواصل بين تل أحمر ومزارع الأمل، وهو محور استراتيجي يربط عدة نقاط عسكرية، كما سجل توغل آخر في محور سد المنطرة بريف القنيطرة الغربي، ترافق مع إغلاق معظم الطرق المؤدية إلى المنطقة.

ونقلت المصادر عن أحد الضباط الإسرائيليين المشاركين في العملية قوله إن “المنازل التي تم هدمها تمثل تهديداً أمنياً محتملاً لقربها من مواقع عسكرية إسرائيلية وقد تُستخدم في هجمات مستقبلية”، في تبرير رسمي لعمليات التدمير والاعتقال التي طالت السكان المحليين.

تصعيد هو الأول من نوعه منذ السيطرة على القنيطرة

وتُعد هذه التطورات الأولى من نوعها منذ دخول الجيش الإسرائيلي إلى محافظة القنيطرة، في أعقاب رحيل حكومة الرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وسيطرة إسرائيل على نحو 95% من مساحة المحافظة، بحسب تقارير ميدانية.

وأثار هذا التصعيد العسكري ردود فعل غاضبة بين سكان القنيطرة، الذين ناشدوا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التدخل العاجل لوقف ما وصفوه بـ”عمليات التهجير القسري والتصعيد العسكري المنهجي بحق المدنيين”.

وتشير تقديرات محلية إلى أن عشرات العائلات باتت مهددة بفقدان مساكنها، وسط مخاوف من توسيع نطاق العمليات إلى قرى وبلدات مجاورة.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية على خلفية التوتر بين إسرائيل وإيران، ووسط تحركات عسكرية إسرائيلية متزايدة في الجنوب السوري، لا سيما في درعا والقنيطرة، في ظل غياب أي رد رسمي من الحكومة السورية أو حلفائها حتى الآن.

خلفية استراتيجية

تشكل محافظة القنيطرة موقعاً استراتيجياً بالغ الحساسية، نظراً لقربها من الجولان المحتل ولارتباطها بخطوط إمداد تمتد حتى ريف دمشق ودرعا. ومنذ سيطرة إسرائيل على معظم أراضيها في نهاية عام 2024، تسعى تل أبيب، وفق مراقبين، إلى “تأمين حدودها عبر فرض واقع أمني وعسكري جديد”، وسط صمت إقليمي ودولي حذر.

ويُرجح أن تستمر العمليات في القنيطرة خلال الأيام المقبلة، خصوصاً مع التلميحات الإسرائيلية المتكررة إلى “توسيع المجال العملياتي في الجنوب السوري لمواجهة التهديدات القادمة من إيران وحلفائها”، في إشارة إلى وجود عناصر من حزب الله أو وحدات موالية لطهران في المنطقة.

وتبقى تداعيات هذا التصعيد مفتوحة على احتمالات التصعيد العسكري أو الاحتواء السياسي، في ظل غياب تسوية نهائية للوضع في جنوب سوريا.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

6 حافلات تجلي مدنيين من محافظة السويداء جنوبي سوريا

أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، السبت، بوصول 6 حافلات إلى مدينة بصرى الشام بالريف الشرقي لمحافظة درعا، استعدادا لإجلاء مدنيين من محافظة السويداء المجاورة، جنوبي البلاد.

وقالت الوكالة الرسمية: "وصول 6 حافلات إلى بصرى الشام في ريف درعا، تمهيدا لدخولها إلى محافظة السويداء، لإجلاء عدد من المدنيين"، دون تفاصيل أخرى.

وفي تصريحات سابقة، قال متحدث وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، إن إجلاء المدنيين من السويداء "مؤقت"، مشيرا إلى أن الجميع سيعودون بعد تأمين المدينة.



وأوضح "البابا" حينها، أن الدولة ستعمل على بسط الأمن والقانون في السويداء تمهيدا لعودة المدنيين.

في السياق، قالت محافظة السويداء في بيان عبر منصة "تلغرام": "دخول قافلة مساعدات إنسانية جديدة إلى محافظة السويداء عبر ممر مدينة بصرى الشام".

وأكدت المحافظة، أن القافلة "تضم 10 شاحنات تحتوي على مواد غذائية وطحين"، دون تفاصيل أخرى.
وبشكل يومي، تدخل مساعدات إنسانية إلى السويداء عبر معبر بصرى الشام، كما تتواصل عمليات الإجلاء للراغبين، باتجاه مراكز الإيواء، لا سيما في محافظة درعا.

ومنذ مساء 19 تموز/ يوليو الماضي، تشهد السويداء وقفا لإطلاق النار عقب اشتباكات مسلحة دامت أسبوعا بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، خلفت 426 قتيلا، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، آخرها في 19 يوليو الماضي.

ولم تصمد الاتفاقات الثلاث السابقة طويلا، إذ تجددت الاشتباكات إثر قيام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز، بتهجير عدد من أبناء عشائر البدو من السنة وارتكاب انتهاكات بحقهم.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يعلنون تنفيذ عمليات عسكرية ضد 3 أهداف إسرائيلية
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يداهم مواقع في جنوب سوريا قرب الجولان ويضبط أسلحة
  • الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع بسوريا ويتحدث عن مصادرة أسلحة
  • تطورات عسكرية في الجنوب السوري.. الجيش الإسرائيلي يعزز تمركزه ويشن غارات دقيقة
  • العدو الإسرائيلي يشن حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة المحتلة
  • شرارة حرب في سوريا؟ اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بين الجيش السوري و قسد في ريف حلب
  • إصابة 7 مدنيين بقصف لقوات سوريا الديمقراطية على ريف منبج والجيش يتصدى لهجوم
  • تصعيد جديد.. الجيش الإسرائيلي يتخذ مقرا له جنوبي سوريا
  • 6 حافلات تجلي مدنيين من محافظة السويداء جنوبي سوريا
  • شاهد.. عملية عسكرية إسرائيلية تستهدف حي الشجاعية وتسبب دمارا هائلا